مليارات الدولارات تدفع لتشويه صورة «حزب الله» محلياً وعربياً ودولياً رضوان الذيب
مليارات الدولارات تدفع من واشنطن ودول خليجية لتشويه صورة حزب الله حسب مصادر عليمة ومتابعة للملف، رغم ان هذه الحملة ليست بالجديدة، واعترف رئيس المخابرات الاميركية سابقا بتخصيص مبلغ 500 مليون دولار لتشويه صورة «حزب الله» ولم تؤد غرضها، لكن الحملة ارتفعت في الاونة الاخيرة عبر الوسائل الاعلامية المطبوعة والمرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي لتشويه صورة الحزب ووصل البعض الى حد اتهام الحزب بأنه مع «داعش» وجهان لعملة واحدة.
وحسب المصادر المتابعة للموضوع فان الجميع يدرك في لبنان النموذج المثالي والاخلاقي والانساني لتعامل حزب الله مع اللبنانيين ومع المسيحيين في الجنوب، حيث لم تسجل ضربة كف واحدة في اي قرية جنوبية عام 2000، بعد الانسحاب الاسرائيلي، حتى العملاء لم يتم التصرف معهم كما مع العملاء في كل دول العالم، رغم ان الكثيرين كانوا يراهنون على انتقام حزب الله وغرقه بلعبة الدم الداخلية، لكنه تصرف بطريقة نموذجية أذهلت كل القوى المتابعة للملف اللبناني، بينما الجميع يدرك كيف تصرفت الاطراف اللبنانية بعد الانسحابات من الجبل وشرق صيدا واقليم الخروب وماذا حل بالمسيحيين والدروز، وكم كلفت البلد هذه اللعبة القذرة، فيما قدم حزب الله النموذج الراقي في الجنوب وما زال. بالمقارنة فان تصرفات البعض مع الدخول الاسرائيلي الى البلد توازي جرائم «داعش» واكثر، ولا احد «ينسى» والكل يعترف ويقر بتلك المرحلة غير الخافية على احد، والتاريخ ليس ببعيد.
وتتابع المصادر عينها ان المقاومة قدمت النموذج «الانقى» لبنانياً وعربياً وعالمياً في كيفية دحر الاحتلال الاسرائيلي وتحرير الارض، وهزيمة الجيش الذي لا يقهر، وصانت الارض وحررت البلاد بالدم، وليس بالمفاوضات، ومنعت الاسرائيلي من الاعتداء على «شجرة» لبنانية ولم تعد اسرائيل تدخل و«تعربد» وتصل الى مطار بيروت في ساعات و«موسادها» ينتشر هنا وهناك، وتوازن القوة بفضل المقاومة اجبر اسرائيل على الالتزام بالقرار 1701 والقرارات الدولية، فيما كل القرارات الاخرى كانت حبراً على ورق.
وحسب المصادر فان لبنان لا يستطيع اخراج نفطه واستغلاله الا من خلال معادلة السيد نصرالله «النـفط مقابل النفط»، «نفطنا مقاــبل نفطهـم»، وهذا هو الاسلوب الذي تفهمه اسرائيل وبدونه لا نفط ولا ماء ولا ثروات.
وتتابع المصادر ان مقاتلي حزب الله بغض النظر عن دخولهم الى سوريا أو عدمه، يقدمون الشهداء في مواجهة قوى تكفيرية «باعتراف كل العالم» تهدد الجميع ولولا تصدي حزب الله والجيش لكان هؤلاء في قلب المناطق اللبنانية يفرضون معتقداتهم، بالاضافة الى ان حزب الله هو القوة الوحيدة التي تقاتل هؤلاء بشكل فاعل على الارض وبالتالي تحمي لبنان وسوريا وكل المنطقة، فيما ضربات التحالف الدولي لم تؤد اغراضها، وبالتالي فان من ينتقد حزب الله يكون شريكا لـ«داعش» في ممارساته وتعميم تصرفاته، فيما احقاد البعض «تعمي» بصيرتهم، عما يحصل لمسيحيي العراق وسوريا ولبنان وكل الاقليات وحتى للسنة والشيعة، والصورة واضحة للناس.
وتضيف المصادر : دخل حزب الله الى سوريا وكل مخابرات العالم المعادية للحزب لم تسجل عليه حادثة واحدة انه اعتدى على مواطن او اي اسير «داعشي» او من «النصرة» وقدم نماذج اخلاقية في كل المناطق التي سيطر عليها، فيما ممارسات «النصرة» و«داعش» اعترف بها العالم ووصلت الى كل الدول. كما ان ممارسات التنظيمين المذكورين لجهة تدمير الآثار العربية والاسلامية تمثل اكبر مجزرة، فيما حزب الله حافظ على كل الاثار. والثورة الاسلامية الايرانية قدمت نموذجا في التعامل مع الاثار العربية والاسلامية ان كان في ايران او في المناطق التي يقاتل فيها «فيلق القدس» وحتى الاثار التي تتعارض مع معتقداتهم، حافظوا عليها ومنعوا اي مس بها.
وتؤكد المصادر العليمة ان الحملة على حزب الله اسرائيلية واميركية وخليجية الهوى وتعود الى قدرة الحزب على توجيه ضربة قوية لاسرائيل في مزارع شبعا ردا على عملية القنيطرة واستعادة هيبته بالاضافة الى الانجازات الذي حققها الجيش السوري وحزب الله وفيلق القدس في سوريا والتي بدلت موازين القوى وجعلت البعض يخرج عن طوره، رغم ان انجاز حزب الله في سوريا لجهة ضرب القوى التكفيرية هي لمصلحة كل شعوب ودول المنطقة.
وتضيف المصادر ان عملية حزب الله الاخيرة في مزارع شبعا قوبلت برد شعبي فلسطيني وعربي مؤيد لنهج المقاومة ولهذا الخيار، وتعاملت وسائل التواصل الاجتماعي العربي والخليجي باهتمام بالغ مع عملية الحزب وتأييدها والاشادة بقيادته ومقاتليه. مقابل ذلك كانت ردة الفعل الرسمية الخليجية وبعض العرب «هستيرية» بشن حملة «منظمة وممنهجة» لتشويه صورة الحزب لدى الشارع العربي وتشبيه ممارساته بممارسات «داعش» علما ان حزب الله كان من اول المبادرين للتصدي لهذا الخطر مع الرئيس الاسد وايران ولو سمع منه العرب لما وصلت الامور الى هنا.
وتختم المصادر بالمقارنة، ممارسات حزب الله حولته لاكبر لاعب محلي واقليمي ودولي، وممارسات ايران حولتها الى اكبر قوة لا يمكن لاي كان القفز فوق دورها، فيما ضعف الدور العربي شرذم الدول العربية واغرقها ببحر من الدماء والدموع. فالدور لا يشترى بالمال والصفقات ولا يحققه الا العظماء، والوقائع على الارض تثبت ذلك. اما الحملات فكانت وستستمر وستبقى لكنها ليست الا قصورا من «رمال» تجرفها موجة صغيرة.
فالحملة على الحزب مستمرة لتشويه صورته ورصدت لها مليارات الدولارات بعد فشل كل المحاولات العسكرية والاستخباراتية للنيل منه ومن صورته النقية لدى الشارع العربي والاسلامي.
(الديار)