الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

3

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير : هبَّة شعبية في مواجهة المجموعات الإرهابية الجيش يحمي بدمه تلال رأس بعلبك

كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والأربعين على التوالي.

..ومن بين طيات الفراغ المتمادي، أطل الإرهاب مجدداً ليستهدف الجيش اللبناني، ومن خلاله منطقة البقاع الشمالي خزان المقاومة والمؤسسات العسكرية والأمنية.

ومجدداً، رسم عدد من العسكريين بدمائهم وتضحياتهم، حكايات بطولة دفاعاً عن وطنهم، فيما تحاول المجموعات الإرهابية، سواء بعملياتها الانتحارية أو هجماتها العسكرية المتتالية، استنزاف المؤسسة العسكرية ومعها المقاومة، لتضعهما بين حدي الخطرين الماثلين عند الحدود وفي الداخل، ناهيك عن الدور العسكري الذي يلعبه “حزب الله” على أرض سوريا.

وعلى مسافة ستة أشهر من “واقعة عرسال”، وكل ما تلاها من محاولات لخلق وقائع ميدانية جديدة، على طول خط الحدود اللبناني الشرقي، نفذت صباح أمس مجموعات من “النصرة” هجوماً شاملا ضد موقع عسكري لفوج الحدود البري في “تلة الحمرا” شرق بلدة رأس بعلبك، استخدمت فيه القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة، وجرت عمليات التحام بين المهاجمين والمدافعين عن الموقع الذين سقط منهم عدد من الشهداء والجرحى، وانقطع الاتصال بمجموعة منهم.

ولم تكد تمضي فترة قصيرة على سيطرة “النصرة” على الموقع، حتى شن الفوج المجوقل في الجيش اللبناني هجوما ساندته فيه مروحيات الجيش بصواريخ جو ـــ أرض، وسلاح المدفعية بعشرات القذائف، وأدى قرابة الخامسة والنصف من عصر أمس، إلى إعادة إحكام قبضة الجيش على “تلة الحمرا”.

وفيما يعتبر هجوم المجموعات هو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أشهر على المنطقة نفسها، بهذا الحجم الواسع، لاحظ مراسل “السفير” في الهرمل أن المهاجمين منيوا بخسائر فادحة، وسقط منهم العشرات بين قتيل وجريح، كما تم تدمير عدد من آلياتهم، وأشار الى سقوط 5 شهداء و14 جريحاً للجيش نقلوا الى عدد من مستشفيات المنطقة.

ولاحظ مراسل “السفير” أن المهاجمين يأخذون في الحسبان في هجماتهم بعض نقاط الضعف، سواء على صعيد انتشار القوى العسكرية اللبنانية، أو القدرة على تحريك القوى في المنطقة المستهدفة، اذ إن المستهدف في معظم الأحيان هو حرس الحدود البري، وليست قوات النخبة في الجيش.

ونقل مراسل “السفير” عن مصادر أمنية وجود تقديرات مسبقة بوقوع الهجوم، وأن ثمة هجمات أخرى ستتكرر على هذا الموقع، وعلى مواقع أخرى في منطقة البقاع الشمالي، وكلها في سياق الضغط على الجيش اللبناني و”حزب الله” واستعراض قدرة المجموعات المسلحة في جرود عرسال ومشاريع القاع والقلمون على التحرك وفرض وقائع جديدة على الأرض، وبالتالي استنزاف الجيش و”حزب الله” الذي نفذ، أمس، استنفاراً في الخطوط الخلفية، ترافق مع استنفار الأهالي ومبادرة عشرات الشبان الى حمل السلاح الفردي في القرى تحسباً لأية تطورات دراماتيكية. كما عاد معظم رجال رأس بعلبك من بيروت إلى بلدتهم “تحسباً لأي هجوم عليها”، وفق ما أكد لـ “السفير” مختار البلدة سهيل نعوم.

ولاحظت مصادر أمنية متابعة في المنطقة أن هذا الهجوم يأتي في توقيته على مسافة خمسة أيام من “عملية القنيطرة” التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد مجموعة من “حزب الله” وعلى مسافة حوالي عشرة أيام من “عملية روميه” التي نفذتها قوى الأمن الداخلي في سجن روميه المركزي، وشكلت بقرارها ونتائجها عنصر استفزاز كبيراً لتنظيم “النصرة” الذي توعد بعدها بالانتقام، موجهاً رسائل تهديد لكل من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

كما جاء هجوم الأمس، غداة الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي، صباح يوم الأربعاء الماضي إلى منطقة البقاع الشمالي وتفقد خلالها الوحدات العسكرية المنتشرة في عرسال واللبوة ومحيطيهما، وأعلن خلالها “أننا على استعداد تام لمواجهة الأحداث وهي لن تكون أصعب من تلك التي مررنا بها سابقاً”.

ويمتد جرد رأس بعلبك من شرق البلدة، وبالتحديد بعد “كنيسة السيدة” باتجاه الحدود مع منطقة قارة السورية بطول يصل إلى نحو 16 كيلومتراً، وبمساحة 23 هكتاراً تقريباً، ويعتبر الجرد الأكبر بعد جرد عرسال في منطقة البقاع الشمالي على الحدود مع سوريا.

وتقع على بعد ستة كيلومترات من “كنيسة السيدة”، منطقة “الوسعة” التي تحد تلتي “الحمرا” و”النجاصة” اللتين شهدتا معارك عنيفة في الساعات الأخيرة.

وفيما فرض الجيش اللبناني طوقاً من التكتم حول مجريات العملية العسكرية وخسائره، اكتفت مديرية التوجيه ببيان تضمن الآتي: “على أثر الكمين المتقدّم الذي نفذته وحدة من الجيش ليل الأربعاء الفائت، لعدد من المسلحين المتسللين باتجاه حاجز وادي حميد في منطقة عرسال، وأوقع أربعة قتلى في صفوفهم، وعدداً آخر من الإرهابيين في جرود المنطقة، بالإضافة إلى إحباط الجيش محاولة نقل سيارة مفخخة إلى الداخل اللبناني بتاريخ 22/1/2015، هاجمت مجموعات من التنظيمات الإرهابية صباح اليوم (أمس)، مركز مراقبة متقدماً جداً للجيش في “تلّة الحمرا” في جرود رأس بعلبك لجهة الحدود اللبنانية ـ السورية.

وبنتيجة الاشتباكات العنيفة التي حصلت بين قوى الجيش والمجموعات الإرهابية، أحكمت هذه القوى ظهر اليوم (أمس) سيطرتها على التلّة المذكورة، بعد أن طردت العناصر الإرهابية التي تسلّلت إليها، موقعةً في صفوفها عدداً كبيراً من الإصابات بين قتيل وجريح. وقد سقط للجيش من جراء الاشتباكات عدد من الشهداء والجرحى”.

ولاحقا نعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، عدداً من العسكريين الذين استشهدوا نتيجة الاشتباكات وهم: الملازم الأول الشهيد أحمد محمود طبيخ (من مواليد 15/1/1987 دورس – قضاء بعلبك، متأهل من دون أولاد)، الرقيب الشهيد محمد نيازي ناصر الدين (من مواليد 20/6/1983 الكواخ – قضاء الهرمل، متأهل وله ولد واحد)، الجندي الشهيد بلال خضر أحمد (من مواليد 1/11/1986 شان – قضاء عكار، متأهل وله ولد واحد)، المجند الشهيد محمد علي علاء الدين (من مواليد 11/2/1995 جديدة مرجعيون، عازب)، المجند الشهيد حسن رمضان ديب (من مواليد 25/3/1992 تكريت – عكار، عازب).

الديار : المسلحون بالمئات هاجموا جرود رأس بعلبك واحتلوها الفوج المجوقل يستعيد الجرود ومعارك طيلة النهار استشهاد ضابط وعسكريين ومقتل عشرين مسلحاً وعشرات الجرحى منهم

كتبت “الديار”: كان يوم امس مليئاً بالمعارك في جرود رأس بعلبك وخصوصاً تلة الحمرا ولكي نفهم ما حصل لا بد من البدء ببيان قيادة الجيش مديرية التوجيه وجاء في البيان: “على أثر الكمين المتقدّم الذي نفذته وحدة من الجيش ليل الأربعاء الفائت، لعدد من المسلحين المتسللين باتجاه حاجز وادي حميد في منطقة عرسال، وأوقع أربعة قتلى في صفوفهم، وعدداً آخر من الإرهابيين في جرود المنطقة، بالإضافة إلى إحباط الجيش محاولة نقل سيارة مفخخة إلى الداخل اللبناني بتاريخ 22/1/2015، هاجمت مجموعات من التنظيمات الإرهابية صباح اليوم (امس)، مركز مراقبة متقدما جدا للجيش في تلة الحمرا في جرود رأس بعلبك لجهة الحدود اللبنانية – السورية. وبنتيجة الإشتباكات العنيفة التي حصلت بين قوى الجيش والمجموعات الإرهابية، أحكمت هذه القوى ظهر اليوم (امس) سيطرتها على التلة المذكورة، بعد أن قامت بطرد العناصر الإرهابية التي تسلّلت إليها، موقعة في صفوفها عددا كبيرا من الإصابات بين قتيل وجريح. وقد سقط للجيش من جراء الإشتباكات عدد من الشهداء والجرحى”.

وتابع البيان: “وتستمر وحدات الجيش بتعزيز إجراءاتها واستهداف نقاط تجمع المسلحين ومسالك تحركهم في أعالي الجرود بالأسلحة الثقيلة، بالإضافة الى تمشيط منطقة الإشتباكات بحثا عن مسلحين مختبئين، وسيصدر عن هذه القيادة لاحقاً بيان عن أسماء الشهداء، وتطور الأوضاع على الحدود الشرقية”.

وبالاستناد الى بيان قيادة الجيش فان المسلحين قاموا بالهجوم على جرود رأس بعلبك واحتلوا تلة الحمرا فحصلت معارك طيلة النهار في تلك المنطقة واستطاع الفوج المجوقل استرداد الجرود وتلة الحمرا مما ادى الى استشهاد الملازم اول احمد محمود طبيخ من مواليد 1987 دورس – قضاء بعلبك وهو متأهل، واستشهاد الرقيب محمد ناصر الدين وهو من قضاء الهرمل ومتأهل وله ولد واحد واستشهاد الجندي بلال خضر احمد من قضاء عكار متأهل وله ولد واحد والشهيد المجند محمد علاء الدين من جديدة مرجعيون وهو عازب والمجند حسن ديب من قضاء عكار عازب.

لكن الجيش قام بالقصف المدفعي على الجرود وتقدم الفوج المجوقل وسريتان من الجيش من خارج فوج المجوقل ودارت معركة بين الجيش والمسلحين واستخدم الجيش طوافة حربية اطلقت صواريخ بواسطة الليزر باتجاه مواقع المسلحين.

ووفق شهود عيان فان اكثر من 20 قتيلاً وقعوا في صفوف المسلحين وعشرات الجرحى منهم، ولأن الفوج المجوقل مسؤول عن جبهة عرسال وجرودها تم استقدامه الى جرود رأس بعلبك لاستعادتها وتلة الحمرا. فقد ارسلت قيادة الجيش الفوج الرابع الذي تمركز بعد وصوله الى منطقة جرود رأس بعلبك بنقاط المراقبة والتلال وتم تعزيز الجيش بحوالى 500 عنصر من الفوج الرابع.

وفي اطار المعارك التي حصلت فقد فصل بين الجيش والمسلحين في بعض المعارك امتار قليلة وكانت معارك عنيفة استخدمت فيها القذائف المدفعية والصواريخ، وقصف الجيش من طائرة هليكوبتر صواريخ عبر الليزر، فيما كان المسلحون الذين هاجموا جرود رأس بعلبك ورأس الحمرا بالمئات ومعهم اسلحة متطورة، واستطاع الجيش اللبناني تدمير 5 آليات للمسلحين اضافة الى قصف تجمعاتهم بصواريخ طائرة هليكوبتر مع تصوير دقيق لساحة المعركة. لكن كان بالامكان تفادي مفاجأة المسلحين لان عناصر الجيش المنتشرة في جرود رأس بعلبك تعلم ان المسلحين سينتقمون وسيهاجمون بأي لحظة من اللحظات وكان لا بد من تعزيز مواقع الجيش في جرود رأس بعلبك كي لا يقع شهداء في صفوفه ويتم ردع المسلحين وضربهم بقساوة. لكن ربما الآن بعد تعزيز الجيش بالفوج الرابع يكون ذلك درساً مما حصل وقد اصبح الجيش في المنطقة قوياً في وجه المسلحين وان كل المعلومات تشير الى ان المسلحين سيهاجمون مراكز الجيش بين لحظة واخرى خاصة انه وفق بيان الجيش فقد سقط للمسلحين قبل ساعات اربعة قتلى في جرود عرسال.

وترافق مع المعارك الدائرة بقوة انتشار مدنيين بالاسلحة الرشاشة للدفاع عن مدينة رأس بعلبك وبقية القرى في المنطقة واكثريتهم من العسكريين المتقاعدين، ويمكن اعتبار المدنيين الذين انتشروا بالسلاح في المنطقة كلها هم انصار الجيش لان مناطق الاشتباكات لا تبعد اكثر من 2 كلم عن بعض القرى ورأس بعلبك. وخلال الليل وعند الساعة العاشرة من مساء امس فتح المسلحون جبهة جرود عرسال وبدأت الاشتباكات في تلك المنطقة، وحتى منتصف الليل لم ترد معلومات تفصيلية عن هذه الاشتباكات.

البناء : السعودية تودع الملك بتعيين محمد بن نايف شريكاً ثالثاً لسلمان ومقرن انشغال الرياض بترتيبات الحكم والسياسات يعمّم الجمود في المنطقة لبنان أمام مثلث الخطر من عرسال إلى الشمال وعين الحلوة

كتبت “البناء”: بينما أنجزت السعودية بسرعة قياسية ترتيبات الدفن والتنصيب، والبيعة، واتبعتهما بمراسيم ملكية عاجلة وفورية تكتمل معها عدة اقتسام الحكم التي بدا أنها قد أنجزت بالتفاهم بين الملك والراحل وشقيقيه الراحلين سلطان ونايف وشقيقيه المؤتمنين على التنفيذ سلمان ومقرن، جاء تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لوليّ العهد، ليكمل وجود الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز في الاستخبارات، وتعيين الأمير محمد بن سلمان وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي، ووجود الأمير متعب بن عبدالله في قيادة الحرس الوطني، بانتظار حسم مصير وزارة الخارجية بين بقاء الأمير سعود الفيصل أو تعيين الأمير عبد العزيز بن عبدالله مكانه.

بدا من التسارع والاختيارات أنّ الأمر أبعد من مجرّد تقاسم سلطة بين أبناء الملك المؤسّس عبد العزيز، وتوزيع المناصب على أحفاده، مع ظهور الجيل الثالث في الصف الأول لأول مرة بتعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لوليّ العهد، بل تشير الوقائع والأسماء إلى استعادة شبيهة لكيفية تعيين الأمير مقرن ولياً لوليّ العهد عشية زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية العام الماضي، ما يوحي أنّ تفاهماً وترتيباً رعتهما واشنطن لمرحلة ما بعد الملك عبدالله، يتخطيان التقاسم الذي يضمن الاستقرار، بقدر ما يضمن السياسات، والاطمئنان إلى التوجهات، حيث يذكر الثنائي المكوّن من الأمير مقرن والأمير محمد بن نايف، المرشحان للتحوّل إلى ملك ووليّ عهد، بالثنائي المكوّن من الأميرين فهد وعبدالله في عهد الملك خالد، مع فوارق مكانة وقوة السعودية يومها قياساً بضعف وتراجع مكانتها اليوم، وحجم هوامش حركة الأميرين فهد وعبدالله يومها، بهوامش أضيق ستحكم حركة الأميرين مقرن ومحمد بن نايف اليوم، خصوصاً أنّ العلاقة التي تربط كلاً من الأميرين مقرن ومحمد بن نايف بواشنطن وعلاقتهما الخاصة بالملفات الأمنية، تشير إلى أنّ تبدّلاً في تعامل المملكة مع ملفات المنطقة يبدو في الأفق بما ينسجم مع التوجهات الجديدة لواشنطن، والتي يتقدّمها الملف المتسارع للتفاهم مع إيران وما يترتب عليه من إعادة تموضع في الكثير من القضايا الساخنة.

بانتظار تبلور المشهد السعودي وملامح وحدود التغيير فيه، يخيّم الجمود على المنطقة، حيث اللاعب الأهمّ في المثلث السعودي التركي “الإسرائيلي” منشغل بترتيبات البيت الداخلي، وضمان الاستقرار لمرحلة الانتقال، ويبدو التركي و”الإسرائيلي” الأشدّ ارتباكاً في وقت تتدحرج فيه عليهما الاستحقاقات، حيث تحتاج “إسرائيل” أمام تحدّي ما بعد عملية القنيطرة إلى تغطية سعودية لمواجهة فرضيات المواجهة مع المقاومة ومحورها من لبنان وسورية إلى فلسطين وإيران، بينما ترتبك تركيا ما قبل بدء حوارات موسكو بين الحكومة السورية وأطراف من المعارضة، حيث تحتاج إلى التشارك مع السعودية لضمان تغطية المقاطعة لفرقاء آخرين ومنع التصدّع في بنية الائتلاف المعارض، والأمر بالنسبة إلى السعودية ليس أنّ الملفات كانت بيد الملك ولا يعرفها الآخرون، فرجال هذه الملفات ما زالوا في مواقعهم، لكن التنسيق الأميركي السعودي الذي كان له سقف بوجود الملك بات له سقف جديد هو الذي سيتبلور ويرسم السياسات التي تتجمّد كثير من ملفات المنطقة بانتظار تبلورها.

لبنان الذي يقع بين لائحة المنتظرين، من هذه الزاوية لم يقع في الجمود، فلا يزال وقع شهادة مقاتلي المقاومة في عملية القنيطرة يوحّد النسيج السياسي والاجتماعي اللبناني بصورة نسبية، لكنها على هذه الدرجة من النسبية لم تعرف من قبل في حالات مشابهة من الاعتداءات “الإسرائيلية”، ولا يزال لبنان تحت عين التهديدات “الإسرائيلية”، التي كان آخرها كلام وزير الحرب موشي يعالون عن تحميل دول الحدود الشمالية مسؤولية أيّ عمل يستهدف “إسرائيل” من أراضيها، قاصداً لبنان وسورية، وما يمكن أن تردّ به المقاومة على العملية.

لم تستبعد مصادر أمنية أن يكون ثمة اتفاق ضمني متكامل بين “إسرائيل” والجماعات الإرهابية على العمل معاً وفقاً لخطة عسكرية أمنية، إذا وقعت مواجهة مقبلة بين المقاومة و”إسرائيل”.

لذلك ترى هذه المصادر أنّ التوقيت له معنى، وأنّ تسخين الجماعات التابعة لـ”النصرة” و”داعش” يواكب التهديدات “الإسرائيلية” من أطراف مثلث الخطر الممتدّة من شمال لبنان حيث الخلايا النائمة تستهدف الجيش بصورة شبه يومية، إلى مخيم عين الحلوة حيث الجمر تحت الرماد وصولاً إلى عرسال حيث النار المشتعلة، وحيث المواجهة المفتوحة.كما كان متوقعاً نظراً لعدم حسم المعركة مع الإرهابيين، وما أوحت به محاولات تسلل المسلحين اليومية نحو مراكز الجيش في عرسال، فضلاً عن العدد الكبير للسيارات المفخخة التي زرعوها بالقرب من الحواجز العسكرية، استهدف الإرهاب مجدداً الجيش في رأس بعلبك حيث دارت على مدى ساعات اشتباكات عنيفة أدت إلى استشهاد ضابط وأربعة عسكريين، بالإضافة إلى عشرات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين.

فقد هاجمت أمس مجموعات مسلحة في جرود السلسة الشرقية، أفادت معلومات أن عددهم تراوح بين 350 إلى 400 إرهابي، مركزاً للجيش في تلة الحمرا في رأس بعلبك وسيطروا عليه بعد تبادل إطلاق النار مع حاميته. ودفع الجيش بتعزيزات بشرية وعسكرية إلى الميدان حيث تمكن من استعادة الموقع ولاحق الإرهابيين في تلة الحمرا مستهدفاً إياهم بالطيران والمدفعية ، كما دمّر خمس آليات للمسلحين وأوقع عدداً من القتلى والجرحى من بينهم قادة من مسلحي “جبهة النصرة”. كما شن هجوماً معاكساً على مواقع الإرهابيين في منطقة الواسعة في تلة الحمرا، وقام بدك المواقع بالصواريخ البعيدة المدى والمدفعية الثقيلة.

الأخبار : غزوة جديدة في عرسال: فليحسم الجيش

كتبت “الأخبار”: لا يوفّر الإرهابيون المنتشرون في جرود السلسة الشرقية فرصة للانقضاض على الجيش اللبناني. ويوماً بعد يوم، يثبت هؤلاء أن الحلّ الوحيد الممكن معهم هو الحسم العسكري فقط، استناداً إلى التجارب. وعليه، فإن خيارات الجيش، ومن خلفه كل اللبنانيين الذين تمثّلهم المؤسسة العسكرية، باتت واضحة. ليس أمام لبنان وجيشه اليوم سوى التحضير لعملية حسم ضدّ الإرهابيين الذين يحتلون أرضاً لبنانية ويهددون الأمن الوطني والسلم الأهلي، بالسلاح المطلوب والإرادة المطلوبة، وبالتنسيق العملي والميداني مع الجيش السوري الذي يواجه الإرهاب نفسه، لضمان تنفيذ المهمّة، فضلاً عن استخدام مقدّرات لبنان، وعلى رأسها المقاومة، التي خبرت وتعلمت وقاتلت الإرهابيين، وهي جزء من القوّة الدفاعية للبنان بحكم الواقع

هو البقاع الشمالي من جديد، حيث حدود لبنان المفتوحة على صراع يومي مع الإرهابيين المنتشرين في جرود القلمون. الجيش أمس استعاد سريعاً زمام المبادرة بعد هجوم شنّه إرهابيو “داعش” على موقعه في تلة الحمرا في جرود راس بعلبك، وسيطروا عليه لبعض الوقت.

اختار الإرهابيون “تلة الحمرا” أو “تلة المرصد”، وهي نقطة مشرفة حوّلها الجيش إلى مرصد متقدّم يؤدي دوراً أساسياً في تعقّب حركة الإرهابيين، لذلك تحوّلت هدفاً بعد مساهمتها في كشف عدد من محاولات التسلّل، كما أن جغرافية جرود راس بعلبك تختلف عن جغرافية جرود القاع ونحلة ويونين، إذ تقع خلف التلال في راس بعلبك منطقة سهلية منبسطة يسميها الأهالي “سهل الوسعات”، تسمح كثافة الضباب فيها للإرهابيين بالتسلل، على عكس أماكن أخرى، حيث يمكن للجيش أن يحصر منافذ التسلل.

وتملك الأجهزة الأمنية منذ أكثر من شهرين معلومات عن أن راس بعلبك قد تكون الهدف التالي للإرهابيين، لعدّة أسباب، بينها أن “داعش” لا يمانع في أن يعلن عن وضعيته القتالية الجديدة في القلمون من خلال السيطرة على بلدة مسيحية، ما يربك الساحة الداخلية اللبنانية والسياسية، كما أن فتح معركة مع الجيش من جهة عرسال يعني خسارة البلدة على نحو نهائي كخلفية حاضنة، في ظلّ العجزعن إحداث اختراقات في القرى الأخرى مع وجود كثيف لمواقع حزب الله.

تفاصيل الهجوم

على مدى الأسبوع الماضي، عمل الجيش على فتح طريق مباشر بين موقع “تلة الحمرا” وموقع إمداد خلفي، يعوّضه عن الطريق الطويل الذي تسلكه آلياته يومياً، مع ما يتخلّله من منعطفات غير مكشوفة على المراصد. وبالتزامن مع عمل الجيش على فتح الطريق، بدأ مسلّحو “داعش” الهجوم على “تلّة الحمرا” فجراً عبر تسلّل مجموعتين قوام كلٍّ منهما نحو ثلاثين مسلّحاً.

وهوجم مركز الجيش بالأسلحة الصاروخية من نوع “كونكورس”، ودفعت ضراوة الهجوم والعدد الكبير للمسلحين عناصر النقطة إلى التراجع والتخلي عن “المرصد” ليسيطر عليه الإرهابيون، ويستعملوه منصة لاستهداف عناصر الجيش ومركزه الخلفي، حيث فُقد الاتصال بخمسة جنود، قبل أن يُعثر على اثنين منهم في وقت لاحق. وعلى الأثر، تدخّلت قوات من فوج الحدود البرية الثاني والفوج المجوقل واستقدم الجيش تعزيزات كبيرة، وبدأ بالتمهيد بالقصف على “تلة الحمرا” ومحيطها بالمدفعية وراجمات الصواريخ، والإعداد لهجوم مضاد لاستعادة الموقع.

وعند الظهر، أدخل الجيش الطائرات المروحية في المعركة، حيث شوهدت مروحية ” غازيل” في سماء راس بعلبك تغير على مواقع الإرهابيين بالصواريخ الموجّهة. واستفاد الإرهابيون من وعورة الأرض في محيط “تلة الحمرا”، حيث تنتشر الصخور والمغاور، إلّا أن الجيش تمكّن مع ساعات ما بعد الظهر، إثر إدخال قوات مشاة، من استعادة السيطرة على الموقع، وسط معلومات مؤكّدة، بحسب مصادر أمنية معنية، عن سقوط العشرات من إرهابيي “داعش” بنيران الجيش. وقالت المصادر لـ “الأخبار” إن “الجيش تمكّن من سحب جثث خمسة إرهابيين، ودمّر إحدى الشاحنات وبداخلها 12 جثة لم يتمكن الإرهابيون من سحبها، وهناك أكثر من ستّ جثث لهم لا تزال على الأرض”.

وبحسب المعلومات، أدت المعارك إلى وقوع خمسة شهداء من الجيش، و22 جريحاً، فضلاً عن وجود ثلاثة لم يعرف مصيرهم.

النهار : حِداد لبناني ووفود للتعزية الجيش يصدّ هجوماً شرساً

كتبت “النهار”: لم تكن أصداء رحيل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ومبايعة السعوديين الملك الخلف سلمان بن عبد العزيز والقيادة السعودية الجديدة أقل من حدث شغل مختلف الاوساط والقوى اللبنانية نظرا الى المكانة الكبيرة التي احتلها الملك الراحل لدى اللبنانيين في دعمه المتواصل للبنان وجيشه فضلا عن الدور المؤثر الواسع للمملكة في كل ما يتصل بالحرص على الاستقرار فيه. واذا كانت ردود الفعل الكثيفة التي صدرت من مختلف الاتجاهات على هذا الحدث والتي أكدت الثقة اللبنانية باستمرار نهج المملكة مع قيادتها الجديدة في دعم لبنان عكست الالتفاف اللبناني الواسع على الدور السعودي، فإن هذا الامر سيترجم اليوم بحركة الوفود اللبنانية الرسمية والسياسية والدينية والمدنية الى الرياض لتقديم التعازي بالملك الراحل وتهنئة الملك سلمان والقيادة الجديدة. ومن المنتظر ان يتوجه وفد رسمي يتقدمه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام وعدد من الوزراء والنواب الى الرياض بعد ظهر اليوم لتقديم التعزية باسم الجمهورية اللبنانية فيما يتوجه وفد آخر يضم عددا كبيرا من القيادات السياسية والدينية والشخصيات والاعلاميين للغاية نفسها. وقد أعلنت رئاسة الوزراء الحداد الرسمي على العاهل السعودي الراحل ثلاثة أيام.

غير ان ما جرى امس من مواجهات اتسمت بشراسة وعنف بالغين بين الجيش اللبناني والتنظيمات الارهابية في جرود رأس بعلبك، شكل اختراقا قلقا للانشغالات الرسمية والسياسية بالحدث السعودي خصوصا ان التنظيمات المسلحة بدأت هجومها المفاجئ على موقع تلة الحمرا ساعية الى السيطرة عليه واحتلاله. وكلفت مواجهة هذه المحاولة الزج بأعداد اضافية من الوحدات العسكرية التي نجحت مساء في استرداد التلة كما في تكبيد المهاجمين أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى فيما سقط للجيش عدد من الشهداء والجرحى وظل مصير عدد من العسكريين الذين فقد الاتصال بهم مجهولا الى حين تراجع الاشتباكات ليلا.

المستقبل : نعى 5 شهداء.. وواشنطن تسعى لتزويده بمقاتلات جوّية من الإمارات والأردن الجيش يصدّ “الجحافل”: المعركة مفتوحة

كتبت “المستقبل”: بعد عمليات كرّ عسكري وفرّ إرهابي، نجح الجيش أمس في صدّ هجوم مباغت شنّته مجموعات مسلّحة صباحاً على مركز مراقبة في تلة الحمرا في عمق جرود رأس بعلبك المحاذية للحدود مع سوريا موقعاً في صفوف المسلحين “خسائر جسيمة” وفق ما أكدت مصادر عسكرية رفيعة لـ”المستقبل”، لافتةً في الوقت عينه إلى كون “المعركة لا تزال مفتوحة” وأنّ المهاجمين كانوا “عبارة عن جحافل من المسلحين الإرهابيين تصدّت لهم الوحدات العسكرية بمختلف أنواع الأسلحة المناسبة فتمكنت من إسقاط عدد كبير منهم بين قتيل وجريح”.

اللواء : لبنان الرسمي والوطني في الرياض اليوم في وقفة وفاء 5 شهداء من الجيش بصدّ “هجوم إرهابي” في رأس بعلبك وعشرات القتلى والجرحى من المسلّحين

كتبت “اللواء”: لبنان الرسمي والوطني في المملكة العربية السعودية اليوم لتقديم واجب العزاء بفقيد الأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ولاعلان تمسك لبنان بالعلاقات الأخوية الثابتة واواصر الصداقة والاخوة التي تربطه بالمملكة في عهدالملك الراحل، وخلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمّد بن نايف بن عبد العزيز.

ويضم الوفد الرسمي الرئيسين نبيه برّي وتمام سلام، وفقاً “للبيان الرسمي، وما لا يقل عن 40 وزيراً ونائباً يمثلون الكتل النيابية والسياسية”.

الجمهورية : إنجاز نوعي جديد للجيش والبيعة تُكـرِّس الإستقرار السعودي

كتبت “الجمهورية”: الدور الإقليمي للمملكة العربية السعودية الذي ساهمَ الملكُ الراحل عبدلله بن عبد العزيز في صناعته برزَ في لحظة وداعِه، حيث شكّل غيابُه، على رغم أنّه لم يكن مفاجئاً، حدَثاً إسلامياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، كاد يطغى على كلّ الأحداث الدولية. وقد برهنَ الملك الراحل والقيادة السعودية أنّ النظام السعودي قويّ وراسخ وثابت ومستقرّ، وذلك من خلال الانتقال السَلِس للسلطة الذي أشّرَ بوضوح إلى أنّ الرياض تتّكئ في قوّتها الإقليمية ودورها في صياغة القرارات وصناعة السياسات على أرضية داخلية صلبة ومتينة. ولا شكّ في أنّ هذا المشهد سيزيد المملكة قوّةً، خصوصاً أنّ التحدّيات التي تواجه الملك الخَلَف سلمان بن عبد العزيز عديدة، وأبرزُها الحفاظ على مكانة السعودية ودورها في ظلّ ملفّات ساخنة تبدأ من النووي الإيراني الذي مِن المتوقّع التوصّل إلى اتّفاق حوله قبل حزيران المقبل، ولا تنتهي باليمَن الذي تدلّ المؤشّرات أنّه دخلَ في مرحلةٍ من التفكّك والفوضى بعد الانقلاب الأخير للحوثيّين وفرضِهم أمرَ واقعٍ جديداً، في رسالة إيرانية واضحة المعالم، وما بينهما الأزمة السورية التي كان للمملكة موقفٌ حاسمٌ ضدّ استمرار النظام، والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الذي حقّقَت فيه السعودية منذ إطلاق مبادرتها للسلام في العام 2002 تقدّماً مهمّاً على المسرح الدولي من خلال الإقرار بحقّ الفلسطينيين بدولةٍ مستقلّة، والملفّ اللبناني الذي تضع فيه الرياض كلّ ثقلها من أجل ترسيخ الاستقرار، وتدعيم البيت الخليجي مع نجاحها في إعادة قطر إلى هذا البيت، ومواجهة الأخوان المسلمين ودعم مطلَق للقيادة المصرية، فضلاً عن مكافحة الإرهاب الذي يتصدّر أولويات المملكة ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب بالتأكيد على صورة الإسلام الذي جوهرُه الاعتدال.وفي موازاة الحدَث السعودي صَدّ الجيش اللبناني محاولات الإرهابيين إحداثَ ثغرةٍ إثرَ تضييق الخناق عليهم في جرود عرسال، فشهدَت منطقة تلة الحمرا أعنفَ المعارك التي استخدمَ فيها الجيش كلّ أنواع الأسلحة، حيث شارك في القتال فوجُ المجوقل وفوج الحدود البرّي. وقد حقّق الجيش إنجازاً نوعياً جديداً بتصَدّيه للإرهابيين ودحرِهم وقتلِه الأميرَ العسكري لـ”داعش” مع أمَراء عسكريين آخرين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى