مناضلاتنا الفلسطينيات . . إصرار وتحدٍ د . فايز رشيد
منذ عشرة أيام وأكثر . . فإن الصحف والمنظمات الصهيونية وامتداداتها، وبخاصة في جنوب إفريقيا تستهدف بشكل يومي المناضلة الفلسطينية ليلى خالد تشويهاً وحقداً واتهاماً ب”الإرهاب”! كل ذلك في محاولة لمنع دخولها إلى البلد، الذي عانى شعبه الإرهاب والعنصرية البشعة من نظام الفصل العنصري لحقبة طويلة من الزمن، للمشاركة في أعمال مؤتمر، شعاره: “تفعيل المقاطعة ضد إسرائيل”، سيعقد خلال الشهر الحالي . المناضلة الفلسطينية مدعوّة من قبل مؤسسات وجامعات ومنظمات جنوب إفريقية لإلقاء محاضرات في مدن عدة حول: النضال، وعنصرية “إسرائيل” وجرائمها ضد شعبنا وأمتنا والإنسانية جمعاء . للعلم، دولة الكيان كانت الحليفة الأساسية لنظام الفصل العنصري، فعلاقات الطرفين كانت متطورة في كافة المجالات .الكيان كان الحليف الرئيسي لنظام الفصل العنصري . . الفاشي تماماً . . مثل الكيان . نلسون مانديلا في حياته قال جملته الشهيرة: “ستظل حريتنا ناقصة . . ما لم يتحرر الفلسطينيون” .
من قبل عُطّلت زيارات ليلى لدول أوروبية عدة، لم تعطها سفارات تلك الدول، تأشيرات دخول إلى أراضيها، للقيام بنشاطات، ومن أجل المشاركة في مؤتمرات . . وحتى الدولية منها، تأييداً لنضال شعبنا العادل وتأكيد حقوقه الوطنية . “إسرائيل” وحلفاؤها الذين يدعون “الديمقراطية” دائماً، يريدون كتم صوت الحق والعدل الفلسطيني! لا يريدون ظهوراً للفلسطينيين الأحرار على الساحة الدولية! فمثلما استطاعوا إسكات الأوروبين وتهديدهم بالعقوبات، إن شككوا بالرواية الصهيونية لما يسمى ب”الهولوكوست” . . يريدون تطبيق ذات الممارسة لإسكات الفلسطينيين الأحرار من فضح حقيقة الكيان الفاشية، والسوبر عنصرية، في محاولة مكشوفة لتجهيل الأوروبيين وشعوب أخرى بعدالة قضيتنا الوطنية . يريدون أن يستمع العالم فقط للأضاليل والأساطير الصهيونية . بالمناسبة من سمّى “الهولوكوست” صناعة، هو الأمريكي اليهودي الديانة نورمان فلنكشتاين في عنونة كتابه القيّم المعنون بذات الاسم . روجيه غارودي واحد من مئات الضحايا من المفكرين الأوروبيين والآخرين الذين جرى التعتيم عليهم وعلى نتاجاتهم الفكرية والسياسية والأدبية، ومحاربتهم من خلال طردهم من وظائفهم، ومحاربتهم في قوت عائلاتهم، وتهديدهم بالسجن لفترة طويلة وصولاً إلى التهديد باغتيالهم .
آخر الحوادث على هذا الصعيد المذيع والإعلامي البريطاني على فضائية B .B .C تيم ويلكوكس . . إذ تعرض لهجوم عنيف من المنظمات الصهيونية في بلده وفي الدول الأوروبية الأخرى، كما العادة ب”العداء للسامية”، ذلك فقط لأنه أشار (في مقابلة له مع يهودية تحمل اسم تشافا، قابلها في الشارع مثل كثيرين في سؤال لهم عن حادثة فرنسا الإرهابية الأخيرة . تشافا ربطت بين حادثة “شارلي إيبدو وبين الهولوكوست وما أسمته ب”الاستهداف المنظّم لليهود”!، أشار المذيع لها: “بأن منتقدين كثر يتصاعد عددهم . . ويدينون ما يتعرض له الفلسطينيون على أيدي اليهود كذلك . بالرغم من اعتذار المذيع في اليوم التالي عمّا قاله، لم تتوقف الحملة عليه، ويطالبون بمحاكمته ورفع قضايا ضده، وبفصله من العمل .
وبالعودة إلى موضوعنا المطروح نقول: ليلى خالد هي جزء من مناضلات فلسطينيات عدة، منهن من امتشقن السلاح ومارسن المقاومة، الشهيدة شادية أبو غزالة التي استشهدت عام 1969 في مدينة نابلس، الشهيدة دلال المغربي التي استشهدت على ثرى وطننا عام ،1978 وقد قادت مجموعة من الفدائيين عبرت إلى وطنها الفلسطيني العربي الكنعاني الأصيل، على طريقتها، وأفرغ المجرم الفاشي الصهيوني أيهود باراك رصاصات مسدسه في رأسها (وقد كانت جريحة) قتلها وجرّها من شعرها!، الشهيدات، وفاء إدريس، آيات الأخرس، زينب أبو سالم، دارين أبو عيشة، ريم الرياشي، هنادي جرادات، عندليب طقاطقة، منتهى حوراني وغيرهن عدة . مناضلات فلسطينيات تعذّبن في سجون الاحتلال الصهيوني، حُكم عليهن بعشرات المؤبدات، وأخرجن في عمليات تبادل، وما زلن يناضلن: فاطمة برناوي، رسمية عودة التي اعتقلتها أجهزة الأمن الأمريكية (رغم جنسيتها الأمريكية!) بتهمة باطلة (عدم التصريح عن فترة اعتقالها في السجون الصهيونية) . رسمية مهددة بسحب الجنسية منها، وعايشة عودة، وغيرهن من مناضلاتنا الفلسطينيات الشامخات شموخ فلسطين العربية من النهر إلى البحر ولا تفريط بحبة تراب واحدة من ترابها . من قبل حاولوا كتم صوت المناضلة خالدة جرار، وأصدرت قوات الاحتلال قراراً بإبعادها من رام الله إلى أريحا، رفضت المناضلة تنفيذ القرار إلا على جثتها، وبالفعل بقيت في مدينتها . أيضاً نؤكد الترابط العضوي بين مناضالاتنا وشقيقاتهن المناضلات العربيات ومنهن، سهى بشارة، الجميلات الثلاث: جميلة بوحيرد، جميلة بو عزة، جميلة بوباشا وغيرهن . ومن الشهيدات: سناء محيدلي وغيرها .
نؤكد أيضاً أن الأساليب الصهيونية القذرة والفاشية الإرهابية شكلاً ومضموناً مثل: الضغوط على دول العالم، تهديد مناضلاتنا ومن بينهن المناضلة ليلى خالد، وغير ذلك من الأساليب الصهيونية القبيحة قبح الكيان وقماءة وبذاءة صهيونيته . كل هذه التهديدات لن تهز شعرة واحدة في رؤوس ليلى ولا كل المناضلات، وستؤدي إلى عكس ما يخطط له الكيان، ستؤدي بهن إلى مزيد من الإصرار على المضي قدماً، في مزيد من الالتصاق والتماهي التام مع وطننا الفلسطيني الجميل، مع بحره وبرّه وسمائه، مع روحه التي تتجسد في المزيد من الإصرار والتحدي المطلق على تحرير فلسطين، كل فلسطين: مياهها الإقليمية قبل ترابها وحدودها الجغرافية من النهر إلى البحر . الفلسطينية كما الفلسطيني عندما يمتشق سلاحاً، لا يهمها، ولا يهمه الاستشهاد ولا السجن ولا الاعتقال ولا الاغتيال، فمعاناته الشخصية هي جزء من معاناة شعبه على مدى قرن، وبذل الروح يكون جميلاً والتضحية بها تكون رخيصة في سبيل الوطن . وطننا حافظ شعبنا عليه مثلما الآن، وسنظل متمسكين به ومحافظين عليه تماماً، مثلما نثق بتحريره إن عاجلاً أو آجلاً، هم العابرون مثل أي غزاة قبلهم، سيرحلون، ونحن سنبقى .
(الخليج)