من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : “لعبة النار” تُغرق العدو بهواجس الرد وساحته وتوقيته الجبهة تتمدّد إلى الجولان بالدم .. و”معادلات مغنيّة”
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الحادي والأربعين بعد المئتين على التوالي.
للقلب السحري لوالدة عماد مغنية، كما لوالده، أن يُعْفِيَ الناسَ من الكلام والعزاء.
وللكلمات السحرية يخاطبون بها الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله أن تختصر قضية المقاومة. هما من جيل لم يُكتَب له فخر الشهادة، لكنهما غالبَا العمر، فإذا بهامتَيهما لا تشبهان إلا هامات الكبار. سقط جهاد وفؤاد وعماد. “لم يبقَ لنا أولادٌ نقدمهم شهداء. أعذرْنا يا سيدَ المقاومة، فلقد جاء دورُ جهاد الأصغر وباقي الأحفاد”.
إنها المرة الرابعة التي يقف فيها أبو عماد وأم عماد في موقع التبريك والعزاء. الضاحية نفسها. القبضات والحناجر نفسها. العنوان نفسه. إنها المرة الرابعة التي سيجد فيها السيد حسن نصرالله نفسه خطيبًا في منبر الشهداء، وذلك بعد إنجاز الترتيبات المتعلقة بالتحقيقات في جريمة القنيطرة ووداع الشهداء وصوغ قرار الرد الذي اتخذ منذ اللحظة الأولى، على أن يبقى التنفيذ رهن الميدان.
بالأمس، شيعت الضاحية الجنوبية لبيروت و “حزب الله”، جثمان الشهيد المقاوم جهاد مغنية إلى جوار والده الشهيد عماد مغنية (“الحاج رضوان”) في روضة الشهيدين، ومن المقرر أن يُشَيَّعَ، اليوم، جثمان الشهيد محمد أحمد عيسى (“أبو عيسى”)، في بلدته عربصاليم، على أن تُحَدَّدَ مراسمُ تشييع الشهداء علي حسن إبراهيم (“إيهاب”)، عباس إبراهيم حجازي (“السيد عباس”)، محمد علي حسن أبو الحسن (“كاظم”) وغازي علي ضاوي (“دانيال”) بعد اكتمال الإجراءات اللازمة، فيما أعلن “حزب الله” عن تقبل التعازي والتبريكات بالشهداء الستة في مجمع الإمام المجتبى في الحدث اليوم وغدًا من الثانية بعد الظهر ولغاية الخامسة عصرًا.
وكان لافتًا للانتباه الاتصال الذي أجراه رئيس الحكومة تمام سلام، أمس، بالمعاون السياسي للأمين العام لـ “حزب الله” الحاج حسين الخليل وقَدَّمَ خلاله التعازي باسمه وباسم الحكومة إلى قيادة “حزب الله”. وتلقت قيادة الحزب سيلًا من اتصالات التعزية والتبريك من عدد كبير من الأحزاب والشخصيات اللبنانية والعربية والإسلامية.
ولليوم الثاني على التوالي، ظل السؤال متمحورًا حول ما بعد عملية القنيطرة، وأية قواعد اشتباك ستنتج منها، ما هي طبيعة رد المقاومة اللبنانية، في أية ساحة وفي أي توقيت، وبأي أسلوب، هل بالأمن أم بالعسكر أم بهذا وذاك؟
عمليا، هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها “حزب الله” عن استهداف مقاوميه بالنار الإسرائيلية على أرض سوريا في سياق استهداف عسكري مباشر (وليس أمنيًّا على طريقة استهداف الشهيد عماد مغنية).
إذًا، صارت “الجبهة” واحدة من الناقورة إلى القنيطرة، ولعل أبلغ إشارة إلى ذلك تعمد الإسرائيليين تسريب اسم أحد المقاومين (ابو علي طباطبائي) بوصفه المستهدف بالهجوم، وهو ممن كان يجري تداول إسمهم دائما في الإعلام الإسرائيلي بصفته مسؤولًا عن “كل” الجبهة الشمالية.
وعلى قاعدة “وحدة الجبهة”، يمكن للمقاومة أن تضع معطيات جديدة، أبرزها أنه من حقها أن ترد في الجولان السوري المحتل، ما دام استهداف المقاومين حصل على هذه الأرض، غير أن ذلك يستوجب الانتقال إلى أسئلة من نوع آخر، يتجاوز “الحق” إلى دور كل أطراف “الجبهة” في الرد، وهنا، لا بد من سؤال سوري محوري حول المصلحة والقدرة على تحمل مواجهة من هذا النوع، وماذا إذا تدحرجت الأمور وإلى أين يمكن أن تصل؟
زد على ذلك أسئلة أخرى مرتبطة بتقصد “الحرس الثوري” الإيراني، للمرة الأولى، الإعلان عن استشهاد العميد محمد علي الله دادي، أحد مستشاري قائد “فيلق القدس” الجنرال قاسم سليماني للشؤون السورية، وهل ينطوي ذلك على رسالة معينة انطلاقًا من كلام السيد نصرالله الأخير عبر شاشة “الميادين” بشمولية رد “المحور” على أي اعتداء إسرائيلي في سوريا، وهل تجد إسرائيل نفسها أمام احتمال رد ثنائي، خصوصًا أنها جعلت نفسها والمنطقة أمام سيناريو “حافة الهاوية”؟
حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يكن “حزب الله” قد أنجز تحقيقه الذي سيجيب على الكثير من الأسئلة سواء حول طبيعة الشخصية المستهدفة، بمعزل عن أهمية من سقطوا بالصاروخين (وبينهم قائد القطاع الشهيد محمد عيسى) وهل حصل خطأ تقني ـ أمني (من نوع الإعلان المسبق عن زيارة المجموعة) أم حصل خرق أمني كبير (عملاء على الأرض)، خصوصًا أن العملية سبقها ورافقها تحليق مكثف للطيران المروحي والحربي الإسرائيلي في سماء المنطقة المنزوعة السلاح، وعلى بعد نحو 500 متر من أحد مراكز “الأندوف”، أي أن الموكب ربما كان قيد الرصد قبل وصوله إلى المنطقة؟
الضربة أكثر من موجعة لـ “حزب الله” الذي يعتبر الرد عليها “بمثابة تحصيل حاصل”، ولكن إذا كان للعملية الإسرائيلية ظروفها وتوقيتها وأسلوبها، فإن الرد “له ظروفه وتوقيته وأسلوبه والسيد نصرالله سيطل، لكن التوقيت غير محسوم، فلقد كان مقررًا قبل العملية أن يتحدث في احتفال الذكرى السابعة لاغتيال الشهيد عماد مغنية في 16 شباط المقبل، أما الآن، فقد صار مرجحًا أن يتحدث في احتفال مركزي يجري التداول بإقامته في الضاحية يوم الأحد المقبل”.
في غضون ذلك، لم يصدر عن إسرائيل أي اعتراف رسمي بعملية القنيطرة، فيما انشغلت الصحافة الإسرائيلية بتقديم تحليلات حول أبعادها وتداعياتها، فوصفها بعض المعلقين بأنها “لعبة نار” و “مجازفة خطيرة”، وذهب المراسل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل إلى حد اعتبار العملية “حدثًا دراماتيكيًّا” قد يقود إلى تصعيد شامل، مشيرًا إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي “ترى أن “حزب الله” سوف يرد وإن كان ليس معلومًا بعد مستوى الرد”.
الديار : اسرائيل خرقت قواعد اللعبة والمقاومة قد ترد من القنيطرة باتجاه الاراضي المحتلة الحرس الثوري ينعي العميد علي دادي والديار تنشر نبذة عن تاريخه
كتبت “الديار”: قبل الغارة الاسرائيلية على القنيطرة شيء ومسار، وبعد الغارة شيء ومسار آخر، وبالاحرى نهاية مرحلة وبداية مرحلة من الصراع بين العدو الاسرائيلي وحزب الله مفتوحة على كل الاحتمالات من رأس الناقورة حتى حدود الاردن وما بينهما الجولان المحرر والقنيطرة.
الغارة الاسرائيلية على القنيطرة غيّرت قواعد اللعبة بتاتاً، والرد قد يكون من الارض السورية المحررة باتجاه الاراضي المحتلة.
الاعتداء الاسرائيلي قلب المعادلة، وتحول الصراع على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة من المواجهة غير المباشرة الى المواجهة المباشرة، وكما كانت المقاومة ترد على اي اعتداء اسرائيلي على الجنوب بشكل مباشر، فلها الحق اليوم ان ترد على اي اعتداء اسرائيلي من خلال الجولان وبشكل مباشر، وما يطلق على الحدود الشمالية مع اسرائيل باتت تعني اليوم ليس فقط حدود جنوب لبنان بل الحدود السورية مع العدو الاسرائيلي، وبالتالي باتت رقعة الرد من المقاومة اوسع من الجنوب لتصل الى الجولان وما بعده.
الرد على الهجوم الاسرائيلي على القنيطرة آتٍ، والتوقيت سيفاجيء العدو، وكثيرون يتساءلون هل ان الحزب سيرد على الحماقة الاسرائيلية؟ والجواب هو حتماً سيكون هناك رد، لكن طبيعة الرد وزمانه ومكانه تحددها المقاومة التي ستثبت للعدو انها هي من يحدد قواعد الاشتباك والصراع معه وبتوقيتها.
وحسب قيادي في حزب الله فان الوقائع الميدانية على الارض السورية وبعد الغارة الاسرائيلية في القنيطرة وما قبلها، اكدت ان الحرب في سوريا هي بين سوريا والمقاومة مع حلفائهما من جهة، وبين اسرائيل والنصرة وداعش مع حلفائها، وبالتالي الصراع بين محورين، وان التدخل الاسرائيلي المباشر في الحرب جاء ليدعم حلفاء اسرائيل من النصرة وداعش اصبحت اللعبة واضحة ومكشوفة مع العدو الاسرائيلي.
وتوقع القيادي في حزب الله ان يكون هناك احتفال مركزي للشهداء سيحدد الحزب موعده في الايام القادمة، وان السيد حسن نصرالله ستكون له كلمة في المناسبة.
وحسب المصادر، فان الجميع ينتظرون ما سيقوله السيد حسن نصرالله وكذلك الدول العربية والاوروبية التي تنتظر كلمته، بعد ان بدلت العملية الاسرائيلية قواعد اللعبة في المنطقة كلها، حيث تجاوزت اسرائيل كل الخطوط الحمراء واسقطتها.
فالغارة الاسرائيلية اعطت الذريعة والمبرر لحزب الله للرد على العملية من القنيطرة ومن المكان نفسه الذي استشهد فيه مقاتلو حزب الله، وكما ان اسرائيل التي غيرت قواعد الاشتباك فمن حق الحزب ان “يغيّر” قواعد الاشتباك، وعلى اسرائيل ان تنتظر الرد.
واضافت المصادر ان الشهيد محمد علي دادي له دور بارز في الحرس الثوري الايراني، وهو من كبار الضباط وقائد فيلق الغدير في محافظة يزد في جنوب ايران، وان الشهيد محمد عيسى له دور قيادي في حزب الله وتحديداً في منطقة القنيطرة التي استشهد فيها، اما الشهيد جهاد مغنية فهو نجل الشهيد القائد عماد مغنية ومن هنا تكمن رمزية استشهاده، اما الشهداء الآخرون فهم مجاهدون ابطال سقطوا في الغارة لكن ليس لهم اي دور قيادي كما حاول اعلام العدو وقادته مع حلفائه ان يعمموا ان مجموعة قياديين من الحزب قد سقطوا في الغارة واعتبروا ذلك انتصاراً كبيراً لاسرائيل، انما الحقيقة عكس ذلك مطلقاً.
وتابع المصدر ان الحزب عندما دخل الى سوريا كان يعرف انه سيسقط له الشهداء والقادة وان السيد حسن نصر الله قال في احد خطاباته، “لو ادت التطورات ان اذهب انا شخصيا الى سوريا سأذهب، وبالتالي فان الاسرائيليين يحاولون اعلان انتصار وهمي لا اكثر لكن الرد سيكون قاسيا وسيمنعهم من القيام بهكذا مغامرات في المستقبل.
البناء : المقاومة تشيّع شهداءها وتستعدّ مع جمهورها للمواجهة… و”إسرائيل” تنتظر الإعلان عن الشهداء في دمشق وبيروت وطهران يربك العالم تل أبيب افتتحت مواجهة تخطف الأضواء عن الحرب على الإرهاب
كتبت “البناء”: العالم كله سيحبس أنفاسه مع مرور ذكرى أسبوع على سقوط شهداء المقاومة في عملية القنيطرة، الذين شيّع منهم أمس الشهيد جهاد عماد مغنية، ويشيّع اليوم الشهداء الخمسة الآخرون، والتوقعات تدور حول إطلالة محتملة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الأسبوع، ليبدأ بعدها العدّ العكسي لردّ يبدو حتمياً وبحجم يعادل تأكيد المعادلات التي أعلنها السيد نصرالله، والتي جاءت العملية الإسرائيلية للردّ عليها، وهنا كان لافتاً كلام رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان عن اتجاه إلى تغيير قواعد اللعبة مع العدو وفرض قواعد جديدة للاشتباك، ما يعني احتمال دخول المنطقة في درجة عالية السخونة، يصير احتمال الانزلاق للحرب فيها من جانب “إسرائيل” تحدياً بين تجرّع مرارة الردّ أو التهوّر والمخاطرة بالهزيمة الكاملة، التي يجمع المحللون العسكريون الإسرائيليون على اعتبارها النتيجة الحتمية لأيّ اشتباك مفتوح على احتمال الحرب الشاملة.
اللافت في قراءة المحللين للوقائع، واستقراء طبيعة الردّ، هو أنّ الإعلان عن الشهداء والعملية، في دمشق وبيروت وطهران تخطى ما كان في الماضي القريب بمثابة خطوط حمراء للقيادتين السورية والإيرانية وقيادة المقاومة، وكان يمكن تفادي الإعلان عن الغارة كاستهداف للمقاومين، وحصرها إعلامياً باستهداف مواقع سورية مدنية من جانب دمشق، ونعي شهداء المقاومة كشهداء المعارك في الداخل السوري، وتجاهل إيران لنعي شهيدها العميد في الحرس الثوري، ويبدو أنّ الحساب الإسرائيلي قام على هذه الفرضية، أيّ أنّ تفادي “إسرائيل” إصدار أيّ إعلان رسمي عن العملية، لترك مضمونها كرسالة يحقق أغراضه من دون التدحرج نحو التصعيد، فيرتضي محور المقاومة المساومة ويلتزم الصمت في المقابل، فجاءت مفاجأة الإعلان بالطريقة التي تقول إنّ سورية وإيران والمقاومة كمحور مقاومة في جبهة الجولان معاً، وإنّ العملية منحتهم فرصة إشهار هذا التواجد المتلازم، وهذا أول الحصاد الإسرائيلي من العملية، التعامل مع الوجود المقاوم لحزب الله والحرس الثوري على جبهة الجولان كأمر واقع منحته فرصة الإشهار والشرعية كأمر واقع لم يعد بحاجة إلى مبرّر وجود، فالأمر ترجمة لقرار سبق وأعلنه الرئيس السوري بشار الأسد بعد عملية جمرايا قبل عام أنّ جبهة الجولان ستفتح أمام المقاومين.
الإعلان كما تمّ يعني جاهزية لقرار كبير بردّ لن يكون تقليدياً ولا مجرّد انتقام، بل ردّ بحجم تغيير معادلات، وأول هذا التغيير هو الخسارة التي مُني بها الغرب وفصائل القتال في سورية ضدّ الجيش والدولة، فالغرب خسر الأضواء التي كانت مسلطة على عنوان عالمي واحد هو الحرب على الإرهاب ودماء ضحايا باريس لم تجفّ بعد، لتخطف الأضواء مخاطر التصعيد بين المقاومة و”إسرائيل” صدارة المشهد الإقليمي والدولي، ويسيطر القلق من مخاطر حرب إقليمية تخلط الأوراق، تسبّبت بها العملية الإسرائيلية وربما صار صعباً تفادي التدحرج نحوها، والفصائل التي تقاتل الجيش السوري تحت عنوان إسلامي، ظهرت كمجرّد طابور خامس “إسرائيلي” مكشوف، فهي تطعن في الظهر من يقفون قبالة العدو الأول لشعوب المنطقة وما تمثله “إسرائيل” في الوجدان الديني للمسلمين والمسيحيين، وصار التعاون القائم عبر جبهة الجولان بين “جبهة النصرة” والاحتلال، استحضاراً لدور جيش العميل أنطوان لحد في جبهة جنوب لبنان قبل التحرير في العام 2000.
بينما تستمرّ على الحدود بين لبنان وسورية وفلسطين المحتلة، حال الحذر والترقب لتداعيات العدوان “الإسرائيلي” على القنيطرة في الجولان، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال التأبيني لشهداء الحزب الستة الأسبوع المقبل للحديث عن العدوان وموقف الحزب منه.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”البناء” أنّ السيد نصر الله سيعلن موقفاً واضحاً من العدوان، لجهة أنّ حزب الله يحتفظ بحق الردّ في المكان والزمان وكيفية الردّ، موضحة أنّ أيّ تحديد لوقت الردّ هو غير دقيق ويدخل في إطار التكهّنات، فلا يعقل أنّ عملية اغتيال بهذه الطريقة، أدّت إلى استشهاد ضباط كبار في المقاومة وعميد إيراني، أن يردّ عليها في اليوم الثاني أو الثالث بصاروخ”، مشدّدة على “أنّ الردّ لا بدّ أن يوقع الألم الشديد في صفوف العدو، وبالتالي لا بدّ أن يصيب كوادر عسكرية متقدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وهذا يحتاج إلى وقت”.
واعتبرت مصادر أخرى لـ”البناء” أنّ “العدوان الإسرائيلي استهدف كامل محور المقاومة، فهو وقع على الأرض السورية واستهدف لبنانيين وإيرانيين وسوريين، ما يعني أنّ المحور بكامله هو المستهدف. ولفتت إلى أنه “أمام هذا الاستهداف فإنّ الردّ لن يكون بقرار من أحد المكوّنات منفرداً، إنما من قبل المحور بكامله”. وشدّدت على “أنّ مواجهة إسرائيل سترتقي من العمل المنفرد إلى العمل الجماعي، وستكون لذلك تداعيات هامة على الصعيد الميداني والاستراتيجي على حدّ سواء”. وأكدت المصادر أنّ “توقيت الردّ سيبقى طيّ الكتمان لدى المعنيين حتى تنفيذه، فمن الخفة بمكان أن يعلن شيء لجهة تحديد الزمان والمكان والوسيلة والمدى”.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن عن استشهاد العميد محمد علي الله دادي في الغارة “الإسرائيلية”خلال تفقده وعناصر حزب الله منطقة القنيطرة السورية والإطلاع على حجم الدعم الذي تقدمه “إسرائيل” للجماعات الإرهابية ومعاينة الاعتداءات “الإسرائيلية” اليومية على مواقع الجيش السوري في تلك المنطقة. في وقت شيّع الحزب وجماهير المقاومة الشهيد جهاد عماد مغنية في موكب حاشد إلى روضة الشهيدين. وأمّ رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد الصلاة على جثمان الشهيد وسط حضور سياسي وقيادي وحزبي عسكري وإعلامي محلي وإقليمي ودولي قبل أن يُوارى في الثرى إلى جانب والده القائد الشهيد عماد مغنية وإخوة السلاح. إلى ذلك يشيّع حزب الله اليوم الشهيد محمد أحمد عيسى “أبو عيسى” في بلدته عربصاليم، كما تتحضر بلدات جنوبية أخرى لتشييع عدد من الشهداء.
وقدم رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني في رسالة وجهها إلى السيد نصر الله التعازي بشهداء حزب الله. وقال لاريجاني: “إن هذه الجريمة المروعة تظهر مرة أخرى التواطؤ بين المجموعات الإرهابية والكيان المحتل للقدس في الهجوم على محور المقاومة وغضبهم من التنامي المتزايد لحزب الله في مختلف الميادين”.
الأخبار: العدو كما أهل المقاومة: ترقّب للردّ الأكيد
كتبت الأخبار: الجميع في حال ترقب. وإذا كان العدو في قلق إزاء ما يتوقعه من رد فعل المقاومة على جريمة الاغتيال في القنيطرة السورية، أول من أمس، فإن جمهور المقاومة يعيش حالة ترقب. لكن الواضح أنها، أيضاً، حالة استعداد لتحمل المسؤولية إزاء ما يجب القيام به رداً وردعاً للعدو.
أمس، أمضى الجميع يوماً في متابعة تفاصيل الجريمة. جهات معنية عملت على التدقيق في تفاصيل التفاصيل. تحقيقات ضرورية تجرى الآن لفحص كل ملابسات حركة المقاومين قبل وصولهم الى النقطة التي تعرضوا فيها للقصف بالصواريخ. وهو فحص له وقته وأشكاله. وفي جانب مواز، ثمة فحص لنيات العدو من وراء هذه الضربة اللئيمة، وعن أي هدف كان يبحث، وإلى أي نتيجة كان يريد الوصول، وهل وصل فعلاً الى هدفه أم لا؟
وفيما كانت بيروت تشيّع الشهيد جهاد مغنية، ابن القائد العسكري الراحل عماد مغنية، وعائلات بقية الشهداء تنجز الترتيبات لتشييعهم اليوم في أكثر من منطقة، أعلنت طهران، رسمياً، استشهاد جنرال في الحرس الثوري خلال العدوان نفسه، قالت إنه كان مستشاراً عسكرياً لدى الحكومة السورية.
العدو بقي صامتاً على المستوى الرسمي. وتولت الرقابة العسكرية منع خروج أي معلومات من شأنها رفع سقف الاتهام. لكن وسائل الاعلام لم تكن قادرة على تجاهل حالة القلق التي تسود الاوساط السياسية والعسكرية والامنية. وكل النقاشات تركزت حول طبيعة الرد، لكن أياً منها لم يخرج بأي إضافة نوعية عمّا قيل في الساعات التي تلت الجريمة. إلا أن كثافة التعليقات، واستمرار ورود معلومات خاطئة على لسان المراسلين، دلّا على حالة من التوتر تعكس نقصاً في التقدير حول المرحلة المقبلة، وإن كان بعض الاصوات دعا الى ترقب ردّ حزب الله حتى يتبين حجم الحماقة التي ارتكبت.
وفيما لزم حزب الله الصمت، وتداول الجمهور أخباراً غير دقيقة عن مواقف ستصدر عن قيادة الحزب في الساعات المقبلة، فإن أي أمر لم يتقرر على هذا الصعيد. كما أن من الصعب، بل من غير المسبوق، أن يعرف الجمهور مسبقاً خطوات الحزب المقبلة. فكيف وطبيعة الجريمة تحتاج الى هدوء للتدقيق والتفكير في الخيارات المقبلة؟ غير أن الأمر المؤكد، كما بات واضحاً في صفوف الحزب وجمهوره، أن الرد آت، بل إن هناك من وصف اللحظة الراهنة بأنها تمثل «لحظة المنعطف».
ومع أن المقاومة بقيت مشغولة في تحضيرات وترتيبات خاصة بتشييع الشهداء وتقبّل التعازي في أكثر من مكان، إلا أن الجميع يتصرف على أساس أن «المقاومة غير ملزمة بإعطاء أي إشعار حول الوقت الذي تحتاج إليه لاتخاذ القرار» على حدّ قول معنيين قالوا إن «المقاومة ليست مضطرة إلى بحث أي اجتهادات من جانب العدو أو الآخرين. وهي تعرف أنها معنية برد يتناسب مع حجم الجريمة، ولها وحدها حق التقدير حول الكيفية والتوقيت».
وما رفع منسوب التوتر لدى العدو، إعلان طهران المباشر عن استشهاد ضابط إيراني كبير الى جانب مجاهدي المقاومة. وفي ذلك رسالة واضحة الى العدو بفتح صفحات جديدة في الحساب المفتوح مع إيران ومحور المقاومة. فكيف إذا أضيفت الى ذلك تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين عن حتمية ردّ المقاومة.
وسجلت أمس درجة أعلى من الاستنفار العسكري والامني عند العدو، شمل كل مناطق الجليل والحدود مع لبنان والجولان المحتل، إضافة الى إجراءات خاصة بسكان المستوطنات لمنعهم من القيام بتحركات تعرضهم لاحتمال الأسر من قبل المقاومة. وترافق ذلك مع نشاط ملحوظ لقوات «اليونيفيل» التي اهتم ضباط كبار فيها، أمس، بالسؤال نفسه: كيف وأين ستردّ المقاومة؟.
النهار : ردّ “حزب الله “خارج الأراضي اللبنانية” تحرّك أميركي فرنسي لضبط النفس
كتبت “النهار”: تأرجح لبنان الرسمي والسياسي امس بين مخاوف من تداعيات فورية غير محسوبة للعملية الاسرائيلية في القنيطرة والتي أدت الى مقتل ستة من كوادر “حزب الله” بينهم جهاد عماد مغنية واستبعاد لهذا الاحتمال اقله في اللحظة الراهنة على خلفية انطباعات تؤكد أن الحزب سيرد على هذه الضربة من دون امكان الجزم بطبيعة الرد وحجمه ومكانه وتوقيته.
ووصفت مصادر مقربة من “حزب الله” لـ”النهار” العملية الاسرائيلية في القنيطرة بأنها أدخلت المنطقة في منعطف خطير وهو التدخل الأكثر وضوحاً لإسرائيل على خط الازمة السورية. أما عن رد “حزب الله” على العملية فقالت المصادر: “واهم من يعتقد ان الرد سيكون عبر الاراضي اللبنانية وما يؤكد هذا التوجه هو عدم اعطاء التعليمات لعناصر المقاومة على الحدود مع فلسطين المحتلة برفع جهوزيتهم”. ورجحت ان يكون الرد “خارج الاراضي اللبنانية”. اما في شأن ما تردد عن كلمة للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فأوضحت انه لم يكن هناك توجه لإلقاء هذه الكلمة لكن ثمة مناسبات قريبة سيتحدث فيها الامين العام.
وفي الواقع لم تسجل امس على الحدود الجنوبية مع اسرائيل مظاهر استثنائية مع ان عمق الجانبين الحدودين يشهدان استنفارا على أعلى درجات الاستعداد والاستنفار. ولعل ما بدا لافتا هو ان الجيش الاسرائيلي أوقف تسيير دورياته في المنطقة الملاصقة للشريط الشائك على الحدود.
وفي غضون ذلك، شيع “حزب الله” أحد أبرز قادته الذين سقطوا في القنيطرة جهاد مغنية ابن القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية وذلك في مأتم حاشد في الضاحية الجنوبية. كما ينتظر ان يقام مأتم حاشد اليوم في عربصاليم للقائد البارز الآخر محمد عيسى والاربعة الآخرين في بلداتهم الجنوبية.
وفيما بدا ان تداعيات الضربة الاسرائيلية حركت شبكة اتصالات ومشاورات كثيفة داخليا بعيدا من الاضواء لتدارك الوضع الناشئ وانزلاق لبنان الى متاهة شديدة الخطورة، بدت الأوساط الوزارية منقسمة حيال طبيعة المرحلة التي قد تعقب هذه الضربة. وعلمت “النهار” ان الاتصالات الداخلية التي جرت في الساعة الـ 48 الأخيرة لم تفض الى أجوبة واضحة لجهة رد “حزب الله” أو عدم رده على الغارة الجوية الاسرائيلية في هضبة الجولان. لكن ذلك لم يحل دون إجراء اتصالات واسعة تولاها رئيس الوزراء تمام سلام من أجل حماية لبنان من تداعيات هذا الحدث. وتزامناً، كما علمت “النهار”، بادرت واشنطن وباريس الى القيام بتحرك ديبلوماسي مشترك كي يمارس الاطراف المعنيون سياسة ضبط النفس، علما ان هذا التطور جاء بعد محادثات واعدة أجراها وزيرا خارجية الولايات المتحدة الاميركية وايران جون كيري ومحمد جواد ظريف في فرنسا في شأن الملف النووي. ورأت مصادر مواكبة لهذا الحدث انه ليس مستبعدا ان تكون الغارة الاسرائيلية قد هدفت الى توجيه رسائل على خلفية التقارب الاميركي – الايراني في زمن الانتخابات الاسرائيلية.
اللواء : ردّ حزب الله: بين إستقرار لبنان وردع إسرائيل إجماع وطني على إدانة العدوان وضبط النفس.. وجلسة رابعة من حوار عين التينة الإثنين
كتبت “اللواء”: يشيع حزب الله اليوم القيادي الشهيد محمّد أحمد عيسى (أبوعيسى) في بلدته عربصاليم، كما سيتم تشييع الشهداء الأربعة الآخرين في الخيام والغازية وعين قانا، بعدما كان شيع أمس جهاد عماد مغنية في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية لبيروت، على وقع هتافات الحزب المعتادة “الموت لاسرائيل” و”الموت لاميركا”، وسط مشاهد حزن غير مسبوقة وذرف الدموع على الشهداء، وارتفاع نبرة التحدي والدعوة إلى الثأر من إسرائيل.
وفيما تركزت الأنظار على ما يمكن ان يكون عليه ردّ “حزب الله” إزاء الاعتداء غير المسبوق بتوقيته وحجمه، والذي وصف بأنه موجه الىايران وحزب الله، نسبت وكالة “فرانس برس” إلى ما وصفته بمعلومات موثوق بها ان ستة عسكريين ايرانيين قتلوا في الهجوم الصاروخي، وبينهم أحد أبرز مساعدي “لواء القدس” في الحرس الثوري الإيراني العميد محمّد علي الله دادي.
الجمهورية : الترقّب سيّد الموقف و”حزب الله”: سنردّ ونُواصل الحوار
كتبت “الجمهورية”: الحديث عن دخول لبنان والمنطقة في مرحلة جديدة بعد عملية القنيطرة يشكّل مبالغةً في التوقّعات، لأن لا مصلحة لكلّ الأطراف الأساسية بالدخول في مواجهة مفتوحة تقلب المشهد الحالي رأساً على عقِب، من إيران وإسرائيل وصولاً إلى سوريا و”حزب الله”، ما يجعل ردّ الحزب لا يخرج عن الإطار الأمني المتوقّع في سياق الحرب الأمنية المفتوحة بين الطرَفين، وبالتالي المخاوف والتخويف من حرب إقليمية أو حرب على غرار العام 2006 في غير محَلّه، باعتبار أنّ ظروف المرحلة واللاعبين تحول دون ذلك. وفي هذا الوقت نشَطت الاتصالات السياسية والديبلوماسية لتجنيب لبنان أيّ مواجهة في سياق هذه الحرب المفتوحة، خصوصاً أنّ العملية حصلت على الأرض السورية، فضلاً عن عدم رغبة “حزب الله” وسائر القوى الداخلية والخارجية المؤثّرة في لبنان في هزّ الاستقرار الداخلي وإطاحة الحوار وزعزعة الحكومة.
يسود الترقّب الساحة اللبنانية والاسرائيلية ممزوجاً بقلق عارم، لمعرفة طبيعة ردّ “حزب الله” على الاعتداء الإسرائيلي الاخير في بلدة القنيطرة السورية، والذي أسفر عن استشهاد ستة عناصر من الحزب، وستة عناصر من “الحرس الثوري الايراني” كما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر قريب من الحزب.
وفي انتظار ان يتوضّح موقف الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في ذكرى اسبوع الشهداء، كما موقف إسرائيل التي لاذت بالصمت، وأبقت على حالة التأهب القصوى على الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، تحسباً من ردّ محتمل للحزب، ونشرت مزيداً من قواتها على الحدود الشمالية مع لبنان، على ان يجتمع اليوم كل من المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الامنية والسياسية ورؤساء السلطات المحلية في شمال اسرائيل للبحث في تطورات الوضع على الحدود الشمالية وتقييم الموقف امنياً واستخبارياً.
في هذا الوقت، اكدت ايران استشهاد احد قادتها العميد محمد علي الله دادي في الغارة الإسرائيلية على سوريا، واوضح بيان صادر عن العلاقات العامة لـ”الحرس الثوري” انّ دادي الذي كان يتولى قيادة “فيلق الغدير”، كان متواجداً في سوريا في مهمة استشارية لدعم الحكومة والشعب السوري لمواجهة الارهابيين التكفيريين – السلفيين”.