تبرير الارهاب… ارهاب الياس فرحات
شكل هجوم “داعش” على متحف باردو الوطني في تونس، ومقتل نحو 21 شخصاً، ضربة قوية للامن والاستقرار في تونس. الضربة جاءت في قلب العاصمة وقرب البرلمان فيما كان الارهاب ينشط في الجبال وعلى الحدود الليبية والجزائرية بالاضافة الى اغتيال القائدين السياسين الوطنيين العلمانيين بلعيد ومحمدي .
دأب العديد من السياسيين والاعلاميين العرب والمسلمين على تبرير الارهاب وخصوصا تنظيم القاعدة و”داعش” بالظلم اللاحق بالمواطنين جراء قمع الدولة وقهر الانسان العربي والمسلم، بالاضافة الى الغبن اللاحق بالمسلمين السنة في سوريا والعراق. هكذا اعتبر العديد ان “داعش” والقاعدة هي رد فعل على الظلم وليست فعلا ارهابياً.
في تونس سقطت هذه المقولة، ولا يوجد اضطهاد للانسان، ولا دكتاتورية مماثلة لتلك التي تقبض على مصير الناس، وحياتهم في معظم الدول التي تبرر الارهاب وتعتبره ردة فعل.
تونس هي الاكثر ديموقراطية بين العرب وفيها حكومة منتخبة باعتراف جميع القوى السياسية، وفيها تمثيل سياسي عادل لجميع المواطنين وحرية اعلام واحزاب سياسية وقوانين وضعية من الافضل في الدول العربية والاسلامية. اتسعت ديموقراطية تونس للاخوان المسلمين ممثلين بحركة النهضة التي دخلت البرلمان والحكومة بعدما تفردت بالسلطة لمدة ثلاث سنوات.
تونس دولة مسلمة بالكامل وعلى المذهب المالكي بالكامل ولا يوجد فيها اختلافات طائفية ولا اضطهاد طائفي تتذرع به الجماعات التي تبرر ارهاب “داعش” والقاعدة في سوريا والعراق وليبيا. مع ذلك ضربت “داعش” في تونس وفي قلب العاصمة.
القضية اذا,هي ارهاب منظم مدعوم من دول بهدف تدمير بنية الدولة والمجتمع في الدول العربية والاسلامية، وقد نجح الارهاب في ليبيا والصومال وبشكل جزئي في العراق وسوريا واليمن، وهو يحاول بكل ما اوتي من قوة ان يضرب الدولة المصرية والمجتمع المصري وفق تخطيط سياسي واعلامي وثقافي يتجاوز قدرة منظمات او افراد.
ان تبرير الارهاب باعتباره ردة فعل على ظلم مزعوم هو في منزلة وخطورة ترويج الارهاب ودعمه.