قرار كحلون: يوسي بيلين
لقد كان واضحا منذ اسابيع طويلة أن كتلة الوسط ـ يمين وكتلة الوسط ـ يسار ستحظى كل واحدة بـ 55 مقعدا. «المعسكر الصهيوني» والليكود كانا متعادلين في قوتهما. عندما كان أحدهما يتجاوز الآخر كان ذلك دائما على حساب احزاب اخرى من كتلته. كان واضحا أن حزب «كلنا» برئاسة كحلون سيكون حزب المحور بدون صلة بعدد مقاعده، نظرا لأنه بقي الوحيد الذي لم يُبين نواياه من الانضمام إلى هذا المعسكر أو ذاك بعد الانتخابات.
إن نجاح نتنياهو يكمن في حقيقة أنه لم يُهزم (خلافا لاغلبية الاستطلاعات في الاسبوع الماضي). لكن مشكلته الأساسية هي فقدان مقاعد ايلي يشاي، وعدا ذلك لا توجد مفاجآت في نتائج الانتخابات، وقرار كحلون هو الذي سيحسم الانتخابات. قرار الانضمام إلى حكومة برئاسة الليكود من شأنه أن يكون طبيعيا بالنسبة لـ «كلنا»، حيث أن رئيس الحزب ومعظم اعضاء الكنيست الجدد فيه هم اشخاص جاءوا من صفوف الليكود. بصورة عامة من جاء من الصفوف هو الذي اخترق الخطوط، وهو لم يقم بذلك من اجل العودة إلى الصفوف بل من اجل التوجه إلى طريق اخرى.
العودة إلى صفوف الليكود من شأنها أن تُفسر كاعتراف بخطأ ترك الليكود.
الطلب من الجانبين اقامة حكومة وحدة وطنية، والاعلان من البداية أنه اذا رفض أحد الجانبين ذلك فانه سينضم إلى معسكر آخر، هو الطريق الاسهل. هكذا يظهر كحلون كرجل وحدة يكره المشاكسات الزائدة، واذا رفض أحد المعسكرين المشاركة في حكومة الوحدة فسيكون من السهل عليه الشرح لمؤيديه وللجمهور أنه بذل كل ما في استطاعته من اجل وحدة الشعب وأنه «يعاقب» رافضي الوحدة بانضمامه إلى خصومهم. المشكلة هي أن عليه النجاح في أن يفرض على الحزبين اقامة حكومة وحدة وطنية بالتناوب، وعندها سيكون هو الخاسر الحقيقي. في هذا الوضع ليس فقط من الصعب التصديق أنه سيحصل على حقيبة المالية المأمولة، بل لن يكون هناك أي مبرر للحزبين الكبيرين لتبني برنامجه الاقتصادي.
يجدر بكحلون العودة إلى قصة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في 1984 عندما فرض عيزر وايزمن على الليكود والمعراخ تشكيل حكومة وحدة وطنية ووجد نفسه في منصب غير مهم، وزيرا للعلوم، بدون أي تأثير في حكومة استندت إلى ائتلاف من 98 عضو كنيست.
الخيار الثالث، حسب رأيي، هو الاكثر جرأة، لكن من شأنه ايضا أن يكون الاكثر جدارة. وهو الارتباط بالمعسكر الصهيوني من خلال أخذ تعهد بأن يتم تبني مباديء برنامجه الاقتصادي من قبل المعسكر الصهيوني. في وضع كهذا ستنشأ فورا «كتلة مانعة» تجبر رئيس الدولة على القاء مهمة تشكيل الحكومة على هرتسوغ، وبعد ذلك يصبح احتمال تشكيل حكومة خسب الشروط المسبقة لكحلون، كبيرا. لن تكون هذه خطوة طبيعية لمن جاء من الليكود، لكن اذا كان قلبه هناك ـ فسيكون ذلك هو الامر الصحيح للقيام به.
إسرائيل اليوم