فشل نتنياهو الصهيوني: آري شبيط
ليست حملة الانتخابات 2015 استفتاء شعبيا عن القناني الفارغة. فالسؤال الحقيقي هو من الزعيم الصهيوني الذي سيجدد الصهيونية ويعيد بناء دولة اسرائيل.
هل الليكود ببنيامين نتنياهو، ميري ريغف ويريف لفين هو حامي الحمى الحركة الوطنية اليهودية؟ هل البيت اليهودي نفتالي بينيت، يانون ميغيل واوريت ستروك هو حامي تخوم الدولة اليهودية الديمقراطية؟ هل المستوطنون هم طلائع القرن الـ 21 وهل المتزمتون هم عمود النار؟ الجواب ستقرره نتائج الانتخابات.
بضع كلمات في صالح نتنياهو. خلافا للاخرين، فاني على قناعة بانه وطني. صحيح أن نتنياهو لا يقدر ولا يحب الاسرائيليين، ولكنه ملتزم بدولة اليهود. مع أن أنماط سلوك عائلته فضائحية، ولكنها غير مصابة بفساد جنائي مثبت. فمن صمت حين سكن في منزل رئيس الوزراء ايهود اولمرت ومن اعتقد أن أفيغدور ليبرمان هو سياسي جدير لا يمكنه أن يشكو من قناني سارة الفارغة. مثير للشفقة؟ مثير للشفقة. منفر؟ منفر. يتطلب تحقيقا؟
يتطلب تحقيقا. ولكن السياسيين والصحافيين الذين ادعوا بانه لا يجب الانشغال في قضية تلنسكي وقضية هولي لاند، لا يمكنهم أن يدعوا الان بان السماء سقطت. فالذاكرة ليست قصيرة لهذه الدرجة. والجمهور ليس غبيا لهذه الدرجة. والازدواجية الاخلاقية التي تتميز بها الهجمة الحالية على نتنياهو تخدم صالحه وتتسبب في أن يتعزز اليمين – اليمين بينما يضعف الوسط – اليسار.
هكذا بحيث إنه ينبغي الان اعادة البحث إلى المسار. الانشغال بالاساس. ووحده المحترم والذي يحترم الاخرين في المسائل الجوهرية هو الذي سينقذ حملة الانتخابات العكرة والبائسة ويعيد الامل بالتغيير.
لا شيئا عزيزا على قلب نتنياهو أكثر من الدولة اليهودية. ولكن من أجل خدمة الدولة اليهودية ينبغي الفهم بان عليها أن تكون ديمقراطية، ان تكون ذات أغلبية يهودية وان تتمتع بشرعية دولية. نتنياهو لم يستوعب حتى ولا ايا من هذه الحقائق الاساسية. فسياسته الاستيطانية هي ما بعد الصهيونية. والتشريعات القومية المتطرفة خاصته مناهضة للصهيونية. وفشله السياسي المدوي يقوض الصهيونية.
ان عصفور روح نتنياهو هو الامن القومي. وحسب القصة التي يرويها لنفسه، فان دوره التاريخي هو الحفاظ على أمن اسرائيل. ولكن أمن اسرائيل يقوم على اساس التحالف الاسراتيجي مع الولايات المتحدة. اما نتنياهو فيسحق بمواظبة هذا التحالف الاستراتيجي.
أمن اسرائيل يقوم على أساس أن جنود اسرائيل سيعرفون بان حروب اسرائيل هي حروب اللامفر. اما نتنياهو فيقضم من هذه المعرفة. امن اسرائيل يقوم على اساس ان في اسرائيل سيكون مجتمع متراص، صامد ومليء بالامل. أما نتنياهو فيفتت هذا التراص الاجتماعي، يستنزف الصمود الوطني وينشر اليأس. وبشكل مستمر، منهاجي وغير مقصود، سيد الأمن يقوص الأمن.
ان الجدال مع زعيم الليكود يجب أن يدور في ملعبه. ليس التشهير هو ما سيحث التغيير، ليس الازدواجية الاخلاقية هي التي ستجلب التحول. في المواجهة الموضوعية والجدية ينبغي الاثبات للجمهور بان نتنياهو فشل. في السنوات الاخيرة لم يدفع رئيس الوزراء الاقتصاد إلى الامام، لم يطور المجتمع ولم يتقدم إلى الامام بالعدالة والمساواة. لم يمنح الاسرائيليين الايمان أو الامل أو الرؤيا. لم يعظم الرفاه الاقتصادي. لم يمنح معنى للحياة المشتركة ولم يعطِ للامة احساسا بالاتجاه.
هكذا بحيث أن الانتقاد الاكثر على الرجل الذي يسكن في شارع بلفور لا ينبغي أن يكون يساريا او تطهريا بل صهيونيا. الرجل الذي لا يزال يؤمن بانه يواصل طريق بنيامين زئيف هرتسل وزئيف جابوتنسكي أضعف اسرائيل بشكل خطير وفشل في دوره كزعيم صهيوني.
هآرتس