من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير : رحلة سجى الدليمي من عرسال.. إلى اليرزة علي البزال ضحية التواطؤ القطري ـ التركي مع الإرهاب
كتبت “السفير”: لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم السادس والتسعين بعد المئة على التوالي.
علي البزال أجمل من أن يصدق أهله ورفاقه وعارفوه أنه صار شهيداً.
علي لم ترهبه آلة الخطف والخاطفين. كان قلبه يعتصر ألماً على ابنته المريضة، ابنة الثلاث سنوات التي كان يرعاها منذ أيامها الأولى. كان مستعداً لفعل أي شيء في سبيل شفائها وسعادتها. كان يخاف عليها أن تخسر كلمة “بابا”. كان يريد أن يعيش لكي يقف الى جانبها. كان علي يسأل دوماً عن صحة والدته ووالده وزوجته. كان يفكر بكل العالم إلا بنفسه.
عندما تطوع علي البزال في قوى الأمن الداخلي، اطمأن لنيله وظيفة محترمة، في زمن تقل فيه الأشغال وتصعب فيه الأحوال، خصوصا في البقاع المدموغ في حاضره وتاريخه بالحرمان.
كان يريد أن يبقى قريبا من عروسته الصغيرة ومن أهله، فاختار، برغم المخاطر، أن يخدم في فصيلة عرسال، على مقربة من بلدته البزالية وعائلته وعائلة زوجته رنا الفليطي ابنة بلدة عرسال.
لم يكن علي البزال يدري أن الإرهاب عندما يمارس سواده، لا يميز بين إنسان وآخر. صار حامي الناس هو المخطوف وهو الباحث عن حماية سياسية تعيده الى ذويه أو تمنع السكين عن رقبته والرصاص عن رأسه. قال والده رامز بصوت مبحوح: “إذا الدولة خطفت اليوم، ما هي ضمانتنا؟ لمن نلجأ؟ لمن نشكو”؟ أما لسان حال والدته فكان أننا أعطينا أولادنا للدولة لتحمينا وتحمي الوطن، “وإذ بها تتخلى عنا وعن أولادنا”.
نعم، علي البزال أجمل من أن يصدق كل من يشاهد صورته أنه صار شهيدا على يد خفافيش الظلام.
لم تكد تمضي 24 ساعة على مغادرة الموفد القطري أحمد الخطيب، الأراضي اللبنانية، عائدا الى الدوحة، حتى نفذت “جبهة النصرة” حكمها “المؤجل” بإعدام العسكري علي البزال.
وقال تنظيم “النصرة” في بيان أذاعه عبر “تويتر” (مراسل القلمون) حوالي الحادية عشرة من ليل أمس: “لقد مضى الجيش اللبناني بأعماله القذرة والدنيئة على خطى النصيرية وحزب اللات (حزب الله) باعتقاله النساء والأطفال. ان تنفيذ حكم القتل بحق أحد أسرى الحرب لدينا (علي البزال) هو أقل ما نرد به عليه، وإن لم يتم إطلاق سراح الأخوات اللاتي اعتقلن ظلماً وجوراً فسيتم تنفيذ حكم القتل بحق أسير آخر خلال فترة وجيزة”، من دون أن يذكر اسم ذلك الأسير.
وأرفق التنظيم صورة مع البيان تبين مسلحاً لا يظهر وجهه انما يده اليمنى وهو يطلق عبر رشاش “كلاشنيكوف” الرصاص على رأس البزال.
وقال مرجع أمني واسع الاطلاع لـ”السفير” ان الأجهزة تأكدت الى حد كبير من أن البزال “صار في عداد الشهداء”، وأوضح أن خلية الأزمة ستنعقد استثنائيا في الساعات المقبلة، مشيرا الى أن كل الخيارات مطروحة على بساط البحث.
وكشف أحد الوزراء لـ”السفير” أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم طرح في اجتماع خلية الأزمة الأخير الرد على أي عمل انتقامي من قبل “النصرة” أو “داعش” بالمبادرة سريعا الى تنفيذ أحكام إعدام صادرة عن القضاء اللبناني بحق إرهابيين.
وقال المصدر الوزاري نفسه إنه برغم فداحة الخسارة، فإن قرار الحكومة حاسم برفض الرضوخ لمنطق الإرهابيين، وأكد أنه “ليس خافيا على أحد أن لا حلول سحرية أو سريعة لملف العسكريين”، آخذاً على القطريين أنهم يتحملون مسؤولية ما حصل بسبب عدم حماستهم لممارسة أي ضغط على الجهات الخاطفة، فالأتراك قرروا “النأي بأنفسهم”، أما القطريون فقد تعهد أميرهم أكثر من مرة لرئيس الحكومة تمام سلام، لكنهم لم يبدلوا حرفا، لا في سلوكهم ولا في الوقائع، وان دلّ ذلك على شيء، فعلى وجود قرار ضمني بعدم وضع الملف على سكة المعالجة الجدية، فضلا عن “انتفاء مصلحتهم في لعب دور كاسحة ألغام في ملف يفترض أن تستثمره حكومة لبنانية ولدت بقرار سعودي” بحسب المصدر الوزاري نفسه.
وأوضح المصدر أن زيارة الخطيب لم تحمل جديدا، فقد كان منتظرا منه أن يحمل مطالب واضحة من الخاطفين، ذلك أنهم وعدوا قبل أكثر من أسبوعين بإرسال لوائح بأسماء السجينات اللواتي يطالبون بإطلاق سراحهن من السجون السورية، لكنهم (“النصرة”) لم يرسلوا سوى 89 اسما (كان يفترض أن يرسلوا 1300)، كما أن “داعش” لم يتراجع عن مطالبته بإطلاق سراح 22 من الموقوفين في السجون اللبنانية وعلى رأسهم أحمد ميقاتي وعماد جمعة ونعيم عباس وجمانة حميد وجمال دفتردار وغيرهم.
وأشار المصدر الى أن انتقال الجانب الرسمي اللبناني من موقع الدفاع الى الهجوم في الآونة الأخيرة، أفقد الخاطفين صوابهم، خصوصا أنهم استشعروا وجود “بنك للأهداف” يرصده الجيش في أكثر من منطقة لبنانية، ويمكن في حال استثماره، مضاعفة أوراق القوة بيد المفاوض اللبناني.
يذكر أن خبر إعدام البزال نزل كوقع الصاعقة على أهالي العسكريين المخطوفين في ساعة متأخرة من ليل امس، وقد غادر أهل الشهيد البزال خيم المعتصمين وتوجهوا على الفور الى البزالية، فيما طرح بعض الأهالي تنفيذ اعتصام مفتوح أمام مراكز ومؤسسات قطرية وتركية في بيروت.
ونفذ الجيش اللبناني انتشارا عسكريا واسعا في البقاع، خصوصا في الشرايين التي تربط البقاع الأوسط بالبقاع الشمالي، وسُجل ظهور مسلح في محيط منزل الشهيد البزال في البزالية، بينما قام بعض أهالي بلدته بقطع الطريق بالاطارات بين البزالية واللبوة.
وفيما روجت مواقع إخبارية لاشتباكات عنيفة على طول الحدود الشرقية، قال مصدر أمني لـ”السفير” انه سجلت محاولة هجوم من بعض المجموعات الارهابية باتجاه بلدة الطفيل اللبنانية داخل الأراضي السورية، لكن مجموعات “حزب الله” تصدت لها، وعاد الوضع الى طبيعته في ساعة متأخرة من ليل أمس.
الديار : جبهة النصرة أعلنت إعدام علي البزال وهستيريا تصيب أهالي العسكريين “منسوب” المواجهة بين الدولة والتكفيريين الى ارتفاع وقطع طرقات وخطف في البقاع اللواء ابراهيم : لا خيار لنا إلا مواجهة الإرهاب بصف واحد أياً تكن التضحيات
كتبت “الديار”: نفذت جبهة النصرة تهديداتها وأقدمت ليلاً على اعدام الشهيد علي البزال رمياً بالرصاص. وهذا ما سيرفع سقف المواجهة بين الجيش اللبناني والقوى الامنية من جهة والقوى التكفيرية. واصدرت جبهة النصرة بياناً اعلنت فيه اعدام الجندي علي البزال، تحت عنوان: من سيدفع الثمن؟ وجاء في البيان: لقد مضى الجيش اللبناني بأعماله القذرة والدنيئة على خطى النصيرية وحزب اللات باعتقاله النساء والأطفال. وان تنفيد حكم القتل بأحد أسرى الحرب لدينا (علي البزّال) هو أقل ما نرد به عليه، وإن لم يتم اطلاق سراح الأخوات اللاتي اعتقلن ظلماً وجوراً فسيتم تنفيذ حكم القتل بأسير آخر لدينا خلال فترة وجيزة.
وفور شيوع الخبر سادت حالة من الهستيريا اهالي العسكريين في رياض الصلح، وسط صراخ والدة الشهيد علي البزال التي انهارت وحالتها ادمت القلوب فيما بدا الذهول على وجوه اهالي العسكريين الآخرين وسط توافد حشد اعلامي. وقد عبر الاهالي عن غضبهم وصبّوا نقمتهم على الحكومة وكيفية ادارتها لهذا الملف، خصوصاً ان الاهالي حصلوا على تطمينات من الحكومة قبل ساعات من الاعدام بأن المفاوضات متواصلة وهناك وعود من الخاطفين بعدم اعدام اي جندي. وقد انتقلت عائلة الشهيد علي البزال مع عدد من عائلات الجنوب الى بلدة البزالية مسقط رأس الشهيد البزال في بعلبك، وقام الاهالي بقطع الطرقات واشعال الدواليب، وتحديداً على طريق اللبوة ـ عرسال، وهددوا باجراءات تصعيدية اليوم كما هدد اهالي العسكريين بقطع الطرقات في محيط رياض الصلح. وتحدثت معلومات ليلاً عن قيام النصرة باعدام جندي آخر. وقد حاول الاهالي الاتصال بالمسؤولين لمعرفة الخبر اليقين، ولكن خطوطهم الهاتفية كانت مقفلة. والسؤال : كيف ستتصرف الدولة بعد ان اتخذ هذا الملف تطوراً جديداً، بعد اسابيع من الاخذ والرد عن عمليات قتل تتراجع عنها النصرة في اللحظات الأخيرة مقابل تهديدات وضياع من الدولة اللبنانية بالتعامل مع هذا الملف. وربما دفع الشهيد علي البزال دمه، نتيجة المزايدات وخلافات المسؤولين ومحاولة كل طرف الاستئثار بمعالجته على طريقته.
هذا التطور سيجعل المواجهة بين الدولة اللبنانية والقوى الارهابية تأخذ منحى جديدا وتصاعديا بعد اعدام جبهة النصرة الشهيد علي البزال، وهذا ما سيرفع سقف منسوب المواجهة بين الجيش اللبناني والقوى الامنية من جهة، والقوى التكفيرية من جهة اخرى، خصوصا ان الضربات التي وجهتها القوى الامنية للتكفيريين كانت قاسية، وجعلت “ابو علي الشيشاني” يخرج عن طوره باطلاق سلسلة تهديدات بقتل الجنود اذا لم يتم الافراج عن زوجته علا عقيلي.
وليلا نقلت قناة “ان بي ان” التلفزيونية عن توجه لبناني لتنفيذ احكام اعدام على موقوفين ارهابيين، كما افيد عن اجتماع لخلية الازمة اليوم لاتخاذ القرار في كيفية الرد.
ونفى مصدر عسكري ما تردد عن قيام المسلحين بهجوم على نقاط الجيش بجرود عرسال ورأس بعلبك وبريتال بالتزامن مع الاعلان عن اعدام علي البزال..
وعلم ان الجيش اللبناني نفذ انتشارا واسعا في البقاع منعا لأي مضاعفات قد تحصل ونشر حواجز ثابتة ومؤللة.
وليلاً ابلغ عن خطف 3 أشخاص من قبل مسلحين ملثمين على طريق البزالية- اللبوة
واعتبر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم “ان الدور الذي اضطلعت به القوى العسكرية من جيش وقوى امن داخلي وامن عام وامن دولة، كان هو العاصم عن سقوط لبنان في اتون الحروب الداخلية، وبراثن الارهاب اني تعددت تسمياته وتبدلت وجوهه”، مخاطبا ضباط المديرية بالقول “لا خيار لنا الا المواجهة ايا تكن التضحيات من خلال صف واحد مع الاجهزة العسكرية والامنية الاخرى.
وقال في افتتاحية العدد الخامس عشر من مجلة “الامن العام” الصادر عن المديرية لشهر كانون الاول “لبنان الذي يعيش زمن الاستقلال في هذه الايام وسط البراكين المتفجرة من داخل وخارج، يسعى ما امكن الى درء نارها، ودفع حممها بعيدا منه، وتزخيم دورة الحياة في احوال صعبة ومعقدة”، مضيفا “يزيده اصرارا وعي ابنائه لعظمة رسالته ودوره الحاضن للعيش الواحد، وهو يترسخ يوما بعد يوم رغم المشككين في امكان استمراره موحدا ذا سيادة، يتكئ على تاريخه العريق في التواصل والانفتاح والحوار بين مكوناته، لصون جغرافيته من التقسيم او الذوبان او الاقتطاع”. واشار ابراهيم الى “ان الامن العام اصبح جزءا من المعادلة الامنية في البلاد”.
الأخبار : إعدام البزّال: المقايضة بالدم
كتبت “الأخبار”: عندما يكون التعامل مع وحوش بشرية، يكون قتل الدركي علي البزّال نتيجة متوقّعة. وعندما تخوض دولة مفاوضات مع هؤلاء الوحوش بتراخٍ، وبضغوط سياسية متبادلة بين مسؤوليها، وبمزايدات مذهبية بين قياداتها حتى كاد بعضهم يتحوّل عاملاً لدى الخاطفين، يغطّي قطع الطرق ويضغط للاستجابة لمطالبهم ويحذّر من مخالفة أوامرهم، وعندما يكلف مطلوب بتهمة الإرهاب كمصطفى الحجيري (أبو طاقية) بالتوسط مع إرهابيين، عندها يكون إعدام أسراها نتيجة منطقية لفقدان مثل هذه الدولة هيبتها.
وبالطبع، ليس اللوم هنا على الأهالي المجروحين إذا ما قطعوا طريقاً أو أقفلوا ساحة مطالبين بفلذات أكبادهم. وعلى كل من امتعض من عملية التبادل الأخيرة بين حزب الله وخاطفي أحد عناصره أن يتذكّر أن الثمن الذي قبضه هؤلاء، وهم لا يختلفون بأي حال عن الارهابيين الذين يحتجزون العسكريين، كان بخساً، وأن هؤلاء لم يمسّوا شعرة من أسيرهم لعلمهم بأن من يطالب به قادر على الوصول اليهم، وعلى تدفيعهم ثمناً غالياً. وعليه، بات حكماً من الآن فصاعداً أن تعتمد الدولة طريقة جديدة في مقاربة هذا الملف، عنوانها الرئيس: المقايضة بالدم.
فبعد أقل من 24 ساعة على تهديد الارهابي أنس جركس المعروف بـ”أبو علي الشيشاني” بـ”الثأر” لاعتقال زوجته علا جركس، أعلنت “جبهة النصرة”، على تويتر أمس، إعدام البزال، رداً على “اعتقال الجيش اللبناني (…) النساء والأطفال”. وهددت بإعدام جندي آخر “خلال فترة وجيزة” ما “لم يتم إطلاق سراح الأخوات اللاتي اعتقلن ظلماً وجوراً”.
وفور شيوع نبأ الاغتيال، سادت حالة من الغضب قرى البقاع الشمالي، لا سيّما في بلدة الشهيد، البزالية، حيث قطع الأهالي طريق بعلبك ــ الهرمل الدولي، وطريق عرسال من اللبوة، وترافق التحرّك مع ظهور مسلّح كثيف. وفيما نفّذ الجيش اللبناني انتشاراً سريعاً على الطريق وعلى مفارق البلدات والطرق الفرعية لمنع أي ردود فعل وتوتر، سُجّل إطلاق نار على سيارة متوجهة إلى عرسال، ما أدى إلى إصابة أحد أبناء البلدة من آل الحجيري إصابة بالغة من دون أن يعرف مصيره. واستمرت حالة الغضب إلى ساعات متأخرة من الليل.
وفي بيروت، تجمع أهالي العسكريين المختطفين بعد شيوع خبر اغتيال البزال أمام المركز الثقافي التركي في بيروت احتجاجاً على استمرار دعم الحكومة التركية للتنظيمات الإرهابية.
مصدر في “جبهة النصرة” عزا قتل البزال الى “نكث الحكومة اللبنانية بوعودها”. وقال إن الخاطفين أرجأوا قتل البزال الاسبوع الماضي “بعدما تعهّدت الحكومة بالتفاوض الفوري والمباشر. لكنها خلال أقل من يومين نكثت بالوعد وأوقفت التفاوض وخطفت نساءً وأطفالاً”. ولفت الى “أننا حذّرنا الحكومة في المرة الماضية بأننا لن نهدّد بعد اليوم بل سننفّذ فوراً”. واللافت أن “النصرة” هي من قامت بـ”الثأر” لتوقيف سجى الدليمي وعلا جركس، علماً بأنهما أقرب الى “داعش”، وهو ما فُسّر بأنه رسالة الى الحكومة بأن الخاطفين لن يرضخوا لأي ضغط باعتقال الدليمي وجركس وأن هذه القضية خارج التفاوض لإطلاق الأسرى.
وكانت أزمة العسكريين خيّمت على أجواء الاجتماع الأمني الموسّع الذي عُقد في السراي الحكومي بعد ظهر أمس برئاسة الرئيس تمام سلام. وتمحور الاجتماع الذي حضره وزراء المال علي حسن خليل والصحة وائل أبو فاعور والدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق والعدل أشرف ريفي، وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الأجهزة الأمنية، حول مسألة التفاوض في ملفّ العسكريين، وكيفية التعامل مع المستجدات الأمنية. وأشارت مصادر وزارية مشاركة إلى أن “التوجّه العام في الجلسة هو قرار الدولة بإجراء صفقة شاملة في ملفّ العسكريين ولو على دفعات، وعدم الرضوخ لمطالب الإرهابيين بتجزئة التفاوض”. ولفتت المصادر إلى أن “التوجّه العام اتجه نحو حصر التفاوض بالقنوات الأمنية، أي اللواء عباس إبراهيم، من دون إغلاق الباب مطلقاً أمام قنوات أخرى قد نضطر إليها في ضوء المستجدات”. وأشارت المصادر إلى أنه “كان هناك شبه إجماع على عدم جدوى وفعالية الموفد القطري، لذلك سيتمّ التعامل معه كأحد القنوات، وليس القناة الوحيدة”.
البناء : استطلاع السفارة الأميركية حول الرئاسة يرجّح الكفة بين فرنجية وقهوجي غليان القلمون يقترب من الانفجار… وهستيريا “النصرة” تقتل البزال مطالبة شعبية بتنفيذ أحكام الإعدام بالإرهابيين
علمت “البناء” أنّ السفارة الأميركية أنجزت استطلاعاً سياسياً حول المرشح الأوفر حظاً لمنصب رئاسة الجمهورية، وفقاً للمعطيات التي تعيشها الساحة السياسية في لبنان، وقام الاستطلاع على تشكيل فريق من الإعلاميين والسياسيين الذين يعملون لحساب السفارة، ويملكون مواقع تسمح لهم بالوصول إلى صنّاع القرار في القوى المؤثرة بالعملية الانتخابية، إضافة إلى ديبلوماسيين ينشطون في العلاقات بالقيادات السياسية والأمنية وعلى رأسهم السفير ديفيد هل.
الاستطلاع تركّز على معادلة المنافسة بين الزعماء المسيحيين الأربعة العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميّل والنائب سليمان فرنجية، واعتبار بكركي شريكاً في نظرية الأولوية لرئيس من بين الأربعة، كما شبه إجماع بينهم على هذه الحصرية باستثناء موقف جعجع، الذي يحبّذ بعد التسليم بضعف حظوظه الرئاسية أن تؤول الرئاسة إلى العماد جان قهوجي، بينما لم يتقدّم العماد عون وأيّ من معاونيه بأيّ اسم بديل لترشيحه، لكن الاستطلاع قام على المفاضلة الافتراضية مع المقربين من الزعماء ومع رجال الكنيسة، وبعض القيادات المسيحية الفاعلة، ليصل إلى استنتاج أن العماد عون يفضل إذا اضطر للاختيار بين الثلاثة الآخرين سواه فرنجية على جعجع والجميّل، كما يفضل جعجع من الثلاثة المتبقين عداه فرنجية على عون والجميّل، الأول لاعتبار التنافس الشعبي والثاني لاعتبار التنافس الحزبي، والأمر نفسه لدى الجميّل، الذي يأتمن فرنجية ولا أحد سواه على مستقبل نجله سامي، ومن خارج الزعامات الأربعة يفضل جنبلاط فرنجية على الثلاثة إذا حصر الخيار بينهم، على الأقلّ لأمانته على رعايته لزعامة نجله تيمور وتأمينه لدى سورية وحزب الله لهذه الرعاية، كما يفضله بري إذا حصر الخيار بالأربعة وحلت عقدة ترشيح العماد عون، وتيار المستقبل يدفع باتجاه فرنجية إذا كان لا بدّ من الاختيار من ضمن الزعماء الأربعة ، لكنه يشجع خياراً من خارج الأربعة هو العماد قهوجي أيضاً.
الاستطلاع الذي أجرته السفارة يرى حظوظ العماد قهوجي ضعيفة بسبب الحاجة إلى تعديل الدستور لترشيحه، ويرى المبرّر الوحيد لدفعه إلى الواجهة انتصار بارز على جبهة عرسال وجرود القلمون.
هذا التقرير الذي أرسلته السفارة الأميركية إلى واشنطن، يرى أنّ التصعيد المتوقع في القلمون، يجب أن يتوّج بنصر للجيش اللبناني من دون مشاركة تعزّز وزن حزب الله في الانتخابات الرئاسية.
يأتي هذا التقرير بينما الوضع يتصاعد نحو الغليان والانفجار في القلمون، في ظلّ الهستيريا التي أصابت “جبهة النصرة” بسبب نجاح الجيش والأجهزة الأمنية بإلحاق إصابات مباشرة بقياداتها وقيادة “داعش”، وتنظيمهما النسائي الأشدّ خطراً وتنظيماً من التنظيم الظاهر للجسم القتالي، بينما تصاعدت تهديدات إعدام العسكريين المخطوفين بعد إعلان “النصرة” عن إعدام العسكري علي البزال، وتوتر مع النبأ كل ّالمناخ في البلد وخصوصاً في البقاع، وبدا أنّ الدعم المعلوماتي الذي توفره طائرات الاستطلاع “الإسرائيلية” يفتح شهية “النصرة” على المزيد من عمليات الاستنزاف التي تصاعدت مع منتصف ليل أمس ضدّ الجيش في جرود عرسال ورأس بعلبك وبريتال، استباقاً للحصار المرتقب للمسلحين كلما تراكمت الثلوج، عسى تسرّع كلّ العمليات والتهديدات بتفاوض مريح يفتح مدينة عرسال لـ”النصرة” كعاصمة سياسية أمنية وقاعدة خلفية مغطاة بتفاهم مع الدولة اللبنانية.
كيف ستردّ الدولة المهدورة هيبتها مع كلّ عسكري يهدر دمه؟ يبقى هذا السؤال معلقاً مع المطالبة المفتوحة والمكرّرة برؤية المشانق معلقة في ساحة الشهداء بانتظار تنفيذ أحكام الإعدام بحق المحكومين من القضاء اللبناني بالإعدام من بين الإرهابيين الموقوفين والمدانين بجرائم إرهابية.
في تطور دراماتيكي على صعيد قضية العسكريين المخطوفين، وبعد ساعات من تهديدات القيادي في تنظيم “داعش” أنس شركس المعروف بـ”أبو علي الشيشاني” بخطف نساء وأطفال رداً على توقيف السلطات الأمنية زوجته علا العقيلي للتحقيق معها، أعلنت “جبهة النصرة” ليل أمس تنفيذ حكم القتل بعنصر قوى الأمن الداخلي علي البزال.
واعتبرت الجبهة في بيان عبر “تويتر” لمراسلها في القلمون أن الإعدام هو أقل ما نرد به على الجيش اللبناني، محذرة من “إعدام أسير آخر خلال فترة وجيزة ما لم يتم إطلاق سراح الأخوات المعتقلات اللواتي اعتقلن لدى الجيش”.
وفور إعلان النبأ، قطع أهالي الشهيد البزال الطريق الذي يربط البزالية باللبوة بالإطارات المشتعلة. وسجل ظهور مسلح كثيف أمام منزل الشهيد. فيما عزز الجيش انتشاره في البقاع منعاً لأي تطورات أمنية.
وأفادت معلومات من البقاع أن المجموعات الإرهابية المسلحة هاجمت مراكز الجيش في جرود عرسال وجرود بريتال ورأس بعلبك، فيما قصفت مدفعية الجيش أماكن تواجد المسلحين في جرود عرسال.
النهار : البزّال شهيداً في التصعيد الإرهابي للمواجهة تحريك الأزمة الرئاسية مع زحمة الموفدين؟
كتبت “النهار”: بعد أيام من المكمن الذي نصبته لدورية من الجيش في جرود رأس بعلبك وتفجير عبوة ناسفة في جرود عرسال مما أودى بسبعة شهداء عسكريين، صعدت التنظيمات الارهابية المواجهة المفتوحة مع الجيش فأقدمت “جبهة النصرة” ليل أمس على تنفيذ تهديداتها المتكررة بإعدام الدركي المخطوف لديها علي البزال. وعكس هذا التصعيد الاجرامي بتصفية البزال بعد التوقيفات الاخيرة التي نفذها الجيش وشملت مطلّقة زعيم تنظيم “داعش” وزوجة احد قادة “جبهة النصرة”، ضغطاً كبيراً داميا تحاول عبره التنظيمات الارهابية ان تنزع من الجانب اللبناني ورقة القوة الاضافية التي تمكن منها واعادة مسألة المخطوفين العسكريين الى نقطة الصفر بعدما اخذت التحقيقات الجارية مع المرأتين الموقوفتين لدى مخابرات الجيش تتوغل الى كشف ادوار تنفيذية لهما من مثل التمويل والتجنيد.
وأعلنت “النصرة” قرابة الحادية عشرة ليلاً عبر موقع “تويتر” انها اعدمت البزال مهددة باعدام عسكري آخر خلال فترة وجيزة، معتبرة ذلك “أقل ما نرد به على الجيش اللبناني اذا لم يتم اطلاق الاسيرات”. وعلى الاثر قطع اهالي الشهيد البزال الطريق بين بلدتي البزالية واللبوة كما سجل ظهور مسلح كثيف في البزالية. وسجل أيضاً انتشار لوحدات الجيش في البقاع الشمالي منعاً لاي تداعيات أمنية لاعدام الدركي الشهيد، خصوصا ان بيانا صدر باسم “شباب آل البزال” توعد بالانتقام للدركي الشهيد وتزامن مع انتشار حواجز مسلحة في البزالية واعمال تفتيش للسيارات.
وكان المشهد الداخلي توزع أمس بين استنفار حكومي وأمني لمواجهة التطورات المتعلقة بالوضع الميداني على جبهة عرسال والبقاع الشمالي وملف العسكريين المخطوفين من جهة، والحركة الديبلوماسية الناشطة في اتجاه بيروت من جهة اخرى. ومع ان أولوية الملف الامني طغت على معظم الاتصالات والاجتماعات التي عقدت في السرايا الحكومية، استرعت انتباه المراقبين والاوساط السياسية حركة موفدين ديبلوماسيين الى بيروت بدءاً بزيارة الموفد الرئاسي الروسي نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف الذي كانت له جولة واسعة من اللقاءات السياسية سيكملها اليوم. كما ان جولة واسعة مماثلة من اللقاءات سيجريها الاثنين والثلثاء من الاسبوع المقبل الموفد الفرنسي مدير قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا جيرو وتتركز خصوصا على ملف الانتخابات الرئاسية . كما تصل الثلثاء الى بيروت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني.
المستقبل : الفاجعة تصدم الأهالي وتعزيزات عسكرية لاحتواء التوتر بقاعاً لبنان يبكي الشهيد علي البزّال
كتبت “المستقبل”: الدركي علي البزال شهيداً. انضم أمس إلى قافلة شهداء الوطن. لن تبكيه عائلته بمفردها، إذ إن جرحه أصاب لبنان من أقصاه إلى أقصاه. القلق على المصير والخوف من المجهول، لن يكونا حصراً على أهالي العسكريين المخطوفين، بل على جميع اللبنانيين الذين كُتب عليهم أن يدفعوا يوماً بعد يوم المزيد من الدماء الغالية حفاظاً على سيادتهم واستقلالهم وعيشهم المشترك.
اللواء : قتل البزال يهدِّد بتفجير التفاوض .. وجبهة القلمون تشتعل موجة غضب تعمّ البقاع .. والجيش على الأرض لتطويق الإحتقان
كتبت “اللواء”: وضع قتل الجندي علي البزال من قبل خاطفيه في جبهة “النصرة” وهو الجندي الشهيد الرابع الذي يعدم من بدء أزمة المخطوفين في آب الماضي، عملية التفاوض امام مفترق خطير، أقله تفجير هذه المفاوضات على الرغم من ان الحكومة أتخذت قراراً بالتفاوض المباشر.
وما عزّز المخاوف هو الانتشار المسلح الكثيف في البقاع، وتسيير الجيش دوريات مكثفة لاحتواء الاحتقان، في ظل معلومات عن اتساع المواجهات في القلمون السورية بين الجيش السوري والمسلحين من الجهة السورية، والجيش اللبناني وهؤلاء المسلحين في جرود عرسال امتداداً إلى جرود رأس بعلبك، من جهة ثانية، حيث أفادت المعلومات عن سقوط أكثر من عشرة قتلى في صفوف المسلحين، وإصابة 15 آخرين بجروح، وأن الجيش السوري قصف تجمعات المسلحين ومقرات “النصرة” في القلمون، فيما ذكرت معلومات في المقابل عن هجوم لجبهة “النصرة” على عدد من مراكز الجيش اللبناني في جرود عرسال ورأس بعلبك وجرود بريتال، لكن مصدراً امنياً نفى هذه المعلومات، مؤكداً ان أي هجوم لم يحصل على مراكز الجيش.
الجمهورية : ملفّ المخطوفين دَخَل مرحلة جدي دة وتأكيدات بعدم التراجُع أمام الإرهاب
كتبت “الجمهورية”: نفّذت جبهة “النصرة” التهديدَ الذي كان أطلقَه أبو علي الشيشاني بالثأر، فقتلت الأسير علي البزّال، وهدّدت بقتل أسير آخر خلال فترة وجيزة، في تطوّر أطاحَ بكلّ الوساطات والمبادرات والمعالجات، وذلك ردّاً على الضربة الموجعة التي تلقّاها تنظيما “داعش” و”النصرة” على أثر توقيف طليقةِ أبو بكر البغدادي سجى الدليمي وزوجة الشيشاني علا جركس، في محاولةٍ منهما لرفعِ معنويات قواعدِهما التي أصيبَت بالصميم، ولتحسينِ شروطهما التفاوضية متّكئين على البَلبلة الداخلية التي سيُحدثها قتلُ الشهيد البزّال.
لا شكّ في أنّ هذا القتلَ سيطغى على كلّ الملفات الأخرى، لأنّه أدخلَ ملف العسكريين المخطوفين في مرحلة جديدة ساخنة تتطلب تحرّكات عاجلة لتطويق ارتداداتها على أكثر من صعيد، إلّا أنّ الدولة وبإجماع مكوّناتها ليست في وارد الرضوخ لتهديدات الإرهابيين، لأنّ أيّ تردّد أو تلكّؤ يعني انهيار هذه الدولة، خصوصاً أنّ الإرهابيين وفي اللحظة التي لمسوا فيها انتقالَ لبنان من موقع المتلقّي إلى الموقع المبادر قاموا بقتل البزّال، في محاولة لإعادته إلى الموقع المتلقّي والمتردّد، فيما هو ليس في هذا الوارد، بل على كامل الاستعداد للدخول في مواجهة تحفظ هيبة الدولة ومؤسساتها وتضع حدّاً لابتزاز الإرهابيين وترهيبهم.