غوروديش على قيد الحياة: جدعون ليفي
مرة اخرى غوروديش؟ مرة اخرى تلك الحرب؟ توجد مسرحية ممتازة في المدينة، أسرعوا لمشاهدتها، ممنوع أن نفوت غوروديش في المسرح الكامري، ميخائيل هندل زلش قدم أول أمس المديح في موقع الصحيفة. ولكن هذا ليس فقط العرض الممتاز، والاخراج الجيد، والممثل الممتاز، الاضاءة والموسيقى، بل الصلة بالواقع. العرض الذي تم أول مرة في عام 1993 ما زال مناسبا بشكل أكبر في عام 2014. في عام 1993 كان عرضا على الأطلال، كيف كنا ذات مرة: الجنرالات، الفساد، انسداد العقول والعمى. اعتقدنا في حينه أننا تغيرنا، وأن حرب 1973 قامت بمعالجتنا. وأنه لا يوجد غوروديشيين أكثر، ولا يوجد موشيه ديانيين، وانظروا أي كابوس: في عام 2014 عادوا الى هنا وبشكل أكبر، وعمليا هم لم يتركوا أبدا.
لا حاجة الى ذكر جميع نقاط التشابه. في ايام تبرز فيها شبهات لتحرش جنسي وسرقة سلاح واستخدام أموال الصدقة بشكل سيء واخفاء الحقائق من قبل القادة – غوروديش هنا، وبدلا من الجنرال شموئيل غونين حصلنا حسب الاشتباه على العقيد عوفر فنتر الذي يرسل جنوده الى المعركة باسم آلهة الحروب.
وتم استبدال الفنادق بأماكن الاستجمام، والتحرشات الجنسية بالمجندات استُبدلت بالجنود، يوجد انتحار في غوروديش وفي كتيبة تسبار، أما الباقي تقريبا – بقي كما هو. ليس فقط كهانا حي بل غوروديش ايضا، ولكن الفساد في الجيش – قام أحد الضباط بتشبيه ما يحدث في اللواء بما يحدث في منظمات الجريمة – هو جانب واحد من الصورة. والجانب الآخر هو الغطرسة والتعجرف العسكري والسياسي. سميت في حينه غولدا مئير، وتسمى الغطرسة الآن بنيامين نتنياهو. الانجليزية قوية لدى الاثنين. في حينه كان ذلك شرم الشيخ واليوم هو الشيخ جراح، والطريقة نفس الطريقة، اسرائيل هي التي ستحدد كل شيء بناءً على أخطائها – ولا يوجد سواها.
والزمن يعمل في صالحها.
مشاهدة غوروديش تثير التفكير. الى جانب الاستنتاج المفاجيء بأنه لم تؤخذ أي عبرة، يخطر بالبال ايضا التفكير حول أداء الجيش. ما زال ليس بالامكان انتقاد الجيش. جيش كبير من الدعائيين يغطي عليه. حتى عندما تظهر فضائح مثل فضيحة جفعاتي يسارعون الى القول إن هذه استثناءات. عند مشاهدة غوروديش يبدأ تفكير آخر: ليس فقط الحديث عن روح الجيش الاسرائيلي – وانما مساهمة الجيش للدولة والمجتمع تشمل ايضا الفساد والتعالي التي هي جزء من بنيته، التعالي والفساد منذ أيام غوروديش هما جزء لا يتجزأ من سلوك جيش احتلال، واذا اعتقدنا في عام 1973 أننا عولجنا وفي عام 1993 اعتقدنا أن هذه ذكريات – فاننا حالمون.
الاستنتاج واضح: بدلا من الدفاع عن الجيش الاسرائيلي والسياسيين، حان الوقت كي نفهم أن الجيش الاسرائيلي هو جيش الشعب ولا يعكس فقط المجتمع، بل ويشكله ايضا. وقد يكون فساد اهود اولمرت واغتصاب موشيه قصاب نتيجة لغوروديش. والزعرنة في الشوارع والعنف في النوادي وُلدا في غوروديش. لا يمكن الاستمرار في التعاطي مع الجيش كضحية للمجتمع والجنود – كمنفذي أوامر فقط. من تصرف بدون لجام في الجرف الصامد في غزة سيتصرف هكذا في قيادة الكتيبة. والأزعر الذي تصرف بدون لجام في هنيبعل في رفح سيكون أزعر ايضا في بيته. روح الـ 1967 لم تذهب أبدا وهي تقول: مسموح لنا كل شيء في الجيش والمواطنة، في حينه واليوم ايضا.
في احدى ذروات غوروديش يقول أبشتن «نحن نصلي من اجل السلام، نغني اغاني السلام منذ الصغر، السلام، السلام… هل اؤمن أن حكومتي ستفضل المناطق المحتلة على السلام، وتقدم من اجلها المئات والآلاف؟ أنا كوهين، انسان فاسد. أنا اؤمن أن الاجابة نعم». اليوم مثلما في ذلك الحين، لم يتغير شيء. إسدال الستارة.
هآرتس