نصرالله : اللعبة انتهت والقواعد تغيرت
غالب قنديل
عرض سماحة السيد حسن نصرالله في حواره الشامل مع قناة الميادين جملة من الوقائع والمعطيات ورسم صورة للتوازنات المتحولة في المنطقة برمتها وأعلن عن معادلات جديدة موجها رسائل كثيرة في غير اتجاه دوليا وإقليميا .
اولا المقاومة ضاعفت قدرتها وبات لديها من السلاح أقصى ما يمكن للعدو تخيل انه وصل إلى أيدي المقاومين الذين يواصلون عملهم ليل نهار على جبهة الصراع الأولى دون كلل ولا يشغلهم عنها أي شأن آخر على الإطلاق في المنطقة والعالم وما تخيل الصهاينة انهم عطلوا وصوله إلى حزب الله بغاراتهم الأخيرة على سورية موجود لديها منذ عام 2006 … صح النوم وإسرائيل عاجزة عن كسب أي حرب ضد لبنان.
ثانيا اللعبة انتهت في سورية فالدولة المقاومة التي يقودها الرئيس بشار الأسد صمدت في وجه العدوان وباتت جميع دول العالم والمنطقة تسلم بهذه الحقيقة وبسقوط اوهام الإسقاط والحصيلة : الرئيس الأسد هو من يصنع الحلول وهو ضمانتها والحل يتطلب تفكيك منصات العدوان الإقليمية وهذا امر يستدعي إلزام الدول المتورطة بدعم الإرهاب بالكف عن إرسال المال والسلاح والمسلحين عبر الحدود والمعتدون على سورية يحرقون أيديهم وليس أصابعهم فحسب ، ومعطيات الميدان السوري تشير إلى انهيار كبير في قدرات الجماعات المسلحة التابعة للغرب وللسعودية لصالح هيمنة داعش وجبهة النصرة وكلاهما مدعومتان ومحتضنتان من تركيا .
ثالثا قواعد اللعبة تغيرت والمقاومة جاهزة في حال أي عدوان صهيوني على لبنان لتحقق وثبة داخل فلسطين المحتلة إلى ما بعد الجليل وفي الجولان مقاومة شعبية سورية يدعمها حزب الله بالخبرات والقدرات ومحور المقاومة معني بالرد على العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف سورية وفي أي وقت يمكن للمحور ان يتخذ قرارا بردع العدوان والذهاب إلى مواجهة كبرى يعد لها العدة وقيادة حزب الله تعطي وزنا مهما للعمل المشترك مع جميع قوى المقاومة الفلسطينية بدون استثناء واضعة في الحساب مثل هذا الاحتمال .
رابعا الولايات المتحدة تخوض حرب احتواء في وجه داعش وهي لا تريد إنهاءها والتقدم الحاصل في مجابهة الإرهاب على أرض العراق وسورية هو ناتج الجهود والقدرات الوطنية للدولتين والشعبين فحكومة العراق تشكو من حرمانها السلاح والذخائر وتعطيل الاتفاقات المبرمة مع الولايات المتحدة ولولا المساعدة الإيرانية لما تحقق شيء مما انجزته القوات المسلحة ووحدات الحماية الشعبية العراقية اما سورية فجيشها وشعبها يقاومان الإرهاب التكفيري وتسيطر الدولة على مناطق الثقل السكاني .
خامسا عصابات التكفير الإرهابية لا تحظى باحتضان شعبي بفعل طبيعتها وتكوينها وسلوكها الإلغائي البربري وهذا يصح في جميع دول المنطقة وخصوصا في سورية والعراق وهو ما يؤشر إلى وضع جديد سيرتب نتائج مهمة في معادلات الصراع .
سادسا في المشهد الإقليمي إيران تتقدم وتطور من دورها الرئيسي عبر تمسكها باستقلالها الوطني وهي لا تقبل بأي تفاوض حول قضايا المنطقة بالتداخل مع التفاوض لتكريس حقها الطبيعي في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية والسعودية متراجعة والولايات المتحدة على مفترق التسويات بعد فشل الحروب خصوصا ضد سورية حيث شرعت الاعترافات بسقوط الرهانات تظهر في العلن وليس فقط في الكواليس والمقاومة ترحب باستعادة مصر لدورها القومي الكبير .
سابعا السلطة في البحرين أدارت ظهرها لجميع المبادرات والمساعي الهادفة لدفع وتشجيع حوار وطني داخلي مع معارضة شعبية وطنية سلمية صمدت في وجه البطش والقمع الدموي ولا تدخل هناك لحزب الله او لإيران بل حرص على حل سياسي سلمي ينهي الأزمة .
ثامنا حركة انصار الله في اليمن حركة شعبية وطنية تعبر عن مصالح الشعب اليمني وعلاقة حزب الله بها هي علاقة اخوة وشراكة في التطلعات الاستقلالية والعربية وخصوصا حول قضية فلسطين ولا صحة للكلام عن دور لحزب الله هناك .
تاسعا لا علاقة ولا اتصالات بين حزب الله وتنظيم الأخوان المسلمين وفي حال حسن الظن ان قيادة الأخوان كانت لا تريد إثارة تحفظ بعض الجهات وخصوصا السعودية وحكومات الغرب والولايات المتحدة عبر العلاقة بالحزب في السنوات الأخيرة .
عاشرا في لبنان متمسكون بدعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية والحوار مع المستقبل يكرس حالة الاستقرار ويتيح توحيد الجهود في حماية لبنان من خطر الإرهاب التكفيري وحين نبحث في الرئاسة سيكون ردنا هذا يناقش مع العماد ميشال عون المرشح الرئاسي الذي يدعمه فريقنا.
أوجز السيد نصرالله في حواره المتدفق حصاد أربع سنوات من المواجهة ويصح القول إن حديثه كان أقرب إلى خطاب عن احوال الأمة او تقرير شامل في وجوه الصراع بين شعوب الشرق والحلف الاستعماري الصهيوني … و اللعبة انتهت !.