رياح تغيير في الأجواء: عوزي برعام
منذ سنوات طويلة يبث اليسار والوسط الصهيونيان رسائل معيبة. رسائل تتصف بقلة الايمان الحقيقي بالقدرة على التغيير. الديانات التي تجذرت هنا تشير إلى الايمان بالله، ولكن باستقرار بشكل اتوماتيكي تقريبا إلى جانب كل اليمين القومي. ففي عملية الجرف الصامد كان الشارع على حافة النازية الجديدة.
على مدار فترة طويلة البديل، لم تشمل فقط حزبا واحدا، لم تؤمن بقدرتها ان تحكم، واكتفت بمحاولة تذييل صوت من هنا وصوت من هناك. ليس اكثر. التصويت في المدارس وفي البقالات يظهر ان الاتجاه قد تغير. المزيد المزيد من الشباب جاهزون لادارة ظهورهم إلى اليمين الصعب بشخص بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت. التقيت مؤخرا شابا من القدس ابنا لعائلة يمينية مع تقاليد قوية من ايام الاتسل. وبينما كنا نتحدث قال لي فجأة بفخر: «انا ميرتس، واصدقائي المقربين يصوتون لحركات بديلة لليكود. حتى عمير بيرتس، الذي قاد النضالات من الارصفة والى رئاسة الهستدروت وحزب العمل، يقول انه بناء على ما يدور في الساحة، هناك تغيير في آراء الجمهور، ليس تحولا كاملا، ولكن عبارة «لا بيبي بعد» تم استيعابها وانتشرت.
عندما تم تعيين مائير دغان رئيسا للموساد كنت متفاجئا وخائب الامل. فقد كان ناشطا في صفوف الليكود في انتخابات العام 2001، وبدا لي رمزا يمينيا، صقريا متحمسا. وبعد ان خدم تسع سنوات متتالية في الوظيفة، ها هو يتعالى على منصة الاوجاع والمرض، ويحاول تجنيد مواطني اسرائيل ضد الخط الذي تنتهجه حكومة بيبي هذه الايام.
وشبتاي شابيط؟ التقيته العديد من المرات في السنوات الاخيرة، وغالبا ما كنا نختلف في مواقفنا. فهو يبدو لي صقرا يمينيا حادا، ولكنه انسان حكيم من جهة اخرى. فعندما يكتب شخصا مثله مقالا حول الحق باستبدال السلطة، فإن ذلك قول يعبر عن جميع تجاربه وقلقه حول المستقبل تحت قيادة نتنياهو.
صحيح، ان هذه جميعها جزئيات لا تدلل بشكل اجباري على قاعدة عامة، ولكن مع كل ذلك، يبدو جيدا امام اعيننا ان هناك تحول ما. على الرغم من ان عملية حسابية بسيطة تميل حتى الان إلى جانب نتنياهو ـ فالمجموع الاجمالي قد يمكنه من البقاء في السلطة ـ ولكن من المسموح إظهار قليل جدا من التفاؤل والايمان: فيتسحق هرتسوغ يحظى بالمزيد من المشروعية، يائير لبيد يثبت قدرة على البقاء، الهلع تجاه مصير ميرتس ستساعده في اجتياز نسبة الحسم، واليقظة في اوساط العرب من سكان اسرائيل استعدادا للانتخابات يؤثر على الصورة الشاملة، ويشكل قوة موازية لبينيت ومارزل.
من الصعب تغيير رأي معسكر قليلي الايمان، الذي يحسب حسابات، والذي يفكر تفكيرا قطعيا ويترفع عن التغيير. ومع كل ذلك، مع انه غير مؤكد، الا ان تغييرا كهذا ممكنا.
نتنياهو يقارن نفسه بونستون تشرتشل. هذه مقارنة مشكوك فيها، ولكن اذا كان لا بد من ذلك، فيجب ان نذكر ان تشرتشل قد خسر في انتخابات 1945، على الرغم من نصره المؤزر في الحرب، فالشعب اراد قيادة مع اجندة مختلفة. وفي هذه الانتخابات يبدو ان الناخبين الاسرائيليين يريدون اجندة مختلفة. انهم يريدون حلا لازمة السكن وانهيار الطبقة الوسطى. وهم يريدون ايضا املا، بدل من رحلة التخويف المستمر. ربما ذلك يؤدي إلى سلطة جديدة. يجب ان نؤمن وان نعمل لهذا.
هآرتس