من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : باريس إلى تسوية تشمل الرئاسة والحكومة والانتخابات والإصلاحات عون يتسلح بـ”الميدان”: مفتاح “الديوان” في جيبي!
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والسبعين بعد المئتين على التوالي.
لا رئاسة في الأفق، والحكومة مؤجل انعقادها بانتظار آلية تقيها شر الموت البطيء، ومجلس النواب الممدد له مرتين حقق رقماً قياسياً في البطالة. أما السياسة في لبنان، فهي عبارة عن وقوف على رصيف انتظار ما سيأتي من معطيات من الخارج، لأن أهل السياسة أفرطوا في الاتكال على الوصفات الآتية من وراء الحدود.
اكتشف الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو، في حصيلة رحلاته المكوكية بين باريس وطهران والرياض وبيروت وروما، استحالة الرئاسة اللبنانية بمعطياتها الداخلية وبمفاتيحها الإقليمية حتى الآن.
صار تاريخ الرابع والعشرين من آذار 2015 تاريخاً مفصلياً. قبل أربعة أشهر، أعطى الأميركيون والإيرانيون لأنفسهم مهلة أربعة أشهر لصياغة الاتفاق ـ الإطار. طهران تتمسك بحسم أمر رفع العقوبات الدولية في نهاية هذه المرحلة، لا في ضوء نتائج المرحلة التقنية المفترض إنجازها بحدود نهاية حزيران المقبل. واشنطن تريد أن تنتزع في ربع الساعة الأخير تنازلات ايرانية على قاعدة إجراء حسابات دقيقة متصلة بعدد أجهزة الطرد، والمدة الزمنية التي تتيح لطهران إنتاج قنبلة نووية. الطرفان يلعبان على حافة الهاوية التفاوضية، لكن العائدين من واشنطن يرجحون فرضية الاتفاق، لأنها باتت متصلة بخيارات اميركية إستراتيجية في المنطقة، وتحديداً إعادة رسم النفوذ الإقليمي للاعبين الكبار في المنطقة وبينهم إيران.
صال الفرنسيون وجالوا ولم يتمكنوا من إزالة أكبر عقبة تعترض “أفكارهم الرئاسية”. إنها عقبة ميشال عون. ليس الرجل بذاته، ولا بأي فصل من فصول سيرته الذاتية، إنما بما يتكئ عليه من تحالفات في المشهد اللبناني العام. لم يدرك جيرو أن الإيرانيين تعاملوا معه بدهاء عندما فتحوا أبوابهم على مصراعيها، وكالوا له عبارات المديح، ثم أحالوه الى التوافق الماروني الماروني مرة، وإلى التوافق بين ميشال عون وسعد الحريري مرة اخرى.
ميشال عون هو القاسم المشترك بين هذه المرة وتلك. جرّب الفرنسيون قرع أبواب “الجنرال” فكان الأخير حاسماً: لقد تركتم الدبابات والطائرات السورية تدك قصر بعبدا في العام 1990 وتخليتم عني، لكنني لن أسمح لكم بتكرار هذه التجربة. إما انعقاد الرئاسة لي وإما عليكم أن تبحثوا عن طائف جديد.
هذه المرة صارت الدبابات والطائرات السورية، ومعها ترسانة طهران و”حزب الله” وكل “المحور”.. تقف خلف ميشال عون. لا قيمة للوقت ولا للفراغ ولا للموفدين، لتصح مقولة أن “الجنرال” ينسحب فقط شهيداً!
ضغط العامل الاقليمي على سعد الحريري. احتمالات التوافق الأميركي ـ الايراني من جهة، ورحيل الملك عبدالله بن عبد العزيز من جهة ثانية، فرضا معطيات “غير سعيدة”. وكل تلك الأيام الآتية صارت “حزينة”. لا أحد يتوهم بأن السعودية يمكن أن تتخلى عن آل الحريري في لبنان، لكن الإدارة السعودية تتبدل، ودخول “الديوان” لم يعد بالسهولة نفسها، وثمة “كيمياء” مفقودة مع “المحمديْن”، فكيف إذا تقاطع ذلك مع ميدان لبناني لا يملك القدرة على التحكم به، ومع ميدان إقليمي ربما يجد نفسه مضطراً للخضوع إلى معادلاته، فيقرر عندها أن يجلس إلى طاولة الحوار مع “حزب الله”، تاركاً كل نقاط خلافه معه جانباً، محاولا أن يؤسس لشراكة جديدة ولو “من تحت الطاولة”!
كيف لسعد الحريري أن يستعيد حظوته في “الديوان” اذا كان التحكم بالميدان مستحيلا؟
لا مفر من السلطة.. ومفتاحها الوحيد في جيب ميشال عون ولا أحد “يمون” على “الجنرال” في الدنيا كلها إلا السيد حسن نصرالله.
هكذا عاد “الجنرال” من لقاء “بيت الوسط” مرتاحاً. أسرَّ لبعض المقربين منه أن اجتماعه الأخير بالحريري “كان اكثر من جدي ومثمر، حيث اتفقنا على جملة من القواسم المشتركة، تتمحور حول مسار عمل المؤسسات الدستورية في المرحلة المقبلة”.
ما لم يقله “الجنرال” وصار يلمسه معظم زوار “بيت الوسط” أن الحريري يريد انتخابات رئاسية اليوم قبل الغد. هذا الإنجاز وحده هو الكفيل بإعادة فتح أبواب السرايا أمامه. إنها السلطة ـ الرصيد التي تعيد الاعتبار إلى علاقته بـ “الديوان”.
تبنى السيد نصرالله الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب التي رفع رئيس “المستقبل” لواءها في “البيال”. سرعان ما جاءه الجواب من الأخير: الرئاسة هي الخطوة الأولى في “الإستراتيجية”. فاتح كثر الحريري بآليات جديدة لمجلس الوزراء. أعطى رأيه بالأكثر دستورية من وجهة نظره لكنه كان يردد على مسامع سائليه: أفضل وصفة للآلية هي رئاسة الجمهورية. وما يسري على الحكومة يسري على مجلس النواب. أبلغهم أن إنهاء البطالة النيابية يكون بملء الفراغ المتمادي في قصر بعبدا. أطلق أركان الهيئات الاقتصادية صرخة ازاء المؤشرات الاقتصادية السلبية. أجابهم الحريري: لا مناص من انتخاب رئيس جديد لتحريك الدورة الاقتصادية.
صارت رئاسة الجمهورية في لبنان بمثابة “قدس الأقداس”، لكن كل هذا الصراخ لم يبدل حرفاً في معطى رئاسي يتحكم ميشال عون هذه المرة بأقفاله بشكل محكم. معضلة لم يجد البعض بداً، لمحاولة اختراقها مجدداً، الا عن طريق الفرنسيين.
الديار : إما عون رئيسا …ًوإما مؤتمر تأسيسي لتعديل الطائف البحث سطحي في بيروت ولبنان ينتظر موفداً من الأمم المتحدة
كتبت “الديار”: ذكرت معلومات ان مجلس الامن قد يدرس الوضع في لبنان بطلب من فرنسا وانه قد يوفد مندوباً الى لبنان، كما أوفد الى سوريا وليبيا واليمن لايجاد حل للازمة الرئاسية اللبنانية.
اذا جاء عون رئيس للجمهورية اللبنانية يتم طي صفحة تعديل الطائف، اما اذا لم ينتخب عون فالبديل هو مؤتمر تأسيسي في لبنان اذا تغيرت موازين القوى لتعديل الطائف وسنة 2015 لن تشهد انتخاب رئيس للجمهورية على الارجح، فقبل كل شيء، انتخابات لبنان تنتظر انتخابات اسرائيل في شهر آذار المقبل وانتخابات لبنان تنتظر حل الازمة السورية التي ستأخذ وقتاً طويلاً، والمفاجأة هي: اذا وصل العماد جان قهوجي رئيساً يكون بديلا عن عون والمؤتمر التأسيسي.
السطحيون في الامور يقولون انه لا مؤتمر تأسيسي ولا تعديل للطائف، والعاملون بسرية يقولون ان المؤتمر التأسيسي شأن ضروري.
لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، لكن المصادر الوزارية لم تحسم الامر، واكتفت بأنه لا جلسة حتى الان. وتتجه الاتصالات المكثفة بين القوى السياسية لايجاد مخرج يعيد النشاط للعمل الحكومي المجمد منذ اسبوعين ولو بالحد الادنى لتسيير مصالح الناس.
واشارت المصادر الوزارية الى ان جدول اعمال الجلسة لم يوزع امس، وبالتالي فان الاتصالات لم تؤد الى حلحلة. وهذا ما أوحت به اوساط رئيس الحكومة تمام سلام لـ”الديار” التي اشارت الى أن الاتصالات التي اجراها الرئيس سلام في الساعات الماضية لم تفض الى اي توافقات حول آلية عمل مجلس الوزراء. واذ ابدت الاوساط انزعاجها من الاعتراضات على تعديل الآلية الحالية، اوضحت ان سلام سيواصل اتصالاته ومساعيه لاعادة تنشيط الحكومة.
واشارت الى ان لقاء سلام مع الرئيس سعد الحريري امس كان شاملاً وبحث في كل الملفات المطروحة، وبخاصة ما يتعلق بآلية عمل مجلس الوزراء، وانه اتفق على مواصلة التشاور لهذه الغاية.
وقالت الاوساط ان لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، حتى الان، وان الرئيس سلام يسعى الى تعديل الآلية التي كانت معتمدة بحيث لا يكون مجلس الوزراء وكأنه مجلس رئاسي.
وبحسب مصادر وزارية فانه اذا حصل شيء ايجابي خلال الساعات المقبلة فان سلام قد يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء لبحث عمل المجلس وليس لإقرار جدول الاعمال.
وحسب المصادر الوزارية المطلعة على سرّ المباحثات، فان الاتصالات لا تزال تراوح مكانها بين وجهتي نظر متباعدتين، وتحديداً بين الوزراء الثمانية الذين اجتمعوا في منزل الرئيس ميشال سليمان منذ ايام وسيلتقون اليوم في منزل الرئيس امين الجميّل والرافضين لاي مسّ في الآلية. فمن جهته أكد الرئيس الجميّل، ان “التدابير المفاجئة تبدو كأنها من اجل تمرير المصلحة لتسخيف الفراغ الرئاسي، وهذا أمر خطر وكأن الدولة يمكن ان تعمل من دون رئيس للجمهورية. علماً ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وصف الحكومة بأنها حكومة تصريف اعمال في غياب رئيس الجمهورية.
اما الرئيس سلام، فانه مصر على تغيير الآلية الحالية، وهو مستعد للقبول بأي آلية جديدة، لكن غير الآلية الحالية. وهو مع اتخاذ القرارات بالثلثين زائداً واحداً اما الرئيس نبيه بري فوجهة نظره باتت معروفة لجهة التصويت بالنصف زائداً واحداً على المراسيم العادية والثلثين على المراسم التي تتعلق بمصلحة الوطن العليا، لكن الرئيس نبيه بري يرفض شلّ عمل الحكومة، وقال “اذا كان الرأس غير موجود فليس بالضرورة ان تقطع الاطراف بل علينا ان نجد الرئيس”، فيما قال الوزير غازي زعيتر “كلنا مع انتخاب رئيس وفي أسرع وقت، لكن هذا لا يعني ان نوقف عمل الحكومة بل علينا التفاهم على تسيير امور الناس”.
واشارت مصادر نيابة الى أن “الرئيسين بري والحريري متوافقان على تطبيق الدستور”. واكدت ان الرئيس السنيورة اتصل بالرئيس نبيه بري الذي أكد انه ليس هو من طرح الآلية الحالية.
اما النائب وليد جنبلاط فدعا الى عدم تعطيل الحكومة والاهتمام بأمور الناس وتحديداً الحوض الرابع والمواد الغذائية والنفايات وغيرها، لان الامور الكبيرة ليست في يدنا، بل في الخارج.
اما الفريق العوني وحسب المعلومات فانه مع الآلية الحالية، لكنه يرى انه لا يجوز للوزير المستقل ان يعطل توافق الاطراف السياسية على قضية معينة اذا حصلت، وان الالية يجب ان تكون بتوافق الاطراف السياسية، لكن الالية الحالية جيدة، في حين انتقد الوزير السابق سليم جريصاتي الاجتماع الوزاري عند الرئيس سليمان واعتبره لزوم ما لا يلزم، وهي ليست كتلة انقاذ وطني كما دعت، بل جماعة من “الفرادى” خافت ان يتم استبعاد اي منها عن القرار الجماعي وتجاوزهم من التوافق على الالية.
الأخبار : الحريري مع تغيير الآلية: ممنوع عرقلة الحكومة
كتبت “الأخبار”: عرض رئيس تيار المستقبل سعد الحريري مع رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا الحكومية، أمس، مسألة تغيير آلية عمل الحكومة الحالية، التي أدت في الأشهر الماضية، بسبب صيغتها التي تقتضي موافقة 24 وزيراً على أي قرار، إلى تعطيل عمل الحكومة في بعض الأحيان. مصادر وزارية متابعة أكّدت أنه “حتى الآن لا اجتماع لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، وجدول الأعمال لم يوزّع، بسبب عدم حسم مسألة الآلية”. بدورها، أكّدت مصادر مواكبة لاستقبال سلام للحريري لـ”الأخبار” أن “هناك توافقاً في وجهات النظر بين الرئيسين على ضرورة تغيير الآلية، ومنع عرقلة عمل الحكومة تحت أي ظرف في ظلّ الأوضاع والمتغيّرات التي تحصل في المنطقة”.
وأشارت المصادر إلى أن “الصيغة الأرجح هي التي يعمل بها مجلس الوزراء في ظلّ وجود رئيس للجمهورية، أي النصف زائداً واحداً للقرارات العادية والثلثين للقرارات الاستثنائية”. إلّا أن أي “صيغة سيتمّ اعتمادها، تراعي مسألة صلاحيات رئيس الحكومة وميثاقيتها”. وأكدت المصادر أن “الرئيس الحريري وضع الرئيس سلام في أجواء لقائه بالرئيس نبيه برّي، الذي يتشارك معهما أيضاً على ضرورة تغيير الآلية الحكومية، وسبق لبرّي أن عبّر عن أنّ المادة 65 من الدستور هي آلية العمل المناسبة”. وأكدت المصادر أن “القوى الرئيسية في البلد حسمت أمرها، وهي متوافقة على تغيير آلية عمل الحكومة، على قاعدة أن الخلاف على التفاصيل لا يجوز أن يعرقل عمل الحكومة، والأمور الكبيرة والاستراتيجية يجري التوافق أو الخلاف حولها خارج مجلس الوزراء”.
بدوره، أكد بري أمام زواره أمس أن لقاءه بالحريري كان إيجابياً. ولفت إلى أنهما “شددا خلال الاجتماع على ضرورة الاحتكام إلى الدستور في آلية عمل الحكومة”. وأوضح رئيس المجلس النيابي أن “البعض لا يرغب في تعديلها بعدما استطاب تحول الوزراء إلى رؤساء”، مؤكّداً أنه “لا عودة إلى العمل بالآلية الحالية، لأنها تعني أن الحكومة ستبقى متعثرة وضعيفة الإنتاج”.
من جهته، رفض رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل خلال لقائه الحريري، فكرة “تعزيز مؤسسات في الدولة (أي الحكومة)، على حساب رئاسة الجمهورية، ومن هنا ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت”، بحسب ما نقلت قناة “المنار” عن مصادر في الكتائب. وأشارت وزيرة المهجرين أليس شبطيني المحسوبة على الرئيس السابق ميشال سليمان، أنها “ضد تغيير آلية الحكومة، من دون تأمين ضمانات لصلاحيات رئيس الجمهورية”.
من جهة أخرى، لفت الحريري خلال لقائه وفداً من “اللقاء الوطني لبيروت” إلى أن “عدم انتخاب رئيس للجمهورية لا يؤثر على رئاسة الجمهورية فقط، بل على البلد ككل، لأن البلد لن تستقيم أموره من دون رأس”. وأكد أنه “يحاول من خلال الحوار والمشاورات تحقيق الاستقرار، ولكن من دون رئاسة الجمهورية لا وجود لمؤسسة تجمع اللبنانيين وتحاول تسيير أمورهم”.
من جهة أخرى، أصدرت المحكمة العسكرية الدائمة حكماً غيابياً قضى بإنزال عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة بحق مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد. ويأتي الحكم على خلفية ما أسمته المحكمة “التحريض على الاقتتال بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة وتوزيع الاسلحة والحض على القتل”.
البناء : سورية توجه رسائلها التركية عبر جبهة الجولان وردع “إسرائيل” اليمن: خيارات مفتوحة… والثوار ينتظرون خيارات عدن الحريري وجنبلاط: تحفظ على تفاهم عون ـ جعجع… والحكومة إلى الوراء درّ
كتبت “البناء”: خلط الأوراق الذي يجري على ساحات الملفات المفتوحة، يتمّ تحت سقوف تجعلها دليلاً على تقدّم مسار السياسة والتسويات، وليست سياقاً تصاعدياً نحو مواجهات أوسع كما يوحي ظاهرها، فالذي جرى أنه منذ أشهر كان المحور الوحيد الذي يعرف استقراراً تفاوضياً، هو المحور الأميركي – الإيراني، تحت غطاء المفاوضات ضمن مجموعة 5+1 مع إيران حول ملفها النووي، بينما كانت الساحات الملتهبة في المنطقة، وخصوصاً سورية واليمن تشهد ما يبدو اقتراباً من التسويات، سواء في ما يخصّ سورية، من خلال حوارات موسكو التي حظيت بتأييد أميركي علني من جهة، ومن جهة أخرى بتأييد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الذي كان يستعدّ لإطلاق خطته لتجميد القتال في مدينة حلب، أو في ما يخصّ اليمن، من خلال المفاوضات التي كان يديرها المبعوث الأممي جمال بنعمر، والتي أفضت مراراً إلى ما يشبه الاتفاق على تشكيل مجلس انتقالي كبرلمان موقت، أو تشكيل مجلس رئاسي كرئاسة موقتة، أو الإثنين معاً، وفي المقابل كانت جبهة اوكرانيا تشهد اشتعالاً غير مسبوق، والعلاقات الروسية الغربية في ذروة التصعيد.
تابعت الصحيفة، الواضح أنّ سورية نجحت في إخراج العامل السعودي، من الداخل السوري، عبر معاركها المدروسة في الغوطتين، ونتائج عملها العسكري والأمني في عاصمة الغوطة، دوما، المعقل الأهمّ لأتباع السعودية، حيث كانت النتيجة، بعد المواجهة الدامية بين “جيش الإسلام” و”جيش الأمة”، خروج قرابة الألفي مسلح منها وتسليم أنفسهم للجيش السوري، ومعهم عائلاتهم، أيّ قرابة الخمسة آلاف مواطن، وخروج جيش الأمة من الحرب واستعداده للقتال مع الجيش السوري ضدّ بقايا جماعات السعودية، والواضح أنّ ما بعد معادلة الردع التي أرستها المقاومة في عملية مزارع شبعا، تكرّست معايير وقواعد جديدة في جنوب سورية يتأكد معها يوماً بعد يوم، نجاح سورية وحلفائها، في فرض الانكفاء أيضاً على الحضور “الإسرائيلي” الذي حاول رسم خطوط حمراء تحمي مشروع إقامة حزام أمني داخل الأراضي السورية.
بقيت تركيا اللاعب الإقليمي الذي يحاول جعل شمال سورية مدى حيوياً يفرض عبره خصوصيته، وصولاً إلى طموحه بقلب قواعد اللعبة في سورية، وتأكيد مشروعه بإسقاط كلّ ما يقال عن حلّ سياسي تحت سقف التسليم برئاسة الرئيس بشار الأسد، فجاءت عملية الجيش السوري في الريف الشمالي لحلب لتضع الاختبار أمام التدخل التركي، وحدوده، وتدخله في اللحظات الحاسمة، وما ظهر حتى الآن هو إصرار تركي على عدم التسليم بالإنكفاء، من دون امتلاك الأدوات التي تسمح بذلك، طالما توحي المداخلات التركية وخصوصاً طريقة نقل رفات سليمان شاه، واختيار منطقة الحركة العسكرية التركية الخاضعة لقوات “داعش”، واختيار عنوان ذي صلة بقضية تركية مباشرة، والدخول والخروج السريعين، والإبلاغ المسبق للقنصلية السورية في إسطنبول، كلّ ذلك يقول بأنّ تفادي الحرب لا يزال عنوان الحركة التركية، لذلك نجحت سورية في رسم حدود اللعبة التركية، وبدأت بتحديد قواعد الاشتباك الجديدة للشمال السوري، لكن من خلال حركتها في الجنوب، حيث يرى الخبراء العسكريون أنّ غارات الطيران الحربي السوري على خط الاشتباك الفاصل مع الجولان، يرسم نموذجاً للطريقة التي سيجري عبرها إنهاء المواقع العائدة للجماعات المسلحة في ريف شمال حلب، ووضع الحكومة التركية بين خياري المواجهة أو الانكفاء.
في اليمن، يبدو تجميع القيادات العسكرية والسياسية المعارضة للثوار في عدن وحول رئاسة الرئيس المستقيل منصور هادي، وصرخات الحرب على صنعاء حيث يتمركز الثوار، وكأنه يضع اليمن على حافة حرب أهلية، أو خيار التقسيم، لكن الخطر المترتب على هذين الخيارين مع استحالة إسقاط صنعاء والمحافظات الواقعة بيد الثوار، أنهما يعنيان تسليماً ضمنياً للمجموعات التابعة لتنظيم “القاعدة”، بالسيطرة على محافظات الجنوب، بصورة تستعيد مشهد المعارضة السورية، التي لم تشكل أكثر من واجهة لسيطرة “جبهة النصرة” و”داعش”.
الطريق البديل الذي سيحتاج بعض الوقت للظهور مجدداً، هو التسليم بخيار التسوية والعودة إلى التفاوض.
السعودية تراهن على لعب ورقة منصور هادي إلى النهاية لتجميع أوراقها اليمنية، فيما واشنطن التي تدعم المسعى السعودي ترسم خطها الأحمر بمنع تحقيق أرباح لـ”القاعدة”، ليصير الممرّ الإجباري للسعودية هو العودة بجماعتها إلى طاولة التفاوض، على مجلس رئاسي، بعدما صار الرئيس المستقيل طرفاً، ومجلس انتقالي، حيث البرلمان لا يرضي أيّاً من الفريقين، ويعود الإعلان الدستوري للثوار خريطة طريق حتمية.
في لبنان، رغم الكلام الكثير عن دنو اللحظة الداخلية من الاستحقاق الرئاسي، لا تزال المؤشرات، بين مدّ وجزر، بعد عودة الرئيس سعد الحريري ووقوفه مع النائب وليد جنبلاط بتحفظه على تفاهم “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، واقتسام المعادلة المسيحية، ما بدا أنه أعاد الحوار بين العماد ميشال عون وقائد “القوات” سمير جعجع خطوات إلى الوراء، ليعود البحث مجدّداً في إحياء الحكومة، وتعويم نشاطها وفقاً للآلية القديمة.
رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجد في حوار عون ـ جعجع فرصة التأكيد على المسؤولية التوافقية المسيحية للاستحقاق الرئاسي، بينما اكتفى الرئيس سعد الحريري، بالدعوة لرئيس، وجاءت من طهران الدعوة لرئيس بأسرع وقت.
بقي الشلل متحكماً بالمؤسسات بانتظار حل موضوع آلية عمل الحكومة المستبعد حالياً، وانتخاب رئيس الجمهورية الذي بدوره معلق على الاتفاق بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بحسب ما أكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس.
النهار : خياران أمام المشاورات لحل أزمة الآلية ضمانات لعدم التعطيل وتماسك 14 آذار
كتبت “النهار”: مع أن الاتصالات واللقاءات المكوكية التي طبعت مطلع الأسبوع بحثاً عن مخرج لأزمة الآلية الحكومية تخرج مجلس الوزراء من الجمود الذي أصاب جلساته لم تبلغ نتائج واضحة بعد، بدا أن الصدمة التي شاءها رئيس الوزراء تمّام سلام من تعليق الجلسات أدت في جانب ايجابي منها الى إعادة التركيز على أزمة الفراغ الرئاسي، مع تصاعد المواقف المشددة على أولوية انتخاب رئيس الجمهورية.
وقد انطلقت عملياً أمس المساعي الحثيثة للتوصل الى مخرج ينهي أزمة الآلية الحكومية من خلال شروع الرئيس سلام في لقاءات متعاقبة مع القادة السياسيين، وقت بدا واضحاً أن معظم اللقاءات التي يعقدها الرئيس سعد الحريري منذ أيام تركز على هذا الهدف من خلال بلورة صيغة تأخذ في الاعتبار ضرورة عودة إقلاع الحكومة وتوفير مناخ يضمن منع تعطيل القرارات الحكومية وفي الوقت نفسه مراعاة الواقع الذي تفرضه الأزمة الرئاسية وهواجسها لدى الافرقاء المسيحيين.
ونوّهت أوساط متابعة للقاء الذي جمع أمس الرئيسين سلام والحريري بالأجواء التي أحاطت به، اذ تخلله تبادل لوجهات النظر وعرض للمواقف المختلفة من موضوع آلية العمل في مجلس الوزراء. وقد أبدى الرئيس الحريري تفهمه لموقف الرئيس سلام وتأييده الكامل له. وفهم أن الاتصالات ستتواصل مع مختلف الأطراف لبلورة تصور مشترك للعمل الحكومي، ولكن لا معطيات حتى الآن تتيح القول إنه تقرر الاتجاه الى عقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع.
وعلمت “النهار” أن الرئيس أمين الجميّل سيزور اليوم السرايا بدعوة من الرئيس سلام، على أن يقوم الرئيس ميشال سليمان بزيارة مماثلة بعد عودته من الشارقة في دولة الامارات العربية المتحدة الى بيروت ظهر اليوم. وتأتي هاتان الزيارتان على خلفية البحث في الوضع الحكومي وتعثر انعقاد مجلس الوزراء للاسبوع الثاني على التوالي.
وكانت الزيارة التي قام بها الرئيس الجميّل امس لبيت الوسط يرافقه نجله النائب سامي الجميل تمت في إطار “التواصل بين حليفين” على حد وصف مصادر كتائبية لـ”النهار”.
المستقبل : الجميّل في بيت الوسط.. والحريري يدعو إلى الصمود في مواجهة “مشروع شلّ الدولة” سلام يحذّر من “تعميم الفراغ”
كتبت “المستقبل”: منذ اللحظة التي حلّت فيها لعنة الشغور على رأس البلد، والدولة تتوجّس شرّاً من فرضية تمدّد هذه اللعنة لتصيب كامل أعضاء الجسد المؤسساتي بالشلل. واليوم، بعدما غادر هذا الهاجس دائرة الفرضيات وأصبح واقعاً مُعاشاً يضع كل اللبنانيين أمام مسؤولية التصدي للفراغ الرئاسي والحؤول دون تعميمه على الساحة الوطنية، يسعى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام جاهداً بالتنسيق والتعاون مع سائر المكونات السياسية لدرء كأس الشغور المرّة عن المؤسسة التنفيذية. وبرز أمس لقاؤه الرئيس سعد الحريري في السرايا الحكومية حيث استعرض الجانبان الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة، وهو لقاء وصفه رئيس الحكومة بـ”الجيّد كما كل اللقاءات السابقة مع الرئيس الحريري” وفق ما نقلت أوساطه عنه لـ”المستقبل”، مشيراً في ما يتعلق بالاتصالات التي يجريها على خط آلية العمل الحكومي إلى أنّ “الأمور لم تنضج بعد” وإلى أنّ موعد دعوة مجلس الوزراء للانعقاد “لا يزال غير واضح بانتظار نتائج الاتصالات الجارية”، مع تحذيره في المقابل من مغبة تمدّد العجز و”تعميم الفراغ” على كل مؤسسات الدولة.
اللواء : سلام مصرّ على آلية تسمح للحكومة باستئناف الجلسات الحريري يوكّد على أولوية انتخاب الرئيس وحزب الله يدعم عون بحصر الفيتو المسيحي بكتلته الوزارية
كتبت “اللواء”: ظهّرت مروحة الاتصالات الواسعة واللقاءات بعض معالم المشكلة المتعلقة بانعقاد جلسات مجلس الوزراء، وطرحت الحصيلة التي آلت إليها المشاورات عمق التباينات في مقاربة عمل المؤسسات، على الرغم من الاتفاق على ان مفتاح المعالجة يبدأ من انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
والاهم في هذه المحصلة، مسارعة قطبا كتلة الوزراء الثمانية، الرئيسان ميشال سليمان وأمين الجميل، إلى التأكيد ان تجمع الثمانية ليس هو بتكتل أو جبهة، ولا يستهدف الرئيس تمام سلام ولا حكومته، وإنما هو أثبات حضور وتأكيد الكتلة الوسطية على دورها في صياغة القرارات واعتبار ان الآلية المعمول بها حالياً لا تزال صالحة للعمل، ولا حاجة إلى إعادة النظر فيها، وهي لا تتنافى واحكام الدستور الذي ينص على اتخاذ القرارات بالتوافق أولاً.
الجمهورية : الآلية تُراوح والمساعي للمعالجة مُستمرة والحريري يستعجل الرئيس
كتبت “الجمهورية”: أظهر الفراغ الرئاسي أنّ انتظام عمل المؤسسات الدستورية غير ممكن قبل انتخاب رئيس جديد. فتعديل الآليّة، إنْ حصلَ، سيشكّل علاجاً موضعياً وموَقّتاً، لأنّ الأزمة ستطلّ برأسها مجدّداً من المؤسسة نفسِها أو من غيرها، كون الفراغ أدخلَ الشللَ إلى كلّ المؤسسات، وبالتالي المعضلة الأساسية ليست في الحكومة وشكل الآليّة، بل في الشغور الرئاسي. واللافت أنّ المناخات الحوارية التي لم تعرف البلاد مثيلاً لها منذ العام 2005 لم تفلِح بحلّ الأزمة الرئاسية ومن ثمّ الحكومية، فيما الهدف الأساس الذي وضعَه رئيس الحكومة تمّام سلام من أجل وضع آليّة جديدة يُزاوج بين تجاوز التعطيل الذي وصلَ إلى حدّ لا يُطاق، وبين إبقاء العنوان الرئاسي متصدّراً المشهدَ السياسي، لأنّ مجلس الوزراء تحوّلَ في الجلسات الأخيرة إلى مؤسسة لا تمارس حتى تصريف الأعمال، وبالتالي من هذا الباب كان رفع الصوت من أجل تسيير شؤون البلاد والعباد.
المواقف من موضوع الآلية ما زالت على حالها، فلا تغيير ولا تبديل، ولم يطرأ أيّ عامل جديد يمكن أن يشكّل خرقاً في الأزمة الحكومية المستجدّة. ولكن في المقابل الحوار غير مقطوع، والمساعي بين كلّ القوى من أجل التوصّل إلى صيغة ترضي الجميع ما زالت مستمرّة.