كشف المستور بين الحريري ونصر الله الياس فرحات
من حق اللبنانيين ان يعرفوا حقيقة العلاقة بين السيد حسن نصر الله والرئيس الشهيد رفيق الحريري. رحل الحريري وراجت روايات مختلفة عن حقيقة العلاقة، هل هي علاقة شخصية؟ او هي علاقة بين تيار المستقبل وحزب الله؟ او هي تقاطع لعلاقة ايران مع المملكة العربية السعودية؟
ظهرت اولى الاجابات في مقابلة اجراها على شاشة الميادين الاعلامي سامي كليب مع مصطفى ناصر الشخص القريب من الحريري ونصر الله. اوضحت المقابلة مدى العلاقة الشخصية الحميمة بين الرجلين .
وصف ناصر العشاء البسيط الذي كان يقيمه السيد في منزله ويتألف من خضار وطبخات منزلية عادية بعيدة عن التكلف والتصنع. عندما احس الحريري بالخطر على نصر الله عرض عليه المبيت في منزله مؤكداً ان ذلك يضمن سلامته كاي من افراد عائلته.
روى ناصر ان الحريري لاحظ خللاً في مشية نصر الله فقال له ان ذلك ناتج الم في الظهر بسبب الحذاء الذي ينتعله. بعد فترة اهدى الحريري لنصرالله اربعة ازواج احذية شاهد ناصر السيد ينتعل احداها ذات مرة. انها علاقة تشمل المأكل والملبس والمأمن. من دون شك ان هذه العلاقة لم تكن حميمية بهذا الشكل لولا توافق الرجلين على غالبية الامور السياسية ومناقشة اي اختلاف بينهما وتسويته بالنقاش المستمر.
كانت المسألة السياسية الاساسية سلاح المقاومة حيث اكد ناصر ان موقف الحريري كان التمسك بالسلاح لحين توقيع اتفاق سلام قال انه لن يوقعه الا بعد ان توقع سوريا. نقل ناصرعن الحريري ان سلاح المقاومة يعود للدولة فورا بعد توقيع اتفاق السلام. كلام معقول يفسر العلاقة بين الرجلين.
لم يكن هناك منافسة مذهبية في العلاقة ولا محاصصة ايضا انما ساد التفاهم والتعاون. خلال عدوان “عناقيد الغضب” الذي شنته اسرائيل على لبنان في ابريل نيسان 1996، قام الحريري بجولات دبلوماسية في اوروبا والولايات المتحدة افضت الى وقف اطلاق النار والتوصل الى تفاهم نيسان الخطي الذي اعترف رسميا بالمقاومة في الاراضي اللبنانية المحتلة حيث إعتُبر ذلك انجازا دبلوماسياً وسياسياً لبنانياً تاريخياً.
ترى هل شاهد المقابلة الجمهور الذي يستيقظ على شتم المقاومة ويمضي نهاره في انتقاد حزب الله وينام على نغم التلويح بالخطر الشيعي؟
ان محاولات تزوير واقع الشهيد رفيق الحريري واظهاره بأنه كان معادياً للمقاومة باءت بالفشل، وجاءت شهادة مصطفى ناصر لتؤكد حقيقة الرجل وتبطل الادعاءات المعادية. ان تزوير تاريخ رفيق الحريري واستغلال شهادته هو اغتيال اخر لهذا الرجل.
عسى أن يعود البعض الى رشده ويحيي ذكرى الشهيد بالحرص على المقاومة وسلاحها كما كان الشهيد يؤمن ويعمل.