أبوعين … غضب الضفة سينتصر
غالب قنديل
مروان البرغوثي في المعتقل وهاهو زياد أبوعين مضى شهيدا في مواجهة مباشرة ضد جنود الاحتلال المكلفين بقتله بعدما تعاظم الأثر السياسي والمعنوي لحركة الكفاح التي قادها ضد جدار الفصل العنصري بينما يدخل الاحتلال الصهيوني في خططه إلى مرحلة فاصلة من مشروع الدولة اليهودية وأهم ما فيها اقتلاع المزيد من أبناء الأرض وخنقهم بالجدار والمستوطنات لاجتياح ما تبقى من جزر فلسطينية في الضفة الغربية بالبناء الاستيطاني والحصار الاقتصادي.
الرئيس محمود عباس بدا كأنه لم يفهم عبرة اغتيال الرئيس ياسر عرفات عندما صمم ومعاونيه في قيادة فتح وفي هياكل السلطة على مواصلة طريق أوسلو الذي تديره الولايات المتحدة بمعونة دول الغرب والخليج لمصلحة إسرائيل انطلاقا من اتفاقية اتخذت مسارا لتنازلات متدحرجة عن كل حق فلسطيني وربطت عضويا بوظيفة للسلطة الفلسطينية محورها ضرب كل نواة أو خلية للمقاومة المسلحة قي صفوف الشعب الفلسطيني عبر قنوات التنسيق الأمني التي يديرها قادة الاحتلال ويتحكمون بوظيفتها .
رمز المقاومة الشعبية المسلحة في فتح المناضل مروان البرغوثي رمي في سجون الاحتلال وبات مع سواه من آلاف الأسرى من مختلف فصائل المقاومة مجرد تذكار ورقي ترد اسماؤهم وقد لاترد جميعها في البيانات والمناسبات وتشتغل قيادات فلسطينية عديدة لتخدير الجمهور الغاضب بوعود واهية عن الاتفاقيات الدولية ومجالس حقوق الإنسان في حين لم تفلح في تحرير الأسرى غير عمليات الأسر المضادة بالسلاح الذي لم يستسغه ابو مازن يوما وحتى في زمن انطلاقة فتح وعملياتها العسكرية فكيف بعدما غزا البيزنس مع كيان العدو شرايين وعصب السلطة ومحيط مسؤوليها المرفهين.
المناضل زياد أبو عين حاول التكيف مع سياسة سلطة اوسلو المحشوة بالأوهام عن فرضيات المساكنة مع الاحتلال العنصري الاستيطاني والخانعة كليا امام مخطط التهويد والاستيطان الصهيوني وابتكر مع رفاقه طريقا في المقاومة الجماهيرية محورها جدار الفصل العنصري والاستيطان أي التصدي لنتائج الاحتلال الذي يتبنى انصار المقاومة المسلحة اولوية إزالته بالنار.
لا تناقض في الأمر لأن ثمة رابط وثيق في أي استراتيجية وطنية للتحرير بين النضال الجماهيري والعمل المسلح لكن أين هي القيادة التي تضع الاستراتيجيات وترسم الخطط وتراكم الإنجازات بهدف التحرير فقد بات هذا الهدف بذاته موضوعا للتندر عند نزلاء فنادق الخارج ومكاتب السلطة في الداخل ونادرا ما يلتمس المناضلون الفلسطينيون فرقا جديا في مظاهر تكيف التناحرين من قيادتي فتح وحماس مع خط الاستسلام حيث أن الفارق محصور في القبعة الإقليمية وخياراتها : الاستناد على التحالف القطري التركي والانخراط في مسار تآمره على محور المقاومة باستهداف القلعة السورية وحيث تنام بيرقراطية غزة على حرير الوعود بنفط وغاز ومرافيء مقابل التواطؤ على كتائب القسام او بالاعتماد في رام الله على التبني السعودي في مسارات سياسية عقيمة لا تنتج غير تكريس الاغتصاب الصهيوني ومحاصرة المقاومين الذين يحافظون على نقاء الإرادة وصلابة حلم التحرير والعودة وتكبر مسؤولياتهم أكثر من أي وقت مضى في أي فصيل كانوا وأينما انتسبوا او اتجهوا في الجهاد الإسلامي ام في الجبهة الشعبية ام من القيادة العامة ام من مقاتلي فتح وحماس على السواء .
زياد أبوعين مضى شهيدا في ساحة اختارها وغضب الضفة يغلي بعد اغتياله مناديا بالقصاص لدمه الذي لن يجد العدالة في اتفاقية روما بل في السلاح والمقاومة وفي الانتفاضة الشعبية مجددا واليوم يطرح السؤال هل تنضج في صفوف جماهير الضفة إنتفاضة جديدة بعدما جربوا لسنوات أكاذيب التدجين السياسي القادم بالمعونات الأوروبية وهل يتقدم الصفوف جيل من المناضلين الأشداء يرفع راية الانتفاضة والمقاومة بعد عبر التجارب وافتضاح دعوات التخلي عن المقاومة العسكرية التي طالما رددها أبو مازن وهو مبكرا حذر الفلسطينيين من تقديم ما يدعوه ذرائع للعدو.
في اغتيال زياد أبوعين كانت الذريعة هي انه تنفس هواء الضفة وزرع مزيدا من زيتونها الذي يقتلعه المستعمرون وصرخ بأعلى صوته حتى اختنق بأيدي القتلة الذين يحميهم التنسيق الأمني من نيران المقاومين …. فكانت مدوية وصيته بل حشرجته الأخيرة: سننتصر ولو أسعفه صدره المتكسر بثوان قليلة لصاح بنداء : إلى الانتفاضة … لا تلقوا السلاح يا رفاق.