من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : خلاف “الآلية”: بري يحذِّر وسلام منزعج والراعي يضغط تنظيم “خراسان” يطل بمخطط اغتيالات؟
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والسبعين بعد المئتين على التوالي.
وفي الوقت الضائع، تتفاقم تداعيات الشغور متخذة أشكالا عدة، كان أحدثها الانقسام الطائفي ـ السياسي حول اقتراح تعديل آلية عمل مجلس الوزراء.
وفي الوقت الضائع أيضا، يرتفع منسوب المخاطر الامنية التي تَجِد في حالة انعدام الوزن الداخلي بيئة مؤاتية للتكاثر.
وضمن هذا السياق، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ “السفير” إنها تلقت تقارير أمنية تحذر من احتمال تعرض نواب في “كتلة المستقبل” لمحاولات اغتيال بغية ضرب الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، وصولا الى إحداث فتنة مذهبية.
وأوضحت المصادر ان المعلومات تفيد أيضا ان مجموعة تنتمي الى تنظيم “خراسان” المتطرف، وتضم في صفوفها ما بين أربعة الى خمسة أفراد، تخطط لاستهداف الرئيس نبيه بري.
وعلى وقع هذه التحديات، تلتئم الجلسة السابعة من الحوار في الثاني من آذار المقبل، في عين التينة، حيث ستبدأ في مناقشة بند الاستحقاق الرئاسي الذي كانت الجلسة السادسة قد لامسته من زاوية ان انتخاب رئيس للجمهورية يشكل أحد شروط الاستراتيجية الوطنية المطلوبة لمواجهة الارهاب.
ومع دخول الشغور الرئاسي شهره العاشر، يتأكد يوما بعد يوم ان التعايش معه ليس سهلا مهما تعددت محاولات التشاطر عليه، وان جسم الدولة لا يمكن ان يستعيد توازنه واتزانه من دون وجود رأس له. هي أزمة وطنية بكل ما للكلمة من معنى، يدفع ثمنها المسيحيون والمسلمون على حد سواء، وتتضرر منها جميع المؤسسات الدستورية أيا يكن توزعها وتصنيفها ضمن هذا النظام الطائفي.
ومهما كانت الاجتهادات حيال كيفية عبور مرحلة “الترنح” بأقل الخسائر الممكنة، فإن الاكيد هو انه لا يجوز ان ينزلق اللبنانيون الى الاعتياد على واقع الشغور والتطبيع معه، وبالتالي فإن وجود رئيس للجمهورية يشكل حاجة ومصلحة للجميع، تماما كما ان الجهد الذي يجب بذله لانتخاب الرئيس يجب ان يكون جهدا وطنيا مشتركا، من دون تجاهل حقيقة ان مسؤولية المسيحيين على هذا الصعيد تبدو أكبر نسبيا، كون الموقع من نصيب الموارنة.
لكن المأساة، ان الاطراف اللبنانية تتصرف بنوع من التسليم بأن معالجة ملف الاستحقاق الرئاسي هي مهمة خارجية “مؤجلة”، وان اسم الرئيس المقبل لن يتقرر قبل ان ينتهي اللاعبون الكبار من إعادة صياغة المنطقة ورسم مصائر دولها.
وحتى ذلك الحين، تبدو القوى الداخلية وكأنها لا تملك سوى التلهي بنتائج الشغور، والانغماس في تداعياته الى حد يهدد أحيانا بتناسي سببها الحقيقي.
تابعت الصحيفة، وبعد عودته أمس من الخارج، قال سلام لـ “السفير” انه سيتابع اتصالاته ومشاوراته مع القوى السياسية من أجل حسم النقاش حول إمكانية تعديل آلية عمل الحكومة، رافضا التعليق على المواقف واللقاءات التي سُجلت مؤخرا، ومن بينها اللقاء الوزاري الموسع في منزل الرئيس ميشال سليمان.
لكن مصادر مطلعة أبلغت “السفير” ان سلام منزعج من بعض ردود الفعل على اقتراح تعديل الآلية، فيما قالت أوساط وزارية لـ “السفير” ان الاجتماع الذي عقد في منزل سليمان إنما يصب في خانة تعطيل العمل الحكومي وتكبيل يدَي سلام.
الى ذلك، أكد الرئيس نبيه بري امام زواره ان لقاءه مع الرئيس سعد الحريري كان إيجابيا، مشيرا الى انه كان هناك اتفاق تام بينهما على ان الشغور الرئاسي بات يترك تداعيات فادحة على الوضع العام، بعدما تسبب في إغراق المؤسسات والبلد في حالة من الشلل المتمادي، مشددا على ان هذا الوضع ليس مقبولا، ولم يعد جائزا ان يستمر.
واعتبر بري ان معالجة الملف الرئاسي تبدأ بتفاهم مسيحي ـ مسيحي حول مرشح مقبول، مؤكدا انه في حال الوصول الى هذا التفاهم سيتصدر الصفوف لفتح الطريق امامه وتحويله الى تفاهم وطني.
وأشار بري الى انه التقى والحريري على ضرورة الاحتكام الى الدستور في آلية عمل مجلس الوزراء، ملاحظا ان البعض لا يرغب في تعديلها، بعدما استطاب تحول الوزراء الى رؤساء.
واعتبر ان عودة الحكومة الى العمل في ظل الآلية الحالية تعني انها ستبقى متعثرة وضعيفة الانتاجية.
وردا على سؤال حول تعليقه على الموقف الذي صدر عن اللقاء الوزاري في منزل سليمان، حيال “الآلية”، أجاب: انتظرناها من الشرق، فأتت من الغرب.
الديار : اليمن نحو التقسيم والرئيس هادي يُعلن عدن عاصمة مُؤقّتة السعوديّة تسعى لجيش سنّي قوامه مصر والأردن وتركيا في وجه إيران “داعش” يتجه نحو طرابلس وبنغازي تتحضّر للحرب ضدّ الخلافة الإسلاميّة
كتبت “الديار”: اعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي عاد عن استقالته ان عدن اصبحت العاصمة المؤقتة لليمن ومعروف ان عدن هي عاصمة الجنوب وصنعاء هي عاصمة شمال اليمن. وبذلك تتجه اليمن نحو حرب طويـلة وربما تقســيم.
فالحوثيون يسيطرون على الشمال وعلى العاصمة صنعاء وهم من الطائفة الشيعية، فيما اصبح رئيـس الجمهورية في عدن مدعوما من القبـائل السـنية في اليمـن.
وكان موفد الامم المتحدة جمال بن عمر دعا لاجتماع بين كل الاطراف لتنفيذ الحل السياسي، فرد الرئيس هادي بان صنعاء غير آمنة ويريد مكاناً اخر للاجتماع، لكن الرئيس اليمني طلب في الوقت ذاته نزع الاعلام والشعارات التي تدعو لاستقلال جنوب اليمن، وبين اليمن والحل السياسي مسافة كبيرة هي مسافة حرب داخلية ستطول ولا شك.
في هذا الوقت وردت معلومات عن ان السعودية مستاءة جدا وقلقة من التحرك الايراني عبر الحوثيين في اليمن المدعومين ايرانيا وعبر تحرك المعارضة البحرينية الشيعية المدعومة من ايران. لكن النظام السني في البحرين يضطهد المعارضة الشيعية ويسجن ائمتها، اضافة الى قلق السعودية من الوجود الايراني في العراق وفي سوريا وفي لبنان ومن التحرك الايراني في الدول الثلاث. ووفق المعلومات فان السعودية تسعى لجيش سني قوي مؤلف من الجيش التركي والجيش السعودي والجيش الاردني والجيش المصري، علماً ان عوائق تقف في وجه هذا الامر، منها الخلاف المصري – التركي، حيث تدعم تركيا الاخوان المسلمين في مصر، بينما الرئيس السيسي ومحاكم مصر اصدروا حكماً بان الاخوان المسلمين تنظيم ارهابي. وتسعى السعودية جاهدة لتحسين العلاقة بين مصر وتركيا، خاصة ان واشنطن تريد دورا للاخوان المسلمين في المنطقة وهي استقبلت وفدا منهم في العاصمة الاميركية. كما ان الرئيس الاميركي اوباما فاتح الملك السعودي سلمان في كيفية الانفتاح على الاخوان المسلمين في مصر والسعودية، مثلما تفعل قطر ومثلما تفعل المملكة العربية السعودية، لان واشنطن تعتبر ان الاخوان المسلمين تنظيم اسلامي معتدل.
بعدما سيطر تنظيم داعش على مدينة سرت مسقط رأس الرئيس الراحل القذافي وقام بتجنيد شبابها واغلاق الجامعات فيها، بدأ “داعش” بالتحرك نحو طرابلس واعطى اول اشارة بتبني “داعش” تفجير السفارة الايرانية في طرابلس الغرب، اي العاصمة الليبية. ويعتقد “داعش” ان المسلمين في العاصمة سيبايعونه وبالتالي سيسيطر داعش على المنطقة الممتدة من محافظة سرت وصولا الى العاصمة الليبية.
في هذا الوقت وبعد تحالف “داعش” مع انصار الشريعة في ليبيا، استنفر الجنرال حفتر في بنغازي وبدأ الجيش هناك، اي الجيش الليبي، وهو ضعيف، ببناء تحصينات حول مدينة بنغازي لمحاربة “داعش” لكن وفق معلومات دقيقة فان اكثرية المسلمين في بنغازي تؤيد الخلافة الاسلامية والخليفة ابو بكر البغدادي والخوف هو من سقوط بنغازي من الداخل وليس عبر الهجوم عليها.
الأخبار : الحريري عائد إلى السرايا: الاتفاق إلزامي مع حزب الله السعودية تفضل الاصيل على الوكيل… وأميركا وبريطانيا تنصحان بالاستقرار
كتبت “الأخبار”: يتحفظ حزب الله كثيراً عن مضمون الحوار الجاري بينه وبين تيار المستقبل. أو لنقل إنه أقل حديثاً عن تفاصيل المداولات، بينما يمكن رصد تفاصيل أكبر من جانب التيار الأزرق. ربما هي الطبيعة التنظيمية التي تقف خلف الأمر. علماً بأن هناك محضراً يتضمّن تفاصيل الابتسامات والتثاؤب وكل الكلام وجملاً اعتراضية، يحرص كاتبه على أدقّ التفاصيل، والله وحده يعلم ما إذا كان الحوار مسجلاً بالصوت والصورة.
كل ما جرى، حتى الآن، يوحي بأن الأمور أفضل بكثير مما يجري تعميمه على الخارج. وفي هذه الحالة، يمكن القول إن تيار المستقبل يتصرف بمسؤولية من يريد الخروج بنتائج، وهو يبدي استعداداً لتسويات كثيرة، ما يجعله أكثر حرجاً أمام جمهوره في ما لو أُعلنت تفاصيل ما يدور. والحديث، هنا، لا يتعلق بخيانة أو تجاهل، بل بوجهة تخالف حالة التعبئة التي قامت منذ سنوات طويلة. وهي وجهة تخالف، بالتأكيد، كل الكلام العالي الصادر عن قيادات يحلو للبعض وصفها بـ”صقور” التيار، علماً بأنه تيار متواضع لا مجال فيه لصقور ولا لحمائم.
في ثوابت الطرفين أن الرئيس سعد الحريري حريص على تجنّب كل ما يؤدي إلى تفجير الحوار. وهو، لذلك، يذكّر فريقه بأن الحوار لا يشمل سلاح المقاومة أو قتال الحزب في سوريا، بل يقتصر على ملفات داخلية قابلة للعلاج، من السلاح الفردي في المدن، إلى حاجات الخطط الأمنية التي تساوي بين المناطق، إلى ملفات التوتر في العاصمة أو في بقية المدن والمناطق. ولذلك، فإن هناك حرصاً على ضرورة التفاهم على كل ما ينفع في تبريد هذه الجبهات، من وقف الحملات الإعلامية إلى إزالة مظاهر الاستفزاز إلى التعاون من خلال الوزارات، وصولاً إلى التفاهم على آليات لإدارة العمل الحكومي من جهة، وما يتصل به من العمل التشريعي من جهة ثانية.
الحريري يريد حواراً منتجاً لاتفاق يسمح بتسوية أمور داخلية كثيرة، ويسمح بتحريك عجلة الدولة من دون رهن كل أمورها بما يجري حولنا. وهو يكتفي، بما خص الملفات الخارجية، بكيفية إدارة حزب الله لمشاركته في القتال في سوريا وكيفية تعامله مع الملف الجنوبي. وفي هذه النقطة، يقول سياسي عارف جيداً بالحريري إن الأخير “يراهن، من دون أن يقول، على حكمة حزب الله في إدارة هذه الملفات”.
من جانب حزب الله، هناك ضرورة للتوضيح المسبق، للطرف المقابل، بأن ملفي السلاح الاستراتيجي وسوريا ليسا مطروحين للحوار. أما في ما يتعلق بالملف الرئاسي، فإن وفد الحزب مكلف القول صراحة الآتي: “نحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد. ونعرف أن الدولة في حاجة إلى رأس، وأن وجود الرئيس يسهّل عمل الحكومة، ويساعد في تنظيم عمل المؤسسات. ونعرف أيضاً أن هناك تأثيرات خارجية وداخلية لها دورها الكبير في انتخاب الرئيس الجديد. ولكي تكون الأمور واضحة من جهتنا، فنحن، ومع حماستنا لانتخاب رئيس جديد، إلا أننا نضع عنواناً ثابتاً وليس للمناورة، هو أن العماد ميشال عون مرشحنا الأوحد للرئاسة، ولا نقبل بغيره. وإذا قرر هو اعتماد مسار آخر، فسيكون موقفنا أكثر وضوحاً، إذ إننا لا نقبل برئيس لا يوافق عليه العماد عون. ولحسم أي جدل، نحن، في ملف الرئاسة، نسير خلف ميشال عون، ومن الأفضل لبقية الأطراف، التوجه صوبه لمحاورته في هذا الأمر، وما يقرره نسير فيه”.
أما في بقية الملفات، فان حزب الله يتعامل بانفتاح مع كل ما يطرح. وهو بادر الى خطوات تسهّل تنفيذ الاتفاقات، من موضوع إزالة المظاهر والأعلام، إلى الضغط لعدم وجود أي نوع من المظاهر المسلحة، إلى وقف تام للحملات الإعلامية، إلى المساعدة في تسليم مطلوبين، من بينهم أحد عناصر سرايا المقاومة، وتوفير الأرضية الشعبية والعملانية المساعدة على تنفيذ خطط أمنية دائمة في أي منطقة له فيها نفوذ كبير.
البناء : ربع الساعة الأخير فرصة أنقرة والرياض للإمساك بأوراق تفاوض حركة عسكرية استعراضية تركية… والسعودية تهرّب منصور إلى عدن فشل تعديل الآلية يختصر العمر الافتراضي لحكومة سلام فهل يسرّع الرئاسة؟
كتبت “البناء”: كل شيء في جنيف يوحي بقرب الإعلان عن التفاهم بين وزيري خارجية أميركا جون كيري وإيران محمد جواد ظريف، وأن التأخير لنهاية الشهر المقبل يتمّ على إيقاع تطورات المنطقة.
واشنطن تحتاج إلى المزيد من الوقت مع حلفائها وهم يحتاجون إلى المزيد من الوقت لمنح جوابهم النهائي، وفي الوقت المتبقي من ربع الساعة الأخير، يتصدّرون المسرح بمحاولات خلق الوقائع التي تمنحهم أوراق تفاوض أقوى، وواشنطن من خلفهم تساند وتشجع، وتقدّم الدعم وتحاول جسّ نبض إيران بمدى تأثير ما يفعلونه، لنيل حصص أفضل في التسويات.
بنيامين نتنياهو يراهن على الكونغرس الأميركي ليجعل أمن “إسرائيل” خطاً أحمر واضحاً ومتفقاً عليه كملحق لأيّ تفاهم مع إيران، والسعودية تراهن على إدخال اليمن في الفوضى، والإمساك بمفتاح الحلّ السياسي، لنيل الثمن، وتركيا تعمل على استحضار فرضيات الخيار العسكري في سورية، لتكون مرجعية لا غنى عنها في الحلّ السياسي.
التصعيد الواضح في كلّ من سورية واليمن، يتخذ شكلاً استعراضياً تركياً في الشمال السوري، بعدما تكشفت الاتفاقية التركية – الأميركية على تدريب معارضين وتسليحهم، عن محدودية لا تجعلها حدثاً يُحسب له الحساب بما هو أبعد من الكلام الإعلامي، الذي لا يغيّر في الموازين، حيث تُحضر عشرات الألوف من المقاتلين ولا أحد سيقيم حساباً لمئات تزيد هنا أو هناك، والحركة الاستعراضية المرتبطة بنقل رفات سليمان شاه، بدت هي الأخرى بقدر طابعها الاستفزازي، علامة حذر من التورّط في مواجهة عسكرية مع الجيش السوري، سواء عبر إبلاغ الجيش التركي للقنصلية السورية في إسطنبول بالعملية عشية تنفيذها، أو لكون العملية تمّت أصلاً في مناطق تحت سيطرة “داعش”.
من الضفة السعودية تبدو الأمور أفضل، حيث شكل فرار الرئيس المستقيل منصور هادي وتمركزه في عدن، إمساكاً سعودياً بورقة التفاوض في مقابل ما يمسك به الثوار في صنعاء، وصار المجتمع السياسي اليمني نصفين، واحد يتمحور في صنعاء والآخر في عدن، لكن مشكلة السعودية هي في خيار الذهاب إلى المواجهة، التي يبدو انّ منصور هادي لا يملك فيها حظوظاً أكثر من المعارضة السورية، بمجموعات متفرّقة من الجيش اليمني تشبه “الجيش الحرّ”، ومؤيدين مسلحين للمواجهة مع الثوار تسيطر عليهم “القاعدة” يهدّد الدخول في المواجهة بمنحهم فرصة السيطرة على المزيد من الجغرافيا اليمنية، بينما تشكل التسوية طريقاً إلزامياً للسير بمعادلة مجلس انتقالي، وحكومة جديدة موحدة، ومجلس رئاسي بعدما تكرّس منصور هادي طرفاً مباشراً يستحيل أن يشكل رئيساً توافقياً، وهي الوصفة التي تضمّنها الإعلان الدستوري للثوار.
في لبنان، ترقب للمسار المتعثر للآلية الحكومية التي أرادها رئيس الحكومة تمام سلام، والتي تبدو طالعاً سيئاً على حكومته، بتوقفها عن العمل من جهة، وصعوبة عودتها إلى الإنتاجية بعد تشرذمها في ضوء الانقسام حول الآلية، من جهة مقابلة، بينما دعاة التسريع بالسير نحو التفاهمات التي تسهّل وتوصل إلى الاستحقاق الرئاسي يرون في التعثر الحكومي فرصة للدق على حديد الحوارات وهي حامية.
فيما لم يحسم بعد موضوع آلية عمل الحكومة وبالتالي بقاء اجتماعها هذا الأسبوع، معلقاً، لن تعقد الجلسة الثامنة من الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل هذا الأسبوع أيضاً، بحسب ما أكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ”البناء”. وإذ أشارت المصادر إلى “أن أجواء لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرئيس وسعد الحريري كانت ايجابية”، لفتت إلى “أنهما أجريا بحثاً لما توصلت إليه الجلسات السبع من حوار عين التينة، وأجمعا على ضرورة تسهيل عمل الحكومة”.
وبانتظار عودة رئيس الحكومة تمام سلام من زيارته إلى روما، أكد وزير العمل سجعان قزي لـ”البناء” تأييد حزب الكتائب استئناف عقد جلسات مجلس الوزراء وفق الآلية الحالية”. وإذ لفت إلى “أن التغيير في الآلية يحتاج إلى إجماع وزاري”، أكد قزي “أن هذا الاجماع غير موجود وبالتالي فإن طرح هذه الفكرة لا يعني أنها ستلاقي قبولاً عند جميع الكتل السياسية”. وشدد على “أنه من المفروض أن توجه دعوات من قبل الرئيس سلام لعقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع أقله للبحث في آلية العمل الحكومي”، متوقعاً “أن تبدأ الاتصالات من جديد هذا الأسبوع في هذا الشأن”.
ونفى قزي “أن يكون اللقاء الذي عقد عند الرئيس ميشال سليمان مقدمة لولادة كتلة وزارية”، لافتاً إلى أن “هذه المجموعة الوزارية لديها همّ انتخاب رئيس للجمهورية، وكيفية تسريع عملية الانتخاب، والحؤول دون تغييب صلاحيات رئاسة الجمهورية، ولن تقبل بتغيير آلية العمل الحكومي”. ورجح قزي “ان يلتقي الوزراء الثمانية الرئيس أمين الجميّل هذا الأسبوع مع عودة الرئيس سليمان من الإمارات”.
ودخل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي على خط الآلية معتبراً أن لا مجال لممارسة الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية إلا بالتوافق وبذهنية تصريف الأعمال.
وقال الراعي في عظة الأحد في بكركي: “لا أحد من البشر منزه عن الأمراض الشخصية التي تظهر في نتائجها السيئة في الممارسة السياسية السيئة، حيث تغيب خدمة الخير العام، ويحلّ محلها السعي إلى المصالح والمكاسب الشخصية والفئوية والمذهبية، وفي مخالفة الدستور والميثاق الوطني وصيغة العيش معاً بتعاون وتكامل. وقد بلغت هذه المخالفة ذروتها في عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ تسعة أشهر، وبالتالي في تعثر ممارسة صلاحيات المجلس النيابي، وأعمال الحكومة التي تختلط صلاحياتها الدستورية بصلاحيات رئيس الجمهورية هذه التي تتولاها بالوكالة، ولا مجال لممارستها إلا بالتوافق وبذهنية تصريف الأعمال لا بابتكار آليات تتنافى والدستور، وكأن الفراغ الرئاسي أمر عادي”.
النهار : الحكومة تعود بآليتها المتّبعة وتعطيل أقل “مصالح غير مُعلنة” تؤخّر مرسومين للنفط؟
كتبت “النهار”: يختصر الرئيس تمام سلام الوضع بقوله: “لو بذلت جهود التعطيل الحكومي تحت عنوان صون صلاحيات رئيس الجمهورية من اجل انتخاب رئيس، لكان تم انتخاب الرئيس. ولكن الحقيقة ان الهدف هو تعطيل الرئاسة والحكومة”. هذا ما نقله زوار الرئيس العائد من روما بعد زيارة خاصة خلال عطلة نهاية الاسبوع.
ويعاود الرئيس سلام نشاطه اليوم وفق جدول أعمال مسبق. وعلمت “النهار” من مصادر قريبة ان لا جديد يتصل بجلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع نظرا الى عدم حصول أي تطور يتصل بموضوع عمل المجلس. وأشارت الى ان سلام سيجدد اتصالاته لاستكشاف الاجواء التي أصبحت متشابكة بفعل تضارب المواقف التي رصدت في الايام الاخيرة. وهو كان في صدد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل للبحث في موضوع آلية عمل المجلس، لكن تطور المواقف أدى الى تريثه في ذلك.
كذلك علمت “النهار” ان الرئيس سعد الحريري بحث في الامر مع الرئيس نبيه بري ليل الجمعة، ومع العماد ميشال عون الذي زاره في بيت الوسط، مما دفع في اتجاه اتصالات جانبية جدية بين الأطراف المعنيين يقودها الوزير علي حسن خليل عن حركة “أمل” والوزير جبران باسيل عن “التيار الوطني الحر”، من أجل تجاوز الخلافات القائمة والسعي الى وضع أولويات للحلحلة والخروج من التعطيل، خصوصا ان غالبية القوى تعي ان لا بديل من الحكومة في المرحلة الراهنة. ويقضي الحل المتوقع بالمحافظة على الآلية الحالية مع ضمان تسهيلات وعدم تعطيل.
ومن المنتظر أن يشهد اليوم اجتماعات مهمة من شأنها أن تبلور مصير الوضع الحكومي وتوضيح التحالفات القائمة حاليا. ومن أبرز هذه الاجتماعات لقاء الرئيس أمين الجميّل والرئيس الحريري. وسبقت هذه الاجتماعات اتصالات بين قيادات الصف الاول لمعرفة طبيعة اللقاء الوزاري التشاوري الذي انعقد في منزل الرئيس ميشال سليمان الجمعة الماضي والذي انطلق من هاجس البحث عن سبل الاسرع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية على أن يعقد اجتماع مماثل في الايام القريبة في منزل الرئيس الجميّل.
وكان الرئيس سليمان تحدث من امارة الشارقة الى تلفزيون “الجديد” فأوضح أن الاجتماع في منزله “ليس جبهة وليس كتلة وزارية لكنه نجم عن الكلام حول موضوع تغيير آلية عمل الحكومة. هناك هاجس لدى الوزراء المجتمعين ولدى الرئيس الجميل وعندي حول صلاحيات رئيس الجمهورية. ونحن لا نشك ابدا في طرح الرئيس تمام سلام الوطني والشريف ومحافظته على الرئاسة الأولى وربما لو كان رئيس الحكومة مسيحيا لما كان حافظ على هيبة الرئاسة الأولى وضرورة وجودها مثلما يفعل الرئيس سلام”.
وصرّح وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار” بان حزب الكتائب يتحفظ عن تعديل العمل الحكومي لأنه يتمسك بالآلية الحالية التي اقترحها الرئيس سلام بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان. ودعا “الجميع الى وقف المزايدة على الرئيس سلام الذي لم يحافظ فقط على دور رئاسة الحكومة بل حافظ أيضا على دور رئاسة الجمهورية”. وشدد على “ان اللقاء الوزاري التشاوري الذي انعقد في منزل الرئيس سليمان والذي سينعقد في منزل الرئيس الجميّل هو لدعم الرئيس سلام ودعم الحكومة في جو ميثاقي ووطني لأننا في أمس الحاجة الى الميثاقية لعدم تعريض الحكومة للخطر”.
وكان زوار الرئيس نبيه بري نقلوا عنه اتفاقه والرئيس الحريري على”الاحتكام الى الدستور في تطبيق آلية عمل مجلس الوزراء وانعقاد جلساته”. وقال ان “الرجوع الى آلية الـ 24 وزيرا سيؤدي الى المزيد من البطء وعدم تسيير عمل المؤسسات في الشكل المطلوب”.
المستقبل : الجيش يحتفل اليوم بتسلّم هبة أردنية 30 ملالة و12 مدفعاً هبة المليار: عقود أُنجزت والسلاح “على الطريق”
كتبت “المستقبل”: في موازاة مساعي تحصين الوضع السياسي الداخلي المتمثلة بالحوارات المفتوحة على أكثر من ضفة والرهان على إحداث خرق في جدار الشغور الرئاسي، تتواصل خطوات تحصين الجيش اللبناني والقوى الامنية في مواجهة مخاطر الإرهاب، والتي بلغت مرحلة متقدمة مع إنجاز غالبية عقود التسليح المتعلقة بهبة المليار دولار السعودية التي فُوِّض الى الرئيس سعد الحريري الإشراف على صرفها.
وأكد مرجع عسكري بارز لـ”المستقبل” ان الجيش أنجز غالبية العقود المتعلقة بحصته من المليار، والبالغة قيمتها 500 مليون دولار، وأن دفعة من الأسلحة الخفيفة باتت “على الطريق” ويفترض وصولها في وقت قريب جداً، فيما تحتاج الأسلحة الثقيلة الى مزيد من الوقت والإجراءات بحسب مصادر أخرى مطّلعة، خصوصاً في وزارة الدفاع الأميركية حيث يتم شراء الاسلحة الأميركية بعد مصادقتها عليها، بحيث يتاح للجيش لاحقاً الاستفادة من تدريباتها.
اللواء : معمعة الآلية: التجاذب الماروني يهدِّد بالفراغ الحكومي! سلام يستأنف مشاوراته اليوم .. والحريري يربط التباطؤ الإقتصادي بأزمات المنطقة
كتبت “اللواء”: لا جلسة لمجلس الوزراء للأسبوع الثاني على التوالي، لكن الرئيس تمام سلام الذي عاد بعد ظهر أمس إلى بيروت، آتياً من روما، حيث أمضى إجازة خاصة لعدة أيام، يستأنف مشاوراته في السراي الكبير اليوم حول ما بلغته الاتصالات التي جرت والتكتلات التي برزت في ما خص الآلية التي يتعين اتباعها في مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات والتوقيع على المراسم نيابة عن رئيس الجمهورية.
ولم تمنع التطورات العسكرية والتأزمات الإقليمية من أن يستمر لبنان منشغلاً بما يصفه أحد الوزراء البارزين بأنه “معمعة اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء”، مستبعداً الوصول إلى أزمة مستعصية، وإن كانت مصادر مطلعة على سير المشاورات تبدي خشية من ان يؤدي التجاذب الماروني – الماروني مرة جديدة إلى نقل الفراغ في الرئاسة الأولى إلى السلطة الاجرائية، بعدما ضرب الشلل السلطة الاشتراعية، وهو ما وصفه البطريرك الماروني بشارة الراعي “بالخطيئة السياسية”، داعياً إلى “ممارسة أعمال الحكومة وصلاحيات رئيس الجمهورية بالتوافق وبذهنية تصريف الأعمال، لا بابتكار آليات تتنافى والدستور”.
الجمهورية : بري : الرئاسة في الجلسة السابعة.. وبكركي : الحكومة لتصريف الأعمال فقط
كتبت “الجمهورية”: إنتهَت عطلة نهاية الأسبوع على استمرار الشغور الرئاسي مشفوعاً بشَللٍ حكومي، فيما يستمرّ الحوار ومفاعيله صامدَين، خصوصاً لجهة تبديد التشنّج والاحتقان بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” وإصرار الطرَفين على المضيّ به قدُماً وسط تعويلٍ على أن يُحدِثَ هذا الحوار، أو الحوار المسيحي ـ المسيحي المرتقَب، خرقاً ما في الملفّ الرئاسي. كما شَكّلَ اللقاء بين رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والرئيس سعد الحريري الحَدث السياسي الداخلي الأبرز في عطلة نهاية الأسبوع، ويُنتظر أن تنعكسَ نتائجُه إيجاباً على الملفات الداخلية المطروحة. وقال برّي أمام زوّاره أمس إنّ هذا اللقاء “كان ممتازاً، وسادَه اتّفاقٌ على الانعكاسات السلبية التي يتركها الشغور الرئاسي على الوضع العام في البلاد”. واعتبرَ “أنّ معالجة الملفّ الرئاسي تبدأ بتفاهمٍ مسيحي ـ مسيحي على مرشّح مقبول”. وأشار إلى “أنّ جلسة الحوار السابعة بين حزب الله وتيار المستقبل ستبحث في موضوع رئاسة الجمهورية.
وقال برّي لزوّاره أيضاً: “إذا كان هناك تفاهمٌ مسيحي على مرشّح، فإنّني سأكون أوّلَ مَن يفتح الطريق إلى بَتّ الملف الرئاسي”. وأشار إلى أنّ لقاءَه مع الحريري سادَه تفاهم على ضرورة الاحتكام للدستور في آليّة عمل مجلس الوزراء، لأنّه لا يجوز شَلّ البلد والمؤسسات. وقال: “في حال عادت الحكومة إلى العمل بموجب الآلية الحالية فستبقى متعثّرةً وضعيفة الإنتاجية”.