من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : المقاومة تتابع وداع الشهداء وتجميع معطيات الردّ إسرائيل تخادع إيران: أخطأنا بتقدير “مكانة القتلى”!
كتبت “السفير”: تابعت قيادة المقاومة وجمهورها، أمس، تشييع الشهداء الذين سقطوا في الغارة الإسرائيلية على موكبهم في القنيطرة السورية، فيما شكّلت مراسم العزاء والتبريك التي أقامها “حزب الله” أمس، وتُستكمل اليوم، مناسبة لتظهير التفاف وطني حول المقاومة.
وبينما بقي كيان الاحتلال، على كل مستوياته، منشغلاً بتقدير طبيعة الردّ، وواصلت قيادة “حزب الله” الالتزام بالصمت المفتوح على كل الاحتمالات في تمديد لـ “حرب الأعصاب” المتقنة.. كسرت إسرائيل التكتم الذي أعقب الاعتداء، وأبلغ مصدر مسؤول فيها وكالة “رويترز” أن الجيش هو من نفّذ فعلا الغارة قرب القنيطرة، وأن إسرائيل لم تكن تعلم بوجود الجنرال الإيراني محمد علي الله دادي في المنطقة!
ونقلت الوكالة عن المسؤول الإسرائيلي قوله: لم نتوقع نتيجة كهذه لناحية مكانة القتلى، وبالتأكيد ليس الجنرال الإيراني. وأضاف: ظننا أننا نضرب وحدة ميدانية للعدو كانت في طريقها لتنفيذ عملية على السياج الحدودي. لدينا إنذار، وقد تلقيناه، ولاحظنا سيارة، وشخّصنا أنها سيارة معادية فأطلقنا النار. كان هذا عملاً تكتيكيا محدوداً بالإجمال. وشدّد المصدر على أن إسرائيل غير معنية بالتصعيد في المنطقة.
يحتمل هذا الاستدراك الإسرائيلي قراءتين:
الاولى، لا تأخذه على محمل الجدّ، وتجد فيه عذراً أقبح من ذنب، ومسعى للتمويه على الجريمة الموصوفة بكذبة، ذلك أنه من الصعب الاقتناع بأن العدو المعروف بقدراته الاستخبارية والعسكرية المتقدمة لم يكن يعرف هوية الأشخاص الموجودين في الموكب الذي جرى استهدافه في القنيطرة بعد رصد، وبالتالي فإن كل محاولة لاحقة للتخفيف من وطأة ما حصل هي خدعة لا يمكن أن تمرّ، مهما “تمَسكن” المصدر الإسرائيلي.
ويقود هذا الاستنتاج الى الافتراض بأن العدو الذي وجّه عبر ضربة واحدة رسائل الى “حزب الله” وإيران وسوريا في وقت واحد، يسعى الآن الى حماية ما يعتقد أنه “انجاز”، من خلال الدفع في اتجاه “لملمة” الموقف والحدّ من تداعياته، لاسيما أنه استشعر بخطر حقيقي، في ظل البلبلة التي تسود أوساطه تحت وطأة انتظار “الرد الحتمي” من قبل المقاومة.
أما القراءة الثانية لتصريح المصدر الإسرائيلي، فتميل الى تصديقه، آخذة بعين الاعتبار احتمال ان العدو لم يكن يعلم فعلا هوية أعضاء الموكب المستهدَف، وأنه على الأرجح تعاطى معه باعتباره تابعاً لـ “حزب الله” حصراً، وبالتالي فإن اسرائيل قررت تقديم إيضاحاتها في شأن ما جرى، ربما لتخفيف حدة ردّ المقاومة، ولتحييد إيران التي هددت أمس، بأن تكون العواقب وخيمة.
أياً يكن الأمر، فإن الأكيد هو أنه لن يكون بمقدور اسرائيل أن تعيد عقارب الساعة الى الوراء، وأن أي استدراك من قِبَلها لا قيمة له بعد سقوط الشهداء بكل ما يحملونه من رمزية معنوية وقيمة ميدانية.
وعليه، فإن الرد على اعتداء القنيطرة آت عاجلا أم آجلا، بعدما تكون المقاومة قد أنجزت تشييع الشهداء واستكملت تجميع المعطيات الميدانية، سواء بالنسبة الى كيفية حصول العدوان، أو بالنسبة الى طبيعة الرسالة الجوابية. وحتى لو كان المصدر الإسرائيلي يعني ما يقول عندما أشار الى أن اسرائيل لم تكن تعرف “مكانة القتلى”، فإن “حزب الله” ينطلق في ردّه المرتقب من مبدأ ضرورة عدم السماح بتعديل قواعد الاشتباك بمعزل عن هوية الشهداء.
تابعت الصحيفة، في المقابل، نقلت وكالة “فارس” الإيرانية للانباء أمس، عن القائد العام للحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري قوله إن سقوط هؤلاء الشهداء برهن على الحاجة إلى التمسك بالجهاد، “ويجب ان ينتظر الصهاينة صواعق مدمّرة”.
وأضاف: الحرس الثوري سيقاتل حتى نهاية النظام الصهيوني.. ولن ننعم بالراحة الى ان يتم القضاء على هذا المثال للرذيلة من الجغرافيا السياسية للمنطقة.
الديار : بري : الخطة الأمنية بقاعاً تنتظر القرار السياسي لا تغيير في جدول أعمال الحوار وموفد فلسطيني في بيروت
كتبت “الديار”: رغم الانشغال اللبناني في حادثة القنيطرة وتراجع الحركة السياسية الداخلية، فان الاجهزة الامنية عززت من اجراءاتها، وتحسبت لامكان استغلال التكفيريين للانشغال اللبناني بحادثة القنيطرة للقيام بعمل امني في بعض المناطق، عبر سيارات مفخخة او احزمة ناسفة. وقد دهمت القوى الامنية المزيد من مراكز اللاجئين السوريين، واعتقلت العديد من الاشخاص المتورطين في أحداث ارهابية كما عززت من مراقبتها لبعض المناطق، وخصوصا في مخيم عين الحلوة الذي شهد سلسلة تطورات امنية في الفترة الاخيرة دفعت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ارسال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان اللواء عزام الاحمد، الذي عقد سلسلة لقاءات في السفارة الفلسطينية في بيروت مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين في عين الحلوة. كما سيلتقي الاحمد عدداً من المسؤولين اللبنانيين لبحث الملف الامني في عين الحلوة، بعد المعلومات عن تزايد النشاط الارهابي في المخيم، والذي بات ملجأ للعناصر الارهابية وفي مقدمهم شادي المولوي واسامه منصور.
كما سيناقش الاحمد وضع حركة فتح بعد الاحداث الاخيرة، وحركة محمود عيسى “اللينو”، الذي تم فصله من الحركة، على خلفية علاقته بالقيادي الفلسطيني المفصول العميد محمد دحلان، علما ان اللينو زار مصر والتقى دحلان، وتم البحث في الوضع الفلسطيني في لبنان.
وقال الرئىس نبيه بري امام زواره ان “لا تداعيات لما حصل في القنيطرة على الحوار، خصوصاً ان هذا الحوار يركز على تحصين الوضع وتنفيس الاحتقان وقد نجح حتى الآن. واشار الى أن الجلسة الثالثة كما هو معلوم، جرى فيها البحث في الخطة الامنية وان لا تغيير في جدول الاعمال الا بعد الانتهاء من الملف الامني.
وجدد القول أمس امام وفد بقاعي ان الخطة الامنية في البقاع ستنفذ بحذافيرها ولا غطاء فوق احد.
الى ذلك، رأت المصادر الامنية ان انطلاق الخطة الامنية في البقاع الشمالي مسألة داخلية، ولا علاقة لما يحصل من اعتداء اسرائىلي على منطقة القنيطرة السورية بتحديد ساعة الصفر لهذه الخطة.
واوضحت المصادر ان الجيش والاجهزة الامنية الاخرى باتوا جاهزين لتنفيذ الخطة، مع ان الجيش موجود في كل المنطقة، ويقوم بتنفيذ ما هو مطلوب على الصعيد الامني. ولاحظت ان مسألة توسيع اهداف الخطة الامنية تنتظر القرار السياسي، لأن الاجهزة الامنية ملتزمة بتنفيذ ما تقرره السلطة السياسية، وتحديداً الحكومة.
البناء : المنطقة بين الزلزال والبركان من صنعاء إلى بيروت: قضيتنا مشروعة وسقفنا عال وخياراتنا مفتوحة العالم يحبس أنفاسه بانتظار “أنصار الله”… وكيف ومتى وأين سيردّ نصرالله؟
كتبت “البناء”: بينما العالم يحبس أنفاسه بانتظار البركان الذي سينفجر من جبهة الجولان أو جنوب لبنان، أو داخل فلسطين المحتلة أو أيّ مكان في العالم، رداً على سقوط شهداء المقاومة في غارة القنيطرة التي فرضت تغييراً في أولويات المنطقة والعالم، كما سيفرض الردّ عليها تغييراً في قواعد التوازنات والاشتباك في الصراع المفتوح بين المقاومة وكيان الاحتلال، جاء الزلزال اليمني، ليلاقي الجنوب الجنوب، فاليمن في الجغرافيا القديمة، فينيقيا الجنوبية، وجنوب الجنوب العربي، حيث سيطر الثوار الحوثيون على الدولة ومرافقها، بعد تدخل سعودي أوقف رئيس الجمهورية منصور هادي عن السير في تطبيق الاتفاقات التي تضمن الشراكة وتؤسّس لمرحلة دستورية جديدة، وتضمن تموضع اليمن على ضفة واضحة في الحرب على الإرهاب.
معادلة صنعاء بدت مثل معادلة بيروت، لا نريد الحرب لكننا لا نخشاها، والتراجع غير موجود في قاموسنا، ولأنّ القضية مشروعة فالسقوف مفتوحة، ولا خطوط حمراء.
اللاعبون الكبار، يحكم التواضع خطابهم وحركتهم، لكن أفعالهم هي ما يظهر أحجامهم، بينما الذين يكثرون الكلام، فخطواتهم بحجم أحقادهم، أصغر من أن تغيّر التاريخ أو تحكم الجغرافيا.
المنطقة ومعها العالم بين زلزال وبركان، بين فكي كماشة الجنوب والجنوب، وزمام المبادرة بين البحار الخمسة بيد قوى محور المقاومة، من البحر الأبيض المتوسط حيث المقاومة تمسك الدفة، إلى بحر قزوين والخليج حيث قائد الحرس الثوري الإيراني يقول: على “إسرائيل” أن تنتظر عاصفة مدمّرة، وصولاً إلى البحر الأحمر حيث تحركت البوارج الأميركية تهيؤاً لنقل الدبلوماسيين من سفارة واشنطن في صنعاء، إلى البحر الأسود حيث يرابط الأسطول الروسي بمدمّراته وسفنه الحربية المحملة بالصواريخ، وشحنات السلاح لكلّ من سورية والعراق وإيران.
كيان الاحتلال في حالة الذعر يحسب الاحتمالات والفرضيات ويحاول توقع السيناريوات، وفي المقابل يهيّئ الملاجئ والجبهة الداخلية، ويعمّ الاستنفار من الشمال إلى الجنوب ويشمل كلّ المرافق والمدن والمنشآت، بينما البورصة شهدت شللاً في تداول الأسهم، وأولى النتائج كانت سقوط مشروع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بوضع خطط استيعاب لعشرين ألف مهاجر من فرنسا توقع قدومهم تلبية لندائه بعد أحداث باريس، بينما تخشى المواقع الإعلامية الصهيونية في العالم موجات هجرة معاكسة قلقاً من حجم الردّ ونوعيته ومستواه، والأهمّ تداعياته التي قد تكون حرباً شاملة.
الصحافة “الإسرائيلية” التي ارتبكت بين التأييد والتحليل والتخوّف والقلق مع الإعلان عن عملية القنيطرة، بدأت تعترف بالأهداف الحقيقية للعملية وربطها بفشل مشروع الحزام الأمني الذي أرادت حكومة نتنياهو إقامته على حدود الجولان، كما قالت صحيفة “هآرتس”، التي كشفت أنّ هدف التدخل “الإسرائيلي” في جبهة الجولان كان تشكيل قوة تشبه “جيش أنطوان لحد” في جنوب لبنان قبل انهياره في عام 2000، ووصفت هدف العملية بالضغط على سورية وحزب الله لإخلاء المقاومة للمنطقة، بعدما بدأ مشروع “جبهة النصرة” يعيش ذات أمراض التآكل التي سبقت انهيار “جيش لحد”، بينما ذهبت الصحف الأخرى إلى توقع سيناريوات افتراضية لردّ المقاومة، وهي تعكس درجات الاستنفار في جيش الاحتلال والجبهة الداخلية، بعد مقارنتها بما جرى في حرب تموز 2006.
المقاومة التي واصلت تشييع شهدائها، وسط جمهورها الغاضب والمتطلع إلى الردّ المناسب، بدت كما في مثل هذه الأحوال بعيدة عن الانفعال، تأخذ وقتها، تدرس الخيارات والمواقف، واثقة بقضيتها المشروعة وحقها في الردّ بسقف عال، وتركت كلّ الخيارات مفتوحة.
من صنعاء كان السيد عبد الملك الحوثي يعلن باسم “أنصار الله”، بعد اكتمال سيطرتهم على وسائل الإعلام ومقرات رئاستي الجمهورية والحكومة، أنّ لا نية لاستهداف الرئاسات، وأن لا نية انقلابية، بل لا يزال الإصلاح هو الهدف، لكن القضية مشروعة والسقف عال والخيارات مفتوحة.
بينما يواصل حزب الله تشييع شهداء العدوان “الإسرائيلي” على القنيطرة، وتقبّل التبريكات باستشهادهم، رفعت طهران وتيرة الوعيد لـ”إسرائيل” بـ”عواصف مدمّرة” رداً على هذا العدوان. في حين تسيطر حال الذعر على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والشعبية “الإسرائيلية” من تداعيات خطيرة للغارة.
وفي السياق، أكدت مصادر مطلعة لـ”البناء” أنّ استهداف العميد في الحرس الثوري الإيراني محمد عليّ الله دادي في سورية، يستدعي مشاركة إيران حزب الله وسورية في الردّ على “إسرائيل”، مشدّدة على “أنّ الردّ لن يكون أحادياً إنما من محور المقاومة وهذا ما يثير القلق والذعر عند العدو”.
وشدّدت المصادر على “أنّ الوجود الإيراني في سورية هو وفق القانون الدولي، شرعيٌ، فهو خاضع لاتفاقية الدفاع المشتركة الموقعة بين البلدين”، لافتة إلى “أنّ إسرائيل لم تأخذ ذلك في الحسبان”، ورأت “أنّ الاستهداف الإسرائيلي للعميد الإيراني يعني فتح حرب مع إيران، بيد أنّ إسرائيل لا تريد فتح أي جبهة”.
وعلقت مصادر عسكرية لـ”البناء” على قول مسؤول أمني “إسرائيلي”: “إنّ إسرائيل لم تكن تقصد استهداف الجنرال الإيراني”، فأشارت إلى “أنّ هذا الكلام يأتي في خانة التخفيف من وطأة الخسائر، إلا أنّ ذلك لن ينفع”. ورجحت المصادر أن يكون الردّ على العدوان بفتح جبهة الجولان”.
الأخبار : المقاومة: الى الجولان در
كتبت “الأخبار”: لم تعد اتفاقية فضّ الاشتباك بين سوريا والكيان العبري الموقعة في 1974 ذات قيمة، مع التحوّلات الميدانية في الجنوب السوري. غير أن جريمة اغتيال شهداء المقاومة في القنيطرة الأحد الماضي، تبدو كلحظة الإعلان الفعلي عن عمل المقاومة في الجولان، الذي قطع أشواطاً من إعداد الأرضية والبيئة الحاضنة والقوّة المدربّة والجاهزة خلال العام الماضي، وأعلن عن قراره الرئيس السوري بشار الأسد ثمّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله . مع بدء المقاومة على أرض الجولان، تنتهي مرحلة الحرب خارج الأسوار والمقاومات الجزئية، وتبدأ مرحلة المقاومة الشاملة الاستراتيجية
في وقت لا تزال التحقيقات جارية عما إذا كانت الغارة على القنيطرة التي أودت بحياة ستة من كوادر المقاومة ناتجة عن خطأ ميداني وقع فيه الشهداء بتحركهم في منطقة مكشوفة للعدو، أم عن عمل استخباراتي موضعي. وبصرف النظر عن قوة الضربة التي تلقتها المقاومة، فإن النتيجتين الاستراتيجيتين الأهم اللتين أسفر عنهما العدوان، هما إطلاق صفّارة تحوّل الجولان منطقة مقاومة، وتوحّدها في العمل المقاوم مع جنوب لبنان.
الاعتداء على القنيطرة رافقته تطورات لافتة، أبرزها:
ــــ ابتعاد حزب الله، في النعي الرسمي للشهداء الستة، عن توصيف “شهداء الواجب الجهادي”، الذي رافق كل بيانات النعي لمن سقطوا في الأراضي السورية من عناصره. وفي هذا إشارة واضحة الى ان هؤلاء سقطوا في مواجهة العدو الاسرائيلي، ما يثبت صحة منطق الحزب بأن الحرب التي يخوضها في سوريا هي حرب مع اسرائيل وحلفائها، من دون التقليل من الخطر التكفيري، وهذا ما ستجري الافادة منه لاحقاً على المستويين المعنوي والعملاني.
ــــ أثبت الاعتداء وجود تدخل اسرائيلي مباشر وعلني في الجولان بعدما كان الأمر يقتصر على تقارير عن تدخل غير مباشر ودعم لوجستي ومعلوماتي ومعالجة جرحى والمشاركة في بعض عمليات القصف.
ـــ توسيع ما تسميه اسرائيل “الجبهة الشمالية” لتشمل، الى جبهة جنوب لبنان، جبهة الجولان أيضاً، وبالتالي تأكيد صحة منطق الحزب وحرصه على عدم السماح للعدو أو للتكفيريين بالفصل بينهما.
ـــ أعطى العدوان المقاومة مبرراً لاستمرار العمل مع السوريين (وهو ما بدأ بالفعل وقطع أشواطاً) لتهيئة بيئة سورية حاضنة وعملانية لانطلاق حركة مقاومة في الجولان، وهو سيسرّع الخطوات ويضاعفها في هذا السياق.
أما في ما يتعلّق بالردّ على الغارة، فقد بات محسوماً، والبحث الجاري هو في مكانه وفي توقيته الذي يفترض ألا يكون بعيداً. صحيح ان المقاومة لا تعمل وفق منطق الثأر العشائري، لكن الرد العسكري، والموجع، أمر حتمي لاعتبارات عدة تتعلّق بمعنويات جمهور المقاومة، وبفعل الاغتيال المتعمّد، والعلني، لكوادرها. والأهم، للأسباب الأساسية التي لها علاقة بمحاولة العدو تغيير قواعد الاشتباك شبه المتعارف عليها وفرض معادلات جديدة. وعليه، سيكون الردّ واضحاً وبيّناً.
وإذا كان اعلان حزب الله عن عملية اللبونة في آب 2013 استغرق شهوراً، والاعلان عن عملية شبعا في تشرين الأول 2014 استغرق ساعات، فليس مستبعداً أن يأتي الاعلان عن الضربة الموعودة مترافقاً مع تنفيذها هذه المرة.
إذاً، زمان الرد ومكانه وشكله موضع درس لدى قيادة المقاومة. وهو درس يأخذ في الاعتبار عناصر عدة من بينها وضع المقاومة نفسها، وظروف الجيش السوري، والداخل اللبناني، والواقع الاقليمي، واحتمالات الردّ على الردّ وامكان التدحرج الى حرب واسعة.
ومع الجهوزية التامة للمقاومة في مواجهة أي تدحرج، فإن التقدير الأولي أن الاسرائيلي ربما يكون مجبراً على بلع الردّ مهما كانت قساوته، لاعتبارات أميركية في الدرجة الأولى، تتعلق بالمفاوضات حول النووي الايراني بين واشنطن وطهران، من دون أن يحول ذلك دون استمرار حرب “الضرب تحت الحزام” القائمة بين الطرفين. وهنا يمكن إدراج المسعى الاسرائيلي باتجاه التهدئة أمس، عبر التصريح بأن اعتداء القنيطرة لم يكن يستهدف اغتيال العميد في الحرس الثوري الايراني، محمد علي الله دادي، وانه “كان يفترض أن تكون العملية تكتيكية محدودة”!
وفي هذا السياق، علمت “الأخبار” من مصادر سورية مطلعة أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني مرّ بدمشق قبل نحو عشرة أيام في طريقه الى بيروت حيث التقى قيادة المقاومة. وترافقت الزيارة مع ما نقل عن دبلوماسيين ايرانيين عن تقدّم كبير في الملف النووي، وأن واشنطن أبلغت حلفاءها في الرياض وتل أبيب بالأمر. وبصرف النظر عن النوايا الأميركية، فإن من يذهب الى اتفاق كبير على مستوى المنطقة، معطوفاً على تنسيق مع طهران ضد “داعش” في العراق على الأقل، ومعطوفاً كذلك على بدء الحديث عن ملامح حل سياسي في سوريا، لن يسمح للاسرائيلي بجرّ المنطقة الى حرب شاملة تطيح بهذا الانجاز الذي يعمل له باراك اوباما منذ ولايته الأولى.
أضف الى ذلك، على المستوى الميداني، إدراك تل أبيب، في ضوء ما كشفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أخيراً حول ترسانة المقاومة، أن الحرب مع الحزب ليست نزهة صيفية في ظل عشرات آلاف الصواريخ الدقيقة والمتطورة التي يملكها، ولا يمكن أي مشروع انتخابي داخلي في اسرائيل أن يتحمّلها. أما على المستوى السياسي، فلا مصلحة اسرائيلية في حرب تعيد لحزب الله مكانته عربياً، وتعيد الصراع في المنطقة الى جوهره، في ظل التوتر المذهبي المريح للدولة العبرية.
في التقدير ــــ أيضاً ــــ حول مكان الردّ، أعطى الاسرائيليون، بعدوانهم على الأراضي السورية، المقاومة ذريعة للرد من الجبهة نفسها، من دون إغفال بقية الجبهات. ناهيك عن أن الداخل اللبناني سيكون أكثر تقبّلاً لضربة على الجبهة السورية قد تبقي لبنان في منأى عن تبعاتها، ولا تطيح بأجواء التواصل والحوار مع بقية الأطراف السياسية.
النهار : خطة البقاع تنطلق بـ”كاتم للصوت” حكومة “الرؤساء” تَقبَل بترشيح سفراء
كتبت “النهار”: ينصبّ الاهتمام الرسمي، وحركة الاتصالات التي تسبق جلسة مجلس الوزراء غدا، على اقناع الاطراف المشاركين في الحكومة، بتأكيد التزام لبنان مجددا مضمون القرار 1701، والتزام سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة، في ضوء التطورات الميدانية في القنيطرة، والكلام الاخير للسيد حسن نصرالله عن البحرين.
وشدد مصدر وزاري لـ “النهار” على ان أي خلاف سياسي داخل الحكومة سيعرّض الامن للاهتزاز، اذ ثمة جهات عدة تنتظر الفرصة المناسبة للتلاعب بالاستقرار الذي وفرته الحكومة، بدعم من الافرقاء المتحاورين على أكثر من جبهة.
واذ تنطلق الخطة الامنية للبقاع بخطوات “هادئة ومتتابعة”، وبغطاء سياسي وفره “حزب الله” و”أمل”، وعبر عنه الرئيس نبيه بري، تأمن رفع غطاء عن كل المرتكبين، وقد يتيح للبعض الفرار في اتجاه الاراضي السورية أو الاستسلام الى القوى الامنية اللبنانية.
وعلمت “النهار” ان الخطة الامنية في البقاع التي تأجلت فجر الاثنين الماضي بسبب تداعيات الغارة الاسرائيلية على القنيطرة في الجولان بدأ تنفيذها أمس الثلثاء. وأتى هذا التطور بعدما منح مجلس الوزراء الغطاء السياسي في جلسته الخميس الماضي وتبلّغ الوزراء الساعة الصفر للتنفيذ أي فجر أول من أمس. وقالت مصادر وزارية لـ”النهار” ان التأجيل كان لـ24 ساعة فقط وما يحصل الآن هو تطبيق الخطة بـ”كاتم للصوت”. وأوضحت ان الخطة وخصوصاً في البقاع الشمالي تحظى أيضا بغطاء من القوى الفاعلة في المنطقة لا سيما منها “حزب الله” وحركة “أمل”، وقد سبق لفاعليات البقاع الشمالي من عشائر ورؤساء بلديات ومخاتير وتجمعات مدنية ان زاروا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام للمطالبة بفرض سلطة الدولة وتجنيب المنطقة أعمال سرقة السيارات وخطف المواطنين وتهريب مطلوبين لدى العدالة، خصوصا ان الخارجين على القانون إستغلوا إنشغال “حزب الله” بالحرب السورية فضاعفوا ممارساتهم مما هدد بجعل المنطقة بؤرة أمنية متفلتة. ويجري تنفيذ الخطة على يد الجيش بالتنسيق مع قوى الامن الداخلي.
ورد الوزير غازي زعيتر على ما يقال عن الخطة الأمنية عبر “النهار”: “لا غطاء لدى حركة أمل وحزب الله لنرفعه فنحن لا نغطي أحداً، ولا ضوء اخضر للقوى العسكرية لأنها هي التي تضع الضوء الأخضر أو الأحمر”.
من جهة أخرى، تولي القوى الامنية اللبنانية مخيم عين الحلوة ومخيمات اخرى اهتماماً خوفا من تحولها تجمّعات لارهابيين وفارين من وجه العدالة، وتالياً منطلقا لعمليات ارهابية.
وقد وصل الى بيروت عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” والمشرف على قيادة” فتح” في لبنان اللواء عزام الاحمد قادما من رام الله في مهمة معقدة هذه المرة للقاء المسؤولين السياسيين والأمنيين اللبنانيين من اجل تطويق ذيول زجّ مخيم عين الحلوة في اي صراع او اقتتال بعد المعلومات التي أكدتها الدولة اللبنانية عن وجود المطلوبين شادي المولوي وأسامة منصور في المخيم، حيث تخشى الاوساط الأمنية اللبنانية القيام بعمليات أمنية في جوار المخيم تستهدف مقار أمنية ورسمية لبنانية وعربية ودولية.
المستقبل : الرهان على استمرار النأي اللبناني عن الأتون الإقليمي.. وحوار عين التينة يُستأنف الإثنين إسرائيل بين تحذيرات “الأنفاق” وتقديرات “عدم التصعيد”
كتبت “المستقبل”: بينما تمر الساحة الداخلية بلحظات ترقّب مشوب بالحذر خشية أي “دعسة ناقصة” في حقل الألغام الإقليمي تشعل فتائل النيران السورية والإيرانية على الجبهة الجنوبية، تتواصل الدعوات والجهود الوطنية في سبيل قطع الطريق على أي منزلق يتهدد المركب اللبناني من خلال اعتماد الحوار العازل للخلافات الاستراتيجية على مستوى المنطقة عن التحديات الراهنة والداهمة على المستوى الداخلي وفي مقدمة رهاناته وأهدافه تبريد الاحتقان المذهبي وتحصين الأمن الوطني. وفي هذا السياق، علمت “المستقبل” أنّ حوار عين التينة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” سيستأنف اجتماعاته الاثنين المقبل وعلى جدول أعمال جولته الرابعة استكمال ما سبق بحثه ومناقشته خلال الجولة السابقة من بنود مندرجة في إطار عملية تعزيز أواصر الاستقرار الأمني في البلد. أما على الجبهة المقابلة، فيسود الاستنفار الإسرائيلي على الحدود الشمالية مع لبنان تحسّباً لأيّ ردّ مباغت من “حزب الله” انتقاماً لقيادييه والقياديين الإيرانيين الذين سقطوا في غارة القنيطرة في الجولان، على أنّ الإعلام الإسرائيلي توزّع الأدوار في هذا المجال بين نقل تحذيرات عسكرية من إمكانية تنفيذ الحزب “عملية مفاجئة عبر الأنفاق في الجليل الأعلى أو الغربي”، وبين إشاعة معلومات تفيد أنّ “تقديرات شعبة الاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أنّ “حزب الله” غير معني بالتصعيد” راهناً.
اللواء : غيوم حرب في المنطقة .. وجعفري يهدّد إسرائيل بعواصف مدمّرة مجلس الوزراء غداً: إدانة الإعتداء الإسرائيلي والتمسك بعدم تعريض إستقرار لبنان للخطر
كتبت “اللواء”: في اليوم الثاني لتشييع “حزب الله” شهداءه وتقبل التعازي، بقي الحديث يدور ليس حول ردّ الحزب أين وكيف ومتى، ولكن حول ما إذا كانت منطقة الشرق الأوسط مقبلة على حرب جديدة تتخذ من الاعتداء الجوي الإسرائيلي ضد وحدة قتالية من حزب الله والحرس الثوري الايراني، كانت في طريقها لعقد اجتماع في منزل في “مزرعة الأمل” في الجولان السوري، في اطار المواجهة في تلك المنطقة الواقعة قرابة الخط الفاصل بين القنيطرة المحررة ومناطق الاحتلال الاسرائيلي في ما تبقى من الجولان السوري.
الصمت بقي سيّد الموقف، في ظل تعميم لقيادة حزب الله على كادرات الحزب بعدم الخوض في الخيارات المتاحة، واعتبار الأمر متروكاً فقط لتقدير القيادة، بعد أن ينتهي الحزب من دفن الشهداء وتضميد الجراح، ودراسة كيف سيكون الرد، مع العلم أن مصادر أمنية رفيعة كشفت بأن الحزب منهمك حالياً في التحقيق عن ظروف وقوع الاعتداء، أكثر من التفكير بالرد على إسرائيل، على اعتبار ان الغارة كشفت عن اختراق حصل ربما في صفوف الحزب أو في الجانب الإيراني، من دون استبعاد احتمال تسريب انتقال الموكب في ثلاث سيّارات بلا تمويه أو احتياطات امنية في ظل تحليق مُكثف لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية.
الجمهورية : برّي: الخطة الأمنيَّة ستُنفّذ بحذافيرها ولا بندَ سواها في الحوار الإثنين
كتبت “الجمهورية”: على رغم المشهد اليمني في الساعات الأخيرة وسقوط القصر الرئاسي في صنعاء في يد المسلحين الحوثيين، ما استدعى جلسةً طارئة لمجلس الأمن الدولي، ظلّ الاهتمام الدولي والإقليمي والمحَلّي منصَبّاً على رصد تردّدات الغارة الإسرائيلية على بلدة القنيطرة السورية، والتي اعتبرَتها الأمم المتحدة انتهاكاً لاتّفاق فضّ الاشتباك، في وقتٍ تعاظمَ حجم مخاوف إسرائيل من ردّات فعل انتقامية لـ”حزب الله” على اغتيالها ستّة كوادر عسكرية من “الحزب” وستة إيرانيّين آخرين.
في انتظار أن يضع الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله في إطلالته قريباً النقاط على الحروف، وبعد اتّساع دائرة التكهّنات والسيناريوهات حيال طبيعة الردّ وحدوده، واصلَ الحزب تشييع شهدائه على وقع هتافات المشيّعين بالولاء لخط المقاومة، وأكّد النائب نواف الموسوي أنّ “المقاومة على جهوزية كاملة للتعامل مع العدوّ على النحو الذي يحوّل عملية الاغتيال من نصرٍ يمكن أن يوظّفه مرشّح للانتخابات إلى عارٍ يتكرّس على جبينه بل إلى عنوانٍ لهزيمته، لأنّ ما مِن مسؤول إسرائيلي سَلك درب المواجهة مع المقاومة إلّا وكان مصيره زاوية سوداء من التاريخ، فذاك ايهود اولمرت يشهد وها هو بنيامين نتنياهو سيشهد بذلك”.