فحص الحدود أم تسخينها؟: الون بين دافيد
اذا كان ما زال يساور احد الشك، فإنه ومنذ امس فإن ذلك اصبح حقيقة مؤكدة. لقد اصبح الجولان ساحة مواجهة. حزب اللة مصمم على على تحقيق حلم جهاد مغنية بخلق خط مواجهة جديد مع اسرائيل في هضبة الجولان.
لقد صادف إطلاق القذائف أمس جيشاً جاهزاً وجازا مدنياً مستعدا بصورة جيدة، حيث توقعوا رداً اشدّ على تصفية مغنية،. ولكن ليس من الصواب النظر إلى اطلاق القذائف بالامس كعملية منفصلة، فهذه هي الطلقة الاولى في معركة جيدة لم تحدد حدودها بعد.
من السهل على حزب الله، الذي يبحث منذ يوم الاحد الفائت عن عملية توجع اسرائيل، كما انها لا تجرّ لبنان إلى حرب، ان يعمل من الجولان. فهذه جبهة منفصلة، ليس له فيها ما يخسره سوى نظام الاسد. هذا الانفصال مريح ايضا لاسرائيل: حيث لا يوجد لنا ايضا مصلحة في تدهور الامر إلى حرب في لبنان، ويسود الشعور بأنه لدى التصعيد غلى الجبهة السورية، هنالك امكانية اكبر على السيطرة على ارتفاع النيران. لهذا فإن اسرائيل غير متاكدة فيما اذا كان الرد السريع امس سيكفي ام مطلوب رد اخر – رد يبين لحزب الله ان الاسد سيدفع ثمن العمليات على الحدود.
من شأن رد اوسع لاسرائيل ان يعطي شرعية لحزب الله ليواصل قتاله من الجولان، وتضع الطرفان على سكة التصعيد. لهذا فإن قصف الامس كان اشارة وإظهار نوايا من قبل حزب الله. وقد ردت اسرائيل على الاشارة بالمثل، ولم تُقل بعد الكلمة الاخيرة.
سيستمر كلا الطرفان في محاولة رسم خطوط المعركة القادمة، بينما يحاول كل طرف ما هي حدود الطرف الاخر. لقد اثبتت اسرائيل انها لا تتردد في المسّ بالاسد ولكنها في نفس الوقت لا يعنيها أسقاط نظامه. حزب الله متوتر من فرده المؤلم لقواته من لبنان إلى العراق مرور بسوريا، وسيحاول ان يظهر صورته كتنظيم مقاومة ولكن بدون ان ان يخاطر بمواجهة واسعة. كلا الطرفان يدركان جيداً القوة التدميرية لكل منهما. معنى ذلك انه ستسمع في الجولان صفارات انذار اخرى وسنرى ايضا محاولات للنيل منا، ليس بصورة يومية وليس على طول الخط، ولكن في شمال الهضبة، حيث ما زال هناك موقع تحت سيطرة الاسد. وستحاول اسرائيل ردع حزب الله عن التحدي، وسيحاول كلاهما الامتناع عن اشعال حرب.
معاريف