وعد انتخابي: ران أدليست
الجواد الاسود، بلغة سباق الجياد، هو الجواد الذي يسير في الخلف وفجأة، عند النهاية، يشد وينهي في المكان الذي يذهب فيه المال لمن راهن عليه.
هذا هو بالضبط ما تخطط له المنظومة الحزبية لعرب اسرائيل من اجل التغلب على نسبة الحسم لتكون جهة تشارك في تشكيل الحكومة التالية. المنطق يقول إن حزبا له عدد من المقاعد المحتملة مثل البيت اليهودي اليوم، هو الاساس لكتلة مانعة وشريك محتم في الائتلاف. اذا نجح اليسار في الوصول إلى الرقم السحري ـ 45 مقعدا. الشرط هو التعاون اليهودي العربي وهذا يستدعي من الشركاء اليهود أن يقفزوا درجة عقلية. الاحتمالات غير كبيرة ولكن اذا لم نتخيل في زمن الانتخابات، فمتى سنتخيل؟ فهل عندما يكون نتنياهو رئيس الوزراء، بينيت وزير المالية وليبرمان وزير الخارجية والوقاحة؟ في هذه الاثناء من تخيل وتحطم هم بالذات رئيس الوزراء الذي أيد قانون قدرة الحكم بما في ذلك رفع نسبة الحسم، ووزير الخارجية الذي تقدم به وتخيل اختفاء الاحزاب العربية. مع بضعة مقاعد هشة إلى هنا والى هناك هذا كفيل بأن يكون بالذات الحزب العربي الموحد الذي سيتركهم يأكلون الغبار في المعارضة. في هذه الاثناء الحياة أقوى من الخيال عن كتلة مانعة وائتلاف. ما يفترض أن يكون وحدة واضحة لكل الاحزاب العربية يتأخر لكل الاسباب المعروفة: ايديولوجيا شخصية، مناصب، اماكن ومال.
الاحزاب الثلاثة ـ الجبهة الديمقراطية، التجمع الديمقراطي والقائمة العربية ـ لا تزال تتردد بينها كيف تأكل الوحدة بين احزاب علمانية، القومية والدين هما ضيفان مرغوبان فيها، ولكن فقط ضيوف (الجبهة الديمقراطية العلمانية ـ الشيوعية)، وبين حزب قومي لدولة كل مواطنيها ولكن فلسطين أولا (التجمع الديمقراطي)، وبين حزب اسلامي (القائمة العربية)، الذي هو الجناح الجنوبي من الحركة الاسلامية. الجناح الشمالي يقوده الشيخ رائد صلاح وهو لا يشارك في اللعبة. لا لعبة الوحدة ولا لعبة الانتخابات على الاطلاق. وكان دوما يدعو مؤيديه إلى مقاطعة الانتخابات والتحدي للحزب المشترك ـ اذا ما تشكل ـ هو مواجهة الرسالة التي تقول لا تذهبوا للتصويت.
وبين كل هؤلاء يحوم كالفراشة ويلذع كالدبور محمد علي الذي هو احمد الطيبي، الرجل والكاريزما (القائمة العربية)، الذي يتحدث أساسا إلى اليهود، ويبدو أنه معني بالمكان الثاني. رقم واحد كفيل بأن يكون محمد بركة، الذي اعتزل ولكن يبدو أنه تراجع، وكذا بديله في الكنيست ايمن عودة كفيل بأن يرى نفسه مرشحا للمنصب. للتجمع الديمقراطي، العريس الثالث، لا توجد مشكلة لأن الزعيم (عزمي بشارة) يجلس في قطر. ما يجلبنا إلى حلبة الجبهة الديمقراطية، ابراهام بورغ، الذي بالمناسبة يعارض وحدة الاحزاب، ولكنه سيقبل حكم الحركة.
الاستطلاعات تعطي الحزب الموحد أكثر من عشرة مقاعد ولكن الاستطلاعات تعمل استنادا إلى نسب التصويت التقليدية في الوسط العربي، أي 55 بالمئة زائد ناقص (مقابل أكثر من 90 بالمئة في الانتخابات للبلديات والمجالس المحلية). فكرة الوحدة هي إحداث دفعة إلى الامام في الوسط، تخرج الناس من المنازل إلى صناديق الاقتراع. اذا تحقق هذا ـ فانتظروا ثورة.
معاريف