من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “الحكومة الموازية” أكثر فعالية من “حكومة الـ24 رئيساً”! البقاع ينجو من خطر “إمارة داعشية”..
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والخمسين بعد المئتين على التوالي.
لم يعد اللبنانيون وحدهم أصحاب اختصاص في ملء الفراغ. صار لـ”حرفتهم” السياسية بامتياز، شركاء خارجيون، أبرزهم الفرنسيون الساعون إلى دور، ولو بالشكل، فيما النتيجة لا تتبدل نهائيا.
فقد أنهى الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو، جولته اللبنانية، ليبدأ رحلة حج فاتيكانية، قبل أن يحدد له السعوديون والإيرانيون مواعيد جديدة، غير أن المعطيات اللبنانية التي تشي بأن أي حراك لن ينتج في ظل المعطيات الحالية انتخابات رئاسية لم تمنع جيرو من التأكيد أن “مهمته التسهيلية” لها مراحلها اللاحقة (…) وأن بلاده “ليس لديها أي مرشح.. ولا تضع أي فيتو” على أي مرشح، وفق البيان الذي عممته السفارة الفرنسية في بيروت.
وما لم يذكره البيان هو أن جيرو صارح من التقاهم في لبنان بثلاثة أمور:
الأول، أن باريس لا تملك “حلا سحريا” للمعضلة الرئاسية.
الثاني، انه سمع في زيارته الاخيرة الى طهران ما أسماه “كلاما ايرانيا ايجابيا” مفاده أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان “شأن لبناني”، وأن طهران “تعتقد انه اذا توافق المسيحيون.. يمكن ان يسهل ذلك الامر الانتخابات” (الرئاسية).
الثالث، أنه سمع في زيارته الأخيرة الى الرياض كلاما سعوديا صريحا بأن “المملكة” لا يمكن أن تتعايش مع فكرة وصول أحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية في لبنان!
واذا كانت سمة الجلسة الأخيرة لـ “حكومة الـ24 رئيسا” تأجيل معظم بنود جدول الأعمال، بسبب عقدة التصويت التي تتحكم بقراراتها، فان “الحكومة الحوارية الموازية” المؤلفة من سبعة “وزراء”، تبدو أكثر فعالية، بدليل الخطوات التي بوشر بتنفيذها على ضفاف خمس جلسات متتالية، ناقشت بندا وحيدا هو تنفيس الاحتقان، من دون اغفال مضمون النقاش السياسي المعمق والرصين والجدي من قبل جميع المشاركين، وارتداداته الايجابية على الاستقرار السياسي عموما، والوضع الأمني خصوصا.
لا ينفي ذلك ان التحدي الأمني لا يتقدمه أي تحد آخر، وأن لبنان ليس جزيرة معزولة عن محيطه وخصوصا السوري، حيث تزداد جبهة عرسال سخونة وتتبدى ملامح مخاطر مستجدة من جهة المصنع اللبناني وصولا الى جديدة يابوس والتلال المطلة عليها والزبداني من الجانب السوري.
وعلمت “السفير” ان نصائح اسديت الى سفارة دولة خليجية كبرى في بيروت، بتعزيز الاجراءات الأمنية واتخاذ اقصى درجات الحذر. وكشف مصدر امني لـ “السفير” أن اجهزة امنية لبنانية، تلقت معلومات تفيد بأن تنظيم “داعش” يخطط لتنفيذ عملية انتحارية مزدوجة تستهدف سفارة الدولة المذكورة، على أن يتولى تنفيذها ثلاثة انتحاريين من جنسيات عربية مختلفة (تم تحديد هوياتهم وأسمائهم من قبل أجهزة غربية).
وفي السياق ذاته، اكد المصدر ان التنسيق بين الاجهزة الامنية بلغ مرحلة متقدمة، وثمة تبادل معلومات يجري بشكل شبه يومي، حول كل ما يتوافر من معلومات عن انتحاريين أو اية أعمال يمكن أن تستهدف الجيش اللبناني أو أية منطقة لبنانية.
الزبداني.. و”الحزام الأمني”
الى ذلك، تجاوزت الحدود اللبنانية السورية ولاسيما بين نقطة المصنع اللبنانية ونقطة جديدة يابوس السورية مطبا أمنيا خطيرا، يتجاوز هذه الرقعة الجغرافية بذاتها، نظرا لما كان يمكن أن يبنى عليها من تمدد تدريجي لنفوذ المجموعات الإرهابية التكفيرية نحو الداخل اللبناني.
وقد أظهر رصد الاتصالات من الجانبين اللبناني والسوري، وبعض الوثائق التي تمت مصادرتها من المجموعات التكفيرية التي تلقت ضربة موجعة داخل الأراضي السورية، أن التهديد الذي طال طريق بيروت دمشق الدولية، كان من ضمن سياق يهدف الى فتح ممر لهذه المجموعات نحو البقاع الغربي عبر وادي مجدل عنجر غربا، ونحو الجنوب وصولا الى المثلث اللبناني الفلسطيني السوري وشمالا نحو منطقة القلمون قبالة منطقة عرسال والقاع في البقاع الشمالي.
وكان من شأن هذا “الحزام الأمني”، وفق مرجع امني لبناني، أن يؤدي الى تكرار تجربة عرسال ومشروع الامارة في الشمال، وقال لـ “السفير” ان ما زاد القلق هو ما تم تجميعه من معطيات حول وجود خلايا نائمة في بعض البلدات اللبنانية، ومخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع الأوسط، ولذلك اتخذ قرار سريع بإزالة بعض المخيمات (مخافة تكرار تجربة جرود عرسال)، كما تم تعزيز وحدات الجيش المنتشرة في هذه المنطقة، وتأجلت بالتالي خطة البقاع الأمنية “لبعض الوقت”.
وفي المعلومات ان المجموعات الارهابية في منطقة الزبداني تقدمت نهاية الأسبوع الماضي باتجاه تلتين مواجهتين لبلدتي الكفير وجديدة يابوس السوريتين، واحتلت مركزين للجيش السوري النظامي وتمركزت فيهما وسيطرت بالنار على الطريق العام (خط دمشق ـ بيروت)، حيث تسللت اليه بعض العناصر واقامت حاجزا لبعض الوقت ثم انسحبت بعد اكتشافها.
وكان الهدف واضحا، بحسب المعلومات ذاتها، اي محاولة ربط تلك المنطقة بمنطقة قوسايا والمعابر التي تتحكم بها مواقع “الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة” في الجانب الحدودي اللبناني، ثم تتوسع تدريجيا في أكثر من اتجاه في سهل البقاع.
وقد تولى الجيش السوري، بالتعاون والتنسيق مع “حزب الله”، امر التلتين المذكورتين، فتم استردادهما، ثم تقرر توسيع المنطقة الحاضنة للطريق الدولية بكل الاتجاهات، وتم تعزيز مواقع “القيادة العامة” في قوسايا بمجموعات من “حزب الله”.
الديار : الاردن ينتقم بـ30 غارة “هي البداية والآتي أعظم”
كتبت “الديار”: بدأ الاردن بتنفيذ غارات على مواقع “داعش” شرق سوريا في الرقة انتقاماً للطيار الاردني معاذ الكساسبة واجمع المسؤولون الاردنيون على ان هذه الغارات هي البداية والآتي أعظم وان دم الشهيد البطل لن يذهب هدراً وان شعب الاردن وجيشه العربي سينتقمون لما تعرض له الطيار الاردني من عمل اجرامي وجبان والرد سيكون قاسياً لأن هذا التنظيم لا يحاربونا فقط بل يحارب الاسلام وقيمه السمحة كما قال الملك الاردني.
وقد عادت الطائرات الأردنية المقاتلة إلى سماء الأردن بعد تنفيذ مهمات لها، بحسب ما أفاد التلفزيون الأردني الرسمي، ولم يكن هناك تعليق فوري حول مكان العمليات التي نفذتها، ولكن المتحدث باسم الحكومة قال إنها ضربت أهدافا في شرق سوريا. وان الطائرات نفذت 30 غارة.
وأوضح وزير الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة، أن الطائرات تلاحق داعش للقضاء عليه وهزيمته، وأضاف “نريد أن نتأكد أنهم سيدفعون ثمن الجريمة التي ارتكبوها، والوحشية التي أقدموا عليها ضد طيارنا”.
وزار الملك عبد الله أسرة الكساسبة في مدينة الكرك، لتقديم واجب العزاء لعائلته، وذلك بعد يوم من توعده بتكثيف مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة”.
وقال والد الطيار “ان الملك الاردني قال لي “ستسمع الآن اصوات طائرات اردنية شنت 30 غارة على مواقع “داعش” في سوريا والحقت بها اضراراً جسيمة معرباً عن امله في أن تستمر هذه الضربات حتى القضاء على هذا التنظيم الارهابي”. وحلقت الطائرات فور عودتها من مهمتها فوق محافظة الكرك كاملة تعبيراً عن وفائهم للطيار الشهيد وتحيتهم لذويه واهالي المنطقة.
وقد حلقت المقاتلات في سماء الكرك ـ عمان بعد تنفيذها الغارات بالتزامن مع تواجد العهل الاردني في بيت عزاء الطيار. هذا وقامت طائرات من طراز “اف ـ 16″ بالتحليق فوق دار العزاء تحية لروح الطيار واسرته، وهو طراز الطائرة نفسه التي كان يقودها الكساسبة في آخر مهمة قام بها”.
الأخبار : حزب الله لجيرو : عون مرشحنا ولم يتغيّر شيء
كتبت “الأخبار”: فتح الردّ الأردني على حرق تنظيم “داعش” الطيار الأردني معاذ الكساسبة، بتنفيذ حكمَي الإعدام بحق ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، الباب أمام إعادة الحديث عن ردّ الدولة اللبنانية على قتل “داعش” و”جبهة النصرة” عدداً من العسكريين اللبنانيين من المخطوفين في جرود عرسال. ولفتت مصادر سياسية إلى “مفارقات” في تعامل الحكومتين الأردنية واللبنانية مع هذه الجماعات.
فبعد جريمة حرق الكساسبة، تحركت السلطة الأردنية سريعاً، وقامت بردود فعل سياسية وميدانية حاسمة، أبرزها إعدام اثنين من الإرهابيين، قبل بزوغ الفجر التالي للجريمة، وعملت على تحقيق حاضنة شعبية لأهل الطيار، وتحركت الدولة من أعلى هرمها إلى أصغر مسؤول فيها للاهتمام بالقضية، ما حرم الإرهابيين من الاستفادة من جريمتهم وخلخلة الصفوف. أما في ملف المخطوفين، فقد ضغطت أطراف في الحكومة اللبنانية على القضاء لخفض الأحكام بإعدام خمسة من تنظيم “فتح الإسلام” إلى المؤبد، وتواصل هذه الأطراف الضغط لتنفيذ مطالب الإرهابيين المتمثلة في الإفراج عن إرهابيين محكومين، أو قيد المحاكمة، وبينهم من اعترف بإعداد وتنفيذ تفجيرات في الضاحية وغيرها من المناطق. وقد أدت الإجراءات الهزيلة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في الملف، والتهاون في التعاطي مع القضية، بدءاً من السماح للإرهابيين بالفرار ومعهم الجنود، وصولاً إلى التخلي عن أهاليهم وجعلهم رهائن للخاطفين، إلى إعطاء الإرهابيين اليد العليا للتحكم في الأهالي وفي الساحة اللبنانية كلها.
سياسياً، لم ينتظر اللبنانيون مغادرة مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، إلى بلاده أمس، حتّى يتبيّنوا أن زيارته غير ذات فائدة. حتى إن أحد المسؤولين الذين زارهم في اليومين الماضيين لمح إلى أن “اللبنانيين أعطوا الزيارة أهمية قبل حصولها أكثر بكثير ممّا تستحق، ثم اكتشفوا أنها لا تحمل جديداً”.
غير أن المسألة بالنسبة إلى الضيف الفرنسي لا تقف عند حدود أزمة الرئاسة والدور الذي منحه الأميركيون للفرنسيين للتدخل في الملفّ الرئاسي، مع علمهم بأن الأمور مجمّدة، بل عند حالة الانفصام التي يعانيها الفرنسيون في التعامل مع حزب الله. ففي ظلّ الحماسة الفرنسية في العداء للحكم في سوريا والمقاومة في لبنان، لا يغفل الفرنسيون عن زيارة مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمّار الموسوي، على قاعدة أن الحزب لاعب محلي وإقليمي لا يمكن تجاهله. ولم يتورّع السفير الفرنسي باتريس باولي، الذي حاول طوال الأسبوعين الماضيين زيارة الموسوي ولم يوفق في الحصول على موعد، عن إبلاغ الموسوي أثناء مرافقته لجيرو أن “ممثّل بلاده في مجلس الأمن سعى جاهداً إلى إصدار قرار يدين المقاومة، ولم يوفّق بسبب العرقلة الروسية”. وبدت زيارة جيرو أشبه بـ”جسّ النبض” لسلوك الحزب إزاء إسرائيل في المرحلة المقبلة، بعدما أتى الجواب حول أسئلة الانتخابات الرئاسية بأن “حزب الله لا يزال عند موقفه: عون مرشحنا”. وقد تمّ تجاهل أسئلة الضيف الفرنسي حول نيات المقاومة في الجنوب.
في سياق آخر، بدأت القوى الأمنية أمس حملة لنزع الأعلام والشعارات الحزبية من بيروت وصيدا وطرابلس، عملاً بما تمّ الاتفاق عليه في حوار عين التينة بين حزب الله وتيّار المستقبل، في إطار تخفيف الاحتقان في البلد.
البناء : بوتين وميركل وهولاند في موسكو… وكيري وظريف في ميونيخ “علوش” يقدم أوراق اعتماده لـ”إسرائيل” بقصف دمشق… واحتمالات اليمن مفتوحة جيرو “تيتي تيتي”… وعين الحلوة جمر تحت الرماد
كتبت “البناء”: لا تطوّرات دراماتيكية في الملفات الإقليمية، من اليمن إلى سورية ولبنان، والأضواء تتجه اليوم إلى القمة الروسية الألمانية الفرنسية المخصصة للأزمة الأوكرانية في موسكو، بعدما بدا أنّ الرهانات قد جرى اختبارها، وأنّ الدعم التسليحي الغربي للجيش الأوكراني، لم يفعل سوى استدراج دعم عسكري روسي أشدّ زخماً لجمهوريات شرق أوكرانيا، ودخول الحرب الأهلية بالتالي مرحلة من التصعيد، لا أفق لحلّ العسكري فيها، وتقدم فرص التسوية في أوكرانيا سينعكس استرخاء في الحبال المشدودة بين واشنطن وموسكو، بعدما أعلنت أوروبا بلسان فرنسا وألمانيا وقف التسليح وتشجيع الحلّ السياسي، وهو ما لا يمكن أن يتمّ من دون موافقة ورضا أميركيين.
على ضفة موازية نحو التفاهمات، يلتقي وزيرا خارجية أميركا وإيران غداً السبت في ميونيخ، بألمانيا، لمنح المفاوضات حول الملف النووي التي بلغت مراحلها النهائية الدفع اللازم لبلوغ النهايات المنتظرة، وعلى الهامش، محاولة لمنح مساعي التسويات والتفاهمات كما تتوقع مصادر الإعلام الأميركي، شحنة دفع بعد زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما والوفد الذي كان كيري في عداده للسعودية، وما تضمّنته المحادثات في الرياض حول أهمية الحوار الإيراني السعودي، خصوصاً مع التصعيد الذي تدخله الملفات الإقليمية وما تثيره من قلق، وفي المقدمة الوضع في اليمن، حيث يفشل المبعوث الأممي جمال بن عمر في التوصل إلى ملامح تسوية يرتضيها جميع الأطراف، بعدما رشحت معلومات عن التوصل المبدئي للتفاهم على مجلس رئاسي، قيل إنّ الرئيس السابق علي ناصر محمد هو المرشح الأبرز لرئاسته، قبل أن يضع “الإخوان المسلمون” فيتو على الاسم والصيغة وأدخلوا أطرافاً جديدة للشراكة في التشاور، فأعادوا النقاش إلى البدايات، بينما توقعت مصادر يمنية متابعة وعلى صلة بالتشاور والمحادثات أن يمدّد التيار الحوثي مهلته الممنوحة للقوى السياسية لملء الفراغ الدستوري حتى يوم غد السبت وعلى أبعد تقدير يوم الاثنين المقبل.
وكان الاجتماع الأخير قد انفضّ منتصف ليل أمس، في مناخات متوترة من دون الإعلان عن تمديد المهلة، أو العودة للتشاور، ما دفع الأوساط القريبة من التيار الحوثي الذي يستشعر أنّ كلّ شيء يجري للمماطلة، وضرب صورته الشعبية ومصداقية المهل التي وضعها لخطوات لاحقة، ما يفتح الباب للخيارات البديلة التي لوّح بها التيار، عبر المبادرة لتشكيل مجلس انتقالي يدير البلاد وإبقائه مفتوحاً أمام الراغبين في المشاركة في إدارة المرحلة الانتقالية.
في مناخ الارتباك الذي تعيشه الجماعات التابعة للسعودية، من اليمن إلى لبنان، تعرّضت العاصمة السورية، لحفلة جنون من ميليشيات زهران علوش رجل السعودية الأبرز، ربطتها مصادر متابعة بعلاقته مع بندر بن سلطان الذي صار مجرّد وكيل للمصالح “الإسرائيلية”، بعد خروجه من كلّ المسؤوليات التي بقي يشغلها منذ أكثر من ثلاثة عقود كرجل الاستخبارات الأول في السعودية، ويقوم بتقديم أوراق اعتماد جماعته لحساب “إسرائيل”، التي تبحث عن جهات تنفذ طلباتها الاستخبارية ضدّ الجيش السوري والمقاومة، تفادياً لتحمّل التداعيات مباشرة، حيث تساقطت القذائف الصاروخية على الأحياء السكنية والطرق العامة في دمشق، مع ساعات الصباح موقعة الإصابات بالعشرات بين شهداء وجرحى، قبل أن تتدخل الأسلحة الصاروخية للجيش السوري وتدمّر العديد من المرابض، ويحسم الطيران الحربي السوري الوضع قرابة العاشرة صباحاً ليعيد الهدوء ويواصل عملياته الميدانية، من دون أن يسجل سقوط المزيد من القذائف على أحياء دمشق التي استهدفها علوش وميليشياته في الصباح الباكر.
مناخ الارتباك نفسه، وعملية التسليم والتسلّم بين بندر و”الإسرائيليين”، تبدو موضع متابعة من الأجهزة الأمنية اللبنانية، التي تبدي القلق لتحركات مشبوهة لجماعات مسلحة، بعضها يحمل العنوان الإسلامي، وينسّق مع “داعش” و”النصرة”، وبعضها يختبئ وراء التنظيمات الفلسطينية الأساسية، ولا تخفى مرجعياته الإقليمية وصلتها ببندر.
عين الحلوة هي الهدف حيث الجمر تحت الرماد، كما يقول مصدر أمني مطلع، وحيث لا مرجعية فلسطينية قادرة على الإمساك بالوضع، بسبب توزع قدرات حركة فتح بين قيادة رام الله من جهة، والتشكيل التابع لمحمد دحلان من جهة مقابلة.
على إيقاع هذه المناخات المشوشة، والانتظارية، والمرتبكة، كانت زيارة المبعوث الفرنسي جان فرانسوا جيرو للبنان حول الملف الرئاسي، مشوشة وانتظارية ومرتبكة، حاول إخفاءها بالحديث بلغة من الجدية عن قرار دولي بحسم الاستحقاق الرئاسي اللبناني، مدعياً تولي حكومته مهمة تمثيل تفاهمات دولية وإقليمية، تمنح اللبنانيين فرصة تولي الأمر بأيديهم وإلا، بينما ذهب أحد المراجع الذين التقاهم جيرو إلى وصف مهمته، بـ”تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي”، وأوضح قصده، أنّ جيرو يعود إلى باريس بمثل ما أتى منها، ولكنه في الأصل جاء بمثل ما غادرنا المرة الماضية.
لبنانياً، أنهى مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو زيارته لبنان المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، بلقاء مع رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وغادر إلى باريس لإطلاع المسؤولين الفرنسيين على نتائج محادثاته في بيروت، على أن يتوجه يوم الاثنين المقبل إلى الفاتيكان للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي والمرجعيات الفاتيكانية التي تضغط لإتمام الاستحقاق الرئاسي.
تهديد بالدول الكبرى
وشدّد جيرو بحسب بيان للسفارة الفرنسية، على “قلق فرنسا، في إطار التزامها الدائم إلى جانب لبنان، إزاء النتائج السلبية المترتبة على اختلال العمل المؤسساتي الذي يعاني منه هذا البلد، بما في ذلك المساعي الهادفة إلى وضع الدعم الثنائي والدولي موضع التنفيذ بطريقة فعّالة.”
وأضاف البيان أن جيرو “ذكّر بتجنيد كافة الإمكانات الفرنسية من خلال الاتصالات المستمرة مع الأطراف كافة، في إطار مساع حميدة تحترم السيادة اللبنانية، وذلك من أجل تسهيل التوافق بهدف التوصل إلى حل للعرقلة المؤسساتية والسياسية التي تشهدها البلاد. ومن المهم أن تتحلى جميع الأطراف المعنية بحس المسؤولية على هذا الصعيد”.
وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، ذكر جيرو “بأن فرنسا، وفقاً لالتزامها دعم سيادة لبنان، ليس لديها أي مرشح ولا تضع أي فيتو. كما تطرق مع محاوريه المؤسساتيين والسياسيين إلى المراحل المقبلة في هذه المهمة التسهيلية”.
وأكدت مصادر مطلعة على الحراك الفرنسي، “أن زيارة جيرو إلى لبنان المقبلة لن تكون استشارية بل ستكون زيارة علم وخبر بانتخاب الرئيس”. وشددت المصادر على “أن موضوع الاستحقاق الرئاسي لن يبقى في الملعب اللبناني لفترة طويلة”، مشيرة إلى أن “القوى المؤثرة والفاعلة في الملف اللبناني أمهلت الأطراف السياسية اللبنانية حتى نهاية شباط الجاري للاتفاق على رئيس، وإلا فإنها ستتحرك بعد هذا التاريخ للضغط باتجاه انتخاب الرئيس”. وتحدثت المصادر عن توافق أميركي سعودي- إيراني- سوري على أهمية انجاز هذا الاستحقاق”. وقالت المصادر: “إن جيرو دعا رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون إلى تسهيل انتخاب رئيس الجمهورية لأن هناك قراراً دولياً بذلك”، مشيرة إلى “أن اللقاء لم يكن جيداً بين جيرو والعماد عون”.
النهار : المدن الثلاث منزوعة الصوَر بدفع من الحوار تحذير دولي من هشاشة الوضع على الحدود
كتبت “النهار”: مع أن حملة ازالة الشعارات والصور والاعلام الدينية والحزبية في المدن الثلاث الكبرى بيروت وطرابلس وصيدا أحيت آمالاً “متعجلة” في توسيع اطار هذه الخطوة يوماً ما لتغدو حملة نزع للسلاح، فإن ذلك لم يحجب ايجابيات الحملة سواء على الصعيد الاجرائي لتنظيف وجه المدن المشمولة بالحملة والتي ستؤذن بتعميمها لاحقاً على كل المناطق، او من حيث الخلفية السياسية التي انبثقت عبرها من قرار سياسي يهدف الى الحدّ ما أمكن من عوامل التوترات الشارعية واحتكاكاتها الحزبية والمذهبية.
واذا كان بعض الانطباعات الذي خلفته الحملة في يومها الاول اتجه نحو الفصول العالقة للخطة الامنية عند معطيات حالت حتى الآن دون توسيعها الى مناطق معروفة، فإن ذلك لم يحجب أهمية انطلاق خطوات كهذه بدفع ثابت وقوي من الحوار الجاري بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” في رعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأكدت مصادر معنية بتنفيذ الحملة لـ”النهار” ليلاً ان هذه الحملة كانت شاملة فعلا وانها طاولت مناطق لم تشهد اي خطوة مماثلة منذ مدة طويلة مثل منطقة مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي ومحيطه وكذلك حارة الناعمة وحارة صيدا ومناطق اخرى يتسم واقعها بتوترات عالية. واشارت الى ان الرئيس بري تابع الحملة اولا بأول وكلف الوزير علي حسن خليل البقاء على اتصال مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي كان يشرف على تنفيذ الحملة من غرفة عمليات في الوزارة مع المحافظين والاجهزة المعنية.
وقال الوزير المشنوق لـ”النهار” بعد اليوم الاول من الحملة: “إنها خطوة على طريق الاستقرار في كل لبنان”. وسئل عن الخطة الامنية في البقاع الشمالي، فأجاب: “ستتم في القريب العاجل”.
أما على الصعيد السياسي، وفيما يسود الجمود الوضع الداخلي مع غياب رئيس الوزراء تمّام سلام ثلاثة ايام لمشاركته في مؤتمر الامن الذي ينعقد في ميونيخ بالمانيا الى عطلة عيد القديس مارون الاثنين المقبل، تركت زيارة رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان – فرنسوا جيرو ترددات داخلية بعد الجولة الواسعة التي قام بها على المسؤولين والزعماء السياسيين في شان أزمة الفراغ الرئاسي.
وعلمت “النهار” ان زيارة جيرو الاثنين المقبل للفاتيكان للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي تهدف الى استكشاف إمكان حصول تحرك مسيحي داخلي يقوده البطريرك من جديد لمواجهة التصلب الاقليمي الحالي حيال الاستحقاق الرئاسي. وأبدى مواكبون لهذه التطورات تخوفاً من تحميل البطريرك مسؤولية زائدة وقت لا يملك قدرة ولا مونة لدى المعنيين الرئيسيين بالاستحقاق، فيكون هذا الموقف الفرنسي بمثابة غسل يديّ المجتمع الدولي من مساعدة لبنان في هذا المجال.
المستقبل : سليمان يروي لـ “المستقبل” وقائع لقائه جيرو ويحذّر من نظرية “اتفاق المسيحيين على رئيس” “العواصم الثلاث” منزوعة الشعارات
كتبت “المستقبل”: من الساحل الجنوبي في صيدا إلى الساحل الشمالي في طرابلس مروراً بسواحل بيروت.. تتطلع العواصم الثلاث إلى يوم “تُصبح فيه على وطن” منزوع السلاح غير الشرعي بعدما باتت أمس ليلتها الأولى منزوعة الشعارات واللافتات والصور الحزبية والطائفية والمذهبية، في إطار التطبيق العملي لباكورة نتائج حوار عين التينة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” لناحية قرار تنفيس الاحتقان وتنكيس الرايات الضاربة على وتر النعرات والحساسيات بين المواطنين. أما في ما يتعلق بالقرار الآخر المتخذ على طاولة الحوار والمتعلق بالخطة الأمنية في البقاع فقد شدّد وزير الداخلية نهاد المشنوق مساء أمس لـ”المستقبل” على كون “التنفيذ أصبح قريباً جداً”.
اللواء : رافعة الحوار: تبريد الشارع بإزالة الشعارات والحدّ من ضعضعة الحكومة حصيلة متشائمة لمهمة جيرو .. وإنتقادات عنيفة لتعيينات رئيس الجامعة
كتبت “اللواء”: تركت خطوة إزالة الشعارات والأعلام الحزبية من بيروت وصيدا وطرابلس صدى إيجابياً في الأوساط السياسية والشعبية لاعتبارات أولها: إنتقال الحوار الدائر في عين التينة بين “المستقبل” و”حزب الله” من المناقشات والتفاهمات الكلامية إلى التطبيق على أرض الواقع، وثانيها: بالنظر للانعكاسات المباشرة على تنفيس الاحتقان المذهبي الذي برّده الحوار، وتساهم الخطوات التنفيذية في تكريس عناصر تنفيسه، وثالثها: تفعيل عمل الحكومة، واعتبار أن التفاهم بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” ركيزة من ركائز حماية لبنان وسدّ النوافذ أمام الرياح الهوجاء الآتية من الحرب السورية، والحرب الدائرة مع “داعش”، فضلاً عن المخاطر الاسرائيلية المحدقة، على خلفية التقارب الأميركي – الإيراني، ورابعها: الحد من انبعاث الروح الطائفية في البلاد، نتيجة تأخر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما سمعته القيادات اللبنانية من الموفد الرئاسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذي طالبهم “بالتحلي بحس المسؤولية، واحترام سيادة الدولة اللبنانية وصلاحياتها”.
الجمهورية : إنطلاق حملة إزالة الشعارات.. ومُعالجة قانونية وسياسية للحوض الرابع
كتبت “الجمهورية”: يترقّب لبنان والعالم ما سيكون عليه موقف التحالف الدولي من تنظيم “داعش” في قابل الأيام ردّاً على جريمته الشنعاء بقتلِ الطيّار الأردني معاذ الكساسبة، فيما أعلنَ الأردن حرباً بلا هوادة على هذا التنظيم، وكان أوّل الغيث غارة جوّية للطيران الأردني على مواقع ومستودعات ذخيرة له في الرقّة، في ظلّ حديثٍ عن احتمال شَنّ حرب برّية عليه انطلاقاً من الحدود الأردنية مع العراق وسوريا. وفي تطوّر يَشي بتصعيد التحالف الدولي حربَه على “داعش”، أفادَ مسؤول أميركي أنّ واشنطن نشرَت طائرات في العراق لإنقاذ طيّاري مُقاتلات التحالف الدولي، في حال سقطت طائراتُهم في مناطق يُسيطر عليها هذا التنظيم الإرهابي. وفي غضون ذلك واصلَ لبنان معركته ضد الإرهاب بلا هوادة، مستهدِفاً بقواه العسكرية تحرّكات المسَلّحين في جرود السلسلة الشرقية.
إنكفأت الحركة السياسية الداخلية نسبياً أمس مع سفر رئيس الحكومة تمّام سلام إلى ألمانيا لإلقاء كلمة لبنان اليوم في مؤتمر ميونيخ للأمن، وعودة مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو الى بلاده مختتماً لقاءاته في بيروت بزيارة رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، فيما بوشِر تنفيذ قرارات الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” بإزالة الصوَر والشعارات واللافتات في بيروت وطرابلس وصيدا، واستمرّت حملة مكافحة الفساد الغذائي التي سجّلت أمس إقفالَ سوق السمك في الكرنتينا لعدمِ احترام شروط سلامة الغذاء، وأقفلت وزارة الصحّة بالشمع الأحمر شركة مستوردة للأدوات الخاصة بزرعِ الأسنان في منطقة الجديدة، وضبطَ وزير المال علي حسن خليل عمليّة تزوير مستندات تحمل تواقيعَ وأختام بإسم الدوائر الضريبية والمالية بهدف سَرقة أموال عامّة بواسطتها.