طرابلس تفاجئ أحمد الحريري: غير مرحّب بك! عبد الكافي الصمد
حتى وقت قريب، كانت طرابلس تخرج بكثافة لاستقبال أي شخص «من ريحة» آل الحريري. لكن، أمس وقبله، انقلبت الآية. رفعت المدينة «البطاقة الصفراء» في وجه تيار المستقبل. أكثر من مفاجأة سجلت في اليوم الثاني من زيارة الأمين العام للتيار أحمد الحريري عاصمة الشمال، أمس.
أولى المفاجآت تبدّت في هزالة الاستقبال الشعبي الذي لقيه الحريري في الأحياء التي زارها، في الحارة البرانية والقبة وباب التبانة والأسواق. إذ لم يتجاوز عدد «الحشود» في بعض هذه المناطق الـ 150 شخصاً!
مقربون من الحريري رافقوه في جولته الطرابلسية برّروا هذا الحضور الهزيل بأن «الزيارة تفقّدية للاطلاع على أوضاع الناس بعد الاشتباكات الأخيرة، ولم يحشد لها التيار. ولو رغبنا لحشدنا آلافاً في معرض رشيد كرامي الدولي».
الحضور الهزيل كان موقع تندّر على مواقع التواصل الاجتماعي، وموضع «نقمة» لدى بعض أوساط المستقبل التي أوضحت لـ»الأخبار» أن منسقية التيار ونوابه لم يوضعوا في أجواء الزيارة مسبقاً. ومما زاد في الاستياء أن الحريري بات ليلته في منتجع «ميرامار» الذي يمتلكه مقربون من وزير العدل أشرف ريفي، وليس في فندق «كواليتي ـ إن» كما جرت العادة، ما جعلهم يعتبرون هذه الخطوة موجّهة ضدهم. ولفتت إلى أن بعض نواب طرابلس احتجّوا على «تجاوز الحريري لهم، بالإيعاز الى مؤيديهم، في شكل غير مباشر، بمقاطعة الاستقبال» الذي كانت غالبية من شاركوا فيه من أنصار ريفي.
أما المفاجأة الثانية والأبرز التي تلقاها الحريري أمس، فكانت في منطقة باب التبانة، التي توصف بأنها قلعة تيار المستقبل، إذ إن «الشيخ أحمد» كان ينوي الاحتفال بالانتهاء من دهن واجهات مباني شارع سوريا على نفقة الرئيس سعد الحريري (طليت، للمفارقة، باللونين الأبيض والأزرق). لكن اعتصاماً لأبناء المنطقة ضد زيارة الحريري، اضطره إلى دخول المنطقة من جهة سوق الخضر، قبل أن يغادرها من مدخل خلفي.
وكان إمام مسجد خالد بن الوليد الشيخ وليد طبوش قد شدّد في كلمة له في المعتصمين على أن زيارة الحريري «غير مرحب بها. ونقول له: لا وألف لا لزيارة تيار المستقبل المنطقة. وإذا أراد أن يأتي إلينا فعليه أن يأتي برفقة أبناء المنطقة الموقوفين في سجن رومية بتهمة المشاركة في الاشتباكات الأخيرة، والذين ظلموا بسبب السياسة العمياء التي قادتهم». كما هاجم طبوش الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، وطالب بإقالته، معتبراً أن «أي تعويض لأهالي المنطقة تقل قيمته عن 3 ملايين ليرة مرفوض». وأبرز طبوش شيكات تبلغ قيمتها بين 200 و300 ألف ليرة، ما دفع المعتصمين الى إحراق لوائح التعويضات للمتضررين التي أرسلتها إليهم هيئة الإغاثة، وطالبوا بتعديلها، وإلا سيقومون بتحركات احتجاجية في الشارع الثلاثاء المقبل.
(الأخبار)