من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : تجميد السلاح الروسي.. ووفد عسكري أردني إلى بيروت الفيصل أمام سلمان والحريري: لا فرصة لـ”الجنرال”!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع بعد الثلاثمئة على التوالي.
لا مبادرات محلية في الشأن الرئاسي، ولا ذكر للرئاسة في عواصم القرار، ولا شيء يتقدم على الأمن، بعنوان “الحرب على داعش”، ولو أن الطرفين السعودي والقطري، يستكملان حربهما السورية، ولا يترددان في إطلاق النار سياسيا على “حزب الله” عبر محاولة إدانته في “مجلس حقوق الإنسان” التابع للأمم المتحدة في جنيف، “من زاوية أدوار الحزب الخارجية.. وليس اللبنانية”، كما يردد المتابعون!
هذا الملف ظل بالأمس قيد متابعة ديبلوماسية من وزارة الخارجية التي حاولت التنسيق مع الجانب الروسي من جهة، ومع البعثة اللبنانية وبعثات أخرى في جنيف من جهة ثانية، لمنع ادراج فقرة الادانة في القرار المذكور.
لا مبادرات رئاسية لبنانيا، ومن يلتقي العماد ميشال عون في هذه الأيام، يجد الرجل مشدودا الى محاولة تمرير تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش، وذلك في اطار صفقة شاملة تقضي بتعيين العميد عماد عثمان مديرا عاما لقوى الأمن الداخلي، اذا استمر “الفيتو” القائم على العميد سمير شحادة!
واللافت للانتباه أن عطلة نهاية الأسبوع حفلت بأخبار عن زيارة قام بها وزير الخارجية جبران باسيل الى الرياض موفدا من العماد عون للقاء الرئيس سعد الحريري وبعض المسؤولين السعوديين. وعندما كان يُوجه السؤال الى باسيل عن صحة الخبر، كان يرد بإشارات غامضة، مفسحا المجال أمام الالتباس، قبل أن يبادر، أمس، الى نفي كل ما أشيع في هذا السياق.
غير أن أحد المتابعين يؤكد لـ”السفير” أن طائرة خاصة كانت في انتظار وزير الخارجية على مدرج مطار بيروت قبل ايام قليلة لتقله الى السعودية، لكن فجأة ألغيت الرحلة، ليصبح السؤال ما علاقة التأجيل بالزيارة التي قام بها وزير التربية الياس بو صعب الى العاصمة السعودية في الوقت نفسه؟
حسم وزير التربية الاجابة بقوله لسائليه، أمس، انه لم يكن مكلفا بأية مهمة، وأن زيارته، وهي الثالثة الى السعودية في غضون أقل من شهرين، جاءت وفق ترتيبات متصلة بمهمته الوزارية وليس السياسية، وأنه التقى نظيره وزير التربية السعودي ولم يلتق خلال الزيارة أي مسؤول سعودي أو غير سعودي هناك.
وفيما نفى وزير الخارجية، أمس، كل ما قيل في هذا السياق، تاركا الباب مفتوحا أمام احتمال قيامه بزيارة الرياض، ذكر مقربون من العماد عون أن باسيل كان ينوي السفر الى السعودية وأن الزيارة ألغيت على خلفية الاندفاعة السعودية المفاجئة في “مجلس حقوق الانسان” التابع للأمم المتحدة في جنيف لادانة “حزب الله” بسبب تدخله العسكري في الصراع السوري، الأمر الذي استوجب اطلاق حملة ديبلوماسية استباقية لمنع صدور القرار، برغم استنفار السعوديين والقطريين لاستجلاب أكبر عدد من الأصوات لمصلحة قرار الادانة!
هل أراد باسيل بإلغاء الزيارة تفادي إحراج مزدوج مع السعوديين من جهة ومع حليفه السياسي الأول “حزب الله” من جهة ثانية؟
ارتكز التوقيت السعودي على زلة “نأي بالنفس” (امتناع عن التصويت) من قبل بعثة لبنان في الأمم المتحدة في كانون الأول المنصرم، عندما صدرت ادانة في الجمعية العامة لتدخل “مقاتلين أجانب” في الحرب السورية بينهم “حزب الله”، وبدا واضحا أن السعوديين يريدون “التعمير” على الموقف اللبناني بتطوير الإدانة، وعندما تمت مراجعتهم من قبل بعثات عربية عن ازدواجية مواقفهم، أجابوا بأن دعمهم للحوار بين “حزب الله” و “تيار المستقبل” هو جزء من دعمهم للاستقرار اللبناني، وهم لا يعترضون على أداء “حزب الله” في الداخل، لكنهم كانوا وسيستمرون بتسجيل اعتراضهم على دور الحزب وايران وبعض الميليشيات العراقية الداعم للنظام السوري..
يذكر أن امتناع بعثة لبنان عن التصويت حصل قبل ايام قليلة من أول جولة حوار استضافتها عين التينة، وتبين لاحقا أن وزارة الخارجية لم تكن على علم بالموقف الذي قررته البعثة من تلقاء نفسها!
في غضون ذلك، قالت مصادر لبنانية تتردد على السعودية بشكل دوري لـ “السفير” أن الرئيس الحريري عقد اللقاء الذي كان مقررا بينه وبين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بعيد مغادرته بيروت، آخر مرة، بحضور وزير الخارجية سعود الفيصل الذي جدد خلال اللقاء رفضه القاطع لوصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية.
وأشارت المصادر الى أن الحريري حذر خلال اللقاء من مغبة استمرار الفراغ الرئاسي من زاوية تأثيره على الاستقرار.. واتفاق الطائف في آن معا، وأضافت أن القيادة السعودية تبدي تفهما لموقف الحريري حيال أهمية انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، مخافة أن يصبح لبنان ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات في ضوء أية تطورات اقليمية مستقبلية.
الديار : السنيورة : الحريري بكى على كتفي وقال الاسد أهانني وشتمني مشى الحريري بالتمديد مرغماً وقالوا له سيكون هناك لحود آخر
كتبت “الديار”: أمس كانت شهادة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة امام المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وامتدت شهادة الرئيس السنيورة قبل الظهر وبعد الظهر، وهي ستستمر اليوم أمام المحكمة لطرح عليه كل الاسئلة من الإدعاء والدفاع ومن قبل المحكمة.
كان الرئيس السنيورة متحفظاً في أجوبته، لم يحدد تحديداً واضحاً الامور كلها، بل كان يقول مثلاً عن محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة انها ليست محاولة شخصية بل تقف وراءها جهات كبرى.
لكن السنيورة لم يقل نصف الكلام بشأن الرئيس الحريري بل أخبر ما عاناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بشأن التمديد للرئيس اميل لحود، وفي روايته قال مقطعاً هاماً اذ ذكر: “اثناء توديعي من قبل الرئيس الحريري وضع الرئيس الشهيد رأسه على كتفى وقال لي الأسد شتمني أهانني وبهدلني. وبكى الحريري على كتفي وأنا لم ارد ان أضع السكين في الجرح لذلك لم اسأله عن الكلمات التي استعملها الرئيس بشار الاسد”.
وتابع السنيورة الحريري أفرج عن غيظه وغضبه أمامي مباشرة، وهذا أهم من أي قول سمعته من هنا وهناك عندما وضع رأسه على كتفي وباح لي بذلك.
وقال السنيورة ان ما حققه الحريري كان زورق النجاة للاقتصاد اللبناني الذي كان مهدداً ، وحتى قبل عقد باريس 2 لاحداث شرخ حتى وصل الأمر الى التهديد بتخفيض الليرة اللبنانية.
وأشار السنيبورة الى انه بعد باريس 2 ازدادت العراقيل في وجه الحريري ومشاريعه الحيوية، ووصل الى الحد الذي معه بدأ يرى انه من الصعب تحقيق اختراق لاعمار لبنان والسير بمشروع انمائي كبير يغير واقع الاقتصاد اللبناني، وذلك نتيجة عرقلة الرئيس اميل لحود الذي كان يحظى بدعم السوريين، او عبر الرئيس لحود عبر ما يستتنج من كلام السنيورة ان الرئيس لحود كان يحرض السوريين لتعطيل الرئيس مشاريع الحريري.
وقال السنيورة ايضاً لقد وصل الحريري الى مرحلة بدأ فيها يعد الجلسات المتعهدة من عهد لحود، وحتى المرونة لم تعد تنفع مع لحود.
اضاف السنيورة وصل كلام للحريري انه لم يكن رأي ثابت للأسد من مسألة التمديد للحود، واذكر ان خدام أخبره انه اجتمع مع الأسد الذي قال له انه لن يسير بفكرة التمديد.
تابعت الصحيفة، بخلاصة الموضوع يبدو ان الرئيس السينورة رئيس كتلة تيار المستقبل ركز على الرئيس بشار الاسد واعطى انطباعاً للمحكمة بان الخلاف الاساسي كان بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس بشار الاسد، وبين الرئيس الشهيد الحريري والرئيس اميل لحود وانه لولا التمديد للرئيس لحود لما حصل كل الذي حصل، ووضع السنيورة الشبهة في خانة الرئيس الاسد والرئيس اميل لحود.
هل هذا توجه لدى السنيورة ستأخذ به المحكمة ام ان السنيورة سيبقى شاهداً ويعبر عن وجهة نظره السياسية امام المحكمة؟
وهل باستطاعة المحكمة الاستماع الى شهادة الرئيس الاسد وشهادة الرئيس لحود؟
الجواب هو ان كل ذلك اسرار ووصلنا الى الاسرار الخطيرة في المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كل يوم باتت المحكمة اقرب اكثر واكثر من الخطورة، لان المحكمة تتحدث عمن اعطى الامر، ومن نقل الامر، ومن نفذ. ومن هنا الى تلك اللحظة لبنان في خطر والشخصيات في خطر والامور كلها في خطر كبير.
البناء : أمير قطر تموضع بين السعودية وإيران… والحوثيون على أبواب عدن خسرت الرياض رعاية الحوار والشروط المسبقة… فصارت الدوحة حزب الله يردّ على سليمان… وشهادة السنيورة لن تخرّب التواصل مع “المستقبل”
كتبت “البناء”: الرقص الأميركي على صفيح ساخن ما بين تفاهم الضرورة مع إيران وخصومة الأخوة مع “إسرائيل”، عبر تصريحات مرتبكة للرئيس الأميركي، تنقض بعضها بعضاً، تواصل بكلام للرئيس باراك أوباما عن تمسكه بحماية “إسرائيل” ودعمها لتبقى الأشدّ تفوّقاً في المنطقة عسكرياً، ثم بالإعلان عن التمسك بقيام دولة فلسطينية، وكذلك بالقول إنّ إيران لم تقدّم ما يجعل الاتفاق ممكناً، ثم مخاطبة إيران لتلقف الفرصة واقتناصها.
سيستمرّ هذا الرقص حتى الإعلان عن التفاهم المرتقب مع إيران، الذي سينتظر حضور الشركاء الأوروبيين الذين سيتولون ما تبقى من نقاط فضلت إيران عدم مناقشتها مرتين، والوصول بها إلى تسويتين، مرة في التفاوض الثنائي مع واشنطن، ومرة مع الشركاء في الخمسة زائداً واحداً، حيث فرنسا وبريطانيا ستحاولان المزايدة على الأميركي والتشدّد لانتزاع تنازلات جديدة، فيصير التفاوض الجامع هو الطريق لتفادي هذا البازار المفتوح.
بإنتظار غد الأربعاء الموعد المقرّر لاستئناف التفاوض، بقي اليمن مهيمناً على المشهد الدولي والإقليمي، حيث تمكن الحوثيون من تحقيق اختراق عسكري تمثل بالوصول إلى أبواب العاصمة الجنوبية عدن وقطع الطريق المؤدّي إليها من محافظات الضالع ولحج وأبين، بينما لوّحت السعودية بإرسال قوات “درع الجزيرة”، فرحّب الحوثيون بلحظة المواجهة، دون أن يتجرّأ السعوديون على التقدّم خطوة نحو التدخل، فتقدّم المبعوث الأممي لينتزع راية الدعوة إلى الحوار وتحديد مكانه من يد السعودية وهادي منصور، ويستثمر التقرّب القطري من إيران بعد زيارة الأمير تميم إلى طهران، وإدخالها في وساطة لإقناع الحوثيين بالقبول بالدوحة مكاناً بديلاً للرياض من جهة ومسقط من جهة أخرى، لاستضافة الحوار، فأخذ السعوديين من اليد التي توجعهم، حيث الجسم العسكري الوحيد الذي يقاتل ضدّ الحوثيين هو تنظيم “القاعدة”، وجاء بن عمر يتحدث علناً بهذا العنوان، محذراً من تسلّم “القاعدة” لجنوب اليمن، بسبب التعنّت في المواقف.
أبلغ بن عمر مجلس الأمن والأطراف المعنية أنّ الحوار سيكون في الدوحة، محلاً وسطاً بدلاً الرياض ومسقط.
اليمن إلى الحوار بلا شروط، لا تلك التي وضعها منصور هادي، ولا مجلس الأمن ولا مجلس التعاون الخليجي، فالحوثيون لن يسحبوا أيّ من قواتهم من المناطق التي تتمركز فيها، ولن يعترفوا بمنصور هادي كرئيس شرعي، والتفاوض سيتمّ على بديل متفق عليه لملء الفراغ الدستوري الناتج عن غياب رئيس يحظى بالإجماع.
تسابق المواجهة العسكرية إذا لم يتقدّم الحوار بسرعة، مع الحوار الذي يواجه تعقيدات كثيرة، سيبقي اليمن على فوهة بركان، سيتقرّر من حجم التقبّل السعودي للمتغيّرات مدى قدرة الحوار على تلافي المواجهة الشاملة، التي باتت قناعة الحوثيين أنّ عليهم الاستعداد لها ومواصلة التعبئة العامة نحوها، أمام كثرة المناورات التي لم تنتج شيئاً إلا التحضير للمزيد من الخطط السوداء وكسب الوقت للعودة للتصعيد.
لبنانياً، خصّص حزب الله رداً مفصلاً لكلام الرئيس السابق ميشال سليمان، متهماً إياه بطرح النأي بالنفس، لتغطية مشاركة مسلحين في الحرب ضدّ الدولة السورية، وبتناول سلاح المقاومة لحماية سلاح ميليشات الفتنة، بينما كانت شهادة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أمام المحكمة الدولية، موضوع تعليقات نواب ومصادر قريبة من حزب الله، أكدت أنّ شيئاً لن يتأثر في التواصل والحوار مع تيار المستقبل بسبب هذه الشهادة، لأنّ الحزب لا يقيم حساباً للمحكمة كلها أصلاً فلماذا يهتمّ بشهادة لا قيمة لها أمام محكمة لا قيمة لها.
محلياً يعود الاهتمام مجدداً إلى الجلسة التشريعية المُقرر عقدها الشهر المقبل. وتحضيراً لها تجتمع هيئة مكتب مجلس النواب اليوم برئاسة رئيس المجلس نبيه بري لوضع جدول أعمال الجلسة، والذي من المفترض أن يتألف من الاقتراحات والمشاريع التي أقرتها اللجان المشتركة، إلا أنّ الشغور الرئاسي وإصرار فريق 14 آذار على تشريع الضرورة سيحول دون ذلك.
وأكد النائب انطوان زهرا لـ”البناء” أنّ “الاجتماع اليوم هو للإطلاع من الرئيس بري على ما سيطرحه حول جدول الأعمال”. وأشار إلى “أن حزب القوات الذي لن يقاطع اجتماع الهيئة، لا يزال على موقفه من الهيئة العامة التي لن يشارك فيها إلا للبحث في قانون الانتخاب والموازنة العامة التي تتضمّن ملف سلسلة الرتب والرواتب”.
الأخبار : جنبلاط لا يخشى الانفساخ: رِجل عند حزب الله وأخرى عند النصرة!
كتبت “الأخبار”: لا يهمّ النائب وليد جنبلاط استدارة القوى الدولية للحوار مع الرئيس السوري بشّار الأسد، هو في سوريا مع “جبهة النصرة” المصنفة ارهابية “خطأ”. وفي لبنان، مع حزب الله على “الحدّ الأدنى”
لم يعد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يقصد مطعم الـBlue note في شارع المكحول الذي يبعد خمس دقائق عن منزله، بحجة زحمة السير. أما Toto، في شارع مار مخايل، فهو “بعيد جداً”. يستعيض عن ذلك بأحد المطاعم القريبة من منزله بين وقت وآخر، فيما يمضي غالبية وقته بين طوابق منزله الثلاثة. له وزوجته نورا طابق يستقبل كلبه “أوسكار” الضيوف فيه عند الباب، ولتيمور طابق، ولاستقبالاته الشعبية الطابق الأرضي حيث يحافظ صالون والدته على مقتنياته كما تركتها قبل عام ونصف عام. ولا شك في أن الصور الورقية تمثل الاهتمام الثاني لجنبلاط، بعد “أوسكار”، فهو يجلس قبالة المطبعة الصغيرة يظهّر الصور التي التقطها في زيارته الأخيرة لباريس، مستمتعاً بدقة الألوان مقارنة باستديوات السوق.
تسأله عن التفاصيل الصغيرة في السويداء وإدلب وغيرهما، فيبدأ من “الحلم العربي الكبير” الذي انتهى بوفاة الرئيس جمال عبد الناصر. يستذكر هذه الأيام، كثيراً، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. يتذكر وداعه الفدائيين مع محسن إبراهيم ومروان حمادة وجورج حاوي في مار الياس. ويعرّج، أخيراً، على الرئيس السوري حافظ الأسد “الذي أدخل قواته إلى لبنان بتكليف” من وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر. انهيار الحلم الكبير يدفعه إلى التمسك بالحلم الصغير: “أحاول إنقاذ هذه المجموعة البشرية الصغيرة من المغامرات”. سابقاً كان تحذيره من “انقراض الدروز” مجرد مزحة، أما اليوم فثمة خطر حقيقي. يحرص على عدم معاداة الإيرانيين أو الأتراك، ويرى، باختصار، أن الصراع العثماني ــ الفارسي لا يزال في بدايته. ثمة عقدة تركية في ما يخص الأكراد السوريين و”ربما أطماع بحلب”، مقابل هجمة فارسية على العراق واليمن وسوريا ولبنان.
بين هذين الماردين، ثمة طائفة صغيرة من الدروز، يتزعمهم من دون منازعة مع أحد في لبنان. إلا أن نفوذه وسطهم في سوريا ضعيف “بسبب إقصاء النظام السوري قبل عقود للقيادات الدرزية والعلوية لتعزيز تحالفه مع البرجوازيتين الدمشقية والحلبية”. و”آخر الرموز كان منصور الأطرش… توفي أيضاً”. يضيف: “حاولت إشراك بعض النشطاء، يتقدمهم خلدون زين الدين، في الثورة، لكنهم قتلوا. سعيت إلى تحييد السويداء عبر تمرد محدود على الخدمة العسكرية، فحاصر بعض الضباط المهووسين كعصام زهر الدين هذه المساعي. وهناك اليوم حرس ثوري في القنيطرة، ومساع لتطويع أهالي السويداء في ما يشبه الحشد الشعبي لاستخدامهم في مهاجمة جيرانهم أهل حوران. مع ذلك، سأتمسك بموقفي، علّ صوتي يخترق الحالة الدرزية القائمة في سوريا اليوم ويترك صدى”.
يقتنع من يستمع الى جنبلاط أنه يفترض أن في وسع الدروز الوقوف على الحياد بين الماردين المتصارعين. لدى سؤاله عن ذلك، يذهب أبعد في إشارته إلى قيادة الدروز سابقاً الثورة ضد تقسيم سوريا كانتونات مذهبية، قبل أن يشير إلى “عيشنا في لبنان ببلد تعددي وتنوعي، أما في سوريا فيسبح الدروز في محيط سنّي”. وعليه، يحرص على علاقة وطيدة بحزب الله هنا، مشيراً إلى اجتهاده لتنظيم الخلاف سياسياً وشعبياً مع الحزب في شأن النظام السوري.
كذلك يتمسك، في الوقت نفسه، بإمكان التفاهم مع “جبهة النصرة”، ويكرر أن “النصرة غير داعش التي خرج قياديوها من سجون نوري المالكي. وهي تسمى خطأً تنظيماً إرهابياً. هي تنظيم مختلف عن داعش يتكوّن من بعض المقاتلين الأجانب وأكثرية من المواطنين السوريين”. وعليه، لا تهمه التصنيفات الدولية لـ”قاعدة الجهاد في بلاد الشام” ولا الاستدارة الغربية في اتجاه التفاهم مع النظام السوري: “موقفي مبدئي ونهائي. أنا مع الشعب السوري أياً كانت التقلبات الدولية”.
النهار : شهادة السنيورة : صِدَام النظام الأمني والحريري قانون الانتخاب في “تشريع الضرورة” هل يمرّ؟
كتبت “النهار”: لم تخرج شهادة رئيس “كتلة المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في يومها الاول أمام المحكمة الخاصة بلبنان في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري عن المحاور الاساسية المعروفة التي تناوب شهود سياسيون آخرون على الادلاء بمعلوماتهم عنها. ومع ذلك، اتسمت هذه الشهادة بطابع “حدثي” نظراً الى كون السنيورة من أقرب الاشخاص الى الحريري ومن الاكثر التصاقاً به، والى اتساع الادوار التي اضطلع بها في ظل الحكومات التي رأسها الحريري وزيراً للمال ومن ثم رئيساً للوزراء عقب اغتياله. واذا كان من عامل اضافي أضفى على شهادته ميزة ظرفية وآنية ساخنة، فقد تمثل في اشتداد لافت لحملة سياسية – إعلامية عليه من خصومه عقب احياء الذكرى العاشرة لانتفاضة 14 آذار، الامر الذي رسم ملامح ربط ضمني بين الحملة ومثول السنيورة شاهداً أمام المحكمة.
ورئيس الوزراء سابقا الذي عرّف عنه ممثل الادعاء غرايم كامرون بأنه “الصديق المؤتمن على أسرار الحريري” أضاء على تجربة رئيس الوزراء الراحل مع النظام السوري بدءاً بمقارنة بين الرئيس الراحل حافظ الاسد وابنه الرئيس بشار الاسد، ملاحظا ان علاقة الحريري بالأسد الاب “كان فيها احترام وتواصل وهو ما لم يستمر مع الاسد الابن”.
تابعت الصحيفة، الى ذلك، وعشية اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب اليوم برئاسة الرئيس نبيه بري للبحث في موضوع عقد جلسات تشريعية للمجلس اعتباراً من مطلع نيسان المقبل، علمت “النهار” من مصادر نيابية أن توجها برز لدى “القوات اللبنانية” التي يمثلها في هيئة المكتب النائب أنطوان زهرا نحو الذهاب الى مناقشة وإقرار قانون الانتخابات النيابية إنسجاما مع مبدأ “تشريع الضرورة” نظرا الى شغور منصب رئاسة الجمهورية. ولفتت هذه المصادر الى ان الامر قد يطيح سعي الرئيس بري الى عقد جلسة عامة تشريعية في المستقبل القريب. وأوضحت ان “تشريع الضرورة” يشمل أيضا عدداً من المشاريع الملحة منها اقتراح قانون سلامة الغذاء واقتراح شمول الموظفين المتقاعدين بتقديمات الضمان.
وفي السياق الرئاسي ايضا، علمت “النهار” من أوساط مواكبة لتحركات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن الاخير في صدد دعوة سفراء الدول الخمس الكبرى الى الاجتماع في بكركي ليطلب منهم التحرك في اتجاه الدول المعنية بالاستحقاق الرئاسي من أجل الدفع نحو عملية إنجاز هذا الاستحقاق. وتأتي هذه الخطوة ضمن خيارات أخرى كانت مدار بحث وأبرزها دعوة القيادات المارونية الاربع للاجتماع مجدداً في الصرح البطريركي للبحث في آلية الترشح والانتخابات، أو إرسال لجنة من جانب البطريرك الى هذه القيادات للتشاور معها، لكن الراعي صرف النظر عنها لعدم وجود معطيات تفيد أنها ستثمر نتيجة سواء من حيث الاستجابة أو من حيث الفائدة. وفهم أن تحرك الراعي المستجد هو نتيجة حرصه على القيام بخطوة ما قبل توجهه الى فرنسا الشهر المقبل حيث سيطرح مع المسؤولين هناك الملف الرئاسي إنطلاقا من أن المبعوث الفرنسي فرنسوا جيرو بادر الى تحريك هذا الملف داعيا اللبنانيين الى ملاقاة التحرك الخارجي على هذا الصعيد.
ويشار في هذا الصدد الى ان وزيرة الفرنكوفونية والتنمية الفرنسية آنيك جيراردان اطلقت في نهاية زيارتها امس للبنان ملامح تحذير مقلق من امكان تجميد فرنسا قروضاً ميسرة للبنان قيمتها نحو 166 مليون أورو اذا لم تستعد الحياة السياسية اللبنانية نمطها الطبيعي على الصعد الرئاسية والتشريعية والوزارية قبل حزيران المقبل. وأشارت الى ان “انتخاب رئيس هو عنصر من عناصر الرد المطلوب، لكن هناك عراقيل اخرى كثيرة لا بد من ازالتها لئلا يضيع هذا المبلغ على لبنان”.
المستقبل : أكد أنّ الحرب على الحريري خلفيتها استتباع لبنان والخوف من شعبيته في سوريا السنيورة يشهد ضدّ بشار الأسد
كتبت “المستقبل”: الرحلة السياسية الطويلة التي اكتسبها الرئيس فؤاد السنيورة الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري على مدى اثنتي عشرة سنة، قدمها، في اليوم الاول من شهادته أمام غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الخاصة بلبنان، كمفهوم مع قليل من الوقائع، وكنهج مع ندرة من الأسماء، على الرغم من ان قضاة الغرفة برئاسة الاوسترالي دايفيد راي وممثل الادعاء العام غرايم كاميرون كانوا يحثونه على الرواية وعلى التسميات، من دون أن يساعدوا في ذلك، باستخراج حوادث وشخصيات وكيانات حزبية متوافرة لديهم في الملف.
اللواء : شهادة السنيورة: ترسم الإطار السياسي لظلم الحريري واغتياله باريس تربط المساعدات المالية بانتخاب الرئيس .. ومفاوضات العسكريّين تتقدّم مع اقتراب معركة القلمون
كتبت “اللواء”: شكلت شهادة الرئيس فؤاد السنيورة امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حدثاً قائماً بذاته. وبقدر ما أضاءت على محطات من الظلم والضيم والاستهداف للرئيس الشهيد من قبل الفريق الذي اصطلح على تسميته بجهاز الأمن اللبناني السوري المشترك، اعتبرت محاكمة بالوقائع والخبرة المباشرة من إحدى أبرز الشخصيات التي كانت قريبة من الرئيس الحريري، بحق مرحلة كاملة بكل ما لها وعليها. لا سيما بعد انتقال السلطة في سوريا واشتداد التأزم في الحقبة الممتدة بين أواخر آب 2004 إلى يوم الاثنين في 14 شباط 2005، وهو اليوم المشؤوم الذي أرّخ للزلزال الذي ضرب لبنان باغتيال الحريري، واغرق سوريا والمنطقة في دوّامة أزمات انفجرت في العام 2011 ولم تتوقف بعد.
الجمهورية : المشهد مُوزَّع بين لاهاي وجنيف ولا أموال لـ “داعش” في لبنان
كتبت “الجمهورية”: الحدث انتقلَ من لبنان إلى لاهاي لمتابعة وقائع شهادة الرئيس فؤاد السنيورة الذي عرضَ بشكل تفصيلي ودقيق للوقائع المتصلة بالتدخّل السوري في الشؤون اللبنانية، وتحديداً لجِهة التضييق على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعَرقلةِ كلّ مشاريعه الإصلاحية، والتدخّل بتسميةِ النوّاب على لوائحه، وتحديد حصّتِه الوزارية بثلاثة وزراء، وصولاً إلى “بَهدلتِه وشَتمِه وإهانته” في اللقاء الذي جمعَه مع الرئيس السوري بشّار الأسد في كانون الأوّل 2003. ولعلّ الجديد في كلام السنيورة في اليوم الأوّل هو إسقاطه لنظرية أنّ يدَ الحريري كانت مطلَقة في الاقتصاد، كما كان يروّج على قاعدة أنّ الحريري يتولّى الإنماء، والنظام السوري يتكفّل بالأمن، فأظهرَ بالملموس والتفاصيل أنّ يدَ الحريري كانت مكبّلة، والعقبات التي تعترضه كانت مبَرمَجة، من أجل إبقاء لبنان في غرفة العناية الفائقة، ومنعِه من التقاط أنفاسه واستعادة توازنِه وحضوره، وذلك لتبرير الوصاية، ليس فقط من الجانب السياسي بتصوير اللبنانيين قبائلَ غير قادرة على التوافق، بل أيضاً من الجانب الاقتصادي، بأنّه معرّض للانهيار في أيّ لحظة، لولا تلك الوصاية. وفي سياق آخر لفت أمس تلويح السعودية بإجراءات لحماية اليمن في موقف نوعي وجديد عبر عنه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بقوله: “إذا لم يتم إنهاء الانقلاب الحوثي في اليمن سلميا سنتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة”. ويأتي هذا الموقف عشية استئناف المفاوضات النووية مع إيران، وقبل أيام من القمة العربية، ويؤشر إلى عمق الأزمة، ومدى الاهتمام السعودي باليمن إلى درجة استعداد الرياض للتدخل العسكري.