عبد الساتر للشرق الجديد: على السنيورة ان يراجع ويراقب الاحداث جيدا ليدرك ان ما قاله ليس سوى تحامل واتهام
أشار الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث لوكالتنا تعليقا على ما وصف به رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الدور الايراني في المنطقة، عندما حمل طهران مسؤولية اثارة الازمات والتسبب بالفتنة المذهبية، “انه من الملفت ان يكون هذا الخطاب الذي جاء عشية الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وتأسيس ما سمي بحركة 14 آذار ان يقذف عن كل المسببات وكل الدول التي صدرت الارهاب الى مختلف دول المنطقة لينفرد بالحديث عن الجمهورية الاسلامية الايرانية علما ان ايران وبكل موضوعية لم تدخل ابدا كعامل اساسي من عوامل الفتن المذهبية وربما هي من دفع عن نفسها آثار هذه الفتن التي هددت وضربت امنها في اكثر من مكان”.
وتابع: “لو عاد الرئيس السنيورة الى سجل الاحداث لادرك تماما ان كلامه لم يكن يستند الى اي شيء من الواقعية، لا على مستوى الاحداث وعلى مستوى الترابط الموضوعي، لان ايران كانت وما زالت تنادي على اساس انها دولة تحمل في مفهومها الوحدة الاسلامية وهي لذلك لم تألو جهدا في سبيل تحقيق هذه الوحدة، على الاقل بالمضمون السياسي العام، وكانت القضية الفلسطينية هي المرتكز الاساسي لهذه الوحدة بين العرب والمسلمين”.
وأضاف: ” مع الاسف هؤلاء لا يرون الا ما يريدون ان يرى من خلال رؤية ومنظار غيرهم، وهم ابواق لبعض القوى الاقليمية، وليس على السنيورة الا ان يراجع ويراقب الاحداث جيدا ليدرك تماما ان ما قاله ليس سوى تحامل واتهام لا يستند الى اي شيء من صحة المعلومات”.
وحول اتهام السنيورة حزب الله بتوريط اللبنانيين في حروب لا علاقة لهم بها خدمة لأهداف ايران ووضع ارواق تفاوضية بيدها، قال عبد الساتر: “في هذه الفقرة من هذا الخطاب الذي ربما كتب بطريقة كان يريد من خلالها ايصال الرسائل المتعددة الاتجاهات”.
وأضاف: “ان يكتفي السنيورة بتحميل مسؤولية ما يجري من استفحال للإرهاب في المنطقة، على انها بسبب النظام في سوريا ومشاركة حزب الله ودعم إيران، طبعا هذا الكلام كان يريد البقاء على هذه الثلاثية التي ترد على ثلاثية اخرى رفعها حزب الله في الداخل اللبناني سنوات وسنوات طويلة وكان معه في هذه القاعدة الكثير من الشعب اللبناني وهي الجيش والشعب والمقاومة، ربما اراد السنيورة ان يقول ان سوريا وحزب الله وايران هي الثلاثية التي ذهب اليها اسلافه او اقرانه او اسياده الاميركيين، عندما قالوا ان محور الشر فيه على سبيل المثال ايران وكوريا الشمالية وسوريا”.
وختم : “لكن ان يتهم حزب الله بانه يقدم اوراق اعتماد للإيرانيين او يعمل بوحي منهم هذا ايضا ما تفتقده الوقائع لان حزب الله اثبت انه يتعامل مع الاحداث بمنطق رؤيته وليس بمنطق الاستتباع والاستلحاق كما هو حاصل بالنسبة لتياره ولـ14 آذار عموما التي لا تنفخ الا بأبواق الفتنة والابواق الاميركية والسعودية اذا لم نقل اكثر من ذلك”.