تنذكر ما تنعاد أحمد طباره
نزعت آخر ورقة من الرزنامة المعلقة على الحائط وطويت سنة 2014 وذهبت لأبتاع رزنامة جديدة لعام 2015 ، ومن ثم لالتحق بأصحابي القدامى عند قهوة عتيقة ترفض قوانين منع التدخين . وأنا أشق طريقي في زحمة شارع الحمراء حاولت الإسراع لأصل لأصحابي فصرت أكرر بصوت مسموع ” دستور…دستور“كما علمتني جدتي لافساح الطريق، وفيما أنا أكرر ما تعلمت مسرعاً صرخت بي سيدة عجوز“دستور شو يا ابني … شو الدستور كتاب نازل من السما … شوها الدستور المشرشح، شو الدستور انعمل لطق الحنك والفصاحة…دستور دستور…روحوا انضبوا…بدي مي…بدي كهربا…بدي آكل رغيف نضيف …بدي دوا أصلي … بدي بوليس يمشي السير…بدي فتّح عيوني على سنة فيها خير ، أبوك على أبو الدستور” …ضبضبت نفسي وركضت الى موعدي في القهوة العتيقة حتى لا تسلخ هذه السيدة جلدي .
وصلت الى قهوة “خبيني” وبادرت أصحابي بالسلام قائلاً : “كل سنة وانتو بخير، وتنعاد عليكن” وما كدت ألفظها حتى نزلت علي اللعنات “خير شو عم تقول” ؟ شوهالحكي البلا طعمة ؟اسمعوا يا عالم تنعاد عليكم قال … ! “يا عمي ايمتى رح نتعلم نحكي بطعمة ، نذهبالى مجالس العزاء ونردد: البقية بحياتكن…خاتمة الاحزان…تعيش إنت…العمر إلك…الله يطول عمرك… شو هالحكي الفاضي… شو هالنفاق“.
يا عمي شو تنعاد عليكنإن شاء الله تنعاد عليك وحدك بس نحنمنقلك “تنذكر ما تنعاد“
بيروت في 1/1/2015