من الصحافة الاسرائيلية
تابعت الصحف الاسرائيلية الصادرة اليومين الماضيين عدة موضوعات ابرزها تصريحات دنيس روس المستشار السابق للرئيس الاميركي باراك اوباما بان موقف الادارة الامريكية من اسرائيل سيتأثر بتشكيلة الحكومة الجديدة وبخطوطها العريضة في المجال السياسي، وحذر روس من الاتجاه المتزايد في العالم نحو نزع الشرعية عن اسرائيل داعيا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى طرح مبادرة سياسية وتوضيح الخطوات التي تنوي اسرائيل اتخاذها وذلك بغية نقل الكرة الى الملعب الفلسطيني.
هذا وذكرت مصادر دبلوماسية في القدس ان رئيس مجلس النواب الامريكي من الحزب الجمهوري جون باينر سيقوم بزيارة لإسرائيل في نهاية الشهر الحالي على راس وفد من الكونغرس.
قبل أيام من فتح صناديق الاقتراع وتوجه الناخبين نحوها، بدأ نتنياهو حملته الانتخابية المبنية على الترهيب والتخويف والتي أعطاها المحللون العنوان “قضي علينا”، واستعمل خلالها نتنياهو العرب في الداخل والولايات المتحدة وأوروبا والسلطة الفلسطينية وعزمي بشارة كفزاعات ليكسب الأصوات.
ويبدو أن نتنياهو قد ادرك تمامًا معنى الجملة التي قالها لينين “كلما زادت الأمور سوءًا، أصبحت أفضل”، فبحسب ما ذكره يوسي فيرتر في هآرتس وصل لطاولة نتنياهو قبل 10 أيام من الانتخابات استطلاع داخلي، جاء فيه أن 58% من المستطلعين يعتقدون أن نتنياهو هو من سيشكل الحكومة، عندها قال نتنياهو: ‘علينا أن نقلل النسبة إلى ما دون الـ50%’.
وفي هذه المسألة، أظهر نتنياهو أنه أكثر من يفهم نفسية المجتمع الإسرائيلي وكيف يوجهه للتصويت لصالحه، للمرة الرابعة على التوالي، حيث استغل ضعف تواجد حزبه الميداني خلال فترة الحملة الانتخابية لتحقيق الإنجاز. وبنى نتنياهو حملته الانتخابية على دراية مسبقة أنه كلما قلت قوته الانتخابية في استطلاعات الرأي، زادت فرصه بالفوز إذا استغل الطريقة الصحيحة لخلق تسونامي يجرف الأصوات لناحيته.
ووفر نتنياهو كل قواه وحيله حتى الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، عندما جاءت النتائج التي كان ينتظرها من استطلاعات الرأي ليبدأ خطته، إذ منحت نتائج استطلاعات الرأي التفوق للمعسكر الصهيوني بأربعة مقاعد على الليكود، وقال المحللون أن نتنياهو وحزبه يمكن أن يحصلوا على أقل من 20 مقعدًا.
ودقت ساعة الحسم لدى نتنياهو قبل أربعة أيام من انتخابات الكنيست، يوم الجمعة الذي سبق الانتخابات بدأ نتنياهو بحملته الانتخابية ‘قضي علينا’، حيث جمع كل رؤساء المستوطنات وقال لهم ببساطة أنه يقترح عليهم حزم أمتعتهم والبدء بالرحيل عن المستوطنات وإيجاد مكان للعيش، ‘يريدون إسقاطي، ليس بسببي بل بسببكم، لا تظنوا أن رأسي هو المطلوب هنا، الحكومات الأجنبية والأوروبية، الملياردات من الولايات المتحدة والمكسيك، عزمي بشارة من قطر، السلطة الفلسطينية، جميعهم يردون بيوتكم، يريدون أرض آبائنا‘.
بهذه الكلمات وهذا الأسلوب، استطاع نتنياهو صنع موجة جارفة تجرف في طريقها كل الأصوات لصالح حزبه، وخلال نهار الانتخابات بدأ بحملة ترهيب أخر لجمهور مصوتيه، واستعمل هذه المرة فزاعة المواطنين العرب في الداخل.