مقالات مختارة

اليمن: فشل آخر لاوباما: بوعز بسموت

 

إن تفكك اليمن، دولة عربية اخرى بعد ليبيا، سوريا والعراق – التي حذت جميعها حذو الصومال – هو بشرى سيئة جدا لاوباما. النظام اليمني هو حلقة مهمة جدا في الحرب ضد الإرهاب الجهادي، لم ينجح في السيطرة على الدولة بعد المغادرة القسرية للرئيس المخضرم علي عبد الله صالح في عام 2012 (ضحية اخرى للربيع العربي). خليفته المدعوم من واشنطن، الرئيس عبد ربه منصور هادي، اضطر إلى الاستقالة في يوم الخميس الماضي بعد أن سيطر المتمردون الحوثيون الشيعة، المدعومون من إيران. الفوضى اليمنية هي رسالة غير مريحة للملك السعودي، الذي يرى مرة اخرى كيف أن واشنطن في عهد اوباما لا تنجح في المحافظة على حلفائها، وفي المقابل تنجح إيران في وضع إسفين في دولة عربية اخرى، رغم الضغط المضاد لها على الارض فانها تزداد قوة. ما الغريب في أن يقلق الكونغرس من نتائج المباحثات النووية؟.

تخيلوا للحظة كيف سيبدو اليمن، الذي هو قاعدة أساسية لتنظيم القاعدة الإرهابي، بعد أن يسقط في أيدي المليشيات الشيعية الحوثية المقربة من إيران. هذا ليس تخيلا، بل هو الواقع اليوم.

فيما يتعلق بدول الخليج وعلى رأسها السعودية، التي تخشى من إيران، توجد لها كل الاسباب للخوف: خذوا على سبيل المثال، مضيق باب المندب، الذي له أهمية استراتيجية، يمكن أن يسقط الآن في أيدي إيران أو القاعدة. هذه هي الاحتمالات. هل يستطيع أحد أن يتخيل سيناريو أكثر رعبا وفزعا؟ ليس هذا ما تبناه اوباما عندما أراد في 2008 أن يشكل لنا عالما جديدا، أكثر أمنا. بالمناسبة، معنى «باب المندب» بالعربية – بوابة الدموع.

ليس هناك شك في أن ادارة اوباما عالقة اليوم في المأزق الإيراني، في الوقت الذي يجب فيه الضغط على إيران وعلى مشروعها النووي، من اجل منع السلاح النووي عنها. في المقابل، قواتها موجودة اليوم في العراق، سوريا ولبنان، والآن في اليمن ايضا. نجحت طهران في تشويش اوباما: من جهة، هي تقف في نفس الجبهة مع الامريكيين ضد جهاديي القاعدة ونشطاء داعش البربريين، ومن جهة اخرى تدافع عن الاسد ولا تتوقف عن حلمها النووي. لهذا ليس مفاجئا أن يكون الفارسيون هم الذين اخترعوا لعبة الشطرنج.

بالنسبة لواشنطن فان لليمن أهمية استراتيجية من الدرجة الاولى في الحرب ضد الإرهاب (ويشهد على ذلك الحرب هناك بمساعدة الطائرات بدون طيار). فقط قبل اربع سنوات أعلنت الادارة الامريكية أن التعاون مع النظام اليمني الحالي، بادارة الرئيس هادي، هو نموذج للنجاح… هل يمكن تصور أن واشنطن حينها لم تستوعب ما كان يجري حقا على الارض، كما هو الامر بشأن تنظيم الدولة الإسلامية؟.

شعار الحوثيين «الله أكبر.. الموت لامريكا، الموت لاسرائيل» هو اثبات آخر لماذا الولايات المتحدة واسرائيل مع مصر والاردن والسعودية عليها أن تفهم أن لديها كل الاسباب لصد إيران.

في هذه الايام يستغل نظام آيات الله عالمنا الأقل أمنا منذ 2008 من اجل الانتشار على اللوحة وتهديد الملك السعودي.

اسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى