من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “الجنرال” يحتفي بميلاده الـ80 في “بيت الوسط”.. وحوار عين التينة يتطور قهوجي مخاطباً عون: مشكلتك الرئاسية ليست معي
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والسبعين بعد المئتين على التوالي.
وحده الحوار المستمر بين “حزب الله” و “تيار المستقبل” من جهة، وبين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون من جهة ثانية، يعوّض جزئياً وحتى إشعار آخر، عن النقص الحاد في المناعة المؤسساتية، والناتج من الشغور الرئاسي المتمادي.
من عين التينة التي استضافت الجلسة السادسة لحوار “الحزب” ـ “المستقبل”، الى “بيت الوسط” الذي احتضن عشاء الميلاد الثمانين لـ “الجنرال”، امتد حبل أمل رفيع، يُمسك به الجميع لتفادي الغرق، في انتظار وصول النجدة الاقليمية والدولية.
أما الجلسة الانتخابية التاسعة عشرة، فقد مرت، أمس، مرورا عابرا، كأنها لم تكن، لكن ذلك لا ينفي ان الاستحقاق الرئاسي هو الأكثر حضورا وتأثيرا في الحسابات المضمرة للمعنيين به داخليا.
وليس خافيا، ان اسم قائد الجيش العماد جان قهوجي يُطرح تلقائيا في التداول الرئاسي، وبقوة دفع ذاتية، بحكم الموقع الذي يشغله على رأس المؤسسة العسكرية في لحظة لبنانية وإقليمية مفصلية، عنوانها مكافحة الإرهاب.
وإذا كان العماد عون قد غمز من قناة قهوجي في معرض انتقاده التمديد لبعض كبار الضباط، فإن قائد الجيش يشدد على ان التمديد الاضطراري السابق لخدمته “شرعي وقانوني استنادا الى المادة 55 من قانون الدفاع”.
وينقل زوار قهوجي عنه قوله ان “البعض مشكلته ليست معي، واختار العنوان الخطأ لمعركته. وبصراحة أكبر، أقول للعماد عون، لست أنا من يعرقل أو يمنع وصوله الى الرئاسة، بل سأكون في طليعة مهنئيه إذا انتُخب، وربما سأصل قبله الى قصر بعبدا لتقديم التهنئة له”. ويتابع: “ما يحول حتى الآن دون ذلك، ان هناك مكونات لبنانية تمتنع عن تأييد عون وهذه ليست مسؤوليتي”.
ويضيف: “نعم.. قائد الجيش، بحكم المركز الذي يشغله، يصبح تلقائيا مرشحا رئاسيا بديهيا بمعزل عن رأيه، لكنني شخصيا لا أخوض بأي شكل من الأشكال معركة الرئاسة ولا أحاول توظيف مركزي لرفع أسهمي، وعندما ألتقي شخصيات سياسية أو ديبلوماسية أتجنب الدخول في الملف الرئاسي، وإذا فُتح الموضوع معي، أقاربه كاستحقاق وطني عام، بلا اعتبارات شخصية، وأتحدى أيا كان القول إنني فاتحته بشيء يخصني في هذا الشأن، أما إن حصل تفاهم على اسمي، فلن أتهرب من تحمل مسؤوليتي الوطنية، كما انني لن أكون معترضا على اختيار أي اسم آخر قد يتم التوافق عليه”.
ويؤكد قهوجي، وفق زواره، ان الوضع الأمني ممسوك الى حد كبير، بفعل التدابير والعمليات الاستباقية التي ينفذها الجيش، في إطار مواجهة الارهاب، من دون ان يلغي ذلك احتمال حصول اختراقات.
تابعت الصحيفة، من جهة ثانية، انتهت جلسة الحوار السادسة بين “حزب الله” و “تيار المستقبل” الى بيان مقتضب كالعادة جاء فيه انه “جرى استكمال الحوار بروح جدّية في المواضيع المطروحة، وحصل تقييم إيجابي للخطة الامنية في البقاع، والخطوات التي حصلت على صعيد نزع الأعلام والصور في المناطق المختلفة والالتزام الجدي بها.
ودعا المجتمعون القوى السياسية والمرجعيات للمساعدة على وقف ظاهرة إطلاق النار في المناسبات مهما كان طابعه، وجرت مقاربة للدعوات المتبادلة حول سبل الوصول الى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب، وفتح النقاش حول آلياتها”.
وعلمت “السفير” ان أجواء هادئة وإيجابية وجدية وعملية سادت جلسة الساعتين ونصف الساعة تقريبا التي وجدت في تلاقي السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري حول الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الإرهاب فرصة للانتقال الى بند حواري جديد موجود على جدول الأعمال (مواجهة الارهاب)، من دون إقفال الباب أمام الاستكمال اللاحق للخطوات التي تندرج تحت عنوان بند تنفيس الاحتقان المذهبي.
الديار : صراع الجنرالات حول التمديد للضباط بين سليمان وعون بري مع اعتماد آلية الدستور وسلام مع الثلثين زائد واحد الحريري كرئيس قوي للحكومة يستوجب وصول رئيس ماروني قوي
كتبت “الديار”: يقول المتابعون لمعركة رئاسة الجمهورية، ان الرئيس سعد الحريري راغب في العودة الى رئاسة الحكومة، وكشخصية قوية مثل الحريري يمثل السنّة في رئاسة الحكومة، يستلزم وصول رئيس جمهورية ماروني قويّ من اجل التوازن بين الرئاسات، لان الرئيس سعد الحريري شخصية قوية ويمثل الطائفة السنيّة، والرئيس نبيه بري شخصية قوية ويمثل الطائفة الشيعية، ولذلك فان الامر يستوجب وصول رئيس للجمهورية ماروني قوي مثل العماد ميشال عون.
وعلى هذا الاساس تسير الامور، بالنسبة لمعركة رئاسة الجمهورية، حسب العارفين في الامور يقولون ان لا انتخابات لرئاسة الجمهورية في الوقت الراهن.
وقد ذكرت شخصيات لبنانية زارت دمشق مؤخراً ان دمشق لا ترى ان انتخابات الرئاسة اللبنانية ستحصل في المدى القريب، كما ان الموفد الرئاسي الفرنسي فرنسوا جيرو استنفد كل طاقاته ولم يصل الى نتيجة بالنسبة لانتخاب رئيس للجمهورية، وقد رفع الامر الى الدول الكبرى وخاصة فرنسا واميركا باتخاذ القرار بشأن الانتخابات الرئاسية في لبنان بعدما اطلعهم ان زيارته لطهران والرياض وبيروت وموسكو لم تعط نتيجة بالنسبة للسعي لانتخاب رئيس جمهورية جديد في لبنان.
وعلى هذا الاساس، فان انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية ستكون موضع تشاور الدول الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن للوصول الى حل بالنسبة الى رئاسة الجمهورية في لبنان خاصة مع تصاعد التوتر على الخط الازرق وعلى جبهة القنيطرة الجولان المحرر من جهة والجولان المحتل.
وفي معلومات خاصة للـ “الديار” انه عند تشكيل الحكومة اعطى الرئيس نبيه بري رأيه للرئيس تمام سلام لكي يعتمد منذ البداية الدستور ويكون التصويت في مجلس الوزراء في الامور العادية على اساس النصف زائداً واحداً وفي الامور الاساسية على مستوى اكثرية الثلثين، لكن الرئيس تمام سلام لم يأخذ رأي الرئيس نبيه بري وقتها الى ان تعثر عمل مجلس الوزراء، والمعلومات الخاصة لـ”الديار” ان لا جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع القادم لحين حل ازمة آلية عمل مجلس الوزراء.
اما بالنسبة للرئيس تمام سلام فهو مقتنع بآلية جديدة، وسيحاول تسويقها مع الوزراء وهي اعتماد اكثرية الثلثين زائداً واحداً في قرارات الحكومة كلها، لكن نواب التيار الوطني الحرّ برئاسة العماد ميشال عون لا يقبلون بهذه الآلية، وكان الرئيس امين الجميل رئيس حزب الكتائب قد اعلن ان تغيير آلية العمل في مجلس الوزراء هو لعب بالنار، فيما قالت وزيرة المهجرين أليس شبطيني في تصريح نسب اليها ان الآلية الحالية جيدة لكن “الديار” لم تتأكد من تصريح الوزيرة شبطيني.
هنالك ازمة امام الرئيس تمام سلام بالنسبة للوزراء المسيحيين لاقناعهم باكثرية الثلثين زائداً واحداً، وقد تبلغ الرئيس سلام من وزراء التيار الوطني الحر رفضهم تعديل آلية عمل مجلس الوزراء على ان يبقى التصويت بالاجماع كما هو الآن، وهنا يمكن القول ان لا حل في الافق سريعاً لآلية عمل مجلس الوزراء وقد لا تجتمع الحكومة في الجلستين القادمتين لحين الوصول الى حل لكيفية ادارة مجلس الوزراء.
تابعت الصحيفة، وفي خطوة لافتة، وصل مساء امس الى بيت الوسط العماد ميشال عون يرافقه وزير الخارجية جبران باسيل لتناول العشاء عند الرئيس الحريري وعلى طاولته وبحث الامور كلها بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية، الاجتماع كان سرياً لكن “الديار” علمت ان الحريري تجنب الدخول في تفاصيل معركة رئاسة الجمهورية معتبراً ان انتخاب الرئيس الماروني تقع مسؤوليته بالدرجة الاولى على المسيحيين، انه الخطوة الاولى في اتفاق العماد عون والدكتور سمير جعجع، اضافة الى ان الحوار بين المستقبل وحزب الله سيتناول هذا الموضوع، لكنه معلوم مسبقاً ان حزب الله ابلغ الموفد الفرنسي جيرو تأييده للعماد عون وهناك تفسير بان معادلة عودة الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة يجب ان يقابله انتخاب رئيس قوي كالعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
كل هذا يدور والارهاب هو العنوان الاساسي والطاغي على الساحة اللبنانية، والجيش مع الاجهزة الامنية مكلفون جميعاً مكافحة الارهاب، وفي اطار حوار تيار المستقبل مع حزب الله اثنى الطرفان على نجاح الخطة الامنية في البقاع ونجاحها سابقاً في شمال لبنان على ان تصل لاحقاً الى بيروت والضاحية، لكن تيار المستقبل وحزب الله شرعا في مناقشة سبل الوصول الى استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب وهذا يعني ان مكافحة الارهاب باتت هي الملف الاول قبل انتخاب الرئيس، واذا كان موضوع الربيع العربي كان ساخنا على العالم وجاء بالويلات فان الربيع اللبناني القادم سيشهد معارك في جرود البقاع الشمالي من عرسال الى رأس بعلبك والقاع، وبالتالي لن يكون احد منشغلاً بملف رئاسة الجمهورية بل سيكون الانشغال في مكافحة الارهاب التكفيري والتصديّ له من قبل الجيش اللبناني والقوى الامنية.
الأخبار : عون والحريري: لقاء إنعاش الحكومة
كتبت “الأخبار”: اللقاء “الايجابي” بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون، أمس، شكل “إنعاشاً للحكومة” بعدما كان اللقاء الأول مقدمة لتشكيلها. وفي وقت يواصل رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان “الحرتقة” على عون داخل المؤسسة العسكرية، بحثت جلسة الحوار السادسة في عين التينة “الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب”
“أجواء إيجابية جداً” سادت اللقاء الذي عقد مساء أمس بين الرئيس سعد الحريري ورئيس “تكتل التغيير والإصلاح” في بيت الوسط أمس، بحسب ما أكدت مصادر لـ”الأخبار”. وبحسب بيان عن مكتب الحريري “جرى عرض لمجمل الأوضاع السياسية في البلاد وآخر المستجدات الإقليمية”، في حضور وزير الخارجية جبران باسيل والنائب السابق غطاس خوري، “واستكمل البحث إلى مائدة عشاء أقامها الرئيس الحريري على شرف العماد عون”. وعلمت “الأخبار” أن مستشار الحريري، نادر الحريري، انضمّ إلى اللقاء. ومعلوم أنّ الأخير وباسيل قادا الحوار بين الطرفين العام الماضي ورتّبا اللقاء الأول بين الرئيس الحريري والعماد عون في روما. وتؤكد مصادرهما أن التواصل لم ينقطع يوماً، على رغم عدم الاتفاق بينهما على ملف الرئاسة.
ويأتي اللقاء تتويجاً لخطوات إيجابية اتخذها تيار المستقبل أخيراً تجاه التيار الوطني الحر وتمثلت بدعوته إلى الاحتفال بالذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري السبت الماضي.
في الشكل، كان لافتاً ان الزيارة كانت من الأساس دعوة على العشاء وأنها صادفت عيد ميلاد عون. كما كانت لافتة الحفاوة التي أحاط بها الحريري ضيفه بدءاً من استقباله خارجاً وتصوير الاستقبال، في ما بدا واضحاً انها اشارات ايجابية الى مرحلة مختلفة من التعامل بين الجهتين، إذا ما أُخذ في الاعتبار أن الحريري لم يذكر في خطابه الأخير اسم مرشحه للرئاسة رئيس القوات الدكتور سمير جعجع، من دون أن يعني ذلك اتفاقاً على الملف الرئاسي. وبحسب المعلومات فإن اللقاء يعتبر “إنعاشاً للحكومة” بعدما كان لقاء روما بين الرجلين مقدمة لتشكيلها. ويتوقع أن تظهر مفاعيل اللقاء مزيداً من التعاون الحكومي. علماً أن أوساط التيار الوطني الحر تبدي مرونة كبيرة في موضوع الآلية الحكومية على أن تكون، وفق الدستور، قائمة على إعطاء الفرصة للاجماع على القرارات، وإلا بـ “توافق الحد الأقصى”، من دون استسهال غياب رئيس الجمهورية من جهة، ومن دون الوقوع في فخ تعطيل العمل الحكومي من جهة أخرى.
إلى ذلك، انعقدت جلسة الحوار السادسة بين حزب الله وتيار المستقبل مساء أمس، في عين التينة بحضور المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الحريري نادر الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن المستقبل، وحضور وزير المال علي حسن خليل.
وأشار بيان صادر عن المكتب الإعلامي لبري أنه “جرى خلال الجلسة استكمال الحوار بروح جدّية في المواضيع المطروحة، وحصل تقويم إيجابي للخطة الأمنية في البقاع والخطوات التي حصلت على صعيد نزع الإعلام والصور في المناطق المختلفة والالتزام الجدي بها”، و”جرت مقاربة للدعوات المتبادلة حول سبل الوصول إلى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، وفتح النقاش حول آلياتها”. من جهته، لفت الوزير المشنوق في مقابلة له بعد جلسة الحوار إلى أن “الحريري دعا في خطابه إلى إيجاد استراتيجية لمكافحة الإرهاب، والسيد حسن نصرالله استجاب لهذه الدعوة”، مؤكّداً أن “الحوار قائم على إيجاد الآلية الدستورية لتنفيذ هذه الاستراتيجية، ونحن نخوض حرباً من نوعية جديدة”. وأشار إلى “ضرورة إيجاد أرضية مشتركة وطنية لمحاربة الإرهاب يشارك فيها الجميع، وهذا الملف بحث لنحو 3 ساعات اليوم (أمس)، لم نصل إلى نتيجة، ولكن حددنا مواقفنا استناداً إلى كلام الحريري، وقيادات الحزب حددوا بعض المواقف واستمهلوا لإكمال البحث في هذه النقطة”. ورأى أنه “بصرف النظر عن الخصومات، يجب أن ننقذ لبنان من هذا الحريق، والحريق لم يعد فقط داخل سوريا، كل الجرود المحاذية للحدود السورية فيها تنظيمات إرهابية، وتملك العدة للقيام بما لا نريده أن يحصل، جرود عرسال داخل لبنان وداخل كل مدينة في لبنان، نحن نتصرف على قاعدة المسؤولية لمواجهة الحريق القادم”، رافضاً التنسيق مع الجيش السوري في وجه الإرهابيين.
البناء : ما هي نصائح الأميركيين لجعجع وعلاقتها بالحوار مع عون؟ دعوة نصرالله لاستراتيجية ضدّ الإرهاب تفتح باب التسويات برّي يأمل بانتخاب رئيس في 11 آذار كضربة حظ تفاؤلية!
كتبت “البناء”: تحمل التطورات المنبثقة من خطاب السيد حسن نصرالله، وتداعيات ما بعد عملية مزارع شبعا وثبات قدرة المقاومة الردعية، بالتزامن مع تطورات المشهدين السياسي والميداني في سورية، ما يقول إنّ شيئاً ما يجري إعداده للكواليس اللبنانية، فالدور الدولي والإقليمي في الرئاسة اللبنانية الذي نفى تأثيره السيد نصرالله، يبدو أنه يشتغل لتأكيد مقولته، “اذهبوا إلى نصرالله وتفاهموا معه”، وهو بدوره يقول اذهبوا إلى العماد ميشال عون وفكروا بالتعاون معه كرئيس للجمهورية، اعرضوا أمامه هواجسكم ومطالبكم، وستجدون رجلاً جاهزاً ومستعداً لصياغة التفاهمات والتسويات.
هذه الخلاصة التي رسمها أحد السياسيين اللبنانيين، المنخرطين في الملف الرئاسي على الضفة المسيحية، تساندها المعلومات المتواترة عن الحوار الدائر بين الرابية ومعراب، وفرضية عودة الحوار بين العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري، حيث تطرح كما تفيد التفاصيل المتطابقة للمصادر الموزعة على مختلف الأطراف، فالكلّ يجمع على أنّ الحوارات التي بدأت من باب، أنّ الحوار أفضل من لا شيء، وانه بذاته شأن مفيد، يخفف الاحتقان، باتت منصات لصياغة تفاهمات تتخطى التوقعات، التي رسمت حولها، لتدخل في الملفات المعقدة تدريجاً، كما بدا أنّ الدعوة التي أطلقها السيد نصرالله لوضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب لقيت تفاعلاً، بلغة تختلف عن لغة الماضي الاستنكارية والتشكيكية، لتكون لغة حوارية وإيجابية تضع تصوّراً في مقابل تصوّر، فردّ الرئيس الحريري وتعليق قائد “القوات اللبنانية”، لم يتخطيا اللغة الحوارية، بالقول نعم لاستراتيجية وطنية جامعة شرط أن تقودها الدولة اللبنانية، بدلاً من القول كالعادة، عن أيّ استراتيجية تتحدثون، وأنتم تفرضون علينا استراتيجيتكم، وربما القول أيضاً، لقد جرّبنا الحوار حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع، ونعرف النتيجة مسبقاً، والمعلوم أنّ فشل الحوار حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع، كان بسبب كون الهدف الذي رسم لنجاحها هو نزع سلاح المقاومة وليس حماية لبنان، ما يفتح الأمل بأن يكون الانفتاح الحواري هذه المرة تعبيراً عن استبعاد هذا الهدف التعطيلي سلفاً من أهداف الحوار.
في هذا السياق نقلت مصادر فرنسية وسعودية إلى أحد المرشحين الرئاسيين البارزين مناخاً، وهو ينقل عبر نوابه ووزرائه أجواء احتجاجية على ما سمعه، ومفاده أنّ المرشح سمير جعجع قد تلقى نصائح أميركية بصناعة تفاهم استراتيجي مع العماد ميشال عون، يقوم على شراكة الزعامتين المسيحيتين في العهد الجديد، بما يجعل العماد عون رئيساً على طريقة الرئيس فؤاد شهاب، ويعطي جعجع مكانة مؤسّس ورئيس “حزب الكتائب” الراحل الشيخ بيار الجميّل، وبمناسبة الحديث عن “الكتائب” فمثل هذا التفاهم سيقصي جعجع بموجبه خصمه المسيحي الأول الرئيس أمين الجميّل ونجله سامي عن المنافسة في المشهد السياسي، وربما يمهّد الطريق لتربّع جعجع على رئاسة “حزب الكتائب”، وبالتالي الإفادة من تكريس عرف الرئيس القوي الذي سيحمل العماد عون للرئاسة هذه المرة، ليمنحه فرصة لاحقه كرئيس لـ”حزب الكتائب”، بعدما يكون قد استفاد خلال رئاسة عون من مكانة الشريك المسيحي الثاني في الحكم سواء على مستوى الحكومة أو المجلس النيابي.
مصادر “القوات” لا تنفي أن تكون المحادثات مع “التيار الوطني الحر” قد دخلت في العمق، وفي مقدمتها الرئاسة، لكنها ترفض التعليق على المدى الذي بلغته، ومثلها مصادر “التيار” توحي بالرضا من دون تفاصيل.
رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان يتفاءل بالحوارات، وما يمكن أن يترتب عليها في ظلّ التعقيدات الدولية والإقليمية، والرهان على تحوّلها منصات لفرص، علق بالأمل من باب التفاؤل بالرقم عشرين للجلسة النيابية المقبلة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية في الحادي عشر من آذار المقبل، في المرة الماضية انتخبنا رئيساً في الجلسة العشرين.
هل أنّ كلام الرئيس بري مجرّد تفاؤل، أم تعبير عن مناخات ليس هو ببعيد عنها، ويعرف اتجاهات الريح التي تسيّر مراكب جميع الأطراف، وتبشير باتجاه قد لا يثمر في القريب كالجلسة العشرين المقبلة، بل ربما في موعد تفاؤلي ثان يضعه بري في الخامس والعشرين من أيار، ويقول في مثل هذا اليوم صنعنا رئيساً، فالأمل أن نعيدها مرة ثانية.
وفيما تكرّر المشهد الانتخابي للمرة التاسعة عشرة في ساحة النجمة أمس حيث فشل المجلس النيابي مجدّداً في انتخاب رئيس للجمهورية بسبب غياب النصاب، برز اللقاء بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون إلى مائدة عشاء في بيت الوسط بحضور وزير الخارجية جبران باسيل والنائب السابق الدكتور غطاس خوري، وجرى عرض لمجمل الأوضاع السياسية في البلاد وآخر المستجدات الإقليمية.
وتزامن العشاء، مع انعقاد جلسة الحوار السادسة بين حزب الله وتيار المستقبل في عين التينة بحضور المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن تيار المستقبل. كما حضر الجلسة الوزير علي حسن خليل.
وركز المجتمعون على الوضع الأمني وسبل تحصينه منوّهين بالخطوات التي اتخذت حتى الآن في هذا السياق. وأوضح بيان صدر في نهاية الجلسة أنه “جرى استكمال الحوار بروح جدية في المواضيع المطروحة، وحصل تقييم إيجابي للخطة الأمنية في البقاع والخطوات التي حصلت على صعيد نزع الأعلام والصور في المناطق المختلفة والالتزام الجدي بها”.
ودعا المجتمعون “القوى السياسية والمرجعيات إلى المساعدة على وقف ظاهرة إطلاق النار في المناسبات أياً كان طابعها”.
كما “جرت مقاربة للدعوات المتبادلة حول سبل الوصول إلى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب، وفتح النقاش حول آلياتها”.
النهار : لقاء الحريري وعون : “طيف” الرئاسة المأزومة الجولة 6: نقاش الاستراتيجية ضد الإرهاب
كتبت “النهار”: اتسمت الحركة السياسية الداخلية امس بحيوية استثنائية متعددة الاتجاه بدت من ثمار اقامة الرئيس سعد الحريري في بيروت منذ السبت الماضي ولكن من غير ان تخلو هذه الحركة من مفارقات لافتة. ذلك ان “الحدث” السياسي الذي تمثل في زيارة رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون لبيت الوسط ولقائه الرئيس الحريري تزامن مع انعقاد الجولة السادسة من الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” في عين التينة، في اليوم الذي بلغ “عداد” الازمة الرئاسية الرقم 19 من الجلسات النيابية الفاقدة للنصاب لانتخاب رئيس للجمهورية وتحديد 11 آذار المقبل موعداً للجلسة الـ20.
واذا كان “طيف” الانتخابات الرئاسية ظلل يوم التزامنات هذا قبيل انصرام الشهر التاسع من الفراغ الرئاسي في 25 شباط الجاري، فإن طيف فراغ أو بالاحرى شلل آخر بدأ يتمدد حكومياً مع الازمة الناشئة منذ الاسبوع الماضي والتي ستمثل اليوم مع عدم انعقاد الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء بفعل عدم التوصل الى تفاهم على آلية اتخاذ القرارات فيه.
في أي حال، شكل هبوب موجة اللقاءات الدافئة مقترنا بتبادل الرسائل الودية “الطائرة” بين الرابية ومعراب في مناسبة عيد الميلاد الثمانين للعماد عون، جرعة دعم للحوارات الجارية بين أطراف اساسيين و”حاضنة” داخلية ايجابية انعشت بعض الآمال في تحرك داخلي دافع نحو تحريك تعقيدات ازمة الفراغ الرئاسي ولو ظلت الشكوك عميقة جدا في مآل هذه التحركات وفرص إحداث ثغرة جدية في جدار الأزمة. ولعل ما سمعه المسؤولون الرسميون والسياسيون من وفد لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي الذي جال عليهم امس يشكل حافزاً اضافيا لمضاعفة الجهد الداخلي من اجل ايجاد منافذ للازمة الرئاسية، اذ لم يخفِ هذا الوفد قلقه الكبير والجدي على الاستقرار في لبنان جراء استمراره غارقاً في أزماته المتشابكة. ووصف رئيس الوفد المار بروك الوضع في لبنان بأنه “صعب جداً”، مشددا على ضرورة مساعدة لبنان “لئلا يتعرض استقراره لاهتزاز يكون كارثيا اذا حصل”.
وانعقدت جلسة الحوار السادسة بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” مساء امس في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة علما انها المرة الاولى تعقد جلسة حوارية بين الفريقين في وجود الرئيس الحريري في بيروت واكتسبت هذه الجولة بعدا اضافيا اذ جاءت عقب خطابي كل من الحريري والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قبل ايام. وحضر الاجتماع المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن “تيار المستقبل”. كما حضر الوزير علي حسن خليل.
المستقبل : عون في بيت الوسط.. وإبراهيم ناقش في قطر ملف العسكريين “وللبحث صلة” “استراتيجية” الحريري لمكافحة الإرهاب على طاولة الحوار
كتبت “المستقبل”: بينما يواصل عدّاد الشغور تقدّمه على صفحات روزنامة الفراغ الرئاسي وقد طوى بالأمس صفحة جديدة من الجلسات الفاقدة للنصاب على موعد وأمل آخر في الحادي عشر من آذار المقبل، تتواصل في المقابل مساعي التلاقي داخلياً على أكثر من محور وطني، إسلامي ومسيحي، لعلّ وعسى تأتي لحظة التقاطع لبنانياً عند مفترق استراتيجي يفضي إلى تعبيد الطريق أمام وصول رئيس جديد إلى قصر بعبدا. وفي الغضون يسير حوار عين التينة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” في اتجاهات وخطوات ثابتة نحو تحقيق مزيد من النتائج المتوخاة منه لا سيما وأنّ الدعوة إلى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب التي أطلقها الرئيس سعد الحريري وتلقّفها السيد حسن نصرالله فرضت نفسها بقوة أمس على طاولة الحوار حيث جرى النقاش حول آليات هذه الاستراتيجية وسبُل الوصول إليها. في حين أكد عضو وفد “المستقبل” إلى الحوار وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّ الجولة السادسة مساء أمس استعرضت تطورات الشق الأمني من مفاعيل ونتائج الحوار كاشفاً في هذا السياق لقناة “المستقبل” أنّ موضوع المجموعة المسلّحة المعروفة باسم “سرايا المقاومة” أصبح مسألة خاضعة “لنقاش دائم” على جدول الحوار في إطار العمل الجاري لتحصين الساحة الداخلية وتنفيس الاحتقان فيها.
اللواء : حوار عين التينة يُلامس مواجهة المخاطر.. ولقاء متوقّع بين برّي والحريري عون في بيت الوسط : تواصل وعشاء.. وجعجع يُؤكّد الخلاف حول الرئاسة الأولى
كتبت اللواء: لم يكن النقاش في جلسة الحوار السادسة بين تيّار المستقبل و”حزب الله” سلساً، أو مرناً، على النحو الذي عكسه البيان الذي صدر عن الجلسة، التي لم تتجاوز الثلاث ساعات، وأجرت لأول مرّة “مقاربة للدعوات المتبادلة حول سبل الوصول إلى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب وفتح النقاش حول آلياتها”.
الجمهورية : حركة لإنقاذ الحكومة والرئاسة وتقدُّم عــلى جبهة الحوارات
كتبت “الجمهورية”: المعايدة التي وجّهها رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع إلى رئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون عبر تويتر دلّت إلى أنّ الحوار بينهما يتقدّم، ولو ببطء. وعلى رغم تفاوت تقدير كلّ منهما للوقت الذي سيستغرقه هذا الحوار من أجل أن يتوّج باتفاق، إلّا أنّ الإشارة التي مرّرَها رئيس “القوات” بكلامه عن اتّفاق كامل، أي نوع من Package Deal، كانت لافتةً، كونها تؤشّر إلى معطيَين: أوّلاً، أنّ الرئاسة ضمن هذا الاتفاق حكماً، وثانياً أنّ هناك نيّات حقيقية للالتقاء في مساحة مشترَكة. وعلى خط الحوار بين “حزب الله” و”المستقبل” الذي عَقد مساءَ أمس جلستَه السادسة، يمكن التوقّف أمام معطيَين أيضاً: دلّت التطوّرات أنّ قرار الحوار استراتيجيّ على رغم التناقض الجوهري بين الفريقين، والذي ظهرَ جليّاً في خطابَي الرئيس سعد الحريري والأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله. وأنّ الأمور في لبنان ستبقى تحت السيطرة سياسياً وأمنياً ما لم تطرَأ تطوّرات إقليمية دراماتيكية. وفي موازاة الحوارَين أطلقَت عودة الحريري ديناميةً سياسية على مستويَين: عودة الحياة إلى “بيت الوسط” الذي يزدحم بالاستقبالات السياسية، وآخرُها مساء أمس، حيث عرضَ الحريري مع عون لمجمَل الأوضاع، في إشارةٍ إلى ثبات العلاقة منذ اللقاء الأوّل بينهما في باريس. وتحرّك الحريري على أكثر من مستوى: حكومة، حوار، 14 آذار و”المستقبل”.