من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : قطر توقف وساطتها.. وبري وجنبلاط ينتقدان الإدارة ملف العسكريين: هذه نقاط القوة والضعف
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن والتسعين بعد المئة على التوالي.
خيّمت ظلال استشهاد الدركي علي البزال على المشهد العام، في ظل تعاطف وطني كبير مع عائلة الشهيد التي أظهرت مستوى عالياً من الانضباط والوعي، قطع الطريق مرة أخرى على الفتنة المذهبية المتسربة من جرود عرسال.
وتداعيات استشهاد البزال بلغت أيضاً الدوحة، حيث أعلنت وزارة الخارجية القطرية عن عدم إمكانية استمرار دولة قطر في جهود الوساطة لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين.
وذكرت الوزارة القطرية، في بيان امس، أن «جهود الوساطة جاءت لأسباب إنسانية، وانطلاقاً من حرص دولة قطر على الحفاظ على أرواح الأبرياء، وذلك بعد طلب من الأشقاء في لبنان الوساطة القطرية.
وأكدت «الخارجية أن قرار عدم إمكانية الاستمرار في الوساطة «جاء نتيجة قيام الخاطفين بقتل الجندي اللبناني معربة عن بالغ أسفها لمقتله. وجددت «حرص دولة قطر على بذل كل الجهود الديبلوماسية من أجل الحفاظ على الأرواح.
أما داخلياً، فقد جمع دم البزال اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، تماماً كما حصل عند إعدام الشهداء الآخرين، لتسقط من جديد محاولات الخاطفين المتكررة اللعب على وتر التناقضات اللبنانية، وتفجيرها «عن بُعد.
وأبلغت مراجع لبنانية معنية «السفير ان المعطيات المتوافرة بحوزتها تفيد بأن تاريخ قتل البزال من قبل «جبهة النصرة، سابق لموعد الإعلان عنه، مرجحة أن يكون قد تم قبل اربعة أيام.
لكن فشل الخاطفين حتى الآن في استثمار دماء العسكريين لإحداث الفتنة، لا يعني أن الخطر زال، خصوصاً أن أوساطاً متابعة لملف المخطوفين تبدي خشيتها من أن يلجأ الإرهابيون في المرحلة المقبلة الى التهديد بتصفية أسماء متعددة الانتماءات الطائفية والمذهبية، لزيادة الضغط، ما يدفع الى التساؤل حول الخيارات التي تملكها الدولة في مواجهة الاحتمالات المستقبلية.
وفي هذا الإطار، قال الرئيس نبيه بري أمام زواره أمس إن «خلية الازمة تحولت الى «أزمة الخلية، لافتاً الانتباه الى ان بحوزة الدولة العديد من أوراق القوة، إلا انها للأسف لم تُحسن حتى الآن استعمالها، بفعل ما يسودها من تخبط في المواقف وتضارب في الأدوار.
وقال النائب وليد جنبلاط لـالسفير إنه يجب الإسراع في إنجاز التبادل بين العسكريين وبعض الموقوفين، ضمن مقايضة تشمل سجناء لبنانيين وحتى غير لبنانيين في سجن رومية. ودعا الى الكف عن المزايدة والتذاكي، مشيراً الى فوضى في خلية الأزمة. وأضاف: أنا صامت حتى الآن، لكن في الوقت المناسب سأقول كل ما لدي إذا لم يتغير النهج المتبع.
وفي ما خص الخيارات الممكنة للمعالجة، يمكن القول إنه إذا كان إقفال «جبهة القلمون
دونه اعتبارات كثيرة، سياسية وميدانية، ربطاً بمجريات «معركة الأمم على أرض سوريا، فإن ذلك لا يعفي السلطات اللبنانية من مسؤولياتها في تحصين إدارتها لملف العسكريين بكل مستوياته ومندرجاته، ولعل «القرارات المناسبة التي اتخذتها «خلية الأزمة في اجتماعها الاستثنائي (بعد 18 ساعة من استشهاد البزال)، أمس الأول، في دارة رئيس الحكومة، تشكل مدخلاً لمقاربة مختلفة يفترض أن تأخذ في الاعتبار العناوين الآتية:
أولاً، إن ملف العسكريين هو ملف وطني بامتياز ولا يخص طائفة أو منطقة من دون أخرى، وبالتالي، لا يجوز لأية مقاربة أن تعطيه بعداً طائفياً أو مذهبياً، ولتكن وقفة
الأهالي في «البزالية درساً لكل تجار الفتنة المذهبية في لبنان.
ثانياً، إنهاء حالة الفوضى وبالتالي توحيد المرجعية السياسية للملف عبر حصر إدارته برئيس الحكومة تمام سلام والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم (ومن يحتاجان إليه في الداخل والخارج)، لاعتبارات متصلة بمروحة علاقاتهما، الأول، بوصفه قادراً على مخاطبة كل الدول والحكومات، والثاني، ليس بحكم وظيفته فقط، بل خبرته وعلاقاته وقدرته على التواصل مع العواصم المعنية بهذا الملف، وثمة واقعتان طريتان في ذاكرة الرأي العام، هما «قضية مخطوفي أعزاز وقضية راهبات معلولا اللتان بلغتا خواتيمهما السعيدة من دون أية تنازلات تهدد التماسك الوطني أو علاقات لبنان الإقليمية أو الدولية.
ثالثاً، تثبيت مبدأ التفاوض والمقايضة إذا كان خيار الهجوم العسكري يمكن أن يهدد حياة العسكريين المخطوفين، إلا إذا كان مطروحاً بشكل جدي ضمن دوائر ضيقة جداً.
رابعاً، الاستفادة من الموقف السوري «المتجاوب مع مطالب الحكومة اللبنانية، وهو موقف فاجأ حتى المفاوضين اللبنانيين الذين اعتقدوا للوهلة الأولى، أن لا مصلحة لدمشق في فتح الأبواب إلا من خلال «دفتر شروط سياسي وعسكري وأمني.
خامساً، إقامة غرفة عمليات مشتركة تضم ممثلين عن الجيش والأمن العام وفرع المعلومات
وأمن الدولة والقضاء، للتنسيق وتبادل المعلومات ومركزة الملف التفاوضي.
سادساً، اتخاذ قرار إستراتيجي بمنع قطع كل الطرق الحيوية بدءاً من طريق المطار ووسط العاصمة ومداخلها وصولاً إلى كل الشرايين الحيوية، وبالتالي خروج أهالي العسكريين من الشارع فوراً وضبط إيقاع حركتهم بالتناغم والتنسيق مع المفاوض اللبناني.. وللبنانيين عبرة في طريقة إدارة ملف أعزاز حيث كان الأهالي ينسقون كل خطواتهم (بما فيها قطع الطرق والاعتصامات ونقاطها) مع الممسكين بالملف التفاوضي.
سابعاً، محاولة تجميع أكبر قدر ممكن من عناصر القوة في يد المفاوض اللبناني من خلال: احتضان عائلات العسكريين، معنوياً ومادياً وتوفير كل مستلزمات صمودهم.. وصولاً الى قيام مبادرات على الصعيد الوطني.
الديار :الحوار في نهاية الأسبوع والاتصالات للاتفاق على جدول الأعمال أهالي المخطوفين : حرّروا أبناءنا «خليّة الأزمة تتشدّد مع الإرهابيين
كتبت “الديار”: تحدثت اوساط سياسية عليمة ان انطلاق الحوار بين «حزب الله و«تيار المستقبل مرجح نهاية الاسبوع المقبل، لكنها اوضحت ان الاتصالات ما تزال قائمة للاتفاق على جدول الاعمال، ان لجهة البنود التي ستدرج في الحوار، او لجهة اولويتها وتسلسلها في جدول الأعمال، مشيرة الى أن ادراج بند ملف رئاسة الجمهورية من حيث تسلسله في جدول الاعمال هو الذي يؤخر انجاز الجدول تمهيداً الى تحديد الموعد النهائي لبدء الحوار. واوضحت انه مع عودة مستشار الرئيس سعد الحريري نادر الحريري من باريس، الذي كان غادر اليها في اليومين الماضيين، يفترض ان ينجز ما تبقى من مسائل تقنية تتعلق بجدول الاعمال وموعده والمشاركين فيه.
وتحدثت مصادر مطلعة على اجواء اجتماع خلية الازمة اول من امس، ان النقاشات ركزت على آليات التشدد في التعاطي مع المجموعات الارهابية المسلحة، للرد على عمليات التصفية المستمرة التي تقوم بها هذه الجماعات ضد العناصر العسكرية المخطوفة لديها، من دون الخروج بموقف محدد.
ولاحظت المصادر انه بعد تجربة عدة اشهر من المفاوضات، تأكد ان المسلحين يدفعون نحو الاستمرار في ابتزاز الحكومة للحصول على تنازلات مستمرة، في مقابل التراجع الموقت عن تصفية احد العسكريين.
واكدت المصادر انه من دون قرارات حاسمة من الحكومة للرد على الجماعات الارهابية، بدءاً من تشديد الحصار عليهم في جرود عرسال الى تسريع المحاكمات لاصدار احكام الاعدام على من يستحقها، وغير ذلك من قرارات، فأزمة العسكريين المخطوفين ورقة ضعيفة في خاصرة الدولة والحكومة. واشارت الى ان اي تهديد باعدام ارهابيين رداً على تصفية العسكريين لا يمكن السير به قبل صدور احكام بالاعدام ضد من يستحقها. واوضحت ان لا قرار بالاعدام حتى الآن ضد اي من الرؤوس الارهابية، ما يفترض تحريك الجهات القضائية المعنية لاتخاذ القرارات المناسبة.
لمس زوار عين التينة أمس استياء الرئيس نبيه بري وانزعاجه الشديدين من اجتماع خلية الازمة الوزارية حيال قضية المخطوفين العسكريين.
وقال الرئيس بري ان «اجتماعات خلية الأزمة لا تزال تراوح مكانها، وان خلية الازمة صارت ازمة خلية بسبب كثرة المفاوضين وبسبب كثرة التعقيدات.
واضاف «المطلوب «اعطاء الخبز للخباز لادارة هذا الملف بالتنسيق مع رئيس الحكومة تمام سلام.
وجدد القول ان «لدينا اوراق قوة عديدة، لكن علينا ان نحسن استخدامها، والمطلوب الاتفاق على اي شخص يستطيع التفاوض ويكون مختصاً في هذا المجال بدل ان تبقى اكثر من جهة تقوم بالتفاوض.
وكشف الرئيس بري انه «ساهم شخصياً في اطلاق ثلاثة مخطوفين من آل الحجيري، ملاحظاً انه لم يحصل اي جهد على الاقل لتسليم جثث الشهداء العسكريين حتى الآن. وشدد مرة أخرى على الاهتمام بما يجري في سجن رومية لجهة نشاط الموقوفين الارهابيين
. وبشأن الحوار، كرر الرئيس بري القول «الامور ماشية والاجواء جيدة.
وحدهم اهالي المخطوفين العسكريين يتألمون. في البزالية كانت محطتهم امس حيث صعّدوا في النبرة الى حدّ التهديد بأخذ الثأر في السراي الحكومي اذا سقط شهيد جديد.
هذا واتصل ليل البزالية بنهارها، لم تهدأ منذ لحظة استشهاد ابنها الدركي علي البزال تستقبل معزين وتودع مباركين فيما سعاة الخير للملمة الجراح ووأد الفتنة يدأبون لتوحيد البوصلة.
اما اوتوستراد القلمون فبقي بين القطع والفتح، ما أعاق حركة السير من الشمال الى بيروت.
الاخبار :الدوحة توقف وساطتها: لا شكراً لقطر!
كتبت “الأخبار”: أوقفت قطر وساطتها في ملفّ العسكريين المختطفين، والتي لم تكن متحمّسة لها أصلاً. واللافت، أن زيارة الموفد القطري السوري أحمد الخطيب الأخيرة إلى بيروت، لم تكن كرمى لعيون العسكريين، بل لاستلام ابنة شقيق أمين السر الخاص في الديوان الأميري القطري أبو خليفة العطية، من أجهزة الأمن السورية، عبر وساطة اللواء عباس إبراهيم!
أنهت قطر، رسمياً أمس، وساطتها غير الفاعلة في ملف الأسرى العسكريين. وهي وساطة، بحسب ما قال أحد الوزراء لـ «الأخبار، «لم تتفعّل يوماً إلا إعلامياً عقب كل اتصال من رئيس الحكومة تمام سلام بأمير قطر تميم بن حمد آل خليفة. وأضاف أن الموفد القطري، السوري أحمد الخطيب، «كان على ما يبدو ينفّذ أجندة قطرية وقد أنهاها، معتبراً أنه «لم يعد أمامنا الا التفاوض المباشر.
وقد علمت «الأخبار أن الخطيب الذي لم يقدّم أو يؤخّر في شيء طوال مدّة توليه الوساطة في ملفّ العسكريين، حضر إلى لبنان قبل أيام في مهمة خاصة بالمصالح القطرية، وهي تسلم ابنة شقيق أبو خليفة العطية أمين السر الخاص في الديوان الأميري القطري، التي توسّط اللواء عباس إبراهيم لدى الأجهزة الأمنية السورية لإحضارها إلى لبنان. وذكرت المعلومات أن المواطنة القطرية كانت تعيش في سوريا مع والدتها، وأن والدها يتهم الوالدة بخطفها، فتوسط القطريون عبر إبراهيم، وعملت الأجهزة السورية على إرسالها إلى لبنان مع أخوالها، وتم تسليمها للموفد القطري. وفي حين أكّد مسؤول أمني أن «الموفد حاول التوجّه إلى جرود عرسال للقاء خاطفي العسكريين وكان جوابهم سلبياً بعدم استقباله، أشار مصدر وزاري إلى أنه «لم يسع للذهاب إلى الجرود، ومهمته كانت محددة بتسلّم المواطنة القطرية.
يذكر أن الأجهزة الأمنية اللبنانية كانت قد ألقت القبض قبل أشهر على أبو عزيز العطية، وهو شقيق أبو خليفة، بتهمة تمويل الإرهابيين في جرود القلمون، قبل أن يطلق سراحه عبر اللواء عباس إبراهيم بعد ضغوط من أمير قطر تميم بن حمد آل خليفة.
وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق لفت في مقابلة مع «الأخبار
السبت الماضي إلى أن عمل الموفد القطري «لا يرتبط فقط بأجندة لبنانية. القطريون أيضاً لديهم أجندة قد تكون مرتبطة بمواطنين قطريين في مكان ما. وأضاف: «لا مشكلة لدينا مع الأجندة القطرية التي لا نعرف عنها الكثير، ونقبل بأي أمر يسرّع الحل.
وقد أعلنت وزارة الخارجية عن «عدم إمكانية استمرار دولة قطر في جهود الوساطة، وأوضحت في بيان أن «جهود الوساطة جاءت لأسباب إنسانية (…) بعد طلب من الأشقاء في لبنان، لافتة الى «عدم إمكانية الاستمرار نتيجة فشل الجهود المبذولة.
وفي السياق، أكدت مصادر وزارية أن «الحكومة اللبنانية مفلسة ولا تملك أوراق تفاوض، نتيجة عدم قدرتها على حسم أمرها في اتخاذ قرارات متشدّدة، ما يفقدها أوراق القوة التي لديها، وهي تشديد الإجراءات الأمنية على الأرض، وبذل كل الجهود لضبط معابر التهريب التي لا يزال بعضها مفتوحاً أمام وصول المؤن والوقود إلى الإرهابيين في الجرود، واستثمار توقيف النساء، والتصرف بموقوفي سجن رومية. ويؤكد مضمون اجتماع خلية الأزمة، أول من أمس، في منزل الرئيس تمام سلام في المصيطبة، أن الجهات الأمنية المعنية بمعالجة الملف تتصرف على أساس أن لديها ساعتي فراغ تقضيهما بالنقاشات. وعلى رغم الاتفاق بين أعضاء الخلية على ضرورة التكتّم، علمت «الأخبار أن ما قاله وزير الدفاع سمير مقبل عن اتخاذ «قرارات حاسمة، هي أبعد ما يكون عن واقع الاجتماع الذي كرّس التباينات في وجهات النظر. وأكدت مصادر الخلية أن «لا تطور جدّياً في الملف، كاشفة أن «المفاوضات فعلياً متوقفة منذ ما يقارب عشرين يوماً، وأن الموفد القطري لم يتحرّك لمصلحة ملف المخطوفين العسكريين ، ونحن لا نعلم عن جولاته في لبنان شيئاً!
البناء: أخطأ وزير الداخلية… الجيش لم يخطئ.. تسريب اعتقال الدليمي تمّ من بغداد… ومهمتها مالية ترتبط بأبي بكر البغدادي… غارات محيط دمشق: واشنطن توكل «الإسرائيلي» بتخديم حلفائها ضد سورية
كتبت البيان: طغت الغارات التي نفذها الطيران «الإسرائيلي» في محيط دمشق مساء أمس على الحدث المحلي والإقليمي، باعتبارها تلخيصاً مكثفاً لتعقيدات المشهدين الإقليمي والدولي، في ظلّ التسليح الروسي للجيش السوري، والفشل الأميركي في الحصول على التغاضي السوري عن إقامة شريط حدودي رقيق على الحدود مع تركيا بدلاً من منطقة الحظر الجوي التي يطلبها الأتراك، وما منح الغارات أهمية استثنائية هو توقيتها، فتأتي الغارات في ظلّ زمن ضاغط على الحكومة «الإسرائيلية» عشية التحضير لانتخابات مبكرة لا يملك فيها المتنافسون أوراقاً طبيعية للقوة، فيصير تصنيع الأوراق الخيار الأوحد لحجز المقاعد في الكنيست المقبل، وفي المقابل وقت داهم على مسلحي جرود القلمون الذين يواجهون وضعاً سيئاً يتزايد كلما اقترب موسم الثلوج، بينما مواقعهم تتهاوى في ريف دمشق وغوطتيها.
وجدت أميركا مخرجها من خطر التصادم مع الجيش السوري وخطر خسارتها ورقة المعارضة السورية وخسارة تركيا المتمسكة بربط الحرب على «داعش» بالحرب على سورية، بإيكال مهمة تخديم الحرب على سورية إلى «إسرائيل» دعماً للمجموعات المسلحة، ووجد نتنياهو حملته الانتخابية، ووجد مسلحو القلمون والغوطة في ريف دمشق من يوفر لهم الإسناد الناري، ووجد مسلحو «النصرة» في لبنان من العرقوب إلى قوصايا أملاً بتدحرج كرة النار صوبهم لتكتمل معالم شريط حدودي جنوب لبنان وجنوب سورية، يحفظ أمن «إسرائيل» وينشئ إمارة لـ«النصرة» توازي إمارة «داعش» في الشمال الشرقي لسورية.
قبل الغارات وبعدها كان لبنان ولا يزال يعيش على إيقاع المواجهة المفتوحة مع الجماعات المسلحة لجبهة «النصرة» و»داعش»، وقد برز أمس ما يؤكد صحة تصرف الجيش اللبناني في التعامل مع ملف سجى الدليمي التي أكدت مصادر أمنية واسعة الإطلاع لـ«البناء» أنها شكلت الرابط المالي بين أبي بكر البغدادي وأبي بكر سليم الميقاتي، وأنّ نبأ اعتقالها وزوجة أبي علي الشيشاني قد ورد من الشيخ سالم الرافعي للبغدادي والشيشاني وجرى تسريب الخبرين للإعلام من هناك وليس من الجيش، الذي وجه له وزير الداخلية انتقاداً في غير مكانه على التسريب موفراً مادة دسمة استعملها الساعون إلى النيل من الجيش وتحميله مسؤولية استشهاد العسكري علي البزال، في حملة منظمة للربط بين إعدام العسكري الشهيد علي البزال واعتقال الدليمي وزوجة الشيشاني.
طغت جريمة قتل «جبهة النصرة» الرقيب في قوى الأمن الداخلي الشهيد علي البزال على الساحة اللبنانية في نهاية الأسبوع الماضي وهي مرشحة للتفاعل في الأسبوع الطالع بعد التهديدات التي أطلقها تنظيم «داعش» بقتل سائر العسكريين المحتجزين لديه و»النصرة» بإعدام اثنين. فيما برز تهديد مواز لأهالي العسكريين المخطوفين الذين بات عددهم 25، بأن ثأرهم سيكون في السراي الحكومي في حال قتل عسكري آخر.
إلا أنه في المقابل، استغربت مصادر نيابية ملمة في الشأن العسكري لـ«البناء» عدم مبادرة الحكومة إلى استخدام أوراق القوة الكثيرة التي تمتلكها ضد الخاطفين، منها:
قطع التموين والمحروقات والطبابة عن الإرهابيين الموجودين في جرود عرسال، معتبرة أن هذه الخطوة سهلة جداً ومن شأنها «تركيع» الخاطفين.
تنفيذ أحكام الإعدام بحق الإرهابيين المحكوم عليهم قضائياً بهذه العقوبة، والثابت تورطهم في تنفيذ اعتداءات على أمن الدولة وقتلهم عشرات العسكريين والمدنيين.
استخدام القوة العسكرية، لا سيما أن عديد الجيش يتراوح بين 70 و80 ألف عسكري، وشن هجوم على المسلحين في جرود عرسال بعد تأمين سلامة العسكريين بأية وسائل متاحة. وأوضحت المصادر أن يمكن اعتماد خطة متدرجة في هذا المجال تبدأ بتنظيف المنطقة الجردية قطعة قطعة على غرار الخطة العسكرية التي اعتمدها الجيش السوري في القلمون وانتهت بتحريرها من الإرهابيين.
وإذ رأت المصادر أنه قد يتكبد الجيش كلفة عالية في المعركة، أشارت إلى أن لبنان هو الأقوى في ملف العسكريين، وعليه استعمال هذه القوة لإنهاء هذا الملف وتصفية الخاطفين للعسكريين الواحد تلو الآخر. إلا أن المصادر استدركت بالإشارة إلى أنه لا يوجد قرار سياسي في هذا الصدد، علماً أن الرئيس سعد الحريري أكد أنه مستعد لتغطية الحكومة في أي قرار تتخذه لتحرير العسكريين.
وبينما أعلنت خلية الأزمة بعد اجتماع استثنائي عقدته أول من أمس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، أنها اتخذت قرارات لم تفصح عن طبيعتها، أشارت مصادر وزارية لـ«البناء» إلى «أن الحكومة مربكة في تعاطيها مع ملف العسكريين، وأن اجتماعات خلية الأزمة لم تتوصل منذ الاجتماع الأول إلى أي شيء، لافتة إلى «أن الوزراء الأعضاء غير متفقين اتجاه الأمور المتعلقة بالمقايضة».
وعلمت «البناء» أن وزير العمل سجعان قزي طالب بعقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء للبحث في قضية العسكريين، خصوصاً أن الرئيس سلام سيتوجه الأربعاء إلى العاصمة الفرنسية، ولن تكون هناك جلسة لمجلس الوزراء الخميس».
النهار : خليّة الأزمة” في أزمة كَثرة المفاوضين قطر تنسحب بسبب “فشل الجهود المبذولة”
كتبت “النهار”: يتركز الاهتمام الدولي على لبنان رغبة في منع انزلاقه الى الحرب السورية، وابعاداً لتداعيات تلك الحرب عنه، وقد وصل الى بيروت ليل أمس مدير الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية والمبعوث الخاص لوزير الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، على أن يبدأ لقاءاته اليوم مع المسؤولين اللبنانيين ليحضهم على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. كما تصل غداً الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني لاستطلاع الاوضاع. وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف غادر بيروت بعدما أكد ان موقف موسكو هو مع انتخاب رئيس جمهورية توافقي كما أنها مع التزام “إعلان بعبدا” بصرف النظر عن الموقف الروسي المعروف من الحرب السورية.
واجواء الداخل، على ضبابيتها والغيوم الداكنة التي أنذرت بفتنة عقب اعلان “جبهة النصرة” عن اعدامها الدركي الرقيب المختطف لديها علي البزال ليل الجمعة، وقيام حواجز تفتيش وتدقيق في الهويات لمسلحين في محيط عرسال، ليست تصعيدية، ذلك ان مصادر امنية اكدت لـ “النهار” ان “الجو العام ليس تصعيدياً، وان لا طرق مقطوعة، وان الاتصالات السياسية من القوى الموجودة في المنطقة لن تسمح بحصول مواجهات أو فتنة لا تخدم إلا المنظمات الارهابية. وستؤدي التدخلات والمونة على عائلة البزال الى عض على الجروح”.
وفي اطار البحث في تفعيل التفاوض مع الخاطفين الذين هددوا باعدام مزيد من العسكريين، علمت “النهار” ان وفداً من “هيئة العلماء المسلمين” سيلتقي ظهر اليوم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للبحث معه في مبادرة تقوم بها الهيئة، استباقاً لاجراءات لوح بها الشيخ عباس زغيب، منها خطف رعايا اتراك او قطريين لمبادلتهم بالعسكريين، مما يزيد الوضع تعقيداً في رأي مصدر وزاري.
وتنص مبادرة “هيئة العلماء المسلمين” لتهدئة الأجواء، التي سمّتها “مبادرة الكرامة والسلامة”، على إطلاق النساء والأطفال المحتجزين فوراً من جهة، وإلى الكف عن ترويع الأهالي وتهديدهم بقتل أبنائهم، والإفراج عنهم من جهة أخرى.
في المقابل، حرص رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام أمام زواره أمس على الكتمان الشديد، رافضا التعليق على أي استفسار يتعلّق بما انتهى اليه الاجتماع الاخير لخلية الازمة الوزارية الذي تابع برئاسته تطورات ملف المخطوفين العسكريين. وسئل هل الاوضاع الامنية الداخلية مطمئنة؟ وهل يرى ان الاجراءات الامنية للامساك بزمام الامور كافية؟ فاجاب: “ليس هناك ما يطمئن… لكن الامور كما نراها ممسوكة”.
المستقبل : قطر تنسحب من ملف العسكريين.. والأهالي يتوعّدون السرايا بـ«الثأر فرنسا تستطلع إمكان النأي بالرئاسة عن الاشتباك الإقليمي
كتبت “المستقبل”: في سياق متقاطع مع الأهداف الفتنوية للخاطفين، بدا خلال الساعات الأخيرة أنّ ملف العسكريين يجنح نحو مسالك غير مطمئنة على صعيد السلم الأهلي تحت وطأة المطبّات والمزالق الآخذة بالبروز سواءً على الأرض من خلال حواجز ميليشيوية يجاهر مسلّحوها في البزالية بكونها تستهدف خطف «العراسلة، أو على مستوى تصريحات ومصطلحات بعض أهالي العسكريين وأخطرها أمس توجيه أحدهم رسالة تحذيرية توعّد فيها «من على هذا المنبر الحسيني حيث يقام عزاء الشهيد علي البزال بأنّ «ثأر الأهالي «سيكون في السرايا الحكومية.
اللواء : «هيئة العلماء على خط التفاوض: هدنة بانتظار الأجوبة قطر تعلن وقف الوساطة .. وإحتضان وطني لعائلة البزال .. يحاصر الفتنة
كتبت “اللواء”: على وقع مشهد مأساوي تنقلت فصوله من البزالية، مسقط رأس العريف الشهيد في قوى الأمن الداخلي على البزال، الى الصيفي والمرفأ في وسط بيروت امتداداً الى القلمون في شمال لبنان، حيث تقطعت الطرقات طوال يوم السبت، عقدت خلية الأزمة اجتماعاً وصفت مناقشاته «بالصاخبة حول أي من الخيارات أنجع لوقف قتل العسكريين الواحد تلو الآخر، وأي طريق يمكن أن تسلكه الدولة بعد ترنح الوساطة القطرية باستعادة العسكريين الأسرى، وفي الوقت عينه حفظ ماء الوجه والسيطرة على الموقف التفاوضي، بصرف النظر عن أي وسيلة تؤدي الى الغاية المنشودة لتحرير العسكريين.
الجمهورية : موفد فرنسي بعد الروسي في بيروت.. وأمّهات المخطوفين للإلتِحاق بأبنائهنّ
كتبت “الجمهورية”: في تطور لافت، أعلنت قطر إنهاء وساطتها لإطلاق العسكريين المخطوفين لدى «داعش و«جبهة النصرة وقال بيان لوزارة الخارجية «أن جهود الوساطة جاءت لأسباب إنسانية، وانطلاقاً من حرص دولة قطر على الحفاظ على أرواح الأبرياء، وذلك بعد طلب من الأشقاء في لبنان الوساطة القطرية، وأكد البيان أن القرار جاء نتيجة فشل الجهود المبذولة. وأعربت الخارجية عن بالغ أسفها لمقتل الجندي اللبناني، مجددة حرص دولة قطر على بذل الجهود الديبلوماسية كافة من أجل الحفاظ على الأرواح. وجاء هذا التطور في وقت طغَت قضية العسكريين المخطوفين على مجمَل الاهتمامات الداخلية في عطلة نهاية الأسبوع، في ضوء تصعيد أهاليهم، إثر استشهاد العريف في قوى الأمن الداخلي علي البزّال، والذي سيواصلونه هذا الأسبوع وفق معادلة جديدة: «إن استُشهِد أيّ عسكري آخر فلن يكونَ ثأرُنا في عرسال بل في السراي.
وإذ رفعوا الصوتَ أكثر مطالبين بإنقاذ من تبَقّى من هؤلاء العسكريين من براثن «داعش و«جبهة النصرة اللتين تواصلان التهديد بقتلِ آخرين منهم، لم تحقّق الوساطات والمفاوضات أيّ تقدّم، وتحوّلَت خليّة الأزمة التي تتولّى هذا الملفّ «أزمةَ خليّة
على حدّ قول رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمس نتيجة كثرةِ المفاوضين وغياب آليّة جدّية ووحيدة يُترَك لها هذا الأمر لتعالجَه، ولوقفِ سياسة الابتزاز التي يمارسها الخاطفون عبر التهديد المتكرّر بقتل عسكريّين.
فيما تسارعَت الخطوات والاتصالات لاحتواء أيّ فتنة محتملة في البقاع بعد استشهاد البزّال، تفاعلت أمس قضية العسكريين المخطوفين، إذ سيواصل أهاليهم تصعيدَهم هذا الأسبوع وفق معادلة جديدة هي: «إن استشهد أيّ عسكري آخر فلن يكون ثأرنا في عرسال بل في السراي.
وفي حين واصلت البزّالية استقبال المعزّين من جميع الاطياف، قرّرت أمّهات بعض العسكريين المخطوفين الذهاب إلى تنظيم «الدولة الإسلامية
في جرود عرسال للانضمام إلى أولادهن، بعدما فقدن الأمل في التحرّك الحكومي لإطلاقهم.
وفي هذه الأثناء تكتّمَ أعضاء «خليّة الأزمة المكلّفة متابعة قضية المخطوفين على ما دارَ في اجتماعها الاستثنائي السبت الماضي برئاسة رئيس الحكومة تمّام سلام، واكتفت ببيان رسمي أشار الى أنّ اللقاء جاء استثنائياً بعد استشهاد البزال «الذي يُعتبر شهيداً لكلّ الوطن وليس فقط لعائلته.