علاقاتنا مع واشنطن ممتازة: موشيه ارنس
إذن، ما هو وضع العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة؟ كارثية، هذا هو جواب من يعملون على اسقاط الليكود من السلطة. بعضهم ربما يسترسلون ويقولون انه لم يحدث ان كانت اسوأ مما هي عليه الآن، وكل ذلك بسبب بنيامين نتنياهو. وفي هذا ما يكفي كي لا ننتخبه مرة أخرى. ذلك لأن هذه العلاقات هي إحدى الذخائر الاستراتيجية الاكثر اهمية لإسرائيل، وربما الاكثر على الاطلاق. وأنه ما الذي سوف نفعله بدون الدعم الامريكي ـ يعيدون تكرار السؤال.
تمهلوا قليلا. على مدى السنوات مرت على العلاقات الإسرائيلية الأمريكية مراحل صعبة وأوقات جرى اعتبار إسرائيل في الولايات المتحدة كعبء وليس كسند. في حرب الاستقلال، عندما حاربت إسرائيل من اجل قيامها، القت الولايات المتحدة حظرا على ارساليات السلاح لها. بعد حرب سيناء، ضغط الرئيس ايزنهاور على بن غوريون ضغطا متوحشا، كي يسحب الجيش من سيناء ومن قطاع غزة ـ وهو القرار الذي ندم عليه بعد بضعة سنوات. وكانت هناك سنوات رفضت فيها الولايات المتحدة بيع السلاح لإسرائيل. وكانت مرحلة «إعادة التقييم من جديد» والتي اعلنها هنري كيسنجر بعد حرب يوم الغفران، وتجميد ارسالية طائرات الـ اف 16 بعد تدمير المفاعل الذري العراقي من قبل إسرائيل.
ولكن، بشكل عام يمكن القول، انه منذ الانتصار الساحق لإسرائيل في حرب الايام الستة، بدأت امريكا ترى في إسرائيل ذخرا استراتيجيا، العلاقات صارت دافئة وثابتة. امريكا اقرت بحقيقة انها سويا مع إسرائيل تتقاسمان ليس فقط القيم المشتركة، بل المصالح الاستراتيجية المشتركة. هكذا كان الوضع على طول الحرب الباردة، وهكذا هو الامر الآن، بينما تقود الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب ـ وهكذا سوف يكون مستقبلا.
علاقات العمل الحميمة بين جيشي الدولتين وأجزتها الاستخبارية، التعاون التكنولوجي والعلاقات التجارية كل ذلك يشكل إثباتا يوميا على ان العلاقة الامريكية الإسرائيلية ممتازة. هي ممتازة ايضا لانها تقدم المنفعة لكلا الدولتين. هذه هي نظرة الامريكيين، والذين يقيمون علاقات عمل ثابة مع إسرائيليين، وهذا هو موقف معظم اعضاء الكونغرس ـ الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وهذا هو السبب بأن هذه العلاقات غير قابلة للتغيير.
إذا كان الامر كذلك، فلماذا كل هذه الضجة المفتعلة حول تدهور العلاقات؟ هل إسرائيل معرضة لخسارة دعم الديمقراطيين. هل سيكف الدعم الامريكي لها عن ان يكون ثنائي الحزب ويتوقف على دعم الجمهوريين لا غير؟ لا يوجد ما هو أبعد من ذلك عن الحقيقة. وكل من يروج لهذه النظرية ليس لديهم علم بتاريخ دعم الحزبين كليهما لإسرائيل. وخلال السنوات الطوال دُعِمت إسرائيل بالذات من قبل الديمقراطيين، فقط في السنوات الاخيرة بدأ دعم الجمهوريين، وتحول الدعم إلى ثنائي الحزب بالكامل. والادعاء بأن هذا الدعم سوف يتآكل، فقط لأن رئيس حكومة إسرائيل تلقى دعوة من رئيس مجلس الشيوخ لالقاء خطاب في الكونغرس حول الاتفاق المتشكل بين الولايات المتحدة وإيران ـ مؤسس على تقييم غير صحيح لعمق العلاقات بين امريكا وإسرائيل، ويتجاهل واقع ان التحفظات على الاتفاق مع إيران تسمع أيضا في الولايات المتحدة من جانب الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
كل الإسرائيليين ـ وليس مهما الحزب الذي يؤيدونه ـ يفهمون بأن الاتفاق المتشكل بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران هو اتفاق خطير على إسرائيل، علينا ان نأمل بأن خطاب نتنياهو في الكونغرس سيكون ذا تأثير. اما بالنسبة لعلاقات إسرائيل في الولايات المتحدة، فعليهم ان يطمئنوا، فهي في وضع ممتاز، وسوف تستمر لكي تكون كذلك حتى بعد ظهور نتنياهو امام الكونغرس. ففيها فائدة لكلا الدولتين.
هآرتس