ماذا سمعت شخصيات لبنانية من مسؤول أميركي في باريس : الشركات الأميركية قادمة الى لبنان وستستثمر في النفط يجب ضرب الفساد وخلق ادارة جديدة والأولوية لايران رضوان الذيب
يقول مرجع نيابي بارز لزواره «اذا وقع الاتفاق الاميركي – الايراني في اذار سيكون عندنا رئيس للجمهورية في نيسان» هذا الكلام للمرجع النيابي يتقاطع مع ما نقلته شخصيات لبنانية التقت مسؤولا اميركيا في باريس يرافق وزير الخارجية الاميركي جون كيري في زياراته على المنطقة حيث تركز كلام المسؤول الاميركي على ايران اولا وثانيا وثالثا والملف النووي الايراني والعلاقة بين الدولتين والارهاب، ومر بشكل عرضي على لبنان «على الواقف» مشيرا الى تفاؤل اميركي بالوصول الى حل وانحسار نقاط الخلاف حول ضرورة تعهد ايراني للعالم بسلمية البرنامج النووي مقابل اصرار ايراني على رفع شامل للعقوبات، رغم اعتراف المسؤول الاميركي بصعوبة المفاوضات.
ويؤكد المسؤول الاميركي ان الاتفاق الاميركي – الايراني سيكون له «ملاحق» بشأن محاربة الارهاب وتنسيق الخطوات وانتخاب رئيس في لبنان رغم ان المسؤول الاميركي لم يعط هذا الملف الاهتمام واصفاً اياه بأنه ليس معقداً كما يظن البعض، داعيا الى تحصين لبنان ضد الخطر الارهابي. لكن المسؤول الاميركي تحدث بتفاؤل عن مستقبل لبنان وباسهاب عن النفط والثروة النفطية الهائلة في لبنان واستثمار الشركات الاميركية في مجال النفط اللبناني، مؤكداً ان هذه الشركات ستأتي الى لبنان لكن ذلك يتطلب ادارة لبنانية سليمة، وتحدث عن موضوع الفساد في لبنان واستخدم كلمة «كنس» هذه الظاهرة وبأن ذلك ممكنا في المرحلة الحالية. ومن هنا دخل المسؤول الاميركي الى الاستحقاق الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس قادر على الاستفادة من النفط لمصلحة لبنان وفي ذات الوقت محاربة الارهاب واستئصاله.
وقد لاحظت الشخصيات اللبنانية مدى حماسة المسؤول الاميركي في كلامه عن ايران والاتفاق معها وبشكل عادي عن لبنان الا من باب الملف النفطي الذي اخذ الحيز الاكبر من حديثه، واوحى المسؤول الاميركي ان الاساس الان ايران.
وحسب استنتاج الشخصيات اللبنانية ان الحسم في الملف الرئاسي لم ينضج بعد، واميركا لن تتحرك قبل معرفة مسار الملف الايراني وتعود بعض الشخصيات اللبنانية الى التاريخ والى ما حصل عام 1958 مع الرئيس الراحل كميل شمعون عندما زار الموفد الاميركي الى المنطقة يومها مورفي الرئيس شمعون، قائلا له «فخامة الرئيس» ان حكومة بلادي تتمنى عليكم السير بانتخاب الرئيس فؤاد شهاب، وتريث الرئيس شمعون بالرد، وبعد اسبوعين عاد الموفد الاميركي والتقى الرئيس شمعون مكرراً نفس التمنيات بانتخاب الرئيس شهاب، وتريث الرئيس شمعون بالرد ايضا، وفي الزيارة الثالثة قال الموفد الاميركي للرئيس شمعون «لقد قررت حكومة بلادي المجيء بالرئيس فؤاد شهاب لقيادة البلاد وغادر مورفي منزل شمعون بعد دقائق، وعندها سارع الرئيس شمعون الى الاجتماع بنواب كتلته قائلا لهم «ستنزلون جميعا الى المجلس وتصوّتون للرئيس شهاب، ولا اريد اي نقاش وانتقل الى غرفة اخرى» فانهار النائب الراحل كاظم الخليل لدى سماعه القرار وعالجه النائب المرحوم البير مخيبر، رغم ان الجميع كان يعرف مدى معارضة الرئيس الراحل كميل شمعون لوصول قائد الجيش يومها الرئيس فؤاد شهاب لرئاسة الجمهورية، لكن القرار الاميركي اتخذ بالتوافق مع عبد الناصر بوصول فؤاد شهاب وحسمت الامور ووافقت القوى اللبنانية، والتاريخ الآن ربما يكرر نفسه فعندما يأتي القرار الدولي العربي سيلتزم الجميع، الذين يلعبون بالوقت الضائع، لكن الملف الرئاسي ليس اولوية حتى الآن.
وحسب المتابعين للاستحقاق الرئاسي، فان الظروف تغيرت ومعطيات المنطقة تبدلت واكثر ما يزعج قوى 14 آذار حاليا عندما يسمعون ثناء اميركياً يطال حزب الله ودوره في محاربة الارهاب. وهذا الكلام سمعه قادة 14 آذار من النائب الاميركي اللبناني الاصل راي لحود عندما تحدث بايجابية عن دور حزب الله في مواجهة الارهاب، ولم يصدق قادة 14 آذار ما سمعوه ولم يتلقوا الرسالة والمتغيرات الكبرى حيث لعبة المصالح تتحكم بالامور.
المنطقة دخلت مرحلة جديدة وبادوار جديدة ولا يجب وحسب المتابعين ان يتم الاستخفاف بالكلام الاميركي الذي نقلته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن تهديد اميركي ابلغ لنتياهو عن نقاش جديد داخل الادارة الاميركية بعدم استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الامن ضد القرارات التي تدين اسرائىل، وهذا التوجه الاميركي يحدث للمرة الاولى منذ قيام دولة اسرائيل وسيكون توجها للحزبين الديموقراطي والجمهوري لان السياسة الخارجية الاميركية ثابتة ولا تتغير في المجال الخارجي كونها مجال جهد مشترك لمراكز دراسات تقرر السياسة الاميركية ومصالحها، رغم ان التبدل الاميركي لن يكون سريعاً ولا يمكن التعويل عليه لكنه كلام جديد ولاول مرة وربما شكل مسارا جديدا سيترك تداعياته على كل المنطقة عبر تحالفات اقليمية جديدة وبروز دور جديد لايران التي اصبحت لاعباً اساسيا في المنطقة يتقدم بشكل سريع ولا يمكن تجاوزها وستترك اثارها على لبنان وسوريا والعراق وفلسطين وستشكل البداية لنهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة.
(الديار)