التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية 14/2/2015
نشرة أسبوعية يصدرها مركز الدراسات الأميركية العربية في واشنطن
المقدمة
تضاربت ردود الفعل على تقديم الرئيس اوباما مشروع قرار يفوضه الكونغرس بموجبه استخدام القوات العسكرية الاميركية في الحرب ضد داعش؛ الأمر الذي نادى به معظم قادة وزعماء الكونغرس في السابق.
يستعرض قسم التحليل تلك المسألة، وان كان لها تداعيات على مسار الحرب الدائرة، وكذلك انعكاساتها على حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2016. يشار الى ان ادلاء بعض اعضاء مجلس الشيوخ باصواتهم تأييدا له يشكل حرجا امام القاعدة الانتخابية التي تعارض التدخل الخارجي، بيد ان اهم دوافع التصويت يكمن في استعراض النواب (المرشحين والطامعين بالحملة الانتخابية) تجربة السياسة الخارجية التي باستطاعتهم ترويجها اما القواعد الشعبية.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
السياسة الخارجية الاميركية
رصد المجلس الاميركي للسياسة الخارجية ما اسماه نزعة الادارة للتضليل فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الاميركية، مطالبا بادخال تعديلات على آلية صنع القرار التي تستدعي كفاءات “لا تغريها خطاباتها الرنانة والحملة الاعلامية،” والتي ينبغي ان يتوفر فيها “دراية بجذور الازمات الراهنة في اوروبا والشرق الاوسط .. وتتمتع بنظرة واقعية غير منحازة.” واكد المجلس على اقتراحات نظيره مجلس الشؤون الخارجية حديثا التي تتمحور حول ضرورة استبدال الطاقم الحالي لشؤون الأمن القومي نظرا “لعدم كفاءته.” ولم يسلم الرئيس اوباما من الانتقاد اللاذع “مايسترو اللاواقعية.”
حث معهد كاتو “جناح اليمين في الحزب الجمهوري وجناح اليسار في الحزب الديموقراطي” العمل سوية على قضايا ذات اهتمام مشترك، لا سيما “انتهاك الاجهزة الحكومية للحريات الشخصية .. والتي ستتعاظم مع اقتراب موعد التجديد لقانون الباتريوت – الوطنية.” وذكر المعهد السلطة التشريعية بأن اقرار الباتريوت تم “استنادا لفرضية خاطئة” في تحديد الثغرات الأمنية التي ادت لهجمات 11 ايلول 2001، والتي تم “دحضها في تقرير لجنة الكونغرس المشتركة” لتقصي الهجمات. والنتيجة التي تم التوصل اليها آنذاك رهنت التقويم العلمي “لمشاعر العاطفة الجياشة، وسيادة الحملة الدعائية على الحقائق المادية .. ولا يزال الاستمرار في ذلك النهج على الرغم مما كشفه ادوارد سنودن” من تجاوزات وانتهاكات الاجهزة الأمنية المختلفة.
تنظيم الدولة الاسلامية
تناول معهد كارنيغي اساليب “الصدمة والرعب” التي ينتهجها
التنظيم “بغية حث الشعوب الضغط على حكوماتها للانسحاب من التحالف؛” ومن ضمنها شريط الفيديو لقتل الطيار الاردني الذي اوضح ان كافة التفاصيل ومكونات الشريط “كانت مدروسة بعناية فائقة .. للدلالة على القدرات المرئية والمسموعة واستراتيجية التواصل الاستثنائية التي يتمتع بها التنظيم.” واوضح ان التنظيم “سينحو الى ارتكاب مزيد من العنف .. بل من المؤكد بما لا لبس فيه.”
انخراط الاردن ضد داعش
اعرب معهد ابحاث السياسة الخارجية عن اعتقادة ان تصعيد الاردن لغاراته الجوية ضد داعش يرمي من ضمن مراميه الاخرى الى “ابتعاد مؤيدي التنظيم عنه بطريق تذكرنا بما جرى لتنظيم الصحوات في العراق 2007-2008 ..” كما يدل على رسالة الاردن الى “القوى الاقليمية تعزيز جهودها لمناهضة تنامي قوة ونفوذ” التنظيم.
اعتبر معهد واشنطن تعميق انخراط الاردن ضد داعش فرصة للملك “عبد الله للانتقام من داعش في سورية .. وتوسيع هامش الاجراءات الداخلية لشن حملة قمع شاملة ضد انصار داعش في بلاده.” واضاف انه في المدى المنظور “سيبقى الاردن قاعدة عمليات جوية ضد داعش ومرافق تدريب للمسلحين السوريين،” لاعتقاده ان “داعش يمثل خطراً داهما لاستقرار الاردن، وكذلك الاستياء الشعبي العام.”
تنامي التطرف الديني
اعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن اعتقاده ان ظاهرة التشدد الديني “ازدهرت في اعقاب الربيع العربي .. في تعارض مع توقعات (الخبراء) بان الازمات والصراعات قد شارفت على الحل بل ستزداد” زخماً. وحث الدول الاقليمية على “التسخير الماهر للادوات المتاحة” لتقويض التهديدات الراهنة “ومراجعة الادوات السابقة غير المجدية وتحديد سبل وادوات جديدة في متناول يدها” لتحقيق الهدف.
المملكة السعودية
دق معهد كارنيغي ناقوس الخطر للتهديد الماثل امام استقرار المملكة السعودية الآتي من “التهديدات عند حدودها الشمالية مع العراق، يضاف اليها التهديدات عند الحدود الجنوبية مع اليمن،” مطالبا مراجعتها لسياساتها السابقة التي “ركزت الرياض طوال سنوات على الحؤول دون حدوث اي تحول كبير في ميزان القوى” على حدودها المشتركة مع اليمن. وقال ان علاقات المملكة تضررت عقب “خسارة آل الاحمر لنفوذهم،” الحليف التقليدي القوي للرياض. واوضح ان خيارات “السعودية” محدودة “وقد لا يكون امامها الآن من خيار سوى الانخراط مع الحوثيين .. القوة السياسية والعسكرية الاكثر تماسكا في اليمن،” بصرف النظر عن قلق الرياض من تداعيات ذلك المحتملة على “ميزان القوى السعودي – الايراني في المنطقة؛” خاصة في ظل تقدم غريمتها قطر التي “فتحت قناة اتصال لها مع الحوثيين.”
ليبيا
حذر معهد واشنطن من استمرار تنظيم الدولة الاسلامية بالتمدد في ليبيا، سيما مع “تبلور اجماع” بين المراقبين والاخصائيين بأن “داعش يستقطب اعضاء تنظيم انصار الشريعة .. نظرا لجملة الانتصارات التي حققها في شرقي المتوسط.” واوضح ان “التنافس بينهما يعكس التحولات التي طرات على مجاميع الجهاديين في سورية والعراق، خاصة لخسارة جبهة النصرة بعض مواقعها ومقاتليها الذين انضموا الى داعش المتطرف.” واشار الى رصد “عدد من المؤيدين والمتحدثين باسم داعش في ليبيا والذين ايضا تحدثوا نيابة عن (انصار الشريعة) والاشادة بمقاتليه” مناشدين اعضاءه بان “الوقت قد حان للانضمام الى (دولة) الخلافة.”
اشار معهد كارنيغي الى لجوء المواطنيين الليبيين الاعتماد على “الدعم القبلي والعمق الديني والهويات المحلية،” في ظل غياب اطر ومؤسسات الدولة المنشودة، والتي برزت بقوة في مصراتة “مهد الثورة.” اقلية من المعنيين لا زالت تؤمن بمستقبل افضل لليبيا يستند الى “لحمة الترابط والمشاركة” بين الفئات المعنية “بدلا من المواجهات المستمرة.”
ايران
اتهمت مؤسسة هاريتاج الرئيس اوباما تقديم جملة من التنازلات “والذهاب الى ابعد الحدود لضمان التوصل الى اتفاقية نووية مع ايران .. اذ وافق على جهود ايران غير المشروعة لتخصيب اليورانيوم، وتقبل امكانية تحول مفاعل اراك للمياه الثقيلة الى منشأة لصنع القنبلة النووية ..” واوضح ان “تلك التنازلات تتعارض مع سلسلة قرارات لمجلس الأمن الدولي، واثارت قلق (الكونغرس) واسرائيل والسعودية، وعدد آخر من حلفاء الولايات المتحدة تهددهم سياسة ايران الخارجية.” كما اتهمت المؤسسة ادارة الرئيس اوباما “بالسذاجة .. لاعتقادها ان عرضها لتخفيف العقوبات يشكل اغراءات مرضية لطهران تفضي بقبولها فرض قيود معقولة على برنامجها النووي؛” فضلا عن “رغبويتها في امكانية انشاء تعاون استراتيجي مع ايران لمواجهة الدولة الاسلامية في العراق وسورية.”