بعثة تمهيدية لوقف القتال في حي صلاح الدين زياد حيدر
أنهى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا جولة محادثات سريعة في دمشق، وتوجه إلى بيروت، على أن يعود بعد يومين إلى العاصمة السورية، للاطلاع على سير نتائج محادثاته الأخيرة.
واتفق الجانبان على «إرسال بعثة من مكتب المبعوث الأممي بدمشق إلى حلب للاطلاع على الوضع فيها». وقال مسؤول رفيع المستوى، لـ «السفير»، إن «الحكومة السورية أخبرت المبعوث الأممي أنها ستهيئ الأجواء والظروف بما يضمن سلامة البعثة التي ستصل إلى حلب قريباً».
وأجرى دي ميستورا جلسة مباحثات مطولة في وزارة الخارجية أمس الأول، اتفق على استكمالها خلال هذا الأسبوع بعد زيارة قصيرة لبيروت سيجري خلالها اتصالات «غير ممكنة «من داخل العاصمة السورية، وتتضمن التواصل مع الطرف الآخر، وبينهم زعماء المجموعات المسلحة.
وكان وزير الخارجية وليد المعلم استقبل دي ميستورا والوفد المرافق له، بحضور نائب الوزير فيصل المقداد والمستشار أحمد عرنوس، وجرت خلال اللقاء متابعة النقاش حول خطة التجميد في حلب.
ورفضت عدة مصادر، تحدثت إليها «السفير» في دمشق، الخوض في التكهنات حول موعد محتمل لإعلان بدء فترة التهدئة الممتدة لستة أسابيع، والمستندة إلى وقف القصف الجوي بكل أشكاله، وإدخال مساعدات إنسانية، علماً بأن المنطقة المعنية بقيت محصورة بحي صلاح الدين وسط حلب.
وقال مصدر، طلب عدم نشر اسمه لـ «السفير»، إن المبعوث الأممي، يرغب في الوصول إلى إعلان سريع لهذه التهدئة، وأنه كان متفائلا بإمكانية التوصل لاتفاق خلال هذه الزيارة، «إلا أن تفاصيل لوجستية مهمة ما زالت الحكومة السورية تصر على وضوحها، تتعلق بالطرف الآخر، تعيق هذا الإعلان»، فيما قال آخر إن «الأمور ما زالت بحاجة لمزيد من الوضوح قبل الخوض في تكهنات محتملة».
وأحاط دي ميستورا الجانب السوري بجدوى لقاءاته السابقة التي شملت وفداً من «الائتلاف الوطني» المعارض، حيث اقنع المبعوث الأممي رئاسة «الائتلاف» بتشكيل لجنة مختصة بالتواصل مع بعثته، كما دعاهم لاتخاذ موقف إيجابي من فكرة التهدئة.
وفي المقابل، أعلن «الائتلاف» تشكيل «لجنة تشاورية»، كمرجعية للجنة التفاوض في جميع المواضيع التي تهم وتخص المفاوضين. وذكرت صحيفة «الوطن» أنه جرى الاتفاق، خلال اجتماع في مدينة كيليس في تركيا الذي عقدته أمس هيئات وقوى عسكرية ومدنية تمثل «الحراك الثوري» بحلب الاتفاق على «لجنة تفاوض» مكونة من سبعة أشخاص، مهمتها التفاوض مع دي ميستورا بشأن مبادرته «تجميد القتال في حلب».
وتنحصر مهام اللجنة المشكلة بحصر كل الاتصالات والردود مع المبعوث الأممي معها، لعرضها على ما يسمى «هيئة قوى الثورة في حلب». وتتألف «لجنة التفاوض» من عبد الجبار العكيدي ومحمد العبد الله وزكريا ملاحفجي وبسام حجي مصطفى وحسين حمادة ومحمد خير أيوب.
لكن «هيئة قوى الثورة في حلب» رفضت، في بيان، خطة دي ميستورا، معتبرة انها «جزئية». وذكرت، في بيان، «نعلن رفض اللقاء مع دي ميستورا الا على ارضية حل شامل للماساة السورية يتضمن رحيل (الرئيس بشار) الأسد وأركانه ومحاسبة مجرمي الحرب منهم». وطالبت بأن تشمل الخطة كل المناطق السورية.
وزار دي ميستورا ديراً قرب دمشق تستخدمه الطائفة الاشورية، للتعبير عن تضامنه مع المسيحيين الاشوريين المخطوفين لدى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»-»داعش».
وزار دي ميستورا دير ابراهيم الخليل في جرمانا فجأة، بعد دقائق على انتهاء قداس أقامه الاشوريون، خصص للصلاة من أجل الاشوريين الـ 220 الذين خطفهم التنظيم في محافظة الحسكة.
وتبادل دي ميستورا الحديث مع الكاهن توما كاكا في باحة الكنيسة، وأعرب له «عن تعاطفه مع قضية الاشوريين المخطوفين». ثم دخل الكنيسة حيث وقف امام المذبح لمدة خمس دقائق، وغادر المكان مع مرافقيه في سيارتين تابعتين للامم المتحدة.
ويعود دير ابراهيم الخليل لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك، لكن الاشوريون الذين يسكنون في المنطقة يستخدمونه، وبينهم اعداد كبيرة من الذين نزحوا من العراق، في احتفالاتهم.
(السفير)