إخفاقاتنا: سيفر بلوتسكر
«أي دولة ترغب في أن تخلفها لأولادك»، سألني النائب يئير لبيد.
بالنسبة لي هذا سؤال بسيط مستعد أنا لان اعطيه جوابا بسيطا. أنا اريد أن اخلف لاولادي اسرائيل مضمونة المستقبل: دولة ليس فيها (على الاقل) 1.6 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر وليس فيها (على الاقل) 2.6 مليون غير مواطنين فلسطينيين يعيشون تحت خط الاحتلال. وسأكون هادئا جدا اذا ما خلفت لاولادي البلاد مثلما هي اليوم، ولكن فقط بدون هذين الثقلين الفظيعين على ظهرها: بدون احتلال وبدون فقر. ولكل ما يتبقى لا أقلق كثيرا. أنا قلق من ظواهر سلبية عديدة، ولكنها لا تقض مضجعي أو مضجع زوجتي. أو أبنائنا، كما نحن مقتنعان كلانا، سيدبرونها وسيتدبرون امورهم معها.
الفساد في اسرائيل؟ ظاهرة مخجلة ومغيظة، ولكنها ليست أعمق وأكثر انتشارا عندنا من دول متطورة وكثيرة وطيبة. فرنسا فاسدة اكثر من اسرائيل، امريكا اكثر، ايرلندا اكثر، ناهيك عن ايطاليا. اسعار الشقق في اسرائيل؟ عالية جدا ولكن لا توجد دولة متطورة واحدة لم تمر في العقود الاخيرة بدورتين على الاقل من الصعود والهبوط في السكن. اسرائيل هي الاخرى مرت منذ وقت غير بعيد بمثل هذه الدولة بسلام، وستجتاز ايضا الدولة الحالية بسلام.
المنافسات في اسرائيل؟ في جداول المنافسات الدولية، مكاننا لا بأس به. يمكن ان نحسنه؛ الموضوع مطروح لمعالجة خبراء التسويق والمستثمرين الجريئين. التعليم متردٍ؟ بالتأكيد مشكلة وطنية، قابلة للحل بوسائل اقتصادية وتشغيلية معروفة. اذا تولى وزير التعليم التالي ولايتين متواصلتين، ولم يتغير كل سنتين، سيكون لاولادنا وأولاد اولادنا مدارس افضل في كل أرجاء البلاد. تغيير ديمغرافي مهدد؟ الان مهدد أقل بكثير: فالزيادة الطبيعية لدى العائلة اليهودية غير الاصولية من الطبقة الوسطى تزداد بسرعة. أولادنا يقيمون هنا نظام اولويات جديد. ميزانية الدفاع؟ لا تزال كبيرة ومع ذلك اخف بكثير مما كانت في بداية القرن. التقاعدات؟ خبراء من الـ OECD يثنون على منظومة التقاعد في اسرائيل بصفتها واحدة من المنظومات الناجعة، السخية والمتساوية في الغرب. العجوزات المستقبلية يمكن حلها من خلال مساواة سن الاعتزال للنساء والرجال، مثلما هو متبع تقريبا في كل دولة غربية. هذا لقرار أولادنا.
قائمة الظواهر في حياة الدولة التي تحتاج إلى اصلاح كهذا او ذاك لا تزال طويلة، وظواهر اخرى تبرز كل بضعة اشهر. لا بأس. أنا أثق باولادي؟ لا شك عندي بانهم سيواجهونها بنجاح. فكل هذه المشاكل لا شيء – نعم، لا شيء – أمام المصاعب الاقتصادية، الاجتماعية والوجودية التي اضطر جيلي إلى التصدي لها. اضطر ونجح. ونحن أقل كفاءة بكثير من أولادنا.
ومع ذلك فشلنا، فشلا ذريعا يضع الانجازات في الظل: نحن نوشك على أن نخلف لاولادنا دولة مصابة بالفقر والاحتلال. هذان هما الورمان الخبيثان اللذان يعرضان مستقبلها للخطر. السيفان المعلقان فوق رؤوس أولادنا وفوق رؤوس احفادنا، سيف يتشابك وسيف آخر. ونحن فشلنا، حتى الان، في ازالتهما.
«هذه حرب على الدولة»، يكتب لبيد في سياق رسالته الموجهة، «على صورتها وهويتها». صحيح، على صورتها وهويتها وليس على غلاء المعيشة ولا على وباء السماسرة. لان زوجتي وأنا واسرائيليين كثيرين جدا مثلي يريدون أن يخلفوا لاولادهم دولة لا تسيطر على شعب آخر وليست غير مكترثة لفقرائها، لن نكف عن الكفاح لانهاء الاحتلال وانهاء الفقر. كل ما تبقى هام، وليس حرجا. عابر، وليس جوهريا. مغيظ، ولكن ليس استثنائيا ولا يهدد هوية اسرائيل، صورتها ومستقبلها.
سألت أيها النائب يئير لبيد أي دولة نريد أن نخلفها لاولادنا، فهاك الجواب: دولة عادية مع مصاعب عادية.
يديعوت