سيندم هرتسوغ على ضم ليفني: موشيه ارنس
تشير نتائج الانتخابات التمهيدية في الليكود إلى نجاح الاجراءات الديمقراطية في الاحزاب التي ادخلت بها؛ وفي الوقت الذي اصيب به الكثير بخيبة امل، سر اخرون، وعند رؤية قائمة المرشحين المتوازنة التي انتجتها الانتخابات التمهيدية في الليكود ـ القائمة التي تعكس بشكل امين منتخبي هذا الحزب. وان مجموعات الضغط الصغيرة التي تطلعت للسيطرة على الحزب تركت بعيدة في المؤخرة. وأولئك الذين اثبتوا انفسهم في السنتين الاخيرتين، انتخبوا في الاماكن الاولى. لا شك ان نتائج الانتخابات التمهيدية في الليكود ستزيد من عدد المقاعد التي سيحصل عليها الحزب في الانتخابات القريبة.
وان استطلاعات الرأي المستقبلية ستشير هي ايضاً إلى زيادة عدد المقاعد التي سيحصل عليها الحزب.
كم من النقد وجه في السنوات الاخيرة إلى طريقة اجراء الانتخابات التمهيدية، فكان هناك من ادعى، وبصدق، ان المرشحين الذين يتطلعون إلى الانتخاب يجب ان يجندوا الكثير من المال لهذا الغرض، وان مجموعات ضغط صغيرة تستطيع تحقيق تاثير لا باس به على الحزب، وهناك من ادعوا ان الطريقة التي كانت متبعة في الماضي ـ طريقة اللجنة المنظمة ـ مفضلة على طريقة الانتخابات التمهيدية.واخرين تمادوا وتأثروا بالقوائم الموشحة بـ «النجوم « الذين تم املاؤهم من قبل رؤساء الاحزاب مثل افيغدور ليبرمان او يئير لبيد. وهكذا جرت الانتخابات التمهيدية في الليكود واثبتت ـ حسب مقولة تشرشل ـ «ان الانتخابات التمهيدية لربما تكون طريقة سيئة لاختيار مرشحي الحزب للبرلمان ولكن باقي الطرق اكثر سوءاً» .
وفي ذلك درس مهم للناخبين. فعند اختيارهم البطاقة التي سيضعونها في الصندوق يجب ان يأخذوا بالاعتبار ليس فقط قائمة المرشحين المعروضة امامهم،بل ايضاً الطرق التي اختيروا بها. وفي ذلك ايضاً درس ليتسحق هرتسوغ، رئيس حزب العمل، الذي كان على مدى سنين احد الحزبين الكبيرين في اسرائيل، حزبا حقيقيا وليس حزبا هوائيا، يقوم اليوم وغداً يختفي. انه حزب اسهم اسهاماً كبيراً في قيام وتطور دولة اسرائيل.
حزب له عشرات آلاف الاعضاء، والكثير من المؤيدين. فما الذي يدعو مثل هذا الحزب إلى التوحد مع احزاب هي ليست احزابا؟ احزاب هي عملياً حزب الشخص الواحد، مثل حزب تسفي ليفني؟ ولم يكفيه ذلك بل يشركها في قيادة الحزب المشترك، وضمان عملية تناوب لها على رئاسة الحزب اذا نجح في الانتخابات؟ ان هذاه المقامرة المنفلتة العقال فد تكلف حزب العمل ثمناً غالياً
وبالنسبة للفني، فان هرتسوغ بالتاكيد يعرف مؤهلاتها: فقد حققت رقما قياسيا عالميا في القفز من حزب إلى اخر، من الليكود إلى كديما ومن كديما إلى حزب الحركة والان من حزب الحركة إلى حزب العمل، وفي كل قفزة تركت خلفها مؤيديها وانصارها يشعرون بانه تمت خيانتهم. ففي حزب كديما الذي قادته وفي حزب الحركة الذي اقامته، تركت خلفها دمارا وخرابا. وبسبب انها ستمسك بالقيادة سوياً مع هرتسوغ يجب على حزب العمل ان يكون حذراً بشكل دائم .
لقد غيرت ليفني تطلعاتها 180 درجة، ومن حق كل انسان ان يتوصل إلى استنتاج انه اخطأ في الماضي. ولكن عندما يقود يصل إلى استنتاج انه هو الذي قاد مؤيديه إلى الاتجاه غير الصحيح الذي لم يتوقعوه منه، ام منها. وان ينسحب من الحياة السياسية لا سيما وان من يغير اتجاهه مرة سيغيره مرة اخرى.
ان الاستطلاعات الاولية تظهر، ان الاتحاد مع ليفني ستمنح القائمة برئاسة هرتسوغ وليفني حقنة نشاط، وكان ذلك جزءا من النفسية التي الهبت اليسار في اعقاب القرار بتقديم موعد الانتخابات – الحالة النفسية التي تم التعبير عنها بشعار» فقط الا بيبي». ولكن، ليس مضمونا ان يتستمر هذا الهدف في الاسابيع القادمة، بسبب انه في اليوم «التالي» سيتفتح الناس ويفهمون معنى هذه الخطوة ونتائجها، وسيندم هرتسوغ على هذا القرار الذي اتخذه .
هآرتس