من الصحافة اللبنانية
السفير : تقارير أمنية تحذّر من استهداف الجيش لبنان يواجه الفتنة باحتضان جبل محسن
كتبت “السفير”: هذه المرة تسلّق الإرهاب جبل محسن، مرتكباً مجزرة في صفوف الأبرياء الذين سقط منهم تسعة شهداء، جرى تشييعهم أمس، في موكب حاشد، إضافة الى 36 جريحاً. لكن وعي أبناء الجبل خصوصاً، وطرابلس عموماً، كان في “القمة” كذلك، فسقط مشروع الفتنة في المكان الذي كان يظن البعض أنه الأكثر قابلية للوقوع في الفخ.
وإذا كان لبنان بكل قواه وأطيافه قد ربح جولة أخرى في مواجهة مخطط الفتنة، إلا ان التحديات الآتية تبدو صعبة ايضا، وتتطلب المزيد من الجهد والتماسك لمواجهتها، إذ تفيد التقارير الموجودة لدى مراجع سياسية وأمنية بأن المرحلة المقبلة تنطوي على مخاطر أمنية تستوجب أعلى درجات الجهوزية واليقظة.
وعلمت “السفير” ان الوقائع والمعطيات التي جرت مناقشتها على طاولة الاجتماع الوزاري ـــ الأمني الذي عقد أمس في منزل الرئيس تمام سلام تؤشر الى احتمال تعرض الجيش لاستهداف إرهابي من قبل خلايا “جبهة النصرة”، ما دفع المؤسسة العسكرية الى رفع مستوى الاستنفار والجهوزية لدى وحداتها ومراكزها.
وفي المعلومات ان أعضاء الخلايا الإرهابية مزودين بأحزمة ناسفة معدة للتفجير، وأن أمير “النصرة” في القلمون ابو مالك التلي أمرهم بتفجير أنفسهم فورا في حال تعرضهم لأي مداهمة، وعدم الاستسلام للجيش.
وليلا، أصدرت جبهة النصرة بيانا كررت فيه تبني العملية الارهابية في جبل محسن، “انتقاما للمسلمين المستضعفين في بلاد الشام”، معتبرة ” ان الكثيرين نسوا او تناسوا الدماء التي أريقت باستهداف مساجد أهل السنة في طرابلس الشام”.
وقد أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الانتحاريَين كانا على صلة بالمطلوب المنذر الحسن الذي كان يسلم الانتحاريِين الأحزمة الناسفة، قبل مقتله في مواجهة مع القوى الأمنية في إحدى الشقق في طرابلس في رمضان الفائت.
وقال المشنوق لـ “السفير” إنه كانت توجد لدى الاجهزة الامنية معلومات حول أحد الانتحاريين الاثنين ونيته الجرمية، مشيرا الى ان الاجهزة حاولت اقتفاء اثره، لكن هذا النوع من الحروب الامنية معقد. وأضاف: نحن نخوض حرب معلومات وتقنيات تتطلب رصدا دقيقا وضربات استباقية، وهذه أصعب من الحرب الكلاسيكية بين الجيوش.
وأكد انه ارتكز في نسب الانتحاريين الاثنين الى “داعش” على تقارير تتوافر لدى الاجهزة الامنية المعنية، منبها الى ان خطر الارهاب عابر للمناطق، وبالتالي فان مواجهته تحتاج الى تماسك وطني يشكل ضرورة وطنية إستراتيجية.
أما طرابلسيا، فما يلفت الانتباه هو وقوع التفجير الانتحاري بالتزامن مع إعادة طرح عودة النائب السابق علي عيد الى جبل محسن بعد استرداد مذكرة التوقيف الصادرة بحقه نتيجة تحويل قضية تفجيري مسجدي “التقوى” و “السلام” الى المجلس العدلي الذي أصدر في اليوم نفسه للتفجير (السبت الفائت) مذكرة توقيف غيابية بحقه.
الأخبار : عودة المسلسل: إنتحاريّون بالعشرات
كتبت “الأخبار”: يُعدّ 32 شاباً لبنانياً العدّة لتنفيذ هجمات انتحارية في الداخل اللبناني، الأجهزة الأمنية تترصّد قرابة 200 مشتبه فيهم بالارتباط بتنظيمي “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية”، بعد اتخاذهما القرار باستئناف العمليات الأمنية في لبنان. مجدداً لبنان في مهب العمليات الانتحارية
قدح الانتحاريان بلال المرعيان وطه الخيال شرارة العمليات الانتحارية في لبنان. وبحسب معلومات الأجهزة الأمنية، دخل لبنان نفق التفجيرات مجدداً، ومصادرها تتخوّف من مرحلة خطيرة ستمرّ بها البلاد. أما الجهاديون، فيتحدثون عن “مرحلة مقبلة ستكون حامية”. هكذا ، لن يكون انتحاريا جبل محسن الأخيرين، بل في الحقيقة، “هما أول الغيث”، بحسب تعبير مصدر في “جبهة النصرة” في الداخل اللبناني.
وخلافاً لإعلان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن انتماء الانتحاريين إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، مستنداً بذلك إلى معلومات أمنية تتحدث عن ارتباطهما بالشاب منذر الحسن، موزع الأحزمة الناسفة الذي قتل بعد محاصرته من عناصر فرع المعلومات في طرابلس، يؤكد المصدر أنّ “منفّذي العملية كانا قد بايعا النصرة منذ نحو سنة”، مشيراً إلى أنّ “الخيّال من عائلة غير ملتزمة ووالده يعمل مُخبراَ لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية”، علماً بأن القاسم المشترك في ما سبق، وجود معلومات أمنية مؤكدة عن اتّخاذ التنظيمين المتشددين قرار استئناف العمليات الأمنية في لبنان.
والجدير ذكره في شأن الالتباس الذي حصل لجهة نسبة العملية لـ”النصرة” أو “الدولة”، رغم عدم صدور أيّ تبنّ عن الأخير، مفارقة كشف هوية منفّذي العملية المزدوجة عبر وسائل إعلامية لبنانية، قبل تبنّي “النصرة” للعملية وتسميتها منفّذي الهجوم في حديث مع وكالة الأناضول. وهنا برز لافتاً وقوع “النصرة” في الخطأ نفسه الذي أوردته وسائل الإعلام لجهة اسم أحد الانتحاريين، حيث ورد الكيال عوضاً عن الخيّال.
في موازاة ذلك، تكشف المصادر الأمنية عن توافر “معلومات بشأن تجنيد مجموعة من الانتحاريين اللبنانيين من مناطق مختلفة، وتحديداً من طرابلس وصيدا”.
وتابعت الصحيفة في مقابل المعطيات الأمنية، تأتي تسريبات “الجهاديين” الذين يدورون في فلك “النصرة” لتؤكد عودة عشرات الشبان الذين قصدوا سوريا للقتال، لكن المصادر تميز بين نوعين منهم، إذ إن “قسماً من الإخوة ترك الشام ليفرّ هرباً من قتال الدولة والنصرة”، فيما تلفت إلى أن القسم الباقي “عاد بأمر”. وبحسب المصادر نفسها، فإن “الأوامر بأن يعودوا لكي تكون ساحتهم لبنان”، مشيرة إلى أن “الأمر يقضي بأن يكون هؤلاء ضمن النائمين لحين صدور أوامر بالعمل”. أما أسباب توقف العمل الأمني في الداخل اللبناني لفترة، بحسب مصادر “النصرة”، فهدفه “التجنيد والتجهيز والإعداد وأخذ العبر من التجارب السابقة لأن العمل في لبنان ليس على قاعدة اشتباكات متنقلة، إنما عمل أمني في العمق”….
الديار : “النصرة” تتبنّى تفجيري جبل محسن .. وتتوعّد سلام : لا اتفاق حول ملف النفايات بعد
كتبت “الديار”: لملم جبل محسن جراحه، وبالتكاتف والتضامن، شيّع ضحاياه الذين سقطوا على يد الارهابيين الذين كانوا يراهنون على الفتنة بين الاهل، الا ان مخططاتهم فشلت فقد توحّد حول الجبل اخوانه السنّة ومعهم كل اللبنانيين من مسيحيين ومسلمين.
الروايات كثيرة، والاشاعات اكثر، الا ان التحقيق مستمّر لكشف ملابسات العمليتين الانتحاريتين، الا ان بعض المعلومات اكدت انه بحق الانتحاريين اكثر من مذكرة توقيف بسبب اعتداءاتهما المتكررة على الجيش اللبناني وقد اختفيا لمدة 13 شهراً وعادا وظهرا الاسبوع الماضي.
وفيما كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق ان الانتحاريين على صلة بمنذر الحسيني الذي كان على علاقة بشبكة “داعش” في فندق الـ “دي روي” اعلن وزير العدل اشرف ريفي انه سيتقدم من مجلس الوزراء بطلب احالة هذه الجريمة الى المجلس العدلي.
من ناحيتهم، أكد أهالي منفذي التفجير استنكارهم لهذا العمل، مشددين على تمسكهم بالعيش المشترك وتفويضهم الأمور إلى القانون.
وأشار عم الإنتحاري طه كيال، في بيان باسم أهالي منطقة المنكوبين، إلى أنه “لا يوجد لدينا أي كراهية لأي طائفة لبنانية”، مستنكرا الخطاب التحريضي، ومؤكداً أن “الاجرام ليس له دين ولا منطقة ولا وطن ولا عائلة”.
وفي ملف النفايات، اوحى رئيس الحكومة تمام سلام لـ “الديار” ان لا اتفاق حول ملف النفايات بعد عشية جلسة مجلس الوزراء المقررة عصر اليوم، ولم يشأ الرد على تصريح وزير الاقتصاد آلان حكيم “للديار” عن اعتباره جلسة الحكومة اليوم تشاورية وان الكتائب على موقفهم، مشيراً الى ان الدعوة الى جلسة اليوم هي لانجاز ملف النفايات لان عدم معالجته يعود بالضرر على كل المواطنين، مؤكداً ان الاتصالات مستمرة، موضحاً ان هذا الملف يخص جميع اللبنانيين وليس لمنطقة او طائفة..
وفي مجال الاجراءات على الحدود اللبنانية – السورية بشأن اللاجئين قال سلام : ان هذا الموضوع له بعده الاقتصادي لان هناك اعداداً كبيرة من السوريين الذين يأتون الى لبنان وليسوا نازحين، وهذا الاجراء هو لمعرفة النازح من غير النازح.
وعن اعتراض الحكومة السورية على عدم التنسيق معها في هذا المجال، قال سلام: “المسألة ليست مسألة اعطاء تأشيرات او ما شابه، وليست موجهة الى السوريين، وتأتي هذه الاجراءات حرصاً على اعطاء السوريين حقوقهم كمواطنين، وليس لها اي شأن آخر ولا يجوز اخذها الى ما يحاول ان يأخذها البعض، القضية انسانية بصرف النظر عن التعاون والاتصالات، وهذه الاجراءات اقرت في خلية الازمة الوزارية ثم في مجلس الوزراء باجماع كل الوزراء والتنفيذ بدأ منذ اشهر للحد من النزوح السوري”.
البناء : الهجمات المدروسة في باريس وجبل محسن… لتفجير الحروب الأهلية؟ الشعب اللبناني… يتفوّق حضارياً وسياسياً على فرنسا في إحباط الفتنة! الحكومة تنتصر على “النفايات”… بعد حلّ عقدة “المطامر الكتائبية”
كتبت “البناء”: بعيداً عن التحليلات التي لا غنى عنها في مثل الحالات التي قدمتها الهجمات الإرهابية في باريس وجبل محسن، وتزامنها مع هجوم جبهة “النصرة” على نبل والزهراء، وهو الهجوم الذي لو نجح في تحقيق أهدافه وسقطت البلدتان بيد “النصرة”، لكان لبنان وسورية أمام مذبحة لآلاف الشيعة بيد جماعة مسلحة تحمل عنوان أهل السنة… وما لذلك من تداعيات.
وتابعت الصحيفة: التزامن ليس صدفة، والتتابع ليس صدفة، والأهداف لم يتمّ اختيارها صدفة، ولا أدوات التنفيذ كذلك. انتحاريان من حيّ المنكوبين يفجران نفسيهما في مقاه يرتادها كوادر الحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن، يوم النظر في الدعوى على قادة الحزب العربي الديمقراطي بتهمة التورّط في تفجيرات مساجد طرابلس، كمثل مهاجمين جزائريين يقتحمون صحيفة فرنسية تبث روح الكراهية ضدّ الإسلام والمسلمين وأغلب محرّريها من اليهود، وينادون على أسماء صحافيين فرنسيين ويقتلونهم بدواعي الدفاع عن المسلمين، في باريس.
انتبهت فرنسا أنها تدخل مرحلة نوعية في الحرب على الإرهاب وأنه الحادي عشر من أيلول مجدّداً، فواجهت التحدّي بحشد دولي سياسي وإعلامي وحشد داخلي لتعلن نفير الحرب.
انتبهت طرابلس وانتبه جبل محسن وانتبه اللبنانيون، فلم تقع مراشقات بالزجاجات الفارغة على حي المنكوبين، كالتي شهدتها المنازل الأمامية في الأحياء التي يسكنها الجزائريون في باريس ومدن فرنسية عدة، ولو حصلت لكانت بالقنابل على حي المنكوبين أو حي التبانة في طرابلس، ولم يحرق مسجد أو مكتب حزبي كالمساجد التي أحرقت في فرنسا واضطر وزير الداخلية لتخصيص حراسات أمامها منعاً لتكرار الحوادث المشابهة.
على العكس تماماً، أعلنت فاعليات جبل محسن أنّ أبناء وسكان حي المنكوبين “هم أهلنا” والعائلات التي ينتمي إليها الانتحاريان هي عائلاتنا وبيوتنا بيوتها ونرحب بقدومهم لتقديم التعازي، بينما يمتنع كلّ أقارب المهاجمين الجزائريين عن مغادرة أحيائهم والذهاب إلى أماكن عملهم بنصيحة من الشرطة منعاً لردود فعل غاضبة من زملائهم أو من يتعرّف إليهم.
خلافاً لكلّ مرة مشابهة كان ردّ الفعل بمستوى لائق وحضاري ووطني وشجاع، وبدت أهمية الدور السياسي لكلام القيادات المعنية، خصوصاً مستوى الاستنكار الواضح لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري خلافاً للمرات السابقة المشابهة، حيث كان لا يخلو الاستنكار للفعل إرهابي من “ولكن” ومن تحميل حزب الله مسؤولية تشجيع الإرهابيين، وجملة “لولا قتال حزب الله في سورية”، أو الشباب التي “رؤوسها ساخنة” كما دأب على وصفهم الوزير أشرف ريفي، وهنا تظهر أولى النتائج التي حققها حوار حزب الله وتيار المستقبل بتقديم شبكة أمان وطنية تولى شرحها والتسويق لها الرئيس نبيه بري كثيراً في الأيام الماضية، ليظهر أنّ استهداف الإرهاب لها لا يقلّ عن استهدافه للنسيج الوطني اللبناني، بل ربما اعتبر الإرهابيون أنّ إسقاط الحوار مقياسهم لمستقبل قدرتهم على مواصلة الرهان على البيئة الحاضنة لتيار المستقبل، حتى يمكن القول إنّ الحوار نجا من تفجير جبل محسن، ونجح معه لبنان، وما يعنيه ذلك من أنّ العدّ التنازلي للإرهاب قد بدأ، إلا أنه بمنزلة مواقف القيادات يسجل لقيادة الحزب العربي الديمقراطي نضجها ووعيها وشجاعتها، وهم أولياء الدم، وردود الفعل العصبية تقع في ملعبهم، وهنا تكمن قيمة الكلام المنقول عن كلّ من علي عيد ورفعت عيد لأهالي جبل محسن والمناصرين، لكن الفضل كلّ الفضل يبقى إلى مستوى تلقي أهالي جبل محسن وأبناء الأحياء المجاورة والمعنية في طرابلس، خصوصاً التبانة والمنكوبين، حيث جرت العادة في حالات مشابهة على إطلاق المفرقعات وتوزيع الحلوى من قبل بعض المجموعات المسلحة في هذه الأحياء شامتة، بينما تكفلت عمليات الجيش التي نظفت الأحياء من هذه الجماعات بنقل الصورة الصافية لموقف الأهالي التضامني مع الكارثة التي حلت بجبل محسن وإعلان الحداد والمشاركة بمراسم الدفن للشهداء، بينما كان الرقيّ الحضاري والمسؤولية الوطنية الحاضر الأول في سلوك أهالي جبل محسن.
وفيما لم يطرأ أي جديد في موضوع الاستحقاق الرئاسي حدد حزب الله شرطه للبحث في أسماء المرشحين. وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد “أننا الآن في ظل انقسام حول الخيار الوطني الصحيح لبلدنا الذي ينبغي على الرئيس المقبل ترجمته”…
على خط آخر، أعلنت وزارة الخارجية البحرينية استدعاء القائم بأعمال سفارة لبنان لدى البحرين اثر ما وصفته بـ “التصريحات العدائية الأخيرة” التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تجاه البحرين.
النهار : مخاوف من تفجيرات وإحاطة وطنية جنّبت طرابلس فتنة جديدة ملف النفايات يُقرّ اليوم وتمديد تقني للناعمة و”سوكلين” و”سوكومي”
كتبت “النهار”: ترافقاً مع العاصفة التي ضربت لبنان بالثلوج والصقيع، هبت رياح الشمال الحزينة أول من أمس مجدداً على طرابلس التي لم تصمد هدنتها ثلاثة أشهر منذ تنفيذ الخطة الامنية في تشرين الاول الماضي، وأوقع التفجيران اللذان نفذهما انتحاريان في جبل محسن 11 قتيلاً ونحو 50 جريحا، مخلفا أضراراً مادية، وأكثر منها معنوية أعادت القلق الى طرابلس ومحيطها، وشغلت السلطة السياسية والقوى الامنية التي تخوفت من عودة برنامج التفجيرات المتنقلة في اكثر من منطقة.
والموضوع الأمني الذي سيحضر على طاولة مجلس الوزراء اليوم، لن يحجب الطبق الرئيسي وهو ملف النفايات الذي توقعت مصادر وزارية لـ”النهار” ان يحسم اليوم باتفاق الاطراف عليه مع تمديد تقني لمطمر الناعمة أشهراً اضافية اخيرة، كما أكد وزير البيئة محمد المشنوق لـ”النهار” اذ اوضح ان “ما سنتداوله ليس بندا محدّدا بل مجموعة التعديلات على القرار 46 الذي يحدّد الخطة الوطنية للنفايات وكيفيّة الإنطلاق بالمناقصات”. ولفت إلى أن “الموضوع الخلافي الأساسي يكمن في تحديد مواقع المطامر”.
وفي الملف أيضاً، قال الرئيس بري: “وفق معلوماتي ان الجلسة تتجه نحو حسم هذا الملف بالتوافق أذا امكن أو التصويت. ونحن مع الرئيس تمام سلام. واذا كان هناك من يعترض فليتحفظ اذا تعذر التوافق. ملف النفايات لا يحتاج الى مماطلة، والا ستجتاح روائحها البلد بعد أسبوع. وعلى مجلس الوزراء تحمل مسؤولياته. هل يجوز ان تصبح النفايات جزءا من التوازنات الطائفية اللبنانية؟ هذا مقرف”.
من جهة أخرى، توقع الوزير ريفي أن ينجز مجلس الوزراء اليوم ملف النفايات واعتبر الامر “مسؤولية وطنية لا تقل أهمية عن مواجهة جرائم الانتحاريين”.
على صعيد آخر، علمت “النهار” ان الرئيس سلام كان عازما على المشاركة في تظاهرة باريس أمس، لكنه عدل عن ذلك بعد العملية الانتحارية في طرابلس وذلك لمتابعة التطورات على هذا الصعيد، ولإبلاغه مشاركة رئيس وزراء اسرائيل في التظاهرة، فكان القرار بتكليف وزير الخارجية جبران باسيل تمثيل لبنان.
المستقبل : المشنوق يدعو الى الاستعداد لـ “مرحلة جديدة” من التعامل مع الإرهابيين جبل محسن يودّع الشهداء والحريري يعوّض الأضرار
كتبت “المستقبل”: تحت هول صدمة التفجير الارهابي الذي ضربها ليل اول من امس، ومع تشييع شهدائها التسعة في أجواء من الحزن والأسى، بدأت منطقة جبل محسن تلملم جراحها وسط تضامن وطني واسع أظهر رد فعل عكسياً على الجريمة تمثل بتماسك اللبنانيين ضدها، وبالمواقف “المسؤولة” التي صدرت عن “جميع الاطراف” كما قال رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وتوّج بزيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لمكان الانفجار وتعزية أهالي الشهداء وإعلانه من هناك ان الرئيس سعد الحريري كلف مؤسسة الحريري “إصلاح كل الاضرار في جبل محسن كما فعلت في طرابلس وفي كل منطقة لبنانية اصيبت.. في خطوة يراد منها طيّ صفحة الماضي وتعزيز التماسك الوطني”.
من جهة أخرى، وبالتزامن مع التظاهرة التي نظّمت في باريس احتجاجاً على الاعتداء على مجلة “شارلي إيبدو” وصحافييها، شهدت ساحة سمير قصير أمس تظاهرة سياسية ودبلوماسية وإعلامية مندّدة بالعملية الارهابية التي استهدفت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية بدعوة من مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية “سكايز” (عيون سمير قصير)، في رسالة رفض لانتهاج القتل والعنف كوسيلة لإسكات الرأي الآخر.
اللواء : طرابلس توحِّد لبنان ضد جريمة جبل محسن سلام يؤكّد على “مواجهة الإرهاب”.. وتفاهم مع الكتائب لإقرار خطّة النفايات اليوم
كتبت “اللواء”: انتصرت طرابلس على جراحها، واتجهت الأنظار مجدداً إلى الحكومة التي تجتمع بعد ظهر اليوم.. وطرح السؤال: هل تنتصر على خلافاتها وتتخذ القرار الجريء بالتوافق أو بالتصويت وتقرّ الخطة الوطنية للنفايات الصلبة، بعد التعديلات التي أدخلت عليها، وبعد البيان الإيجابي للرئيس أمين الجميّل؟
من المؤكد أن الجريمة المرفوضة طرابلسياً ووطنياً والمدانة بكل المقاييس ستحضر على جدول أعمال الجلسة، عبر استهلالية الرئيس تمام سلام إلى جانب التأكيد على الانتهاء من قضية النفايات الصلبة، قبل أسبوع من انتهاء الموعد المتفق عليه لإقفال مطمر الناعمة في السابع عشر من الشهر الحالي.
ووفقاً للمعلومات التي توفرت لوزير البيئة محمد المشنوق، فإن الأجواء تنبئ بحدوث مفاجأة إيجابية لجهة الانتهاء من هذا الملف الشائك والمعقّد الذي وضع مصير الحكومة على المحك: فإما أن تثبت قدرتها على اتخاذ القرار وتمنع طوفان النفايات في الشوارع، أو تغرق في خضم الخلافات وتعلن فشلها، الأمر الذي يشكل خيبة، ويهدد الاستقرار العام، في ظل عودة التفجيرات التي دخلت في سباق مع الحوارات الجارية، سواء لتنفس الاحتقان المذهبي في الشارع الإسلامي، أو لتذليل العقد لتفاهم مسيحي على انتخاب رئيس الجمهورية يمهّد لتفاهم وطني.
وعشية الجلسة، نقل وزير الإعلام رمزي جريج إلى الرئيس سلام موقفاً إيجابياً من قيادة الكتائب، وحرصاً على التضامن الوزاري والاستقرار العام، ودعماً لرئيس الحكومة في ما خصّ موضوع النفايات.
ومع هذه النتيجة، توقع الوزير المشنوق في مقابلة مع تلفزيون “الجديد” الانتهاء من هذا الملف اليوم….
الجمهورية : لبنان يتوحَّد ضد الإرهاب وملامح حلّ للنفايات في مجلس
كتبت “الجمهورية”: حدثان سياسي وأمني. الأوّل في فرنسا، والثاني في لبنان. ففي وقتٍ شهدَت باريس تظاهرة مليونية لا سابقَ لها ستدخل التاريخَ الفرنسي كمحطة مفصلية في الدفاع عن الحرّية والتصدّي للإرهاب، وتحوَّلت إلى محطة كونية إنسانية دفاعاً عن حقّ الإنسان في التعبير، شهدَت مدينة طرابلس وتحديداً “جبل محسن” عملاً إرهابياً جدّد المخاوف من دخول لبنان مرحلة أمنية جديدة، إلّا أنّ وحدة الموقف السياسي التي تجَلّت في بيانات الإدانة والاستنكار مصحوبةً بالدعم المطلق للأجهزة الأمنية من أجل قطعِ الطريق على أيّ محاولة ترمي إلى هزّ الاستقرار، فضلاً عن توجّه الحكومة الصارم في كلّ ما يتّصل بالقضايا الأمنية، ولقاءات الحوار التي أحدُ أهمّ أسبابها تحصين العمل الحكومي والوضع الأمني، مدَّت الواقعَ اللبناني بجرعات من الاطمئنان والتفاؤل على مستقبل الوضع في لبنان.
واضافت: أوقف الجيش 3 أشخاص تربطهم علاقات بمنفّذي العملية الارهابية، في وقت شجبَ اهالي الانتحاريين الجريمة وأكدوا تضامنهم مع اهالي جبل محسن، وتواصَلت الإدانات لهذا العمل الارهابي.
واستدعى هذا التطور الامني، وهو الأوّل في العام الجديد، استنفاراً حكومياً وأمنياً واسعاً. وترَأسَ رئيس الحكومة تمام سلام في المصيطبة، اجتماعاً أمنياَ حضرَه وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي ومدّعي عام التمييز القاضي سمير حمود وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
وشاركَ في الاجتماع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، مدير المخابرات في الجيش العميد ادمون فاضل ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان. وبعد الاجتماع قال سلام إنّ ما حصل يستلزم الإبقاء على أعلى درجات اليقظة والجهوزية من القوى المولَجة حماية الأمن.
وقالت مصادر المجتمعين لـ”الجمهورية” إنّ الاجتماع الاستثنائي فرضَته الظروف التي رافقت التفجير المزدوج والنتائج التي توصّلت اليها التحقيقات الجارية على أكثر من مستوى امني وقضائي واستخباري.
وقال ريفي لـ”الجمهورية”إنّه طلبَ من المراجع المعنية اتّخاذ الإجراءات القضائية والعدلية الضرورية لرفع الملف الى مجلس الوزراء بهدف إحالة الجريمة الى المجلس العدلي اسوةً بجريمتي تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، وأوضح انّ الأحكام الإستثنائية التي حكمت إحالة الأولى هي نفسُها التي دفعَته الى هذا الإجراء.
وأفادت مصادر أمنية لـ”الجمهورية” أنّ الانتحاريَين الارهابيَين كانا ينضويان تحت إمرة اسامة منصور وشادي المولوي، وقد شاركا معهما في المعارك الاخيرة، وهما تتلمَذا تحديداً على يد منصور، إلّا انّهما اختفيا بسحر ساحرعند اختفاء المولوي ومنصور وغابا عن السمع ليتّضحَ بعدها انّهما التحقا بإمرة امير جبهة “النصرة” في القلمون ابو مالك التلة. وتشير المعلومات إلى انّ المولوي ما زال في عين الحلوة يراقب، فيما منصور هو العقل المدبّر.