معلومات «دير شبيغل» وحلقة جديدة من استهداف سورية وحزب الله حميدي العبدالله
مجلة «دير شبيغل» الألمانية هي وسيلة الإعلام المفضلة لدى الدول والقوى المرتبطة بالكيان الصهيوني، والتي تسعى إلى خلق مناخ يضغط على قوى ودول منظومة المقاومة والممانعة خدمة لحكومات العدو. فهذه المجلة كانت وراء التسريبات الإعلامية التي ادّعت بأنّ سورية كانت وراء اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهي التي أيضاً كانت منبر التسريبات اللاحقة عن التفاصيل المزعومة لقيام عناصر في حزب الله بتنفيذ عملية الاغتيال.
من جديد تنشر المجلة معلومات تشير إلى أنّ في الأفق محاولة لخلق ظروف ومناخ لموجة جديدة من الضغوط تستهدف سورية وحزب الله معاً، تماماً مثل موجات الضغوط السابقة، التي كانت المعلومات المنشورة نقطة انطلاقها. فقد نشرت المجلة الأسبوع الماضي معلومات تتحدث عن «أنّ نظام الرئيس بشار الأسد يعمل سراً لبناء مجمّع تحت الأرض يمكنه تصنيع أسلحة نووية» وحسب المجلة «يقع المصنع في منطقة جبلية وعرة المسالك في غرب البلاد، على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية»، وأنّ «الموقع قريب من مدينة القصيْر» ومعروف أنّ القصيْر تقع في منطقة سهلية وليس فيها أيّ منطقة «جبلية وعرة المسالك»، ولكن الحديث يدور هنا عن منطقة الهرمل في لبنان وليس منطقة القصيْر، لا سيما أنّ معلومات «دير شبيغل» تتحدث «عن كيلو مترين فقط» عن الحدود اللبنانية.
وواضح أنّ المقصود من نشر هذه المعلومات، في هذا التوقيت بالذات، ليس سورية وحدها، بل حزب الله أيضاً، والمقصود على وجه الخصوص قوة حزب الله الصاروخية، إذ تقدّر تقارير استخبارية صهيونية أنّ بنية حزب الله الصاروخية طويلة المدى، تتركز في هذه المنطقة بالذات، وتزامن نشر معلومات «دير شبيغل» مع تقارير في الكيان الصهيوني تتحدّث عن امتلاك حزب الله أكثر من 150 ألف صاروخ.
أي أنّ نشر المعلومات هذه، والادّعاء «بوجود بنية نووية» و«نقل النظام السوري إلى المجمع الجديد ثمانية آلاف قضيب وقود كانت مخصصة لموقع الكبر» هدفه استدراج تفتيش دولي للمنطقة، للتعرّف على البنية الصاروخية لحزب الله التي تعتقد تل أبيب أنها تتواجد في هذه المنطقة بالذات، تماماً مثلما تجري محاولات لاستخدام الملف النووي الإيراني للبحث في القدرة الصاروخية في إيران.
وطبعاً حسابات من يقف وراء تسريب هذه المعلومات للمجلة الألمانية تقوم على أنّ رفض سورية للتفتيش يعرّضها لعقوبات وحصار إضافي، وسماحها بالتفتيش يقود إلى التعرّف على مواقع انتشار صواريخ حزب الله.
هذا يعني أنّ سورية وحزب الله قد يكونان عرضة مرة أخرى لموجة جديدة من الضغوط على خلفية هذه المسألة المفتعلة، إذا أتاحت الأحداث والتوازنات الدولية والإقليمية ذلك.
(البناء)