سورية لن تكون دمية بيد الغرب
غالب قنديل
هذه العبارة التي قالها الرئيس بشار الأسد في حواره مع مجلة باري ماتش الفرنسية تختصر جوهر الأحداث التي تشهدها سورية منذ عام 2011 .
أولا الهدف الذي رسمته دوائر التخطيط الاستعماري هو ضرب استقلال سورية وإلحاقها بمنظومة الهيمنة الغربية الصهيونية وهنا بيت القصيد في كل ما تشهده سورية من احداث والدليل ان جميع المبادرات والمساعي التي دارت في فضاء الحدث السوري اصطدمت دائما بعناد الغرب والخليج وتركيا والمتواطئين معهم من لبنان والأردن في رفض اتخاذ أي إجراءات وتدابير عملية لوقف إرساليات السلاح والمسلحين والأموال إلى عصابات الإرهاب وعلى الرغم من كثرة الكلام السياسي مؤخرا عن مخاطر ارتداد الإرهاب إلى هذه الدول التي تخشى تهديده لأمنها فإن التدخلات مستمرة والتحايل على القرارات الدولية متواصل والتورط التركي السعودي القطري بإشراف أميركي أطلسي ما يزال هو الإطار الاستراتيجي لإدامة العدوان على سورية ويستمر على الأرض استثمار نشاط الجماعات الإرهابية الإجرامية متعددة الجنسيات بأقنعتها المختلفة والمتبدلة فيطلقون على التجمعات نفسها صفات الاعتدال بعد حقنها بكميات من الأموال والسلاح وإخضاعها لدروات يشرف عليها الأميركيون .
ثانيا هرب الحلف الاستعماري وأذنابه في المنطقة من الفشل في إسقاط الدولة الوطنية ومن الرهان على النيل من الرئيس بشار الأسد القائد المقاوم والثابت على مبادئه الاستقلالية الوطنية إلى استعمال ما تيسر من الجماعات الإرهابية كقوة ضغط للمساومة على توازنات السلطة السياسية في سورية ومستقبلها .
في ظل مخاطر ارتداد الإرهاب الخارج عن السيطرة تعطى الأولوية لمحاولة محورها إدخال جماعات عميلة للغرب ومرتبطة بالسعودية وقطر وتركيا إلى معادلات تكوين السلطة في سورية عبر منصات الحوار المحكي عنه بهدف التأثير على آلية صنع القرار السيادي بشراكة بين الدولة الوطنية وتلك الجماعات على امل تجويف الدولة الوطنية لاحقا من انويتها الاستقلالية الصلبة بشتى ادوات التدخل الخارجي والتأثير في الرأي العام وتصنيع زعامات ورموز سياسية يمكن بها تنفيذ اختراق جدي للمشهد السياسي السوري وشل فاعلية الدولة الوطنية في منظومة المقاومة التحررية المناهضة للهيمنة الاستعمارية على المنطقة أي ان الهدف كان وسيبقى وسوف يستمر هو ضرب دور سورية كمحور مقاوم واستقلالي والحفر في جدران القلعة لتطويعها ولتحويلها إلى دمية والسد الكبير والجبار اليوم هو الرصيد الشعبي السوري الكبير لزعامة الأسد ومتانة الدولة الوطنية السورية رغم كل الثغرات التي يرددها مؤيدون ومعارضون وصلابة الجيش العربي السوري الذي يبدو محور إجماع شعبي كما الرئيس.
ثالثا الحرب ستكون طويلة قال الرئيس الأسد وهو يقود تلك الحرب الطويلة بكل حزم وشجاعة بإرادة الاستقلال والتحرر وبالارتكاز إلى غالبية حاسمة من الشعب العربي السوري داخل سورية وخارجها حيث اكتوى النازحون بويل التجارة بأوجاعهم وخبروا خداع العصابات وزمر المرتزقة والحكومات والجماعات الأجنبية والعربية التي ضللتهم .
الحرب ستكون طويلة وعدة الدولة الوطنية شعبها وجيشها في وجه خليط مرتزقة وإرهابيين من ثمانين بلدا يرسم طابع المعركة على أرض سورية وعلى مستقبلها فلم يعد بمستطاع المتآمرين ترداد مزاعمهم الكاذبة عن ثورة مرتزقتهم ولا عن الحرب الأهلية الافتراضية ولا عن أوهام التقسيم لأن الدولة الوطنية السورية تقود مقاومة ضارية لتحرير سورية ولصيانة وحدتها ولفرض الاستقرار ولاسترجاع الأمان وهي بقيادة الرئيس الأسد ستكون قادرة على النهوض من جديد بدورها القومي والتحرري الريادي في المنطقة والعالم .
نجح المتآمرون في تأخير تقدم سورية وتطورها بدون شك وهم راكموا لقيادتها ولدولتها الوطنية تعقيدات ومهمات كثيرة في إعادة البناء الوطني لكن قدر سورية العربية الحرة ان تبقى قلعة الشرق المقاومة وقد استطاعت قيادتها الشجاعة واستطاع شعبها وأبطال قواتها المسلحة دحرجة الحلف المعادي في حلقات الفشل والانهزام بكل ثبات وتوازن القوى المتحرك يميل إلى الجهة التي تقف فيها سورية بكل صلابة ومعها حلفاؤها وشركائها في المنطقة والعالم وهوما سيجعل نهوضها لحظة فاصلة في التاريخ المعاصر عنوانها الرئيس بشار الأسد ومعه الشعب والجيش في ملحمة تاريخية كبرى فلن تكون سورية دمية بيد الغرب الاستعماري ولن تركع للصهيونية أبدا .