من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : خريطة تفصيلية لجبهة الحرب المقبلة من جرود عرسال: “داعش” و”النصرة” يحضّران لهجوم ما بعد الثلج
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والسبعين بعد المئتين على التوالي.
.. ولبنان في الأسابيع القليلة المقبلة، لن يجد من يتذكر فراغ قصره الجمهوري، إذا صحّت توقعات الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله بذوبان “جنرال” الثلج، وتدحرج كرات اللهب عبر الشرق باتجاه العمق البقاعي المجاور للحدود اللبنانية ـــ السورية.
وحتماً لو أراد السيد نصرالله أن يكون لخطابه بعد تعبوي، على مستوى حزبه وجمهوره، لكان استخدم أسلوباً مختلفاً، غير أنه خاطب جميع اللبنانيين أن يكونوا مستعدين لمواجهة “استحقاق داهم وقادم”، واعداً بالتحدث عنه تفصيليا في “وقت آخر”.
في الطرف المقابل لسلسلة جبال لبنان الشرقية، تتموضع مجموعات إرهابية مسلحة يصل عددها الى نحو ثلاثة آلاف مقاتل، وذلك في نقاط ومواقع استراتيجية، وعند مفاصل حيوية في الاتجاهين اللبناني والسوري، وهي تمتلك ترسانة من الأسلحة، بينها دبابات ومدافع بعيدة ومتوسطة المدى وصواريخ أرض جو محمولة على الأكتاف وصواريخ مضادة للدروع، فضلاً عن مناظير ليلية، وأجهزة اتصال حديثة.
ومن يطل على حساب “الدولة الإسلامية” (“داعش”) في “إمارة دمشق” على “تويتر” في اليومين الماضيين، يستطيع أن يكوّن انطباعاً عما يمتلكه هذا التنظيم من قدرات في منطقة القلمون، حيث تجري ورشة بنى تحتية تشارك فيها جرافات وشاحنات وعشرات لا بل مئات المقاتلين (برغم الطقس العاصف والمثلج) لإنشاء شبكة طرق ترابية جديدة مستقلة عن الشبكات القديمة، تتميز بطبيعة عسكرية، بحيث تؤمن التواصل بين جميع المواقع من جهة، ولا يمكن لمواقع الجيش السوري و “حزب الله” أن ترصدها بالعين المجردة من جهة ثانية، إلا اذا تم استهدافها عن طريق الجو!
ونشر “داعش” ايضا صوراً تبين استمرار إمساكه بمعبر الزمراني غير الشرعي القريب من الحدود اللبنانية ـ السورية في منطقة القلمون (جرود بلدة قاره)، برغم تعرضه لعشرات الغارات الجوية من الطيران الحربي السوري، فضلا عن صور تُنشر للمرة الأولى لأعمال “المحكمة الإسلامية في القلمون” أثناء انعقادها.
كما أن تنظيم “النصرة” الأكثر نفوذاً في منطقة القلمون بقيادة أبي مالك التلي، يملك شبكة بنى تحتية تشمل عدداً من المغاور والأنفاق الاستراتيجية، وبعضها أمكن لمعظم أهالي العسكريين اللبنانيين الأسرى لدى “النصرة” أن يرصدوها بالعين المجردة خلال “الرحلات السياحية” التي يتولى تنظيمها لهم دورياً الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية)، وآخرها لذوي الرقيب أول الأسير بيار جعجع في جرود عرسال، وكانت لهم محطات في مغاور اسمنتية محصنة لا تستطيع أن تخرقها إلا أحدث الصواريخ الموجهة عبر الطيران المروحي.
وبرغم بعض الاشتباكات التي شهدتها منطقة القلمون، وخصوصا بين “داعش” و “جيش الإسلام” بقيادة زهران علوش المدعوم سعودياً، وبينها تبني الأخير تفجير محكمة “الدولة الإسلامية” ومكتبها الأمني في بلدة عرسال (..) في نهاية كانون الثاني الماضي، إلا أن المنطقة تشهد حالة من الهدنة بين الفصائل، وخصوصا “النصرة” و “داعش”، لا مثيل لها على كل الأراضي التي يتواجد عليها الفصيلان في سوريا.
ويعود الفضل في ذلك، بحسب الخبراء المتابعين، لأبي مالك التلي الذي استخدم هوامشه لعدم الالتزام بقرار أمير “النصرة” أبو محمد الجولاني القاضي بإعلان الحرب الشاملة على “داعش” في مطلع شباط 2014، وهو قرار تُرجم في جميع الساحات المشتركة، باستثناء القلمون الغربي الممتد نحو الحدود اللبنانية والقلمون الشرقي الممتد باتجاه البادية السورية.
لا بل ان هناك معطيات عن سعي التلي لإقامة غرفة عمليات مشتركة مع بعض المجموعات في القلمون، انطلاقا من استشعاره عدم وجود منافسة جدية له في المنطقة، ولو أن “داعش” يحشد من خلال ممرات غير شرعية (“كوريدورات”) مفتوحة من ريف ادلب وحماه باتجاه ريف حمص، حتى أن عناصر لبنانية (معظمها من الشمال) تمكنت، عبر التوجه جواً الى تركيا، من دخول الرقة ودير الزور، ومن هناك تم تأمين انتقالها في الشهور الأخيرة الى القلمون، عبر صحراء تدمر فريف حمص.
ماذا يعني “استحقاق الثلج” في ضوء هذه المعطيات؟
لهذا الاستحقاق الوطني ركيزتان أساسيتان: سياسية وأمنية، وهما تندرجان تحت العنوان الذي دعا اليه الرئيس سعد الحريري وتبناه السيد نصرالله، أي الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، برغم أن الأول خطا خطوة الى الوراء باعتباره ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو المدخل الى مثل هذه الاستراتيجية.
واذا كانت معركة القلمون شبه حتمية في مطلع الربيع المقبل، فإن المظلة الحامية للاستقرار اللبناني ليست خارجها، ولعل البداية من واشنطن، التي قررت في الأشهر الأخيرة فتح مستودعات جيشها من أجل تقديم أنواع جديدة من الأسلحة للجيش اللبناني، معظمها مرتبط بطبيعة معركة الحدود الشرقية، لا بل ثمة غض نظر من الأميركيين على وجود “حزب الله” الحدودي (وليس في العمق السوري)، خصوصا أنهم يدركون، كما معظم القيادات السياسية والأمنية والعسكرية اللبنانية، أن الجيش اللبناني وحده لن يكون قادرا، من دون الحزب، على تحمل أعباء المعركة الحدودية، لا سيما أن الخطة الأمنية في البقاع تأخرت أسابيع عدة بسبب النقص البشري واللوجستي.
ويشكل الإجماع اللبناني والعربي والدولي أفضل مظلة لهذه المعركة، لكن العبرة الأساس هي في الركيزة العسكرية، وثمة مسؤولية مركزية يتحملها الجيش وينتظر أن تزداد الأعباء. وحسناً فعلت القيادة العسكرية بأن أولت عناية خاصة للألوية والكتائب والأفواج المنتشرة في البقاع الشمالي، بدءاً بإعادة تشكيلها، ومن ثم مدّها بما تحتاجه من أسلحة وإعادة ربط المواقع بحيث يرفد كل واحد منها الآخر بالنار والدعم العسكري، فضلاً عن وجود وحدات في حالة جهوزية لمواجهة الحالات الطارئة وتحريك الطيران المروحي والحصول على “داتا” الاتصالات و “داتا” الصور الجوية يومياً (جهوزية فنية عالية)، بإمكانات لبنانية وأخرى دولية.
الأخبار : سليمان يقود “تكتل الخاسرين”: محاولة لتكبير الحجم
كتبت “الأخبار”: التقارب القواتي ــــ العوني، و”ورشة” البحث عن آلية بديلة للآلية الحالية، التي تحكم عمل الحكومة، بالتزامن مع الأجواء الإيجابية بين التيار الوطني وتيار المستقبل، كلها دفعت “المستقلين المسيحيين”، الخاسر الأكبر من كل هذه التطورات، ومن ضمنهم الرئيس السابق ميشال سليمان ووزراؤه وحزب الكتائب، الى العمل معاً سعياً للحفاظ على آلية العمل الحكومي الحالية. وإذا كان الرئيس أمين الجميّل قد عبّر أول أمس عن أنه “لا يخشى اتفاقاً بين التيار الوطني الحر والقوات على إقصاء الكتائب والمستقلين”، فإن اجتماع أمس الذي عُقد في منزل سليمان في اليرزة، وضمّ الوزراء سمير مقبل وأليس شبطيني، وعبد المطلب حناوي، وبطرس حرب وميشال فرعون وسجعان قزي، “يعكس قلقاً من التطورات” بحسب مصادر حكومية في التيار الوطني الحرّ.
ويبدو لقاء “التكتّل” الجديد “محاولة لحجز مكان له كقوة رئيسية مثل باقي القوى في حال تعديل الآلية الحكومية الحالية، التي تتيح له حق الفيتو وتساوي أطرافه بالقوى الرئيسية الأخرى في الحكومة”، لكن المصادر أشارت إلى أن “التكتّل لا يعدو كونه تجمّعاً آنياً، إذ لن يلبث حرب وفرعون أن يعودا إلى حضن المستقبل، فيما لا يملك سليمان أي تمثيل فعلي، وهو حصل على وزرائه عندما كان رئيساً للجمهورية.
أما بالنسبة إلى حزب الكتائب، فإن التقارب بين عون والقوات، وبين عون والحريري لا شكّ يثير قلقه، وخصوصاً بعدما استقبل الحريري عون قبله”.
في المقابل، تشير مصادر المجتمعين عند سليمان أمس، إلى أن “البحث تناول الآلية الحكومية والتمسّك بها بسبب دستوريتها، وأكدنا أن الحل الوحيد لكلّ الأزمات الدستورية هو انتخاب رئيس للجمهورية”. وقالت المصادر إن “الاجتماع ليس موجّهاً ضدّ أحد، بل هو اجتماع عادي”، مشيرةً إلى أن “الرئيس سليمان ليس بعيداً عن المستقبل، ولا الكتائب، ولا يزعج الكتائب أي شيء بين المستقبل وعون، أو بين عون والقوات”.
ولم يصل البحث عن آلية عمل جديدة للحكومة إلى أي نتائج بعد. وبحسب أكثر من مصدر وزاري، فإن القوى السياسية تنتظر عودة الرئيس تمام سلام من الخارج للبحث في المسألة قبل عقد أي جلسة جديدة للحكومة.
وتتوزّع الآليات البديلة المطروحة على: واحدة عبّر عنها الرئيس نبيه برّي باعتماد “النصف زائداً واحداً”، استناداً إلى المادة 65 من الدستور، وثانية عبّر عنها سلام باعتماد “الثلثين أو الإجماع”، والثالثة ينحو صوبها التيار الوطني الحر باعتماد “لجنة” وزارية من “القوى الرئيسية”، أي التيار وتيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل ووزراء النائب وليد جنبلاط، للإجماع على القرارات بمعزل عن الوزراء المستقلّين. وحتى الآن، لا يبدو أن أياً من هذه الآليات يحظى بالإجماع، فبحسب أكثر من مصدر، “لا يمكن الركون إلى آلية غير دستورية”، بما يعنيه هذا الأمر عند تيار المستقبل من مسٍّ بصلاحيات رئاسة الحكومة، فضلاً عن أن أي آلية لا تراعي دور جنبلاط، ستكون حكماً محطّ خلاف، و”لا أحد في البلد، وخصوصاً المستقبل، في وارد أي تغيير جدي الآن في الحكومة أو خارجها”.
الديار : لقاء بري الحريري واتصالات لتفادي الفراغ الحكومي 6 وزراء عند سليمان يتمسكون بالآلية الحالية
كتبت “الديار”: حركة المشاورات بشأن انتاج آلية جديدة للحكومة ما زالت متعثرة، رغم الكم الواسع من الاتصالات والاجتماعات، وبالتالي لا جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع المقبل حتى الان.
ومساء امس اجتمع الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري في عين التينة في حضور الوزير علي حسن خليل ونادر الحريري وتناول الحديث مروحة المواضيع المطروحة في البلاد.
وكان الحدث السياسي البارز امس، الاجتماع الذي عقد في دارة الرئيس ميشال سليمان في اليرزة، وحضره الى جانب سليمان 6 وزراء وهم نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، والوزراء: بطرس حـرب، ميشال فرعون سجعان قزي، اليس شـبطيني، وعبد المطلب حناوي والوزير السابق خليل الهراوي.
وتركز النقاش على موضوع الفراغ الرئاسي وانعكاساته السلبية على عمل الحكومة. وانطلقوا من هذا الملف للتأكيد على وحدة الوزراء، لناحية عدم الوقوع في فخ التطبيع مع الفراغ، والدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية مطلقة، مع ضرورة التواصل مع الرئيس تمام سلام الحريص على ضرورة الاسراع في انتخاب الرئيس.
وحسب المجتمعين، فان الاجتماع الوزاري تمسك بآلية عمل مجلس الوزراء الحالية، في ظل الفراغ الرئاسي وتأكيد العودة الى الدستور ورفض الاستسلام للفراغ، مع التأكيد أن هذا الاجتماع ليس موجهاً ضد احد.
وعلم ان الاجتماع سيستتبع باجتماعات اخرى لبحث سبل التعاون داخل الحكومة.
هذه المعادلة الجديدة التي انبثقت من الاجتماع في دارة الرئيس ميشال سليمان جعلت تغيير آلية عمل الحكومة امراً مستحيلاً في ظل وجود 6 وزراء مسيحيين، كما ان الموقف اتخذ بالتنسيق والتشاور مع الرئيس أمين الجميل الذي اكد في اكثر من مناسبة على عدم اللعب بالنار، في موضوع تغيير آلية عمل الحكومة. وفي هذا الاطار افيد وحسب اوساط متابعة ان آلية عمل الحكومة حضرت خلال الاجتماعات التي عقدها الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط من باب عدم انتقال التعطيل الى مجلس الوزراء، وحصول ازمة دستورية.
كما ان الوزير وائل ابو فاعور بحث هذا الملف مع الرئيس نبيه بري موفداً من جنبلاط. وعلم ان بري وجنبلاط متفقين على عمل الحكومة حسب مقتضيات الدستور والمادة 65. وتشير الاوساط الى ان الاتصالات لن تتبلور قبل عودة الرئيس تمام سلام من روما الرافض للآلية المعمول بها حالياً، وانه مستعد للموافقة على اي آلية جديدة غير الآلية الحالية، وان افكاراً جديدة لعمل الحكومة يتم درسها، وجنبلاط سيعرضها على الرئيس تمام سلام فور عودته.
كما ان – وحسب الاوساط – وزراء التيار الوطني الحر يعارضون اي آلية جديدة، ويصرون مع المردة على الآلية الحالية. وبالتالي فان هناك موقفاً من الوزراء المسيحيين بالتمسك بالآلية الحالية، مع التباين مع وزراء التيار الوطني الحر الذين اقترحوا ان يكون التعطيل لاي مرسوم من قبل الاطراف المشكلة للحكومة وليس من الوزراء المستقلين الذين لا يجوز ان يعرقلوا الاتفاق بين الاطراف السياسية.
البناء : فضيحة الحرب على “داعش”: أميركا تنتصر لتركيا في وجه مصر تفاهمات اليمن وأوكرانيا ترسم الخرائط وتفتح الباب أمام لبنان جلسة 11 آذار الرئاسية: رسالة فاتيكانية وموفد أميركي… ولقاء لبري والحريري
كتبت “البناء”: فيما كان التفاهم الأميركي – التركي على تدريب وتسليح مجموعات من المعارضة السورية، يشكل فضيحة مدوية في كشف مسرحية الحرب على “داعش”، حيث الحضن التركي الدافئ مصدر القوة الوحيد، وحيث العتب الأميركي كان يوحي بخلاف ضمني على ملف “داعش”، فجاء الاتفاق الذي يعرف العسكريون أنه لن يقدّم ولن يؤخر، وهو يقوم على تدريب ألف وخمسمئة عنصر خلال سنة سيجهز منهم ثلاثمئة خلال ستة شهور، لكنه يكشف الحرص الأميركي على دور تركيا في المنطقة، ومن ضمن الدور رعايتها لـ”داعش”، والبوابة السورية هنا هي رسالة لمن يهمّه الأمر بأنّ الدور التركي على رغم التعامل العلني مع “داعش”، بل ربما بسبب هذه الرعاية، لا يزال يحظى بالمباركة والدعم الأميركيين.
سورية قد لا تكون معنية بالرسالة، وهي أصلاً لا تحتاج تأكيداً على الموقف الأميركي، فهي في حال حرب مع الدور الأميركي، الذي لا يزال يجاهر بالعدوانية ضدّ الدولة السورية في كلّ مناسبة، رغم أنها معنية ميدانياً في كيفية ردع هذا التمادي للمخلب التركي، بعدما أجبر على الظهور علناً في معارك ريف حلب الشمالي، ولا يبدو اتفاق التدريب والتسليح، لاسم سوري وهمي إلا للتغطية على هذا الحضور التركي المباشر في الحرب، وهو حضور كانت تسعى سورية إلى جعله مكشوفاً ليتمّ التعامل معه كما جرى مع الحضور “الإسرائيلي” جنوباً، برسائل الردع المناسبة التي تضمن تسهيل الوجبة الثانية من معارك الشمال أسوة بمعارك الجنوب، وبالتالي إسقاط الحزام الأمني التركي والحزام الأمني “الإسرائيلي”.
المعني المباشر بالرسالة الأميركية هو مصر التي وصلتها قبلها رسالتان أميركيتان قاسيتان، بالنسبة إلى حليف تتوقع دعمه، فالرسالة الأولى كانت إحباط المساعي المصرية للحصول على دعم مجلس الأمن الدولي لمواجهة “داعش” في ليبيا، تحت عنوان تحالف خاص بالحرب على الإرهاب في ليبيا، فجاء الردّ الأميركي، لم يحن وقت الخيار العسكري بعد هناك، بخلاف الموقف الروسي الذي بادر إلى الدعم وإبداء الاستعداد لتولي مهمة الحصار البحري على السواحل الليبية، وجاءت الرسالة الأميركية القاسية الثانية إلى مصر بتحديد واشنطن لأولويتها في ليبيا بحلّ سياسي يدمج “الإخوان المسلمين” بالحكم، وهم جماعة تركيا التي لأجل إيصالهم إلى الحكم، كان تحريك تركيا لـ”داعش” لتوجيه الرسائل الدموية إلى مصر.
ثبت للمتابعين، أنّ بعضاً من الرسالة التركية إلى مصر كان يحظى بالرضا الأميركي، لجلب مصر إلى بيت طاعة التحالف الذي تقوده واشنطن وتحدّد أولوياته، ورفضت مصر الانضواء فيه لإصرارها على تصنيف “الإخوان المسلمين”، الذين تقودهم تركيا، على رأس قوائم الإرهاب، واضحة الرسالة إلى مصر لتطويعها، ومنعها من ممارسة سياسة فيها قدر من الاستقلالية، بل إفهامها أنّ مكانة تركيا لا تزال متقدمة على حلفاء واشنطن من العرب.
مصر في قلب التحدّي، ومجلس التعاون الخليجي يتخلى عنها في اللحظة الحرجة، عندما أرادت عزل قطر التي تطاولت بدعم أميركي على مصر وحرمتها من تقديم طلبها باسم المجموعة العربية في الأمم المتحدة.
بالتوازي مع التعالي والجبروت الأميركي تجاه الحليف المصري، نعومة وسلاسة مع قادة شرق أوكرانيا وثوار اليمن، فالنصائح هنا وهناك هي بتسهيل الحلول، وعدم التوقف أمام التفاصيل، لأنّ واشنطن لا تستطيع تقديم دعم يغيّر موازين القوى.
في اليمن وأوكرانيا طريق الحلول مفتوح، وهناك ترسم الخرائط الجديدة، بالصمود والثبات والعزيمة والقرار المستقلّ، وبالتداعي مع الأخبار الطيبة، لبنان تفتح شهيته على الإسراع، وهو يتبلغ بلسان البطريرك بشارة الراعي رسالة فاتيكانية للإسراع وجعل موعد جلسة الحادي عشر من آذار موعداً نهائياً لانتخاب الرئيس العتيد، ومثلها يستقبل موفداً أميركياً مطلع الشهر المقبل لتحريك الحوارات والمشاورات، بينما في الداخل نشاط على كلّ جبهات الحوار، الذي توّج ليلاً بلقاء جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالرئيس سعد الحريري.لم تنسحب برودة الطقس على الحراك السياسي الجاري على صعيد الاستحقاق الرئاسي الذي شهد أمس دفعاً جديداً لإنجازه على رغم عدم بروز معطيات ملموسة على هذا الصعيد.
ومساء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، الرئيس سعد الحريري بحضور وزير المالية علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري، وجرى عرض للأوضاع من مختلف جوانبها.
دعم فاتيكاني مطلق
النهار : بكركي تُحذّر من ربط لبنان بالمحاور الإقليمية لقاء تشاوري وزاري يتمسّك بالآلية الحكومية
كتبت “النهار”: تبدأ العاصفة الثلجية “ويندي” التي كلّلت لبنان بالثلوج الكثيفة المصحوبة بصقيع قياسي بالانحسار اليوم، فيما ترتفع سخونة التحركات السياسية التي شهدت كثافة لافتة في اليومين الأخيرين وتمحورت على الدفع نحو انهاء أزمة آلية عمل مجلس الوزراء التي لا تزال تبدو على قدر غير قليل من التعقيدات بدليل الشكوك الماثلة في امكان معاودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء الاسبوع المقبل. لكن ذلك لم يحجب تصاعد المواقف البارزة المتصلة بالأزمة الرئاسية باعتبارها “أم الازمات” الداخلية.
واكتسب بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي صدر أمس دلالة لجهة اصرار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على عقد اجتماع المجلس متأخراً عن موعده بسبب سفر الراعي الى الفاتيكان وتضمين البيان موقفاً جديداً متشدداً من ازمة الفراغ الرئاسي بما يعكس فحوى المواقف التي ابلغها الراعي لسائر المعنيين والوسطاء. وهو الامر الذي برز في اعتبار المجلس ان اي بحث في مخارج للازمة الحكومية “بعيداً من انتخاب رئيس للجمهورية ليس سوى اخذ للبلاد الى مستقبل مجهول”. لكن المجلس رحب في المقابل بجو الحوار القائم بين الافرقاء السياسيين “على ان يكون هدفه التوصل الى انتخاب رئيس للدولة”. ولعل الموقف اللافت الآخر برز في اعلان المجلس ان “ربط لبنان بالمحاور الاقليمية وانخراطه في ما يجري فيها من احداث انما ينمّان عن اختزال للبنان بخيارات لا تتوافق والميثاق الوطني في فهمه الاصيل”.
وتجدّد في هذه الأثناء الحوار الجاري بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” بلقاء عقده امس في معراب رئيس الحزب سمير جعجع والنائب ابرهيم كنعان موفداً من العماد ميشال عون في حضور النائبة ستريدا جعجع ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي. وعلم ان البحث تواصل في النقاط العالقة في مسودة “اعلان النيات” التي يتوقف على بتها وإنجازها تقرير الخطوة التالية في مسار هذا الحوار.
وأكد الرئيس سعد الحريري مجدداً ان مكافحة الارهاب “لا تكتمل الا بوجود رئيس جديد للجمهورية”، مضيفا انه “من المعيب الا يتم انتخاب رئيس”.
وليل أمس زار الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة في حضور وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري الاستاذ نادر الحريري وجرى عرض للأوضاع من مختلف جوانبها.
وفي أجواء “بيت الوسط” حيث تلاحقت اللقاءات أمس أيضاً، أن الرئيس الحريري “يؤكد اعتباره قوى 14 آذار حاجة وطنية أكثر من أي وقت مضى نظراً إلى أهمية التجربة اللبنانية في التعايش، وأنها لا تزال على موعد مع مستقبل لبنان، كما أنها مؤهلة لتكون نموذجا يوفر الحلول لأزمات دول المنطقة وشعوبها، وهو لذلك يبدي كل الاستعداد لتفعيلها ودفعها إلى الأمام”، على ما قال لـ”النهار” منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد الذي زار الحريري مع النائب السابق سمير فرنجية، وجمعتهم مائدة غداء.
وعلمت “النهار” أن أجواء “بيت الوسط” تشدد على أن “الوسيلة الصحيحة لضرب الإرهاب الذي يشكل عنوان المرحلة يكون بالاعتماد على الجيوش النظامية والشرعيات الوطنية والعربية والدولية، وليس من خلال الخروج على هذه الشرعيات الثلاث، واللجوء إلى قبائل وعشائر وتنظيمات مسلحة مذهبية، على غرار ما يدعو إليه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تحت شعار قتال “داعش” لأنها تقود إلى نزاعات وحروب أهلية ومذهبية”.
المستقبل : المطارنة الموارنة يرفضون ربط لبنان بالمحاور.. و”سيناريو أعزاز” يتقدّم في ملف العسكريين الحريري يلتقي بري ويعوّل على إيجابيات الحوار
كتبت “المستقبل”: بينما أضحى محورياً على شريط الرصد الإعلامي والإخباري اليومي في ظل الحركة النشطة التي يشهدها على مدار الساعة منذ عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت عشية الرابع عشر من شباط، سجّل يوم “بيت الوسط” أمس مزيداً من اللقاءات والاجتماعات البارزة سياسياً وديبلوماسياً وروحياً وصحافياً شدد الحريري خلالها على جملة أولويات وثوابت وطنية تتربّع الرئاسة الأولى على رأس هرميّتها من منطلق استراتيجية وجود رئيس للجمهورية في إطار عملية مكافحة الإرهاب، وضرورة العمل تالياً على تقصير عمر الشغور من خلال الحوار الكفيل وحده بإيصال اللبنانيين إلى الحلول المطلوبة، معوّلاً في هذا المجال على الإيجابيات المتوخاة من الحوار الجاري مع “حزب الله” في عين التينة وذلك المستمر منذ أكثر من سنة مع رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون على أمل أن يفتح كل من الحوارين “باباً لانتخاب الرئيس”. ومساءً زار الحريري عين التينة حيث أولم رئيس مجلس النواب نبيه بري على شرفه واستعرض معه الأوضاع من مختلف جوانبها، بحضور كل من مدير مكتب الحريري نادر الحريري والمعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل.
اللواء : اطلاق حملة إنقاذ وسط بيروت: ضرورة وطنية وإقتصادية لقاء برّي والحريري ليلاً … وكتلة سليمان الجميل: لمواجهة التفرّد العوني
كتبت “اللواء”: بصرف النظر عن اللقاء المنتظر بين الرئيس نبيه برّي والرئيس سعد الحريري الذي انعقد مساء أمس في عين التينة وعن الحراك الوزاري – السياسي لإعادة مجلس الوزراء إلى الطاولة هذا الأسبوع إذا امكن، أو في أقرب وقت ممكن، فإن الذكرى العاشرة للرئيس الشهيد رفيق الحريري وضعت امام “مؤتمر انماء بيروت”، مهمة على قدر كبير من الأهمية الإنمائية والاقتصادية والسياسية والوفاقية من ضمن الحفاظ على تراث الرئيس الشهيد، وتقضي: بانقاذ وسط بيروت، وإعادة الروح إليه بعدما كادت الإجراءات الأمنية ان تقتله، وتقتل حلم وأد الحرب واثارها المدمرة التي انطلقت مع إعادة اعمار قلب العاصمة.
والتحدي الأكبر وفقاً لرئيس بلدية بيروت بلال حمد هو إعادة المنطقة إلى تألقها السياحي والاقتصادي وارتياد الزوار العرب واللبنانيين والأجانب لوسط العاصمة الذي أعاد اعماره الرئيس الشهيد، من منطلق ان هذا “الحلم” لا يكون بجعل الوسط التجاري منطقة أمنية.
الجمهورية : لقاء لَيلي بين برِّي والحريري.. و”القوات” و”التيار” يُبلوران نقاط الإلتقاء
كتبت ” الجمهورية “: الأزمة الحكومية تسير بالاتجاه المعاكس للمناخات الحوارية والإيجابية التي تظلّل الجوّ السياسي في البلاد، حتّى كأنّها تنتمي إلى زمن آخر، لأنّ الأبواب بين القوى السياسية المكوّنة للحكومة مفتوحة، لا موصَدة، والتواصل قائم ومستمرّ، وبالتالي تذليل أيّ عقدةٍ مسألة متاحة، لا مستعصية، خصوصاً أنّ كلّ القوى السياسية تدرك مدى خطورة نشوء أزمة حكومية في ظلّ الفراغ الرئاسي. فالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أكد تمسكه بالحكومة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقى مساء أمس الرئيس سعد الحريري في عين التينة، وكان أكد بدوره مرارا على ضرورة استمرار العمل الحكومي وتفعيل انتاجيته، فضلا عن سائر القوى السياسية. وفي معلومات لـ”الجمهورية” أن اللقاء بين بري والحريري استعرض كل ما حققه الحوار لغاية اليوم، كما الملفات المطلوب مقاربتها وحلها من أجل مزيد من تحصين الاستقرار، وفي طليعتها ملف الأزمة الحكومية وضرورة تذليلها. وفي الوقت الذي أظهرَت النقاشات في الآليّة الحكومية أنّ الفريق الوزاري المسيحي، كما السياسي، يخشى الذهاب نحو آليّة جديدة تُشرِّع الفراغ الرئاسي وتُغطّيه، أصبحَ لِزاماً على الحكومة مجتمعةً تجاوُز الإشكالية الأخيرة التي فجّرَت الخلاف، والتعهّد بانطلاقة جديدة إيجابية وفق الآليّة نفسها التي أقِرّت بعد الشغور الرئاسي، لأنّ كلّ المؤشّرات تدلّ إلى صعوبة الاتّفاق على آليّة جديدة.
إعتادَ اللبنانيون في العقد الأخير أن تنشأ الأزمات الحكومية نتيجة خلافات سياسية في ظل الانقسام العمودي القائم، فيما الخلاف هذه المرّة هو من طبيعة إدارية وتقنية، وبالتالي من السهولة بمكان معالجته إذا ما توافرت الإرادة لذلك، وهذه الإرادة متوافرة بدليل التقاطع بين 8 و 14 آذار وما بينهما على استمرار الحكومة.
فمن غير الطبيعي أن يكون الحوار داخل الحكومة مقطوعاً، فيما خارجها على أفضل ما يرام، وبالتالي المطلوب أن ينسحب جوّ الخارج على الداخل الحكومي، فضلاً عن أنّ القاعدة في لبنان، نتيجة التعقيدات السياسية والطائفية، ترتكز على النيّات لا النصوص، وطالما النيّات الإيجابية متوافرة فلا حاجة لإدخال تعديلات على آليّة وَجد فيها المسيحيون ما يُطمئنهم بانتظار انتخاب رئيس جديد.
واستغربَت أوساط وزارية هذه الضجّة حيال الخلافات التي عصفَت بالحكومة أخيراً، وقالت إذا ما تمّت مقارنتها بالتباينات في الحكومات السابقة، لظهرَت بأنّها مجرّد تفصيل، وأكّدت لـ”الجمهورية” أنّ المطلوب المزاوجة بين أمرَين: التئامِ الحكومة مجدّداً لتسيير شؤون البلاد والعباد، وتحمّلِ الوزراء مسؤوليّاتهم الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة، ومواصلة القوى السياسية مساعيَها واتصالاتها لتحصين الحكومة.