يوم جديد قديم: ناحوم برنياع
استيقظ حزب العمل أمس على يوم جديد – وكشف بانه ليس جديدا جدا. فمن فاز فاز؛ ومن خسر خسر. والسؤال المقرر هو كيف ستؤثر النتائج على الحسم في صناديق الاقتراع بعد شهرين. بشكل عام التأثير صفري: قلة يتذكرون من في القائمة ولماذا. وسواء كان خيرا أم شرا، فان الناخبين ينظرون إلى رأس القائمة – وإلى حالة الارتباط بين هرتسوغ ولفني.
حملة الانتخابات هي حملة طويلة، فيها صعود وهبوط. وكل حدث يترك اثره، كل محطة على الطريق تترك طابعها. ما يتبقى في الذاكرة من الانتخابات التمهيدية في الليكود هو فشل الفايغليين: الليكود يصل إلى صندوق الاقتراع مع صورة اقل دينية وأقل استيطانية؛ ما سيبقى على ما يبدو من التمهيدية في العمل هو الصعود الدراماتيكي في عدد النساء في القائمة ومكانهن. وسيتعزز الانطباع أكثر حين تضيف لفني امرأتين من جانبها في المكانين المخصصين لها، على حدود الواقعي. واذا كانت حركة ما للناخبين من اليمين إلى اليسار، ومشكوك جدا أن تكون، فهي ستكون حركة الناخبات.
ان الارتباط بين هرتسوغ ولفني، من اليوم فصاعدا المعسكر الصهيوني، يحتاج على عجل إلى مناويل تريختنبرغ ليمنح وزنا وعمقا لجدول الاعمال الاجتماعي ويهديء من روع الناخبين الذين يخشون على وضع الاقتصاد. وتجتذب الوعود المتزلفة لجمهور الناخبين الشباب من مصوتي «يوجد مستقبل في الماضي» ولكنها تخيف الاخرين.
جدال مشوق بدأ على ملء الشاغر العلمي. في هذه اللحظة، فان الأمني الوحيد في القائمة هو عومر بارليف. هو عقيد في الاحتياط، قائد وحدة «سييرت متكال» الخاصة سابقا وعضو لجنة الخارجية والأمن. السؤال هو اذا كان هذا كافيا، وهو يؤدي إلى سؤال آخر أوسع: هل توجد على الاطلاق حاجة إلى فرق أو لواء، وهل يوجد للجنرالات اليوم قوة انتخابية. أمام هرتسوغ ولفني توجد ثلاث امكانيات: شاؤول موفاز، عاموس يديلين ولا أحد. موفاز كان وزير دفاع ورئيس اركان. وهو يضيف بعدا صقريا، جذابا، لقائمة حمائمية صرفة؛ نقيصته هي مشاداته الخطيرة مع لفني التي صورت وسجلت وستبث من جديد اذا ما وعندما يضم إلى القائمة. عاموس يديلين كان رئيس قيادة سلاح الجو ورئيس شعبة الاستخبارات. اسمه معروف للجمهور تقريبا مثل اسم موفاز. وهو غير معني بمقعد في الكنيست، وهكذا فانه يسهل ضم تريختنبرغ.
مهما يكن من أمر، فان المتفائل جدا وحده يمكنه أن يؤمن بان مندوبي المعسكر الصهيوني سيكونون في الحكومة التالية رئيس وزراء، وزيرة خارجية، وزير مالية ووزير دفاع في نفس الوقت. واذا كان ضم جنرال لا يجدي في صندوق الاقتراع وغير ضروري في اليوم التالي، فما المعنى.
حركة القذائف
لم تبدأ حملة الانتخابات بعد: ليس حقا. على الرغم من ذلك، يمكن ان نبدأ برسم الخطوط لصورتها.
المنافسة على ما يبدو ستكون داخل الكتل. في غياب حركة حقيقية من كتلة إلى كتلة، فان التطلع سيكون للوصول إلى عدد أعلى قدر الامكان من المقاعد في داخل الكتلة. فالرئيس سيعين رئيس الحزب الاكبر، سيقول نتنياهو للناخبين المترددين بينه وبين بينيت؛ الرئيس سيعين رئيس الحزب الاكبر، وكذا سيقول هرتسوغ ولفني للمترددين بينهما وبين لبيد، بينهما وبين ميرتس. لفني اتخذت هذه الخطوة بنجاح قبل ست سنوات. وقد نقلت مقعدين – ثلاثة مقاعد من العمل وميرتس إلى كديما، وقفت على رأس الكتلة الاكبر، ومع ذلك لم تنجح في تشكيل حكومة.
القذائف التي ستطلقها الاحزاب ستوجه ظاهرا من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين. البيت اليهودي سيصور منتخبي العمل كخونة – وقد سبق أن فعل ذلك، في الشبكات – والعمل سيصور منتخبي الاحزاب اليمينية كفاسدين، ظلاميين، فئويين، وربما ايضا خوافين من الحرية الجنسية. أما اطلاق القذائف من جهة إلى اخرى فيستهدف تآكل القوائم في الوسط واعادة الناخبين في داخل الكتلة إلى ديارهم.
في مرحلة معينة ستبدأ المشادات داخل العائلة. العمل ضد ميرتس، ميرتس ضد العمل؛ لفني ستقول: إما بوجي أو بيبي؛ زهافا غلئون ستقول: هم سيركضون كالارانب إلى حكومة الوحدة الوطنية. نتنياهو سيقول: التصويت لبينيت هو تصويت لليسار؛ وبينيت سيقول: نتنياهو سيقيم حكومة مع اليسار.
المعسكر الصهيوني (أولم يتمكنوا هناك من ايجاد اسم اكثر نجاحا؟) ينبغي أن يوجه اساس ناره إلى بينيت وحزبه. وفي حالة ان كانت دعاية الانتخابات ناجعة، فالمنفعة ستكون مزدوجة. اخراج مصوتي الاجواء ولا سيما المصوتين الشباب، من محيط البيت اليهودي إلى محيط الوسط – اليسار، وتعزيز بينيت لدى مصوتي اليمين الصرف، على حساب الليكود. ينبغي لهذا ايضا أن يكون نهج لبيد، سواء اخوة أم لا. كحلون سيعالج الليكود. فالانتقاد على الليكود هو جانبه الاقوى.
مستطلع حزب العمل، ستانلي غرينبرغ، يدعي بان الاستطلاعات العميقة التي يجريها نتنياهو تبين بان وضعه بين الجمهور اسوأ مما يتخذ من صورة في وسائل الاعلام. وهو يضيف قليلا جدا من القوة لليكود. ويبدأ الوضع في الاقتراب من نقطة الدرك الاسفل لنتنياهو، عشية هزيمته في انتخابات 1999. وحتى آذار يحتمل أن يصبح عبئا.
نتنياهو يتنافس مع الارقام بعمل صعب. هذا الاسبوع ركض من مناسبة تصوير إلى اخرى، في باريس وفي القدس. وفي خطابه في الكنيس في باريس تكبد عناء تمجيد مشاركته في عملية طائرة سابينا قبل 43 سنة، وسقوط أخيه في عنتيبه قبل 39 سنة، وكل ذلك من اجل طمس ذكريات بينيت من خدمته العسكرية في وحدة مجيلان.
وبدلا من الطيران عائدا إلى البلاد، بقي ليلة اخرى في رويال مانسو من أكثر الفنادق أبهة في باريس، هو وحاشيته الكبرى، فقط كي يزور في الغداة الرصيف امام المحل التجاري ويقول بضع كلمات لكاميرات القنوات الإسرائيلية.
كل الاحترام لروحه القتالية. ولكن خسارة أن هذا يجري على حسابنا.
نقتالي بينيت يقف امام تحدٍ من نوع آخر: ينبغي أن يقنع ناخبين شبانا، علمانيين ومتدينين، بان الرفاق شبه الاصوليين، شبه الكهانيين في قائمته هم أحلى شباب وصبابا. اوريت ستروك تخبأ تحت تنورة آييلت شكيد.
أمس، عندما نشرت النتائج التمهيدية في البيت اليهودي، بذل جهد هائل لتسويق انجاز شكيد كدليل على أن الحديث يدور عن قائمة علمانية – دينية، تستحقها كل نفس في اليمين. هذا ليس الواقع.
بينيت هو رجل تسويق كفؤ جدا، بيبي مع بعد تكنولوجي. ولكن حتى هو سيجد صعوبة في الاقناع بان دعوة اوري ارئيل هذا الاسبوع ليهود فرنسا الفزعين للاستقرار في المستوطنات هي خطوة ذكية. وهذا فقط مثال، بالطبع. بينيت تلوى حين طلب منه ان يشرح تعابير الكراهية من اعضاء قائمته للمثليين. فالخوف من الحرية الجنسية والصبابا لا يسيران معا.
الحملة الوحيدة الناجحة حاليا، هي حملة «يوجد مستقبل». يوجد هناك ترتيب، يوجد مال ويوجد رجال. باقي المقرات لم تنتظم بعد. يوجد فيها الكثير من مقدمي المشورات والقليل جدا من العمل.
وأخيرا، ليبرمان. هو يبدأ الانتخابات في حساب مدين كبير. خلافا لتحقيقات الماضي، فان تحقيق الشرطة الحالي لا يهاجمه بل يهاجم كل حزبه. المبنى ينهار: الناس يذهبون، وأشخاص جدد لا يسارعون إلى المجيء. كيف حالك، سألته عند قصر الاليزيه هذا الاسبوع. «ليس جنة عدن»، قال وذهب، وأنا لا ادري اذا كان يقصد الاحداث في باريس أم التحقيقات في 443. ربما الجهتين.
يديعوت أحرونوت