الثلاثي العابث: ران أدليست
الويل، كم ضحكنا، الويل، كم هو هذا الضحك على حسابنا. رئيس الوزراء نتنياهو، انحشر إلى الصف الاول مثل آخر زعران النبأ الرئيس من خلف مراسل الاخبار. بما في ذلك التلويح القيصري للجماهير المشجعة.
الويل، كم ضحكنا حين رأينا بعيون محدقة مناورات التباكي على نمط تشارلي تشبلن في الطابور إلى الباص. الويل، كم أن هذا الضحك كان على حسابنا. حسن لو كانت هذه العروض في المركز السيركي لليكود، ولكن الغلاف في باريس كان جديا على نحو مخيف.
في العاصمة الفرنسية قتل اناس حقيقيون على خلفية مشاكل محملة بالشدائد. فليس الرقص على الدم والمتاجرة بالعزاء لاغراض الانتخابات هي امور جديدة بالنسبة لنتنياهو، بل انه في مظاهرة الملايين طرحت عدة أسئلة قيمية لدى نماذج مثل رئيس الوزراء، بينيت وليبرمان اجوبة هي تماما خارج سياق المظاهرة نفسها.«
في اليوم الذي علم فيه بقتل رسامي الكاريكاتير عدّد بينيت في القناة الثانية الاسباب لضرورة حكومة اليمين. وضمن امور اخرى سرب بسلاسة: «في باريس قتلوا الان 11 شخصا!«
ولكن في باريس تظاهر الناس من أجل حرية التعبير، التي لا تندرج ضمن اهتمام حزب بينيت، والمسافة بينهما كالمسافة التي بين قانون «منع المس بالقيم الدينية» وبين حرية التعبير التي قتلت في باريس.
كم من انعدام الوعي تحتاج عصبة الحربة لليمين الإسرائيلي الذي سارع إلى باريس كممثل عن حكومة سعت إلى منح السلطة المحلية الصلاحية لرفض مظاهرة ضد بيع لحم الخنزير، وباقي اللاذعين الذين يختبئون تحت تعبير «قيم الدين.«
وفقط أن نتصور ماذا كان سيحصل لرسام كاريكاتير إسرائيلي كان سيرسم عصابة الدين اليهودية بالمستوى اللاذع لرسامي الكاريكاتير الذين قتلوا في باريس. وكم من انغلاق الحس والبؤس هناك في الاحبولة الانتخابية للثلاثة حين تكون في خلفية المظاهرة مسألة العلاج العسير لمشاكل هجرة العالم الثالث إلى العالم الاول.
ان هذه الهجرة لن تختفي لان الضغوط الوجودية في العالم الثالث ستجلب موجات هجرة، حتى لو كان بعضها سيغرق في البحر. ومعظم المهاجرين سيتبنون قيم الديمقراطية الغربية، بعضهم سيدحر نحو الهوامش، وقلة منهم ستصل إلى داعش وشركائه وسيقتلون دون تمييز.
رئيس وزراء فرنسا، مناويل فالس، صرح على الفور «ليس لنا حرب ضد الإسلام بل ضد الإرهاب». آه… هزأ الناطقون بلسان اليمين، له ناخبون مسلمون. صحيح، كلهم سياسيون، ولكن ليسوا كلهم بيبي. روبرت مردوك غرد قائلا: «لعل معظم المسلمين يتبنون السلام، ولكن إلى أن يعترفوا بذلك ويدمروا كل خلية سرطانية للجهاد الإسلامي، فانهم مسؤولون عما يحصل، بالضبط مثل المذنبين.«
لقد سبق لمردوك أن دفع مع رفاقه المحافظين الولايات المتحدة نحو حرب عابثة في العراق وبريطانيا نحو حرب عابثة في فوكلند. جنوده في إسرائيل، بيبي، بينيت وليبرمان يشجعهم على ادارة حروب عابثة. وفي هذه الاثناء يحققون مكاسب في الانتخابات ويدعون يهود فرنسا للعودة إلى الوطن. هذا نبش فظ في جرح الهوية المزدوجة لكل يهودي في كل مكان في العالم.
حتى رئيس الوكالة نتان شيرانسكي شجب على الفور اقوال نتنياهو. ناهيك عن أن في الامن الشخصي والتشغيلي أكثر اشكالية وخطورة في إسرائيل منهما في فرنسا.
معاريف