هل يُسلّم المولوي للدولة؟ داود رمال
دخلت عدة ملفات أمنية حساسة في دائرة المعالجات الصامتة، والهدف كما يقول متابعون، هو الوصول الى نتائج عملية تفضي الى تكريس واقع من التنسيق بين المستويات المعنية، لبنانية وغير لبنانية، تمنع تحول دوائر جغرافية الى مصدر تهديد للميدان اللبناني بساحاته المختلفة.
وتتجه الأنظار الى مخيم عين الحلوة الذي تدور حوله من سنوات علامات ريبة كبيرة، وصولا الى معلومات وإثباتات عن حجم الخطر الذي يشكله هذا المخيم جراء تحوله الى ملجأ وحاضن لكل أنواع الخارجين عن القانون من أصحاب الجنح الى الجناية الى أخطر المطلوبين الإرهابيين المطلوبين للعدالة، بدءاً من احمد الأسير وأعوانه وليس انتهاء بالفار الآخر شادي المولوي وشريكه أسامة منصور.
لا يخفي مصدر معني «أن معالجة خطر مخيم عين الحلوة ستأتي في ذات سياق معالجة خطر غرفة الارهاب في سجن رومية، من حيث الارادة السياسية اللبنانية، والإجماع الفلسطيني واجب التحقق لنزع حالة التفلت الامني من المخيم وتوحيد المرجعية الامنية فيه، بحيث تتولى الجهات المعنية داخل المخيم حسم أي حالة تعرض الامن اللبناني للخطر ومن ضمنه أمن المخيم». وفي هذا السياق تأتي حركة مسؤولي الفصائل الفلسطينية في لبنان والتي يجري تدعيمها بموفدين يصلون الى بيروت كلما دعت الحاجة من رام الله وقطاع غزة. وزيارة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد تأتي في هذا السياق للدفع باتجاه توفير أفضل الظروف والسبل والوسائل للانتهاء من الحالات الشاذة داخل المخيم.
ويقول مصدر فلسطيني مسؤول إن «هناك إجماعاً فلسطينياً على ان لا تستخدم المخيمات الفلسطينية من أي جهة كانت لضرب السلم الاهلي في لبنان. لذلك فإن عيون الفصائل الفلسطينية والقوة الامنية المشتركة صاحية في مخيم عين الحلوة، وتعمل ليل نهار لمنع أي شخص من القيام بأي عمل أمني من المخيم الى خارج المخيم».
ويضيف «ان الفصائل الفلسطينية تتواصل مع الاجهزة الامنية اللبنانية بهدف توحيد الجهود والعمل لإيجاد حل لقضية شادي المولوي وغيره في الغرف المغلقة وبالتنسيق التام بين الجانبين الفلسطيني واللبناني بعيدا عن الإعلام».
ويؤكد المصدر الفلسطيني «ان هذا الأمر يسير على قدم وساق، وقريبا سيكون هناك حلّ لقضية المولوي، بحيث لا نعود نسمع عن وجوده في مخيم عين الحلوة».
هذه المعطيات تتقاطع مع أجواء لبنانية تفيد أنه «بعد التفجير الارهابي المزدوج في جبل محسن وسقوط أحجار الدومينو الارهابية بشبكاتها وانتحارييها في قبضة الجيش اللبناني، تحرك المستوى السياسي اللبناني وأبلغ الى من يعنيهم الامر بأنه لن يسمح، تحت أي مسمى، بتحول أي بقعة لبنانية الى مصدر تهديد للبنان، وان على القوى الفلسطينية الفاعلة التحرك لوضع حد لحالة التسيب المزمنة في بعض المخيمات، وتحديدا مخيم عين الحلوة الذي ثبت انه يؤوي الارهاب ويعيد تصديره الى المناطق اللبنانية والى خارج الحدود، بما يشكل تهديدا غير مسبوق للامن القومي اللبناني».
(السفير)