نهاية التأييد التلقائي: ألون فوكس
لا يتذكر سكان اسرائيل وضعا لم تستخدم فيه الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار مناهض لاسرائيل في مجلس الأمن في الامم المتحدة. وهم لا يتذكرون لان هذا لم يحصل. وبالتالي، يكاد يكون دون ان ننتبه، بدأت في روما أمس تتحقق دراما سياسية دحرت في الوعي الاعلامي – العام بسبب حدث الخطف العنيف في استراليا والهزة التي المت بالعالم عقب انسحاب ايلي يشاي من شاس.
من أجل ماذا يستدعى رئيس الوزراء نتنياهو حتى روما لحديث مع وزير الخارجية جون كيري. ثمة لهذا تفسيران: سياسي داخلي وخارجي. التفسير السياسي – الداخلي، في سياق بداية حملة الانتخابات في اسرائيل بسيط: نتنياهو يسعى لخلق جدول أعمال سياسي ـ أمني.
«العالم ضدنا»، «الامم المتحدة المزدوجة الاخلاق» و «نحن تحت حصار سياسي» هي مجال الراحة السياسية والفكرية لنتنياهو، في ظل النفي التام لدوره في خلق هذه الاجواء السامة.
المشروع الاردني ـ الفلسطيني، وبالتوازي معه المشروع الفرنسي للتحديد الزمني والخطوط الهيكلية للمفاوضات واطار التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية، إلى جانب قرارات عدة برلمانات في اوروبا للاعتراف عمليا بوجود دولة فلسطينية، يساعد نتنياهو على اعادة الموضوع السياسي المريح له إلى مركز المعركة الانتخابية. داعش، القاعدة، حماس، حزب الله، إيران، العالم لا يفهم، العالم يضغط، فقط زعيم قوي وخبير يصمد في هذه المعركة، وأنتم تقولون ان غلاء المعيشة، الشقق والميلكي هي الموضوع؟ كونوا جديين. نحن في حرب وجودية.
أما التفكير السياسي الخارجي فأكثر درماتيكيا بكثير، ونتنياهو يعرف هذا. فللمرة الاولى تتردد الولايات المتحدة علنا بشأن استخدام الفيتو في مجلس الأمن. ويؤطر نتنياهو هذا كقرار آخر مناهض لاسرائيل يتوقع ان تستخدم الولايات المتحدة الفيتو ضده، ولكن واشنطن، مثل باقي العالم ايضا، لم تعد الدعوة إلى مفاوضات لسنتين وفي نهايتها اقامة دولة فلسطينية على اساس خطوط 67 وعاصمتها القدس تعتبر بالضرورة كـ «مناهضة لاسرائيل». كما أن الادعاء بان مثل هذا القرار احادي الجانب، مفروض وعلى أي حال غير قابل للتطبيق لم يؤخذ بجدية في العالم الذي لا يؤمن باقوال نتنياهو، وبالتأكيد لم يرَ منه اي مبادرة أو رغبة.
فضلا عن ذلك، فان المشروع الفرنسي يعكس المبادىء الامريكية وكفيل بان يشكل بديلا مريحا للامكانية التي طرحت بعد فشل وساطات كيري، في أن تضع الولايات المتحدة على الطاولة خطة خاصة بها او اطار يجمع مبادئها للتسوية.
51 مرة منذ اقامة دولة اسرائيل استخدمت الولايات المتحدة الفيتو على مشاريع قرارات مناهضة لاسرائيل في مجلس الأمن في الامم المتحدة. ولا يوجد في التاريخ «واذا ما ولنفترض أن…»، ولكن من المعقول الافتراض بانه لولا الولايات المتحدة ومظلتها السياسية التي فتحتها فوق رأس اسرائيل لكانت اسرائيل تقف في السنوات الاخيرة أمام مشاريع قرارات شجب بل وربما عقوبات، وليس فقط المساعدة العسكرية – المالية، جوهر الذخر الاستراتيجي والمعنى الخاص الذي تشكله الولايات المتحدة لاسرائيل.
في ظل غياب مشروع مرقق «بلا اعداد» أي دون تحديد 2016 كغاية ودون خطوط 67، لعل الولايات المتحدة تستخدم الفيتو. ولكن هذا سيكون فيتو مرير ومع شد على الاسنان، معناه ان تعلق في العزلة التي في نظر بعض من الادارة تجرها اسرائيل اليها. حتى لو استخدم الفيتو، يجب أن يضاء في القدس ضوء أحمر قوي بشكل خاص: هذه البداية، التدريجية، لنهاية عصر الفيتو الامريكي التلقائي.
يديعوت