بقلم غالب قنديل

يمنيون ضد التقسيم والاستعمار

yamann

غالب قنديل

تواصل “حركة أنصار الله “زحفها الشعبي الثوري لإنقاذ اليمن وقد بلغت أمس فصلا حاسما ومهما أعطاه زعيم الحركة السيد عبد الملك الحوثي مضمونا واضحا وحاسما في كلمة تضمنت عرضا مفصلا للمراحل السابقة ولمسارالأحداث الأخيرة وعينت الهدف الأسمى وهو منع التقسيم وإسقاط خطط الهيمنة الاستعمارية.

اولا التصميم على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الذي تم توقيعه من قبل سائر الأطراف والقوى السياسية بعد انتفاضة أيلول الماضي هو الهدف المركزي وهذا الاتفاق يتضمن سلسلة من التدابير والخطوات الإصلاحية العملية التي تم تجاوزها وتحريفها على يد اجهزة السلطة وبالذات جهاز الرئاسة المؤتمن على سلامة التنفيذ وبالتالي يخضع الحوثيون توظيف حركتهم وقوتهم لسقف التفاهمات الوطنية التي تحفظ الشراكة بين جميع الأطراف ولا يرفعون شعارات فئوية أو حزبية ولا يبغون استئثارا بالقرار والحكم لا بالمعنى الجزئي أي في مناطق سيطرتهم ولا بالمعنى الأشمل أي حكم اليمن بل هم يتمسكون بمنطق الشراكة في إطار الدولة الوطنية ومؤسساتها التي يجاهرون بالدعوة لإصلاحها وإعادة بنائها عبرالاحتكام إلى الإرادة الشعبية .

لذلك لا يصح وصف الأحداث التي دارت في صنعاء بالانقلاب بل هي حركة شعبية لمنع الانقلاب على اتفاق السلم والشراكة الذي انتجته ثورة سبتمبر وهذا الاتفاق تجمع الأطراف اليمينة المختلفة على المطالبة بتنفيذه كما تكرر الجهات الدولية والأممية التاكيد عليه وحتى يوم امس صدرت نداءات بهذا المعنى .

ثانيا كان السيد الحوثي واضحا وحاسما في عرضه للوقائع وفي تقديم الموقف والخيار الذي تتبناه الحركة التي يتزعمها واللجان الشعبية الثورية التي تفرض توازنات جديدة ومتحولة في الميدان اليمني وتحظى بمساندة متزايدة في صفوف القوات المسلحة التي تشكل عصب الدولة الوطنية اليمنية .

في التشخيص إن ما يجري من عرقلة للحلول هو نتاج تخطيط استعماري تقوده الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لتثبيت الهيمنة الغربية على اليمن الذي يتصف بموقع استراتيجي حساس في مرحلة رسم وتشكيل الخرائط الكبرى والتوازنات على صعيد العالم والمنطقة ، اما الحكومات الإقليمية المتورطة في استعمال تنظيمي القاعدة والأخوان على الأرض اليمنية فهي ذاتها التي تلعب بالدماء في سورية والعراق أي حكومات تركيا وقطر والسعودية والغاية واضحة ومعروفة : تفتيت اليمن من خلال تضمين الدستور الجديد تقسيم البلاد إلى أقاليم يراهن المخططون على تاسيسها لمسار تناحري قبلي يمنع قيام دولة وطنية مركزية ليتسنى تحت ستار من الدماء والدخان والتناحر نهب نفط اليمن وخيراته من قبل شركات الغرب المسعورة وتمزيقه فلا تقوم فيه حكومة وطنية مركزية تملك التفويض والقدرة على حماية المصالح الوطنية للشعب اليمني وتجسيد تطلعاته.

ثالثا منذ صعود الحركة التي يقودها السيد الحوثي واستقطابها لتيار جماهيري كبير في مختلف انحاء اليمن ظهرت ملامح القلق على الغرب الاستعماري والحكومات التابعة في المنطقة وبالذات على الكيان الصهيوني وبدأ يشاع كثير من الكلام في تقارير صحافية غربية وصهيونية وخليجية عن علاقة الحوثيين بحزب الله وبإيران وعن خطوط قد تعبر اليمن لنقل السلاح إلى فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة وطبعا لم ترد واقعة واحدة في اطنان من المقالات والتقارير.

اليمنيون يعيشون حالة من الغليان والثورة ويقاومون الهيمنة الاستعمارية ومشروع تقسيم بلادهم وهم من غير أن يقوموا بأي عمل مباشر ضد إسرائيل يساهمون في هز منظومة الهيمنة الاستعمارية ومحورها الصهيوني وهنا بيت القصيد .

واقع اليمن يفضح حقيقة دور تنظيمي الأخوان وشبكة القاعدة كقوة احتياطية لمشاريع الاستعمار والصهيونية في المنطقة وهذا البلد يتقدم إلى نهضة جديدة لأن فيه قيادة ناضجة تعرف ما تريد وملتحمة بشعبها وهي تؤكد مجددا سعة الأفق ومرونة الوسائل وتواضع الأهدف مما يؤهلها لانتزاع انتصار كبير تتراكم مقدماته في الميدان وخطط الاعتراض والعرقلة التي ينفذها الغرب وعملاؤه قد ترفع الكلفة وتؤخر ساعة النصر اليمني الكبير لكنها لن تفلح في منع حدوثه فاليمن الجديد يرعب بيادق الاستعمار في الخليج وأفريقيا ويخيف الكيان الصهيوني وهذا كله يفسر تكالب جميع هؤلاء على الثورة الشعبية اليمنية وقيادتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى