الشيخ علي سلمان: طريق الخلاص للبحرين هي حكومة الشعب التي ينتخبها الشعب والتداول السلمي للسلطة
اكد الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان أن ” طريق الخلاص للبحرين هي حكومة الشعب التي ينتخبها الشعب والتداول السلمي للسلطة” مقدّراً أن في “البحرين اليوم في خطر كبير نتيجة لزيادة الدين العام ” موضحاً : أن “المؤشرات الاقتصادية تنظر لهذا الارتفاع على أنه مؤشر سلبي وان الاقتصاد البحرين لا يتحرك على الجادة الصحيحة والسليمة ونسبة المخاطر تزداد وعندما وبالتالي تزداد نسبة الفوائد على الدين العام”، كما لفت إلى أن ” البحرين اليوم ونتيجة لغياب التخطيط الاستراتيجي والفشل في تنويع مصادر الدخل والإصرار العملي للبقاء على مصدر دخل وحيد وهو النفط فإن وضعنا “شبه دولة مفلسة”! ”
واعتبر سلمان أن ” تحسين الحكومة من دون تغيير التشكيلة الحكومية هو وهم فلم تتغير الدول دون تغيير طبيعة تشكيلها فالتجارب موجودة في دول العالم كلها .. فالحكومة التي لا تخرج من منافسة وانتخابات وتحمل المسؤولية فالحكومة المنتخبة التي تفشل ستقال ولن تكمل مشوارها بانتخابات مبكرة”.
ولفت سلمان في حديث الجمعة (19 ديسمبر 2014) بمسجد الإمام الصادق بالقفول إلى أن تدني الخدمات وتراجعها سيستمر، وأن “الأداء الحكومي الطبيعي لحكومة التعيين البعيدة عن المسائلة والمراقبة الحقيقية فهذه النتيجة الطبيعية ولا يتوقع أحد نتيجة أخرى لأنها حكومة لا تنتخب ولا تقدم الخطط والبرامج الحقيقية سوى ثلاث ورقات انشائية مكررة لا يمكن متابعته واذا وجدت أرقام في تلك الورقات فلا يمكنك متابعتها فلا تواريخ ولا خطط واضحة لأنك صلاحياتك مسلوبة منك ويمنع عليك مراقبة هذه الحكومة.”
وحول تدني أسعار النفط وانعكاساته قال ” الأسباب الحالية نسبيا معروفة وليست محل الوقوف وهناك أسباب أخرى تهدد تراجع أسعار النفط منها زيادة الغاز المنتج في العالم وزيادة النفط الصخري بأمريكا أو البلدان الأخرى، وزيادة المكتشف النفطي ببلدان أخرى وتصنيع السيارات الكهربائية والتحول للطاقة البديلة كل هذه الأسباب وغيرها تهدد تراجع أسعار النفط”.
وتساءل : ” هل من المعقول بلد يعيش على النفط من العام 1932 حتى اليوم فقط على النفط .. فتعمد لقتل زراعته وصناعته وبحرها وكل شيء وعندما تقدم ميزانية الحكومة في العام 2014 تجد أكثر من 85% من ميزانية الدولة تعتمد على النفط فهل هذا معقول؟!”
وخلص إلى القول “باختصار فإن البحرين اليوم ونتيجة لغياب التخطيط الاستراتيجي والفشل في تنويع مصادر الدخل والإصرار العملي للبقاء على مصدر دخل وحيد وهو النفط فإن وضعنا “شبه دولة مفلسة” فالدين العام يتضخم ومع استمرار هبوط أسعار النفط يعني ذلك عجز نصف الميزانية العامة وفي حال لم يتصدق علينا الجيران فإن ذلك يعني عجز الحكومة من دفع رواتب المواطنين.
الحلول الغير استراتيجية عدا في البعد الأمني والقمعي يعني زيادة الاقتراض وكبل الدولة بمزيد من القروض والديون.”
وتحدث في أجواء ذكرى رحل الرمز الوطني الكبير العلامة الشيخ الجمري مؤبناً إياه بالقول : ” أدرك الشيخ الجمري –رضوان الله تعالى عليه- بفطرته السوية وعقله الراجح الداء الذي تعاني منه البحرين وهو داء الاستبداد والاستفراد وتهميش الشعب وهو داء معروف ولا يمكن أن تخطئه العين ونتائجه معروفة فأدرك بفطرته وعقله هذا الداء وبذل الكثير من عمره وجهده من أجل تصحيح هذا الواقع ومعالجة هذا الداء.”
وأضاف ” قاد في هذه الحركة التنويرية المستمرة عبر الكتابة والخطابة وحركة جهادية ونضالية مستمرة تُوِجَه بقيادته رضوان الله تعالى عليه انتفاضة التسعينيات من العام 1994 حتى العام 2001 من أجل معالجة الأوضاع الخاطئة والمنكوبة في هذا الوطن.”
وتابع ” مضى رضوان الله تعالى عليه وسيمضي الظالمون والصالحون وهذه سنة الله في الأرض لا يبقى فيها أحد وان طالت بالفترة الزمنية الدنيوية ولكنها عند الله قصيرة فالجميع سيمضي، نحسب الجمري رضوان الله تعالى عليه وجيها مقبول العمل والطاعة ونسأل الله سبحانه وتعالى له ولشهداء حقبة التسعينيات وشهدائنا الرحمة والمغفرة وعلو المكانة.”
وختم سلمان ” خلف الجمري رضوان الله تعالى عليه صلابة ووعيا وجيلا مناضل ساهم بإيجابية كبيرة في إصلاح هذا الداء المزمن في هذا الوطن ورسم طريقا سار عليه الثائرون والمصلحون إلى لحظة القضاء على هذا المرض واقامة حكم الانسان والمنطق والعقل والعدل في هذا الوطن .. فألف رحمة على سماحة الشيخ الجمري وعلى جميع الشهداء ابتداء من الهانيين اللذان سقطا في 17 ديسمبر مرورا بكل الشهداء وصولا لشهدائنا اليوم..”