موت انتحاري: بن كسبيت
«أسقط في يدنا»، همس شخص بعد أن حلّف مُحدثه ألا يبوح باسمه، «لا تقتبس عني، يبدو لي أنهم قد جُنوا، هذا هذيان وجنون، على هذا النحو سوف نتحطم على صخرة جبلية». المتحدث من قلب الحملة الانتخابية لليكود تحدث أمس عن قمة المهزلة التي سجلتها حملة الليكود، وأكثر دقة، عائلة نتنياهو في الايام الاخيرة.
نبدأ من البداية. حتى وقت قريب أدار الليكود حملة ناجحة، لقد قام بذلك رغم الاوراق غير الجيدة التي كانت لديه. لقد أملى الاجندة اليومية، فاجأ، أظهر قدرة خطابية بارعة مع القليل من روح الدعابة، طار كالفراشة ولسع كالنحلة.
عندها جاء تقرير مراقب الدولة بشأن منازل رئيس الحكومة. في هذه المرحلة حيث دخلت العائلة تحت الضغط كل شيء بدأ بالارتباك. الخطأ الاول كان الفيلم مع شخصية باسم «موشيه غلامن». من الواضح اليوم أن الفيلم القصير أضحك حتى البلاط البيزنطي (حتى لو كان متهاويا) للعائلة القيصرية. الخطأ الكبير الثاني كان الانقضاض على مني نفتالي. استطلاعات نهاية الاسبوع أظهرت أن القليلين جدا، اذا وجدوا، مقتنعون بالتهمة التي لا تُصدق، التي صدرت من رئيس حكومة اسرائيل وزوجته، لان المدير المقال عندهم هو الذي أجبرهم على أكل السوشي حتى انفجروا، وأجبرهم على طلب الشمبانيا وكأنه ليس هناك غد، وغمر البيت بالشموع المعطرة (التي تساوي آلاف الشواقل)، وأمر بصرف مئات آلاف الشواقل على نظافة البيت الفارغ وما أشبه. على الطريق حولوا نفتالي إلى شخص ليس لديه ما يفقده.
يتهم لفني بالعملية
أمس كُسر ايضا هذا الرقم. رئيس حكومة اسرائيل في صفحة الفيس بوك الخاصة به يتشاجر مع إحدى المدونين، تال شنايدر، وهي مدونة نشيطة كتبت أمس شيئا عن نتنياهو وبن غوريون ووالد نتنياهو واعلان الاستقلال وقرار التقسيم. فورا ظهر رد صهيوني مناسب في صفحة الفيس بوك لليكود ورئيس الحكومة. من اجل ألا يبدو مضحكا جدا عمل لديه مشاركة، وبهذا يكون غير مضحك جدا، لا، إنه مضحك جدا. ما هي الخطوة القادمة؟ معالجة كل من يرد على انفراد مهما كان، المدونة لا تستطيع أن تملي جدول اعمال رئيس الحكومة. عندما يحدث هذا فهو يشير إلى شيء ما قد حدث. عندما انقض نتنياهو على موني موزيس فان كل شخص يفهم أن هناك شيئا نتنا.
بالمناسبة، في وقت مبكر من نفس اليوم اتهم نتنياهو تسيبي لفني بالعملية في القدس. اذا لم يكن ذلك فقدانا للرشد فأنا لا أعرف ماذا يعني فقدان الرشد. لماذا يتم اتهام لفني؟ لأنها «قبل بضعة اسابيع عبرت عن دعمها لتقسيم القدس». الآن اصبح الامر مفهوما. عندما قالت ذلك برز مخرب مع سكين وذلك من اجل عدم تقسيم المدينة. بالمناسبة، يسمون هذا تحريضا سافرا. ويسمونه اهانة للعقل. عندما تكون عملية في القدس بعد ست سنوات متوالية من ولاية نتنياهو، فان الادعاءات يجب أن توجه نحو رئيس الحكومة، ضد وزير الامن الداخلي وضد وزير الدفاع. ولكن الخطأ الاكبر هو أن نتنياهو ومبعوثيه ينفذون في الايام الاخيرة هجومات على مراقب الدولة المسكين، القاضي يوسي شبيرا. من سيشتري الآن منهم هذه البضاعة العفنة. «يلاحقون رئيس الحكومة؟».
من يلاحق ويضطهد رئيس الحكومة، مراقب الدولة؟ هذا الشخص، حتى قبل نصف ساعة، حاول بكل جهده منع نشر تقرير المنازل قبل الانتخابات، حتى تم ضبطه بالجرم المشهود. جوقة الصراخ للمتحدثين باسم نتنياهو بالقيادة البربرية لميري ريغف تحاول اقناع الجمهور أن «على رأس السارق يشتعل العقار». حتى الاشخاص الذين لم يكونوا يعرفون بوجود تقرير كهذا، فهم يعرفون الآن عنه، والاسوأ من ذلك أنهم يعرفون حقيقة أن الليكود يحاول بكل ما أوتي من قوة منع الجمهور من معرفة من هو المسؤول عن الازمة التي حولت حياة الاسرائيليين إلى جحيم. لماذا؟ لأنهم «يلاحقون رئيس الحكومة».
جوقة الصراخ عديمة الخجل
لا يطاردون، لا احذية، مع كل الاحترام ليس نوني موزيس هو الذي أعد تقرير المراقب عن العقارات، ليس «اليسار» هو الذي أملى هذا الموضوع، فيما يتعلق بالتقرير فقد قرر المراقب حوله منذ زمن، تم تحديد التاريخ مسبقا (قبل وقت طويل من تبكير الانتخابات)، المراقب يعمل في «انتقاد الحكم»، ومن حق الجمهور الوصول إلى كامل المعلومات قبل الذهاب إلى صندوق الانتخابات. الليكود وبجوقة الصراخ عديمة الخجل الخاصة به أثبتت للجمهور حتى قبل نشر التقرير من الذي يخاف من النشر، وبناء على ذلك من هو المتهم. الحقيقة هي أنه اصبح من غير الضروري نشر التقرير، فهو أقل خطورة مما يمكن تصوره (مع ذلك، فان موضوعنا يوسي شبيرا)، لكن هذا لن يعرفه أحد.
صحيح أن هذا التقرير يؤكد للمرة الاولى منذ بداية الحملة على المواضيع الاقتصادية ـ الاجتماعية. لا يوجد لنتنياهو ما يقوله، فهو سيُضبط وهو عارٍ، وبدلا من أن نتحدث في الايام القريبة عن الرحلة الكارثية له في واشنطن، سنتحدث عن الرحلة، ليس أقل كارثية، للشباب الاسرائيلي للوصول إلى شقة. لم يعد هو الذي يملي الاجندة اليومية، بالعكس، يتم جره. حتى بالصراخ.
يضاف إلى كل ذلك التحقيق الجنائي الذي يتبلور ضد الزوجين نتنياهو، وسنحصل على سيناريو مفزع يتضمن انذارا نهائيا. يبدو لي أنه ايضا يهودا فينشتاين لا يستطيع إلا أن يعطي الامر الصحيح. المفتش العام للشرطة قال علنا كلمته. من يوظف المحامي المهني يعقوب فنروت يعرف أنه واقع في مشكلة. وبالنسبة لفنروت، خذوا طرفة للختام: عندما انفجرت مشكلة القناني سارع رجال رئيس الحكومة لعرض تصريح مشفوع بالقسم للسائق السابق للسيدة الذي يعلن فيه أنه هو وليس هي الذي أدار موضوع اعادة تدوير القناني وأنها لا علاقة لها بالموضوع.
الآن جاء فنروت المهني إلى داخل المشكلة وكتب فورا رأيا قانونيا معمقا للمستشار القانوني، مع لائحة دفاع رابحة: حتى اذا كان هذا صحيحا، يقول فنروت، وأن سارة هي التي وجدت وأعادت تدوير القناني، فانه لهذا حسب القانون تعتبر ملكا لها وليست ملكا للدولة. لحظة، وماذا عن السائق المسكين؟ لقد كان قبل لحظة هو الذي قام بذلك؟ يمكن أن تكون قد سرقت منه القناني؟ صحيح، أي بؤس هذا.
معاريف