الرحباني للشرق الجديد: الاتفاق النووي الايراني سينسحب على اتفاقات اقتصادية وتسويات اقليمية
أشارت الباحثة الاكاديمية الدكتورة ليلى نقولا الرحباني في حديث لوكالتنا انه “سواء حصل الاتفاق بين إيران والدول 5+1 حول النووي الايراني او تم تأجيله الى بضعة أشهر اضافية، هذا بطبيعة الحال يعني ان ايران استطاعت ان تفرض نفسها لاعبا معترف به على الساحة الاقليمية وقد اعترف الاميركيون في نهاية المطاف اولا بحق ايران في التخصيب السلمي وبأن لها نفوذا ودورا اقليميا فاعلا لا يمكن نكرانه او تخطيه خاصة في ساحات مثل اليمن والعراق وسوريا ولبنان والكثير من الدول الاقليمية الاخرى”.
وقالت: “ان تزامن حق ايران في التخصيب النووي والاعتراف بنفوذها الاقليمي في المنطقة يعني ان محور المقاومة قد فرض نفسه لاعبا اقليميا وان كل هذه الهجمة التي بدأت مع ما يسمى الربيع العربي لاجتثاث المقاومة او لإلغاء فكرة المقاومة من اذهان الشعوب العربية قد تم تخطيه وان المشروع الاميركي بالرغم من انه ما زال مشروعا قويا ويستعمل ادوات مختلفة تتبدل مع تبدل الظروف لكنه مشروع متراجع في الشرق الأوسط.
وأضافت: “ان التفاهم مع ايران حول برنامجها النوويسينسحب اتفاقات اقتصادية تحتاجها اوروبا والولايات المتحدة الاميركية مع ايران، لافتة، “نعم تحتاجها ايران ولكن ايضا يحتاجها الغرب لان السوق الايراني هو سوق واعد وفيه الكثير من المواد الاولية وهو موضوع مهم وحيوي للطرفين فايران تحتاج الى ان تنعش اقتصادها بعد هذه الفترة الطويلة من العقوبات التي انهكت الاقتصاد الايراني بشكل شديد وتأمين فرص عمل لشبابها، بالمقابل الاوروبيون يريدون فتح أسواق جديدة مع إيران ويتسابقون على هذا الامر”.
واعتبرت: “ان هذا التفاهممن الناحية السياسية سوف يكرس إيران في موازنة الاستقرار الاقليمي في الشرق الأوسط فالغرب بشكل عام في النهاية يحتاج الى ما يشبه القوى الاقليمية التي تلعب دور التوازن في المنطقة، وايران كرست نفسها في الحيز الشيعي بانها دولة اقليمية لا يمكن لاحد ان ينافسها ولكن لا تستطيع باي حال من الاحوال وواقعيا ان تمد نفوذها الى الحيز السني لكي تفرض نفسها ايضا لاعبا اقليميا يكرس الاستقرار في المنطقة بفردها، لذلك التنافس الان سوف يكون بين من هي الدولة السنية المؤهلة لكي تقوم بالدور الموازن المقابل لإيران على الساحة العربية والاسلامية، وأشارت الى “ان هناك تنافس بين عدة دول منها تركيا والسعودية، كما سيكون لمصر دور، وهذه الهجمة التي نشهدها اليوم على مصر ووجودها في عين العاصفة يشير الى انها مؤهلة لان تلعب هذا الدور، لذلك نلاحظ الكثير من المعوقات او المشاريع الان تحاول ان تحد من قدرتها على القيام والنهوض من بعد ما خلفه الاخوان المسلمون من كوارث اقتصادية واجتماعية وسياسية”.