الناخب المعتدل: جدعون ليفي
يقوم الآن بترتيب خطواته: لمن سيصوت في الانتخابات القادمة؟ ما الذي يريده – القليل من الأمن، القليل من الهدوء، أجر جيد، وقبل كل شيء دولة يهودية تكون صالحة لليهود.
كل هذا يحق لنا بعد كل ما مر علينا. هناك تشكيلة كبيرة من القوائم التي تعده بذلك، يسار – وسط، يمين – وسط، لبيد وكحلون، بوغي ولفني، في الحقيقة فان الليكود ايضا معتدل نسبيا. إنه لا يثق بأي أحد، ولكنه سيصوت مع واحد من هؤلاء. إنه معتدل وسيعطي صوته للاعتدال. لا يحب الاحزاب المتطرفة ولا الحلول المتطرفة، إنه يكره التطرف؛ ما الذي يطلبه.
يريد السلام، بالتأكيد يريد السلام. ولكن ليس الآن، وبالتأكيد ليس مع تقسيم القدس وسقوط الصواريخ على مطار بن غوريون. اضافة الى ذلك سلام مع من؟ مع حماس؟ مع من ينكر الكارثة؟ لا يوجد مع من. لم يسبق أن زار المناطق، لا يشمل 443 ولا الطهور في حائط المبكى، لا يوجد ما يبحث عنه هناك، وقيل له ايضا إن هناك خطر. في رأيه المستوطنون متطرفون، وهو لا يحب المتطرفين. وتقريبا لم يسبق له أن التقى في حياته مع المستوطنين. ومنذ الخدمة العسكرية لم يلتق فلسطينيين، وهذا لا يشمل البليط الذي قام بتبليط المطبخ ولا يعرف اذا كان فلسطينيا، من القدس الشرقية، أو شركسي اسرائيلي.
ممنوع لمس الجيش الاسرائيلي، لا يوجد ما يتحدث عنه، ليس ميزانيته وليس سلوك جيشه. إنه الجيش الاكثر اخلاقية في العالم، وهو الذي يضمن الامن. يريد الهدوء، ليس لديه رأس لانتفاضة اخرى وليس لوجع الرأس بسبب اخلاء مستوطنات. ولا يريد المهاجرين الافارقة – ليذهبوا الى مكان آخر، لا تستطيع اسرائيل استيعابهم مع كل المشاكل الوجودية الخاصة به – وايضا مل من محكمة العدل العليا، والحقيقة أنه ليس مهتما كثيرا بالسياسة. قانون القومية وقانون التسلل، قانون النكبة وقانون «اسرائيل اليوم» مرت من فوق رأسه. يوجد هنا ديمقراطية زائدة، إنه متأكد؛ ما الذي طلبه.
معظم الاحزاب تعد بتحقيق حلمه، القليل من السلام والقليل من التنازلات المؤلمة، الأمن وبالطبع القضاء على الإرهاب، وايضا استمرار اعتقال الكثيرين في منشأة «حولوت» وتحسين العلاقات مع امريكا – اعتدال. لن يصوت بالطبع لافيغدور ليبرمان ولا لنفتالي بينيت. إنهم متطرفون، ويبدو أنه لن يصوت لميرتس، على حدود التطرف، ومل من الزعبيين – إنهم خونة. سيجد لنفسه من يختار بين يمين ويسار.
لكن الحقيقة هي أن هو متطرف جدا. إنه يكذب على نفسه، والاحزاب المعتدلة التي يصوت لها مرة تلو اخرى تخدعه. هو متطرف، لأن تصويته سمح بالسياسة المتطرفة للاحزاب المعتدلة: استمرار الاحتلال العسكري، ومن أكثر الاحتلالات صلفا في العالم، حرب هجومية اسرائيلية كل عام أو عامين، زرع الدمار والقتل، ميزانيات دفاع خيالية تمنع الرفاه وسيطرة على شعب آخر. هذا ما يفعله المعتدلون في اسرائيل وليس المتطرفين – وهو شريك كامل.
شركاؤه في علاقة الكذب، الاحزاب المعتدلة، لا تقترح أي حل، فقط كليشيهات، هم أنفسهم لا يؤمنون بها. لا توجد حلول معتدلة لوضع متطرف. والاشخاص الذين يقترحون حلولا حقيقية هم المتطرفون من اليمين واليسار. وما يقدمه المعتدلون؟ القفز الى الهاوية وتجاوزات مدروسة؟ خطوة الى الأمام وخطوتين الى الخلف؟ لا يوجد شيء كهذا.
صحيح أنه من الجيد الشعور أنك معتدل، لكن الانتخابات تحصل في ظروف متطرفة جدا. وهناك احتمالين فقط: إما حلا راديكاليا، أو استمرار الحياة بالنفي والكذب، حتى الضياع. لكن لا تسموا ذلك اعتدالا.
هآرتس