من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : جمهورية بلا رئيس.. وبلا جمهور “موقعة المنارة”: الحوار ممنوع من دخول الملاعب!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم الثاني والثمانين بعد المئتين على التوالي.
بعد أسبوعين من “الشغور الحكومي”، يبدو ان الاتجاه هو نحو إعادة لمّ شتات مجلس الوزراء، على قاعدة استمرار العمل بآلية التوافق في اتخاذ القرارات، ولكن مع تعديل في ذهنية مقاربتها وتطبيقها، بحيث لا تكون بالضرورة مساوية للتعطيل.
وهناك من ينصح الرئيس تمام سلام بان يلتقط الفرصة، ويستثمر “اعتكاف الاسبوعين”، ليعيد إطلاق جلسات مجلس الوزراء من موقع الرابح، بعدما وصلت رسالته الاحتجاجية الى كل من يعنيه الامر، في حين ان إصراره على مواصلة تعليق الجلسات، قد يهدد بأن يرتد سلبا عليه وعلى مجمل الوضع العام الذي لا يحتمل تعميم الفراغ.
وترجح مصادر مطلعة ان يعيد سلام إدارة محركات الحكومة قريبا، على ان يتولى بنفسه تعديل طريقة عمله وأسلوب تطبيق آلية التوافق، تبعا لكيفية تقديره للامور ولموقعها في ترتيب الاهمية، بحيث يمرر القضايا العادية في حال حازت على أكثرية الأصوات من دون ان يتوقف عند اعتراض من هنا او هناك، وأما القضايا الكبرى والميثاقية فيربط إقرارها بتوافر التوافق عليها.
ويُستأنف اليوم الحوار بين وفدي “حزب الله” و “تيار المستقبل” في عين التينة، تحت سقف السعي الى رفع منسوب التفاهمات الموضعية الممكنة، وتحسين شروط مواجهة الارهاب، من دون استبعاد إمكانية التوسع شيئا فشيئا في مناقشة بند الاستحقاق الرئاسي، ربطا بعلاقته الوثيقة باستراتيجية التصدي للارهاب، إذ ان الشغور في موقع الرئاسة بات يشكل فجوة سياسية واسعة في خط الدفاع اللبناني.
لكن يبدو ان الحوار بين “القيادات” لم ينعكس بعد على “القاعدة”، لاسيما الرياضية منها، وكأن المطلوب افتتاح “فروع” لطاولات الحوار في كل ملعب مرشح لاستضافة مباراة ساخنة..
ويبدو كذلك ان الخطط الامنية في طرابلس والبقاع وسجن رومية وغيرها، لم تعد تكفي لتثبيت الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي، وأصبح من الضروري وضع خطة أمنية عاجلة للملاعب التي قد تخرج منها الفتنة في أي وقت، ما لم تُستخدم “الصافرة” في اللحظة المناسبة.
مناسبة الكلام، هي المعركة الدامية التي دارت مساء أمس، مباشرة على الهواء، بين لاعبي ناديي “الرياضي” و “الحكمة” بمشاركة من بعض الجمهور، على ملعب الاول في المنارة، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف الفريقين!
وأتت هذه المواجهة التي افتقرت الى كل أشكال الروح الرياضية، بعد إشكال دموي آخر حصل قبل أيام في إحدى مباريات كرة الصالات، وقبلهما كانت ملاعب كرة القدم مسرحا لأحداث متفرقة، أدت في أكثر من مرة الى منع الجمهور من دخول الملاعب.
لم يعد خافيا، ان وظيفة الملاعب في لبنان تغيرت مع مرور الوقت واحتدام الصراع الداخلي، حتى غدت مكانا لتنفيس، بل تفجير، كل أنواع الاحتقان من طائفي ومذهبي وسياسي ومناطقي.. وعائلي.
تابعت الصحيفة، وإزاء ما حصل في مباراة “الرياضي” ـ “الحكمة”، قال وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي لـ “السفير” انه قرر بعد التشاور مع رئيس الحكومة ووزير الداخلية منع الجمهور من دخول الملاعب كليا، حتى انتهاء دوري كرة السلة، مشددا على عدم السماح بتحول الملاعب من مساحات للتلاقي والوحدة الى ساحات للفتنة والفوضى. وتابع بحدة: عليهم ان يلعبوا بغير هالمسلة..
واعتبر ان هناك نقصا في الثقافة والروح الرياضيتين في لبنان، مشيرا الى ان الفساد السياسي تسرب الى الملاعب.
واستغرب مطالبة البعض بوقف رعاية وزارة الشباب والرياضة للعبة كرة السلة وسحب صلاحية “الاشراف والمراقبة” منها، مؤكدا ان ما جرى في ملعب المنارة يؤكد أهمية دور الوزارة، “أما من يستند في موقفه الى الشرعة الأولمبية الدولية، فأسأله: لماذا يراد لهذه الشرعة ان تسري على لبنان ولا تسري على دول أخرى تحظى فيها وزارات الشباب والرياضة بصلاحيات أوسع؟”
الديار : رواية الحوار بين التيّار والقوات وستريدا جعجع عاتبت العماد عون
كتبت “الديار”: تعيش القوى السياسية المسيحية في واقع يظهرها بوضوح على انها خارج مسار التطورات الاقليمية وديناميتها المأساوية على المسيحيين في الاقليمين العربي والافريقي، وكأنها في عالم منفصل كلياً عما يصيب مسيحيي المنطقة التي لم تمدّ أي قوى منهم يد المساعدة الاجتماعية منذ بدايات التهجير الذي يصيبهم ويدفع بهم نحو لبنان، بحيث ان الكنائس على انواعها “تكسر يدها” وكذلك القوى المسيحية التي تتهرب من تقديم اي دعم انساني لهؤلاء لئلا تفرض عليهم هذه الخطوة نوعاً من “المترتبات” العزيزة التي باتوا يعيشون من اجلها.
وهذا التراجع عن الدور الاجتماعي المسيحي المترافق مع خجل هذه القوى من المطالبة بالحفاظ على الحضور المسيحي في المؤسسات والادارات وفق وتيرة اندفاعها واستبسالها للحفاظ على مكاسب افرادية ومالية في الكازينو على سبيل المثال وكذلك المرفأ، يأتي في ظل يقظة لدى زعماء الطوائف اللبنانية الاسلامية لاستدراك تداعيات ازمات المنطقة على النظام اللبناني، اذ يعلن زعيم الطائفة السنية في لبنان ومحيطه رئىس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري عن تمسكه باتفاق الطائف والمناصفة التي يوفرها للمشاركين في النظام اللبناني، في حين يكتشف امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بأن قتال “حزب الله” على كامل ارض الاقليم يحفظ له موقعا مستقبلياً في صيغة النظام اللبناني الذي لا يفضل بقاءه، في حين تواضع حجم الطائفة الدرزية لم يمنع زعيمها رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط من ان يفرض ذاته لاعباً فاعلاً في المعادلة اللبناني مؤهلاً ذاته الى مصاف متقارب مع زعماء الطوائف الاسلامية، اسوة بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس الحريري والسيد حسن نصرالله.
وحتى في ظل استجماع الاوراق الاقليمية من خلال اللقاءات التي يعقدها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع رؤساء وزعماء الدول الاسلامية، اسوة بمصر وتركيا وقطر.. في خطوة تعكس مدى التحديات التي تواجهها كافة القوى، في حين تعمد ايران الى تعزيز اوراقها في كل من اليمن، سوريا ولبنان.. اذ في ظل هذا الواقع لا توجد رؤية مسيحية قادرة على صياغتها الكنائس والقوى المسيحية من اجل تحديد كيفية تفاعل هذا الفريق مع الاحداث سواء من خلال الانخراط المتطرف باتفاق الطائف كضمانة ام من خلال التلميح او التلويح بواقع مناسب افضل من الحالي.
لكن في موازاة هذه التحديات، غرقت القوى المسيحية في “نقطة” الحسابات الشخصية، وتركيزها على الملف الرئاسي بحيث باتت على قناعة انها قادرة على انتاج رئيس الجمهورية المقبل وفرضه على القوى الأخرى، دون الاخذ بعين الواقع تشابك الاحداث وامتداداتها.
واذ كان الحوار المسيحي الذي بدأ بين التيار الوطني الحر وبين القوات اللبنانية شكل في مراحل انطلاقاته ساحة ارتياح لا سيما في ظل القاء الضوء بكثافة من جانب المتحاورين على ان نسبة المسيحيين المؤيدين له تقارب الـ93%، وان كان هذا الحوار قد اعتبر في مراحله حاجة، وان كان هناك تباين على مواضيع خلافية بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، على غرار الموقف من الرئيس السوري بشار الاسد، وقانون الانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية.
وتقول المعلومات ان آخر لقاء جمع الى الدكتور جعجع في معراب، عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان وعضو تكتل القوات اللبنانية النائبة ستريدا جعجع ورئىس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي، اذ ابان الاجتماع سألت النائبة جعجع زميلها كنعان عن الاجراء الذي اتخذه العماد عون في حق مدير الاخبار في الـ”او.تي.في” (O.T.V) جان عزيز بعدما بث الفيديو الذي اساء اليها نتيجة التلاعب في موقفها، فاجابها كنعان ان الموضوع عالجه العماد عون.
واشارت المعلومات الى ان النائبة ستريدا جعجع اتصلت بالجنرال عون بعد الاجتماع وقالت: “جنرال انتَ متل ابي وانا اسيء الي في الـO.T.V. فهل ترضى هذا؟ فردّ عليها الجنرال قائلا: “لا أرضى ابداً، وقد عمّمتُ داخل التلفزيون ان لا يُردّ على كل الحملات التي تطال عزيز”.
الأخبار : اتفاق بين جنبلاط و “النصرة”
كتبت “الأخبار”: نجحت وساطة عضو في “الائتلاف السوري المعارض” بين “جبهة النصرة” والنائب وليد جنبلاط في التوصل إلى اتفاق في شأن دروز إدلب، يقضي بإشهار هؤلاء إسلامهم وتهديم قبور أوليائهم، في مقابل وقف الجبهة تطبيق “أحكام الشرع” عليهم والاكتفاء “بالإجراءات التي اتخذت حتى الآن”!
لا ينفع “صكّ البراءة” من الإرهاب الذي يمنحه النائب وليد جنبلاط لتنظيم “جبهة النصرة”، في حماية أبناء طائفة الموحّدين الدروز في سوريا ولبنان. كما لم ينفع بعض السوريين تأييدهم لـ”النصرة”، في حمايتهم من بطش “شقيق داعش”، والقتل والإلغاء والتهجير الذي يُمارس بحقّ المسلمين السنّة قبل غيرهم من الطوائف والعشائر في سوريا والعراق.
وإذا كان جنبلاط قد نجح (حتى الآن) في تجميد قتل الجنود اللبنانيين المختطفين (الدروز منهم)، عبر تبييض صفحة “النصرة” التي تلعب جيّداً على الإيقاع الداخلي اللبناني، فإن مساعي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لم تفلح في إيقاف تمادي تنظيم أبو محمد الجولاني بـ”أسلمة” دروز جبل السماق في إدلب (شمال سوريا)، على “المذهب الوهابي”!
ومع أن جنبلاط، الذي دعا الدروز سابقاً لـ”العودة إلى الإسلام”، لا يوفّر فرصةً للإشارة إلى أن “النصرة هي من نسيج الشعب السوري” و”بينهم أطباء ومهندسون” كما قال الوزير وائل أبو فاعور قبل أسبوعين في مقابلة مع الزميل جورج صليبي على قناة “الجديد”، فإنه لم يوفّر جهداً أيضاً في الأسبوعين الماضيين لإقناع مشايخ الدروز في لبنان بالصمت عمّا يحصل لإخوانهم.
قبل شهر ونصف، أمهل أمير “النصرة” في جبل السّماق المدعو أبو عبد الرحمن التونسي، أبناء 14 قرية درزية حتى الأول من شباط الماضي، لهدم قبور أوليائهم ومقاماتهم الدينية وتبرئهم من ديانتهم… وإلّا! فما كان من أبناء القرى إلا أن التزموا قرار التونسي، وعقدوا اتفاقاً مع ممثليه. وقام أهالي قرى كفرمارس، تلتيتا، حلّة، ككو، بشندلايا، قلب لوزة، بنابل، جدعين، عبريتا، كفتين، معرة الإخوان، بيرة كفتين وكفركيلا، بهدم العديد من قبور الأولياء، وقبلوا إمامة “مشايخ” من “النصرة” لصلواتهم، في مقاماتهم وخلواتهم، التي تحوّلت إلى مساجد. ومع ذلك، لم ترضَ “النصرة”، وقام عدد من إرهابييها بنبش قبور الأولياء، ووعد التونسي بإكمال “أحكام الشرع” على الدروز كاملة.
ومع أن استنكار إجراءات “النصرة” لم يخرج إلى العلن إلّا على لسان رئيس “مؤسسة العرفان” الشيخ علي زين الدين في لبنان، إلّا أن حالة الغضب التي سادت أوساط المشايخ، شكّلت ضغطاً على جنبلاط، إلى جانب ملف المخطوفين الدروز من العسكريين الذين لا يتورّع أهلهم عن التهديد أمام جنبلاط، بِردود فعل في حال حصول مكروه لأبنائهم. وإزاء الضغوط، تحرّك رئيس الاشتراكي سريعاً وزار تركيا قبل أسبوعين، التي لا يُعد تنسيق “النصرة” مع استخباراتها في الشمال السوري سراً، كما تنسيق “النصرة” مع الاستخبارات الإسرائيلية في الجنوب السوري. جنبلاط الذي فشل سابقاً في الحصول على ضمانات من تركيا والسعودية والغرب بحماية الدروز، سمع هذه المرة “المعزوفة” ذاتها، عن أن “لا ضمانات لأحد”، فلم يجد غير “الائتلاف الوطني” لمحاولة المساعدة. وبحسب المعلومات الواردة من جبل السّماق، فإن “أحد أعضاء الائتلاف المدعو أبو عدي، وهو معارض مقيم في الإمارات العربية، دخل على خطّ الوساطة، وزار جبل السماق مع أحد قضاة المحكمة الشرعية (سوري) التابعة للنصرة في سرمدا (شمال جبل السماق) وتناول الغداء في بلدة كفتين مع وجهاء من القرى، على أساس أن جنبلاط يقبل بإشهار الدروز إسلامهم وتهديم القبور، في مقابل اكتفاء النصرة بالإجراءات التي اتخذت حتى الآن”.
وبالتوازي، حرص جنبلاط على أن يُسحب ملف دروز إدلب من التداول. فإلى جانب الاجتماع الذي عقده مع أعضاء “المجلس المذهبي الدرزي” فور عودته إلى بيروت لإبلاغهم بأن “يتوقّف الكلام عن دروز إدلب، وأن الأمور ستحلّ، وأن دروز إدلب يحلّون مشاكلهم لوحدهم”، كما أكد لـ”الأخبار” أحد المشاركين في الاجتماع، كلّف جنبلاط ابنه تيمور وفريق عمله من الوزراء، زيارة المشايخ الفاعلين في لبنان، كالشيخ أمين العريضي، ووضعهم في “أجواء التطوّرات والاتفاق الذي عُقد مع النصرة”.
البناء : عدن وصنعاء: انقسام السفارات وشركات الطيران… بانتظار مسقط سورية تحسم الجنوب في “مثلث الموت”… وتفسح لدي ميستورا شمالاً الفراغ الرئاسي لا يفعّل الحكومة والتعطيل الحكومي لا يحرّك الرئاسة
كتبت “البناء”: صار اليمن يمنين، في الجنوب وفي قلبه عدن، يتقاسم السلطة، واجهة سياسية يتصدّرها الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، لا تملك شعبية ولا عسكر، ومعها حضور ديبلوماسي لمحور تقوده السعودية، وإلى جانبها هياكل شعبية مدنية وقبلية مناصرة للحراك الجنوبي، الذي يريد إعلان دولة مستقلة في الجنوب، ولكن ليست الدولة التي يترأسها منصور هادي، وبالحدّ الأدنى يريد صيغة فدرالية تجمع الشمال والجنوب، وينفتح عبرها على الشمال، وإلى جانبيهما، قوة عسكرية منظمة لتنظيم “القاعدة”، وقوة منفلتة وفوضوية، للقبائل المموّلة من السعودية والمتعاطفة مع “القاعدة”، وفي المقابل شمال تتوسّطه العاصمة صنعاء، حيث الثوار، بقوتهم السياسية والشعبية والعسكرية، مضافاً إليهم من انضم إلى صفوف الثورة من قوى النظام السابق، سواء فروع المؤتمر الشعبي الذي لا تزال قيادته برئاسة الرئيس السابق علي عبد الله صالح حائرة ومتردّدة في خياراتها، أو وحدات الجيش والأجهزة الأمنية التي صارت جزءاً من عنوان شرعية جديدة قيد الولادة.
سفارات لم تغلق في صنعاء أبرزها السفارتان الإيرانية والروسية ومعهما السفارة الصينية وسفارات سائر دول “بريكس”، وسفارات عربية مثل الجزائر، وسط مساعٍ لنقل باقي السفارات العربية بضغوط سعودية إلى عدن بعد إغلاق بعض السفارات الغربية دون انتقالها إلى عدن وفي طليعتها السفارة الأميركية.
حراك مصري سعودي، عبّرت عنه القمة التي ضمّت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز، لبلورة قوة مشتركة تنتشر من خلال عدن في مضيق باب المندب، تأميناً للسيطرة على البحر الأحمر، وسط وجود فاعل للثوار على سواحل باب المندب، ومخاطر انفجار مواجهة معهم إذا أرادت مصر والسعودية حصر الوجود بهما.
ولم يكن بعيداً عن اللقاء السعودي المصري الحضور التركي في الرياض لجسّ النبض نحو حلف ثلاثي في وجه إيران يضمّ مصر وتركيا والسعودية، يشكل ضغطاً يلاقي الضغط “الإسرائيلي” على واشنطن لفرملة مساعي إنجاز التفاهم حول الملف النووي الإيراني، الذي بدا أنه أنجز، وينتظر موعد الإعلان، وفقاً للمصادر الخليجية، التي عبّرت عنها صحيفة “الأنباء” الكويتية، التي نشرت ما وصفته بالنصّ الحرفي للاتفاق.
شركات الطيران كما السفارات، تتقاسم رحلاتها بين العاصمتين عدن وصنعاء، ولا تبدو في الأفق خيارات قريبة لمواجهة عسكرية، تطلقها عدن ضدّ صنعاء رغم النبرة العالية لمنصور هادي، فلا هو ولا حلفاؤه يملكون قدرة المبادرة العسكرية، لذلك تتطلع أعين المراقبين نحو المبعوث الأممي جمال بن عمر وما يحضره لاستئناف الحوار، الذي يبدو أنّ مسقط عاصمة سلطنة عمان تتقدّم كمكان مقترح لاستضافته.
التصعيد اليمني، الذي لا يقدّم بدائل عن الخيار التفاوضي، يقابله تصعيد في جنوب سورية، عبر النجاحات التي حققها الجيش السوري في مثلث الموت، كما تسمّيه وسائل الإعلام، وهي نقطة تلال فاطمة، التي تفصل محافظة ريف دمشق عن كلّ من محافظتي درعا والقنيطرة، وتفصلهما عن بعضهما، والتي صارت أمس مؤمّنة كلياً بيد الجيش السوري.
شمال سورية يفسح فيه الجيش، بعد ما حققه من إكمال للطوق حول أحياء مدينة حلب التي يسيطر عليها المسلحون، أمام مساعي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الذي زار دمشق، لوضع اللمسات التنفيذية على مبادرته، من دون أن يستقبله الرئيس السوري بشار الأسد هذه المرة، بما بدا رسالة مضمونها، أنّ سورية أعطتك كلّ شيء ممكن لتنجح، وليس لديها جديداً تعطيه، فمشكلتك عند الغير، إذهب وعالجها هناك.
بانتظار ما سيحمله الأسبوع المقبل مع زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وما سيظهر في المفاوضات الأميركية الإيرانية في سويسرا، وما سيتحقق على يدي بن عمر ودي ميستورا في اليمن وسورية، لبنان عود على بدء، حيث لا الفراغ الرئاسي نجح في تفعيل العمل الحكومي، ولا التعطيل الحكومي نجح في تحريك الرئاسة.
ويتركز الاهتمام في الأسبوع الطالع على موضوعي الآلية الحكومية واستئناف الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، والذي تعقد الجلسة الثامنة منه مساء اليوم في عين التينة برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وحضور وزير المال علي حسن خليل. وستتابع الجلسة بند تنفيس الاحتقان والخطة الأمنية في طرابلس والبقاع الشمالي. وعلم أن الجلسة ستتطرق إلى ضرورة المحافظة على الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي، بالإضافة إلى ملف الاستحقاق الرئاسي من دون الدخول في الأسماء ولا سيما أن حزب الله أعلن موقفه لجهة أن من يريد البحث في هذا الاستحقاق عليه التحدث مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.
وعلى خط غير بعيد، أكدت مصادر مطلعة لـ”البناء” “أن لقاء عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ليس قريباً، لافتة إلى “أن تناقضات الثلاثين عاماً السابقة لن تحل في شهر أو شهرين، فالأمور المطروحة ستأخذ وقتاً طويلاً”.
وشددت المصادر على أنه “بغضّ النظر عن الحوار بين التيار الوطني الحر و”القوات”، فإن رئيس الجمهورية لن يكون إلا الرئيس الذي يتمتع بحيثية تعكس البيئة التي ينتمي إليها أكان هذا الحوار العوني القواتي، أو لم يكن”.
ولفتت المصادر إلى “أن الجنرال عون لن يتراجع أو يفرط بإرادة الناس الذين شاؤوا أن يعكس عون هذه الإرادة مهما كانت الظروف”.
وتوقفت المصادر عند اقتراح الرئيس حسين الحسيني انتخاب رئيس جمهورية لسنة واحدة، وأكدت “أن هذا الأمر غير وارد على الإطلاق والاقتراح يتطلب تعديلاً دستورياً”.
وسألت المصادر وفق أي قانون ستجرى الانتخابات النيابية؟ وماذا لو أجريت وفق قانون الستين؟”.
وإذ استغربت المصادر هذا الطرح، أكدت أنه “محاولة لإجهاض الدور المسيحي الفاعل في مؤسسات الدولة وهذا أمر لا يمكن القبول به”.
في الأثناء، بدت الأجواء متفائلة بحذر على صعيد حل قضية آلية عمل الحكومة ومعاودة مجلس الوزراء جلساته المجمدة بقرار من الرئيس تمام سلام.
وفي السياق، أكد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب لـ”البناء” أن الرئيس سلام يدرس إمكان الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع لإطلاع الوزراء على طريقة إدارة الجلسات المقبلة للمجلس التي سيتبعها”.
وشدد بو صعب على “أن الطريقة لن تعتمد على آلية عمل جديدة، ولن تكون وفق الآلية الحالية، إنما ستكون على أساس التوافق المقترن بعدم التعطيل، بمعنى أن اعتراض مكوّن واحد في مجلس الوزراء لا يمنع اتخاذ القرار في مجلس الوزراء”.
النهار : عودة الروح للحكومة لأن الشغور طويل؟ هيئة التنسيق النقابية دخلَت الموت السريري
كتبت “النهار”: على ما أوردت “النهار” قبل أيام عن عودة الحكومة الى اجتماعاتها بالآلية نفسها وبتعطيل أقل، أفادت أوساط مواكبة للمساعي الجارية لعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع أن الرئيس تمّام سلام حرص على القول إنه لا يزال يواصل مشاوراته التي ستستمر في اليومين المقبلين من أجل مقاربة العمل الحكومي المنطلق من التوافق لا العرقلة على ان تكون المادة 65 من الدستور هي المرتكز في التعامل مع القضايا المطروحة. ووصف الامر حالياً بأنه “بين شاقوفين: بين من يريد تطبيق الدستور ومن يريد أخذ الشغور الرئاسي في الاعتبار”.
وبعدما وصف ما أقدم عليه بأنه “وقفة مراجعة”، أوضح انه طرأ قبل أكثر من شهر ما يشير الى “ان الشغور الرئاسي قد يطول مما استوجب التحرك لتأكيد عدم تغطية الشغور الرئاسي وهو ما يصرّ عليه دوماً، وفي الوقت نفسه العمل على تلبية حاجات البلد”. ولاحظ ان البعد الخارجي في الانتخابات الرئاسية ليس جديداً، لكنه لفت الى “ان لبنان تلقى تطمينات خارجية الى أن البلد سيبقى متماسكاً أمنياً وقد تجسدت هذه التطمينات في الهبة التي قدمتها السعودية للجيش اللبناني في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز مما جعل الامن مستقراً في كل لبنان “.
وأبلغ وزير البيئة محمد المشنوق “النهار” بعد اجتماعه أمس بالرئيس سلام في دارة المصيطبة أنه يتوقع إنعقاد مجلس الوزراء هذه الاسبوع، مضيفا أن “لا وجود لموضوع آلية العمل بل ما هو مطروح هو المادة 65 من الدستور بعد اعتماد التوافق في تسيير الامور”.
وتوقع رئيس مجلس النواب نبيه بري ان ينعقد مجلس الوزراء هذا الاسبوع وفق الآلية التي كانت متبعة في اتخاذ القرارات مع حصول تغيير في الروحية والممارسة. وردد أمام زواره: “انا شخصيا ضد هذه الالية وأفضل الاحتكام الى الدستور. ولا مانع من التوافق، واذا تعذر هذا الامر نذهب الى التصويت، ومن يزعجه هذا الاجراء فليعترض أو ينسحب. وسيسجل وزيرا حركة أمل تحفظهما إذا تقرر الاستمرار وفق الآلية نفسها، لكننا في المقابل لن نعطل عمل مجلس الوزراء. إن نظرية الرئيس سلام هي التوافق من دون تعطيل أو الوصول الى اجماع”.
وعلى صعيد “اللقاء التشاوري” الوزاري، قالت مصادره لـ”النهار” إن الذين أتصلوا بالرئيس سلام في الساعات الـ24 الاخيرة وجدوه منفتحا وانه ليس متمسكا بهذه الآلية أو تلك، لكنه متمسك بعدم تعطيل عمل مجلس الوزراء، وتالياً ليس من المهم عنده أية آلية تعتمد بقدر ما هو الذهنية التي ستمارس في مناقشة جدول الاعمال. وتحدثت عن اتصالات بين الرئيس سلام وجميع القيادات بعيداً من الاضواء مما يؤشر لإمكان دعوة رئيس الحكومة مجلس الوزراء الى الانعقاد في نهاية الاسبوع الجاري أو مطلع الاسبوع المقبل، مشيرة الى ان الاتصالات ستستمر في الايام المقبلة.
المستقبل : الحكومة تترقب ما سيحمله الحجيري من الجرود.. وهواجس أمنية من مخاطر حدودية في أيار “عين التينة” ترصد ما بعد “24 آذار”
كتبت “المستقبل”: رئاسياً لا جديد “تحت شمس” الفراغ خارج مدار الانعكاسات السلبية على البلد، والمزيد من النداءات الرعوية لوقف “دوّامة النزف” بحسب تعبير البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس في معرض تسجيل رفضه “ابتكار آلية البديل من وجود الرئيس والاستغناء عنه”. بينما لا تزال الأنظار متجهة حكومياً نحو الدعوة المرتقبة خلال الساعات الـ72 المقبلة لانعقاد مجلس الوزراء الخميس على قاعدة “العودة إلى الكتاب” كما أكدت مصادر رئيس المجلس تمام سلام موضحةً لـ”المستقبل” أنّ “لا شيء محسوماً حتى الساعة إلا أنه لا بدّ بعد وقفة التأمّل التي حصلت من أن تكون عودة الحكومة مستندة إلى المادة 65 من الدستور التي تنصّ على الاحتكام للتوافق بعيداً عن ذهنية التعطيل والنكايات”. أما في المشهد السياسي العريض، فـ”عين التينة” لا ترى جديداً “قبل 24 آذار” وفق ما لفت زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، موضحين لـ”المستقبل” أنّ بري أكد أمامهم وجوب عدم توقّع حصول “أي جديد لا في لبنان ولا في المنطقة” قبل هذا التاريخ.
اللواء : قرار سلام غداً .. والآلية مبتوتة في “الكتاب” الرئاسة الأولى أمام حوار المستقبل حزب الله.. واستراتيجية مكافحة الإرهاب بعد انتخاب الرئيس
كتبت “اللواء”: تتجه المخارج للأزمة الحكومية إلى فصل التفاهم على الآلية عن عقد جلسة لمجلس الوزراء.
ومن هذه الزاوية بالذات، وعملاً بقاعدة اللاتطبيعين: لا تطبيع مع الفراغ الرئاسي ولا تطبيع مع التعطيل، التي تحرك السياسات التي يعتمدها الرئيس تمام سلام، فإن “كلمة السر” في ما خصّ الدعوة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، تخصه لوحده، ومن المرجح أن يفرج عنها بين ساعة وأخرى، لكن بالتأكيد قبل يوم الخميس المقبل، حيث ترجح أوساط نيابية متطابقة بين عين التينة وبيت الوسط أن تكون فرص عقد الجلسة هذا الأسبوع مرتفعة.
الجمهورية : برِّي : الحكومة مُعَطَّلة ومُعَطِّلة وجلسة الخميس بآليَّة غير مكتوبة
كتبت “الجمهورية”: تزاحمَت المفكّرة الدولية والإقليمية بالمواعيد، فمِن زيارة الرئيسين المصري عبد الفتّاح السيسي والتركي رجب طيّب أردوغان إلى السعودية أمس، إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن وخطابه أمام الكونغرس غداً وسط قلقِه مِن إمكان حصول اتّفاق بين إيران ودوَل الغرب قبل نهاية آذار الجاري، خصوصاً أنّ جولةً حاسمة مِن المفاوضات النوَوية تنطلق الخميس المقبل في مدينة مونترو السويسرية، وأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلنَ أنّه سيستخدم “الفيتو” لمنعِ الكونغرس من مراجعة اتّفاق بشأن الملفّ النوَوي الإيراني. وفي ظلّ هذه المحطات يتوقّع أن يوضَع الاستحقاق الرئاسي اللبناني على نار خفيفة بدءاً من جلسة الحوار السابعة المقرّرة اليوم في عين التينة، ولو من باب البحث في سُبل مكافحة الإرهاب. علماً أنّ هذا الاستحقاق كان من بين المواضيع التي تناوَلها اللقاء في عين التينة السبت الماضي بين رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ورئيس مؤسسة الانتربول الياس المر.
في غمرة التطوّرات المتسارعة في المنطقة وارتفاع وتيرة الإرهاب التكفيري، ظلت يد الجيش على الزناد لتعقّب تحرّكات الإرهابيين، فيما نبَّه “حزب الله” الى “أنّ معركة ما بعد ذوَبان الثلج آتية، وأنّ التكفيريين يحضّرون ويستعدّون لشنّ غزوات جديدة لقرانا، وهذا ما يتطلّب أن نعمل جميعاً لحماية لبنان وإحباط المخططات في مهدِها”.