شؤون لبنانية

“السفير”: الخارجية تقود معركة دبلوماسية لمنع مجلس حقوق الانسان من ادانة تدخل حزب الله في سوريا

 

ذكرت صحيفة «السفير» ان هناك اتجاهاً لدى «مجلس حقوق الانسان» التابع للامم المتحدة في جنيف لإدانة حزب الله بسبب تدخله العسكري في سوريا، الامر الذي تحاول وزارة الخارجية منعه، من خلال معركة ديبلوماسية استباقية، متعددة الاتجاهات.

وفي التفاصيل، ان السعودية وقطر تقودان التحرك الضاغط الهادف الى تضمين البيان الختامي للاجتماع السنوي للمجلس فقرة تدين مشاركة حزب الله في القتال في سوريا، من باب التنديد بدور «المقاتلين الاجانب» في الحرب.

وقد أبدت الخارجية اللبنانية اعتراضاً على الصيغة المقترحة، وباشرت في اتصالات ديبلوماسية مع العديد من الدول الأعضاء في المجلس، للحؤول دون إقرار الفقرة المشكو منها، داعية الى الاكتفاء بالاشارة الى “المقاتلين الاجانب” وعدم التطرق بالاسم الى حزب الله.

ويركز لبنان الرسمي في موقفه على ان الاولوية في هذه المرحلة هي لتحصين الاستقرار الداخلي وتفادي كل ما يمكن ان يؤدي الى اهتزازه، وبالتالي فإن النص المقترح لهذه الفقرة في مشروع البيان الختامي لـ «مجلس حقوق الانسان» لا يفيد في حماية هذا الاستقرار.

وأظهرت الاتصالات التي أجريت حتى الآن ان هناك تجاوباً من قبل أكثر من دولة مع الطرح اللبناني الذي يحاول استقطاب أكبر نسبة تأييد ممكنة، في مهمة لا تخلو من الصعوبة.

والمفارقة في هذا المجال، ان الولايات المتحدة الاميركية أبدت نوعاً من التفهم للموقف اللبناني الرافض لإدانة تدخل حزب الله في سوريا، بينما تصر الرياض والدوحة على ذلك.

وفي معلومات «السفير» ان وتيرة الحراك الديبلوماسي اللبناني سترتفع خلال الاسبوع الحالي الذي يفترض ان يكون حاسماً في تحديد وجهة هذا الملف، وبلورة نتائج المشاورات التي تجريها وزارة الخارجية مع جهات عدة، علماً ان آخر المعطيات تفيد أن السعودية وقطر تتمسكان بإدانة الحزب.

وتحاول الديبلوماسية اللبنانية تحقيق نوع من التوافق المسبق على تعديل النص الذي يطال حزب الله، وصولا الى سحبه من مشروع البيان الرسمي الذي يجري تحضيره مسبقاً، لأنه في حال اعتماد خيار التصويت لحسم الخلاف، فإن لبنان سيخسر، كون موازين القوى الإجمالية داخل مجلس حقوق الانسان، ليست لمصلحته، في هذه المسألة.

وتجدر الاشارة الى ان لبنان كان قد نجح العام الماضي في منع إدانة حزب الله، بعدما تجاوبت الرياض والدوحة مع المساعي التي بُذلت آنذاك في هذا الاتجاه، بدعم من بعض الدول الكبرى، بينما تبدو الامور أصعب هذا العام، بفعل «عناد» هاتين الدولتين القادرتين على حشد دعم لهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى