رئيس أركان الجيش الاسرائيلي: «اختصاصي» نصر الله؟ يحيى دبوق
في محاولة منه لـ «الدخول الى رأس العدو»، قدم رئيس الاركان الاسرائيلي أخيراً رسالة ماجستير تناولت اداء الامين العام لحزب الله وشخصيته وخطابه. الحزب وقائده باتا «اختصاصاً» لعدد من كبار ضباط الصف الأول في جيش العدو
غادي ايزنكوت «الرجل المناسب في المكان المناسب». هذا ما حاولت صحيفة «يديعوت احرونوت»، امس، ترويجه عن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجديد، المتخصص في شؤون لبنان واللبنانيين، والحائز أخيراً شهادة اكاديمية في دراسة حول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. الدراسة، التي عدتها الصحيفة احدى اهم ميزات ايزنكوت حيال لبنان والتهديد الكبير الذي يمثله الحزب على اسرائيل، هي رسالة ماجستير تناولت شخصية نصر الله واداءه وخطابه مع تحليل لشخصيته.
ايزنكوت، على النقيض من كل رؤساء اركان الجيش الاسرائيلي السابقين، متخصص في شؤون حزب الله وامينه العام، وهذا يضاف الى سجله الطويل في مقاربة الشأن اللبناني، منذ تجنده عنصر احتياط في لواء غولاني في احد مواقع مزارع شبعا المحتلة، وصولا الى رئاسة الاركان، مرورا بمنصب قائد المنطقة الشمالية، الاكثر قربا واحتكاكا بمنظومة الخطر التي يمثلها حزب الله على اسرائيل.
واضافة الى ايزنكوت، باتت تمسك بالقرار العسكري الاسرائيلي ازاء لبنان، مجموعة من ضباط الصف الاول، الذين لا تقل معرفتهم وخبرتهم عن رئيس الاركان الجديد، وكلهم على احتكاك سابق او حالي بالجبهة الشمالية والحدود مع لبنان، وخبروا حزب الله وقدراته العسكرية، كما خبروا قواعد الاشتباك ومحاولات كسرها بلا طائل في السنوات الاخيرة. ومن بين هؤلاء: نائب رئيس الاركان الجديد اللواء يائير غولان، الذي غادر منصب قائد المنطقة الشمالية حديثاً، وخلفه الحالي افيف كوخافي الذي يدرك بدوره قدرات حزب الله ربطاً بمنصبه السابق كرئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية، والرئيس الحالي للاستخبارات هرتسي هاليفي الذي خدم اخيرا كقائد لعصبة الجليل في الشمال.
للوهلة الاولى، قد يخيل للبعض أن «اختصاص» قادة العدو من العسكريين بحزب الله وبقدراته وحجم التهديد الذي يمثله، قد يكون دافعاً أساسياً لشن عدوان واسع لانهاء هذا التهديد، ولكن، في نظرة اكثر شمولية لميزان القوة بين الجانبين، فان المعرفة العميقة بما لدى حزب الله من سلاح وقدرة قتالية، قد تدفع الى النقيض من ذلك والى لجم الاسرائيليين عما من شأنه تعجيل المواجهة الشاملة، خشية اثمانها والاضرار الواسعة المقدر ان تدفعها اسرائيل في حرب جديدة ضد حزب الله.
في مقالة «يديعوت احرونوت»، كشف لوجهة التقدير في الاستخبارات الاسرائيلية حول الوضع على الحدود مع لبنان وسوريا: «هذه الجبهة لا يمكن اللعب معها كثيراً بعبارات على شاكلة: يبدو لي». فتقدير الاستخبارات يرى ان «جبهة ايزنكوت الشمالية، عادت الى خريطة الانذارات التي تتحدث عن تدهور محتمل… فكل عبوة يجري كشفها على الحدود مع لبنان يعلن عنها فورا كتشريكة عبوات الى ان يثبت العكس. وكل اثنين من الرعاة بالقرب من السياج يعدان نقطة مراقبة للعدو (حزب الله)، وكل اربعة رعاة يعدون إعدادا لهجوم عدائي».
ايزنكوت، تضيف الصحيفة، وانطلاقاً من معرفته بحدود قدرة الاستخبارات الاسرائيلية على جمع معلومات عن الحزب، وانذارات حول إمكان تنفيذ عمليات ضد اسرائيل، لا يخفي قلقه من قدرة السياج الحدوي على توفير انذارات في وقت قصير يسمح باحتواء «العمل العدائي»، وكبح إمكان التدهور الامني السريع على الجبهة. وبحسب الصحيفة، يجهد ايزنكوت لمعرفة ان كان السياج الحدودي، وما فيه من تكنولوجيا كلفت المليارات، قادراً على الحؤول دون تسلل جهات معادية (حزب الله).
يدرك ايزنكوت، كما تؤكد «يديعوت احرونوت»، أن «مثلث تشغيل القوة العسكرية لدى الجيش الاسرائيلي خرق منذ زمن طويل: النار عن بعد والتدريبات البرية والاستخبارات، اذ لم يعد الدخول البري الى منطقة العدو ضلعا اساسيا في النظرية القتالية، وتراجع كثيرا في حروب اسرائيل، بينما نما الضلعان الاخران: النار عن بعد، والاستخبارات». وهو يرى ان الرد على التهديدات يجب ان يتضمن تفعيل قوة قصوى، بما يشمل التدريبات البرية، والا فلا مجال لانهاء المعركة وفقا للمصلحة الاسرائيلية، كما يعتقد بأن «احد اهم الاسباب التي تدفع الى الابتعاد عن التدريبات البرية ليس فقط عقيدة الجيش القتالية، بل نتيجة الحساسية الاسرائيلية المفرطة من سقوط اصابات».
وتلفت الصحيفة الى ان ايزنكوت خاض عددا لا يحصى من الاشتباكات ضمن مسيرته الطويلة في الجبهة الشمالية، لذلك، «يريد ان يفهم نصر الله جيداً»، ولهذا السبب حاز شهادة ماجستير قبل ان يعين في منصب نائب رئيس الاركان. الرسالة تناولت نصر الله بالدراسة والتحليل، وتحديدا ما يتعلق بأدائه عبر تحليل خطاباته العلنية، في محاولة لدخول «الى رأس العدو».
(الأخبار)