من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : قائد لواء “حيرام” يأمر بعودة القافلة.. فتنطلق الصواريخ .. هكذا وقع الإسرائيليون في “كمين شبعا”
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والخمسين بعد المئتين على التوالي.
مرة جديدة أظهر “حزب الله” قدرته على اختيار لحظة الردّ ومكانها وهدفها محتسباً النتائج، من ألفها إلى يائها، وبينها خيار تدحرج الأمور إلى حد اندلاع حرب شاملة، لم يكن خافياً على أحد، أن “حزب الله” بدا منذ اللحظة الأولى لعملية القنيطرة أنه لا يريدها، ولذلك، اعتمد قاعدة للردّ عنوانها “أكبر من ثأر.. وأقل من حرب”.
العملية في مزارع شبعا بحساسياتها وحساباتها السياسية والعسكرية والأمنية واللوجسـتية وحتى القانونية، كانت محسوبة بدقة متناهية، وبرغم ذلك، كان احتمال “الجنون الإسرائيلي” موضوعاً على الطاولة، برغم الشعور بانعدام أسسه وفرصه، وهذه هي ركيزة رسالة “البيان رقم واحد”.
وهكذا، يطلّ الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، عصر اليوم، بشكل مميّز ونوعيّ، على المشاركين في إحياء حفل تكريم شهداء عملية القنيطرة، بحضور وفود تمثل إيران (رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية علاء الدين بروجوردي) وسوريا وفلسطين، في رسالة، بالشكل والمضمون، تنسجم والموقف الأخير للمقاومة، بأن أيّ اعتداء على أيّ مكون من مكوّنات “المحور”، يستوجب بالضرورة رداً من المحور في الساحة التي يحدّدها ووفق المعادلات التي يقرّرها والتوقيت الذي يختاره..
وهذه المرة، لن يكون “السيد” معنياً بإطلاق أي وعد لجمهوره، فقد سبق الفعلُ.. الوعدَ هذه المرة، ولن يكون أيضاً معنياً بطمأنة الإسرائيلي، ولو أنه سيخاطب جمهوره لا بل الجمهور اللبناني والعربي العريض بأن قواعد الاشتباك لن تمسّ ويد المقاومة هي العليا.
وسيجري السيد نصرالله قراءة للموقف الإسرائيلي من زاوية البازار السياسي ـ الانتخابي الذي جعل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشيه يعلون يُقدمان على عملية القنيطرة، من دون احتساب تداعياتها، وصولاً الى ما أظهرته التحقيقات العسكرية الاسرائيلية من إخفاق استخباري وعملياتي، جعل إنجاز “حزب الله” في مزارع شبعا “إنجازاً كاملاً”.
وسينال الموقف السياسي للحكومة اللبنانية حصته، خصوصاً في ظل التقدير العالي للموقف الذي اتخذته غالبية المكونات الحكومية، والرئيس تمام سلام الذي كرر في جلسة الأمس، إدانته العدوان الإسرائيلي، مؤكداً شرعية المقاومة وعملياتها في منطقة لبنانية محتلة تقع خارج الخط الأزرق، مشدداً في الوقت نفسه على تمسك لبنان بالقرار1701
وثمة أسئلة وأسرار مرتبطة بعملية مزارع شبعا، كما بمعظم عمليات المقاومة، ستكون الأيام وحدها كفيلة بكشف البعض منها، وفي الأولوية منها “سرّ” تمكّن مجموعة صغيرة من مجموعات “النخبة” في المقاومة من دخول منطقة عمليات حيوية جداً للجيش الإسرائيلي، ثم الخروج منها، من دون أن تترك أثراً، وهو الأمر الذي جعل فرق التفتيش الاسرائيلية تعمل ليل نهار لفك أحجية هذا التسلّل الكبير، وهل يمكن أن يكون قد حصل عبر أحد الأنفاق المموّهة، وهي فرضية يضعها الإسرائيليون في حسبانهم، بدليل أنهم أوعزوا الى فرقهم لليوم الثاني على التوالي بالمضي في أعمال الجرف في محيط مستوطنة زرعيت التي يشتكي المستوطنون فيها من سماع ضجيج ليلي يومياً (منذ نهاية 2006)، يعتقدون أنه ناجم عن حفر أنفاق حدودية.
وأشار وزير الدفاع موشي يعلون الى عدم العثور على أية إشارات حول وجود أنفاق لـ “حزب الله” داخل المناطق الشمالية، ومع ذلك “لا أظن أن حزب الله بحاجة تحديداً إلى نفق من أجل الدخول إلى إسرائيل. الأمر هنا يختلف عن غزة”.
أما شريط “الفيديو” الذي صوّره “الإعلام الحربي” في المقاومة، فإن نشره له توقيته وظروفه، واللافت للانتباه أن المشاهد تم التقاطها من مسافة قريبة جداً وتظهر جزءاً من ساحة العملية قبل وقوعها وخلالها وبعدها، وهي تجيب على الكثير من الأسئلة والروايات الإسرائيلية حول ظروف العملية ونتائجها.
ووفق تقرير كتبه محرّر الشؤون الإسرائيلية الزميل حلمي موسى، فإن التحقيق العسكري الإسرائيلي، بيّن أن موكباً قيادياً من لواء “جفعاتي” كان يضم خمس عربات بينها سيارتا جيب وثلاث تنادر D-MAX غير محصّنة، كانت في طريقها إلى خط المواقع في أعالي مزارع شبعا. وسارت القافلة 400 متر باتجاه الطريق العسكري الخلفي للمزارع، لكن بناء على أمر من قائد لواء “حيرام” عادت القافلة على أعقابها. في هذه الأثناء، أطلق مقاتلون من “حزب الله” 6 صواريخ مضادة للدروع من طراز “كورنيت” متطورة باتجاه القافلة.
ويشير التحقيق الذي نشره موقع “يديعوت” الألكتروني إلى أنه تواجد في العربات الخمس أكثر من عشرة ضباط من كتيبة “صبار” من لواء “جفعاتي” وصلوا لتعزيز القوات الإسرائيلية في المنطقة، وأن صعودهم إلى خط المواقع العليا كان في إطار التعرف على تلك المنطقة. وهكذا في الطريق الذي يربط بين كريات شمونة والطريق المدني المؤدّي إلى قرية الغجر، وبعد التقدم 400 متر شمالاً نحو الطريق العسكري عادت القافلة لتقف عند حاجز عسكري موجود لمنع المدنيين الإسرائيليين من غير سكان الغجر من عبور الطريق بسبب التوتر بعد غارة القنيطرة. وحينما توقفت القافلة عند الحاجز كانت قوة رصد من “حزب الله”، يُعتقد أنها كانت على مسافة 4 كيلومترات باتجاه الخيام، تنتظر عودة القافلة من خط المواقع العليا.
الديار : هل تنصب إيران صواريخ متطورة من الناقورة الى الجولان على حدود إسرائيل أهم معركة على البحر الابيض المتوسط باتت حاصلة بين حزب الله وسوريا وإيران مع إسرائيل
كتبت “الديار”: بحضور علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي، والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني تكون ايران قد حضرت مباشرة في مجمع سيد الشهداء الاحتفال التكريمي لشهداء الجولان الستة من حزب الله والعميد دادي من الحرس الثوري الايراني حيث يتحدث اليوم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وبذلك تكون ايران قد اصبحت على الجبهة مباشرة.
تصريحات الحرس الثوري الايراني وقائده تدل على ان ايران باتت في مواجهة مباشرة مع اسرائيل، وان محور حزب الله وسوريا وايران لن يسكت بعد الآن عن اي اعتداء اسرائيلي. واذا كانت ايران المزود الاول بالسلاح الصاروخي لحزب الله، فهل تقوم بنصب منظومة صاروخية متطورة، على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وصولا الى هضبة الجولان حيث اراضي الجولان المحررة مقابل جولان محتل.
من الواضح ان الكلام الايراني، وعبر الحرس الثوري الايراني، بالدخول المباشر في اي مواجهة اسرائيلية مع المقاومة وسوريا، هو رسالة مباشرة الى الاسرائيليين على ان ايران هي على خط المواجهة المباشرة، وان تحالفها مع حزب الله والجيش العربي السوري هو تحالف لا رجوع عنه، والمصير واحد للقوى الثلاثة؟ وبالتالي هناك تطور جديد سيحصل في المستقبل على الجبهة الممتدة من الناقورة الى الجولان، اي على مسافة 150 كلم طولا.
بالنسبة الى الجولان، لا تحتاج ايران والجيش العربي السوري الى نصب صواريخ في هضبة الجولان المحتل، لان المسافة قريبة جداً ولا تزيد عن 5 كلم، بل يمكنها نصب صواريخ في عمق الاراضي السورية وتصل مسافتها الى 300 كلم، وبالتالي تصل الى كل اراضي فلسطين المحتلة.
كذلك في لبنان، فان ايران اذا نصبت صواريخ متطورة بالتنسيق مع حزب الله في منطقتي بعلبك والهرمل امتداداً الى البقاع الغربي والشمالي، الى جرود الضنية وترشيش ومناطق الجنوب كلها خارج خط الليطاني وعمل قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”، فماذا سيكون عليه الوضع؟ واذا كان الجميع قد ارادوا الحد من تطور الامور عسكرياً، بعد هجوم حزب الله في مزارع شبعا المحتلة، وابلغوا قادة اليونيفيل ان ضربة الجولان كانت مقابل عملية حزب الله بالآليات العسكرية الاسرائيلية، وان اسرائيل وحزب الله لا يريدان ان تتسع رقعة المعارك اكثر، فان ذلك هو مؤشر الى ان الحرب المقبلة ستكون حرباً متطورة تستخدم فيها صواريخ متطورة جداً وقادرة على اصابة اهداف اسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، اضافة الى صواريخ ارض – جو المحمولة على الاكتاف، وهي من تصنيع ايران ويمكن ان تصيب الطوافات بسهولة. اما الطائرات الحربية فيمكن اصابتها اذا حلقت على مستوى وسطي من حدود 15 الف قدم. وهذا العلو تعتمده الطائرات الاسرائيلية لقصف الاهداف الارضية.
يبدو ان المشهد بات واضحاً، وان حرب 2006 لن تتكرر في الشكل ذاته، بل ستدخل عليها اسلحة متطورة جداً، فصواريخ “كورنيت” الروسية المتطورة من الجيل الرابع استخدمتها المقاومة من مسافة 4 كلم ضد القافلة الاسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، واصابت اهدافها بدقة. وصاروخ “كورنيت” المتطور من الجيل الرابع لم يتم استعماله في حرب تموز 2006. وهذا يعني ان في امكان المقاومة اصابة الآليات والدبابات الاسرائيلية من مسافة بعيدة وعبر مجموعات لا تزيد عن 10 عناصر في كل موقع لضرب اي تقدم اسرائيلي. كما ان الصواريخ التي تطلق في اليوم الواحد يصل عددها الى 1000 صاروخ باتجاه فلسطين المحتلة والمواقع العسكرية للجيش الاسرائيلي، اي ان الترسانة العسكرية للمقاومة مدعومة بصواريخ الجيش العربي السوري والجيش الايراني، ويجري حشدها ليرتفع عديدها الى 100 الف صاروخ.
اما اسرائيل، فانها ستستعمل طائراتها الحربية لهدم البنى التحتية اللبنانية، وخلق شرخ في الموقف الداخلي اللبناني كي تقوم اطراف لبنانية بتحميل المقاومة مسؤولية الخراب والدمار.
التطورات العسكرية خلال الايام الماضية، كشفت عن سقوط معادلة “توازن الرعب” لمصلحة معادلة جديدة قائمة على تفوق استراتيجي وميداني لمصلحة حزب الله وسوريا وايران من خلال الترسانة الصاروخية الكبيرة التي امنتها ايران لسوريا وحزب الله والتي تطوّق اسرائيل من خلال جبهة الجولان المحرر وجنوب لبنان الموحدة. وهذا تطور استراتيجي في الصراع العربي الاسرائيلي، خصوصاً ان المقاومة عندما قامت بعملية مزارع شبعا، كانت تضع في حساباتها الرد الاسرائيلي. ولذلك، كانت المقاومة مع سوريا وايران جاهزة لكل الاحتمالات حتى ولو خرجت الامور الى الحرب الشاملة. واسرائيل هي التي تراجعت والتزمت بقواعد اللعبة، رغم ان عملية مزارع شبعا تهز الامن القومي الاسرائيلي وتضرب هيبة الجيش الذي لا يقهر. ورغم ذلك، لجأت اسرائيل الى التهدئة، وحصل لاول مرة ارباك داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بشأن الرد. وهذا ناتج من ادراك اسرائيل للتطورات الميدانية الجديدة، والمعادلات التي رسمتها المقاومة. وهذا التطور سيترك انعكاسات على الدولة العبرية في ظل الموازين الجديدة. وهو ما عبر عنه نتنياهو بوضوح: ان عملية مزارع شبعا جاءت بأوامر ايرانية مباشرة، وهذا تأكيد اسرائيلي على ان ايران اصبحت في قلب المواجهة المباشرة في اي حرب مقبلة.
التوقعات كثيرة، والاحتمالات عديدة، وهناك اسئلة كثيرة لدى جمهور المقاومة بالتحديد واللبنانيين والعرب عموماً سيجيب عنها السيد حسن نصرالله في كلمته اليوم، والتي ستحدد آفاق المرحلة المقبلة، وكيفية مسار الامور. ومن الطبيعي ان ينتظر العدو ايضاً كلمة السيد التي ستعمق في ارباكه وتشتته وتزيد من هواجسه ومخاوفه وقلقه.
البناء : “السيد” يضع النقاط على الحروف في جملة “اللعبة انتهت” ولادة الشرق الأوسط الجديد
كتبت “البناء”: ستستمع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة غونداليسا رايس بكلّ انتباه وتمعّن إلى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطابه التاريخي اليوم، كما سيسمعه العالم، وقادة كيان الاحتلال وجمهوره، ومحبّو المقاومة ومساندوها، وكلّ مهتمّ بخريطة العالم الجديد.
رايس ستنتبه إلى تكرار معادلة ولادة شرق أوسط جديد، في خطاب “السيد”، وتتوقف أمام هوية هذا الشرق الأوسط الجديد الذي يعلن السيد نهاية اللعبة فيه مجدداً رغم أنف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي سيستمع إلى ما يشجعه على المزيد من العقلانية في التعامل مع المعادلات الجديدة، في الشرق الأوسط الجديد الذي سيهمّ رايس التعرّف كثيراً إلى معالمه من خطاب السيد، شرق أوسط لا مكان فيه لـ”إسرائيل” صاحبة يد عليا ولا صاحبة جيش لا يُقهر يقرّر مواعيد وأمكنة الحروب في المنطقة، فهذا زمن قد ولى، شرق أوسط جديد، يتكامل فيه القتال ضدّ الإرهاب بالقتال من أجل استقلال الدول وكرامة الشعوب ورفعتها، ونيلها لحقوقها بالعيش الكريم واختيار أنظمة الحكم والحكام، شرق أوسط جديد تمتلك فيه الدول والشعوب كلّ التقنيات والعلوم التي تمكّنها من التحكّم بثرواتها الطبيعية، وتوطّن فيه هذه التقنيات وتنتجها لتشارك في الحضارة الإنسانية كمنتج لا كمجرّد مستهلك فقط، ولا يجرؤ أحد على تحديد لائحة المسموح والممنوع لها خارج نطاق القوانين الدولية، شرق أوسط جديد، لا مكان فيه لقرارات بعين واحدة ومعايير مزدوجة لمن يمثلون القوانين في العالم، ولا لمن ينشئون المحاكم لتجريم الأبرياء وتبرئة المجرمين، شرق أوسط جديد يتعايش فيه أهل الديانات السماوية في ما بينهم بروح التشارك والتسامح، والفرح، ويشاركون كلّ أبناء بلدهم ومنطقتهم بلغة الحوار لحلّ مشاكلهم المشتركة وتحقيق مصالحهم، من دون تدخل أحد من الخارج يملي عليهم إرادته، ويفرض عليهم أجندات لا تعبّر عن حقيقة تطلعاتهم ولا تشبه حضارتهم وتاريخهم ولا تناسب جغرافيتهم.
شرق أوسط جديد، يتعامل مع الدول بلغة احترام المصالح المشروعة، ويشارك في بناء نظام عالمي جديد قائم على التعدّد والعدل والندية، ليست القوة ما يقرّر الحق فيه، ولا حجم ترسانة أسلحة الدمار الشامل ما يمنح حق الفيتو لدوله وحكوماته.
في هذا الشرق الأوسط الجديد فلسطين هي البوصلة، والموقف من حقوق شعبها المظلوم هو المعيار للعلاقة بكلّ دولة وحكومة ومنظمة، حيث الإرهاب شريك للاحتلال وصنيعة للاستعمار، ومكوّن هجين لزواج غير شرعي بين تخلف الأنظمة وعسف الحكام ومشيئة الأجنبي.
تابعت الصحيفة، وعشية إطلالة الأمين العام لحزب الله وصل مستشار رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي إلى بيروت على رأس وفد من نواب مجلس الشورى للمشاركة في إحياء ذكرى شهداء القنيطرة، في تأكيد على “أن تكريم الشهداء هو من محور المقاومة”.
وأشارت أوساط مطلعة لـ”البناء” إلى أن كل مكونات محور المقاومة ستكون حاضرة في الاحتفال لتأكيد رسوخ هذا المحور”، لافتة إلى “أن الجمهورية الإسلامية في إيران لم تكتف بمشاركة سفيرها في بيروت محمد فتحعلي، إنما أرسلت وفداً ليؤكد هذا الاتجاه”.
ولفتت المصادر إلى “أن إيران رغبت في إيصال رسالة مفادها أن الإيراني كان متابعاً لكل تفاصيل عملية شبعا، ويعتبر نفسه معنياً في هذه القضية من عدوان القنيطرة، إلى اليوم وصولاً إلى التطورات في المستقبل”.
وأكدت مصادر عسكرية لـ”البناء” أن بعد معادلة الردع التي كرسها حزب الله، باتت هناك معادلة إضافية تقوم على أن الضربة يقابلها ضربة”، ولفتت إلى “أن إسرائيل فهمت أن أي عدوان تشنه على لبنان أو محور المقاومة لن يمر من دون ثمن”.
إلى ذلك، يلتقي بروجردي اليوم عدداً من المسؤولين السياسيين من بينهم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بعدما كان زار أمس والوفد المرافق روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية، والتقى وفد الفصائل الفلسطينية في السفارة الإيرانية.
وأكد بروجردي وقوف إيران إلى جانب المقاومة في لبنان ومساندتها ودعمها في مواجهة العدوان الصهيوني، وأمل “أن نشهد مخرجاً سياسياً لائقاً للأزمة التي تعصف بسورية وحلاً مناسباً. كما نأمل من الدول والجهات والأطراف التي عززت حمام الدم في سورية أن ترتدع عن تلك السياسات الخاطئة وأن تكون شريكاً ومساهماً في مجال إخراج العملية السياسية لتبصر النور وتضع حداً للأزمة”.
الأخبار : شكوى لبنانية في مجلس الأمن ودور فرنسي ملتبس
كتبت “الأخبار”: قرر لبنان أمس تقديم شكوى الى مجلس الأمن ضد القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان ومقتل الجندي الإسباني من قوات اليونيفيل. وفيما أكد رئيس الحكومة تمام سلام ان “العملية مشروعة وضمن أراضي لبنان المحتلة”، كان لافتاً الدور الملتبس والمنحاز الذي تلعبه فرنسا، من نيويورك الى بيروت.
تلهث فرنسا في الآونة الأخيرة للعب دورٍ فاعل في الملفّ اللبناني عبر مدخل رئاسة الجمهورية، بعد الفشل المدوّي الذي منيت به في الملفّ السوري خلال السنوات الماضية. وعلى الرغم من ارتباط ملفّ الرئاسة اللبنانية بملفّات المنطقة، حاولت فرنسا ولا تزال تحاول، عبر تنقّل مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو بين بيروت وطهران والرياض، فصل الملفّ عن مجمل قضايا المنطقة لتحصيل دور خاص، يعيد لباريس شيئاً من تأثيرها في المنطقة، بعد ذوبان نفوذها لمصلحة الدور الأميركي.
لكنّ فرنسا أمس ذهبت بعيداً حتى عن حلفائها الغربيين، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في جنوب لبنان، بعد عمليّة المقاومة ضدّ قوات الاحتلال في مزارع شبعا. فعدا عن أن الاجتماع حصل بطلب فرنسي، جهد المندوب الفرنسي في مجلس الأمن، فرنسوا ديلاتر، للضغط على الدول المعنية، بهدف إصدار قرارٍ يدين عمليّة المقاومة و”خرقها” القرار 1701، و”تسبّبها بالتصعيد الأخير”. إلّا أن الدبلوماسية اللبنانية، بدعم من روسيا والأردن، تمكّنت من لجم الاندفاعة الفرنسية، وأثمرت جهودها توجهاً نحو بيان أكثر “اتزاناً”، يعبّر عن القلق و”يدعو الجانبين إلى ضبط النفس واحترام الـ1701″، على ما أكّدت مصادر دبلوماسية لبنانية لـ”الأخبار”.
يبدو الدور الفرنسي ملتبساً، في ظلّ التصلّب في مجلس الأمن ضد حزب الله، ولا يتناسب مع اتصالات جيرو السابقة بالحزب، وزيارته المرتقبة بداية شهر شباط لبيروت والحديث عن الملفّ الرئاسي، خصوصاً أن السفير الفرنسي في بيروت باتريس باولي، حاول بعد الغارة الإسرائيلية في القنيطرة على موكب للمقاومة استطلاع خطوات حزب الله وخياراته في الردّ على الغارة، من دون أن يوفّق في الحصول على أجوبة، و”غاب عن السمع” بعد عملية شبعا.
وبدا لافتاً أمس تعليق الناطق الرسمي لـ”اليونيفيل” أندريا تيننتي على عملية المقاومة، معتبراً أن “الحادث خرق واضح للقرار 1701” ، في الوقت الذي تقع فيه مزارع شبعا خارج القرار 1701 باعتبارها أرضاً محتلة.
وعلمت “الأخبار” أن وزير الخارجية جبران باسيل اتصل ليل أمس بمندوب لبنان لدى الأمم المتحدة نواف سلام، طالباً “تقديم شكوى تدين القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان ومقتل الجندي الإسباني من قوات اليونيفيل فرانسيسكو خافيير صوريا توليدو جراء هذا القصف”.
من جهته، أعاد رئيس الحكومة تمام سلام، في كلمة له في بداية جلسة الحكومة أمس، التأكيد على موقفه الذي أدلى به بعد العملية، معتبراً أن “العملية مشروعة وضمن أراضي لبنان المحتلة”. وفي مقابل صمت غالبية وزراء 14 آذار، قال الوزير سجعان قزّي خلال الجلسة: ” بغضّ النظر إذا مزارع شبعا محررة أو غير محررة، الاعتداء على المقاومة حصل خارج لبنان، وكنا نتمنى لو كان الرد خارج لبنان، وأن يبقى ملتزماً بالـ1701، إذ لا يمكننا الاطمئنان لا للتطمينات الدولية ولا للنيات الإسرائيلية”. وأضاف قزّي أن “عملية المقاومة تطرح موضوع قرار الحرب والسلم ومن يتخذه في لبنان”. وردّ الوزير محمّد فنيش بأن “الحزب يلتزم بموقف رئيس الحكومة من العملية”، مؤكّداً “أنها لا تخرق الـ1701”.
ولفت باسيل إلى أن “إسرائيل، لا المقاومة، هي من خرقت الخط الأزرق عبر قصفها لمناطق جنوبية عدة”. وأشار إلى أن “مزارع شبعا ليست ضمن الخط الأزرق، وكان موقفنا سيكون أصعب لو أن العملية حصلت انطلاقاً من مكان آخر من الحدود مع لبنان، لأنه كان سيعتبر خرقاً للخط الأزرق، كما أن أي عملية انطلاقاً من الأراضي السورية كانت ستجعل موقف الحكومة أكثر تعقيداً، لأنها تتعارض مع سياستها المعلنة بالنأي بالنفس”.
من جهة ثانية، وافق مجلس الوزراء على رفع عديد قوى الأمن الداخلي إلى 35 ألفاً، بعد أن كان البند المطروح على جدول الأعمال يشير إلى رفع العديد إلى 40 ألفاً، وسط اعتراضات من وزير المال علي حسن خليل ووزيري التيار الوطني الحرّ بسبب وضع الحكومة المالي. وأكّدت مصادر وزارية أن “اعتماد رفع العديد إلى 35 ألفاً هي فكرة الرئيس سلام”. كذلك وافق مجلس الوزراء على قبول هبة من الاتحاد الأوروبي للتنمية في منطقة كسروان، ما دفع قزّي إلى شكر الوزراء على موافقتهم.
النهار : مرّت العاصفة “بضمان” رسائل التهدئة المتبادلة جنبلاط : إعلان بعبدا مستحيل اليوم
كتبت “النهار”: مع ان الحدود اللبنانية – الاسرائيلية استعادت هدوءاً شبه اعتيادي عقب التصعيد الذي شهدته بعد عملية “حزب الله” في مزارع شبعا والقصف الاسرائيلي لمناطق حدودية أول من أمس، فإن تداعيات الواقع الناشئ عن هذا التطور استمرت في التفاعل داخلياً وخارجياً ولو وسط مؤشرات متنامية لعدم مضي أي من الطرفين في توسيع إطار التصعيد راهناً على الأقل. ولعل الاشارة الاسرائيلية التي اعتبرت بمثابة احتواء ظرفي للضربة التي وجهها الحزب الى القوات الاسرائيلية رداً على عملية القنيطرة جاءت على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون الذي أكد أن “حزب الله” بعث برسالة الى اسرائيل عبر القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” أن الحزب غير معني بالتصعيد قائلاً: “من وجهة نظرهم أن الحادث انتهى”.
تابعت الصحيفة، في غضون ذلك، وصف رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط عملية “حزب الله” في مزارع شبعا بأنها “رد مدروس في منطقة حيث السيادة متنازع عليها ومحتلة اسرائيلياً”. ورأى في حديث الى “النهار” ان الحزب رد على عملية القنيطرة “بضربة موجعة ولا تستطيع اسرائيل اليوم وهي على مشارف انتخابات ان تقوم بعدوان”. ومع أنه فضل “نظرياً فصل لبنان عن سوريا”، لفت الى أن الساحتين تداخلتا تقريباً في كل الجبهات وقال: “لنكن واقعيّين كلبنانيّين هناك أمور نستطيع معالجتها وأخرى لا نستطيع، واذا خرج البعض ليقول مزايداً لنطبّق اعلان بعبدا فهذا أمر مستحيل اليوم”.
الى ذلك، نددت فرنسا أمس بهجوم “حزب الله” في مزراع شبعا، كما نددت بالعنف الذي أدى الى مقتل جندي اسباني في القوة الدولية وكل انتهاك للقرار 1701، ودعت الأطراف الى احترام الخط الازرق وبذل كل الجهود الممكنة لتجنب التصعيد الذي من شأنه ان يشكل خطراً على استقرار المنطقة.
المستقبل : ملاك قوى الأمن إلى 35 ألفاً.. والمشنوق يؤكد أنّ خطة البقاع ونزع الشعارات “على الباب” “المستقبل” تنشر وقائع جلسة “اللا بيان” في نيويورك
كتبت “المستقبل”: أما وقد انقشع غبار المعركة وجرى تبادل “رسائل طمأنة” بين “حزب الله” وإسرائيل تؤكد عدم النية بالتصعيد، فستُرفع اليوم قبضات “ردّ الاعتبار” في المهرجان الذي يقيمه الحزب تكريماً لضحايا غارة القنيطرة بمعيّة ورعاية رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية الإيرانية علاء الدين بروجوردي الذي حرص غداة عملية مزارع شبعا على استذكار ونعي العميد محمد علي الله دادي من بيروت في معرض إضاءته على تجاوز إسرائيل “الخطوط الحمر”، وذلك قُبيل بثّ قناة “الميادين” الموالية لطهران صوراً حصرية ليلاً توثّق زيارة قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني بعد 48 ساعة من غارة القنيطرة لضريح جهاد عماد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي الغضون، تتواصل الجهود اللبنانية الرسمية للملمة الأوضاع حدودياً والضغط دولياً باتجاه كبح جماح التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية التزاماً بموجبات قرار مجلس الأمن الدولي 1701، علماً أنّ المجلس كان قد أخفق أمس في إصدار بيان حول عملية شبعا تحت وطأة جملة وقائع تتفرد في ما يلي “المستقبل” بنشرها واستعراض أبرز ما تخلل جلسة “اللا بيان” في نيويورك من نقاشات و”أسئلة” متداخلة ومتشابكة ربطاً بالتطورات الحدودية الأخيرة في الجنوب اللبناني وفي الجولان السوري.
اللواء : وحدة موقف حكومي بوجه التصعيد الإسرائيلي “ضربة شبعا” نصف خطاب نصر الله.. وسليماني عزَّى في الضاحية بعد القنيطرة
كتبت “اللواء”: في تحد إقليمي هو الأوّل من نوعه وعلى المستوى الوطني يواجه حكومة بعد العام 2006، تمكنت حكومة الرئيس تمام سلام من تجاوز قطوع أخطر اشتباك عسكري وامني بين إسرائيل و”حزب الله” بدأ في 18 من الشهر الجاري باعتداء القنيطرة وانتهى ظاهرياً بعملية مزارع شبعا التي شكلت ردّ الحزب على اغتيال ستة من شهدائه في القنيطرة السورية.
ولعل الاتصالات التي سبقت جلسة مجلس الوزراء فضلاً عن الاسترخاء الميداني بعد ساعات من القصف الروتيني من المدفعية الإسرائيلية رداً على ضربة شبعا، والمناخ الإقليمي الدولي الرافض لحرب شاملة في الشرق الأوسط على غرار العام 2006، والظروف التي أحاطت في المواجهة الجديدة، ساهمت في بناء موقف وطني لبناني يعتبر ان التضامن الداخلي حجر الرحى في المواقف والمعالجات.
الجمهورية : الإتصالات الدولية أثمرت.. ومواقف مُهمّة لنصرالله اليوم
كتبت “الجمهورية”: لجمَت الاتصالات المحَلية والإقليمية والدولية الرفيعة المستوى احتمالَ حصول تدهوُر واسع في الأوضاع على حدود لبنان الجنوبية في ضوء التهديدات الإسرائيلية التي أعقبَت العملية التي نفّذها حزب الله في مزارع شبعا ضدّ قافلة عسكرية إسرائيلية وثأرَ فيها لشهدائه الذين سقطوا في الاعتداء الإسرائيلي عليهم في القنيطرة. وأظهرَت الاتصالات أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بلع” الضربة الموجعة التي تلقّاها، بعدما عجزَ عن تنفيذ تهديده ووعيدِه، إثر تلقّيه معطيات تفيد أنّ ردّ حزب الله على أيّ ردّ على عملية المزارع سيكون أشدّ قسوةً من ردّه على اعتداء القنيطرة، فضلاً عن معطيات كشفَت أنّ المجتمع الدولي يعارض بشدّة نشوبَ أيّ حرب إقليمية، خصوصاً على الجبهتين اللبنانية والسوريّة، وذلك على حدّ قول مرجع كبير شاركَ في الاتصالات لتهدئة الأوضاع.
بعد هدوء عاصفة عملية “حزب الله” في مزارع شبعا وما تلاها من ردّ إسرائيلي ومواقف دولية ومحَلية، وتحرّك أممي واتصالات واسعة لاحتواء الوضع، نعمَت الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية أمس بهدوء مشوب بالتوتّر، إلّا أنّ طرفَي النزاع بقيَا على جهوزيتهما، فيما كثّفت قوات “اليونيفيل” دورياتها على طول الخط الأزرق بالتنسيق مع الجيش اللبناني.